متتالية شعرية
أهكذا بغير معجزة….!
عباس الصهبى
(الحركة الأولى)
طويلة…. شوارع المدينة
طويلة… بغير فائدة
ما الفرق بين شارع وآخر؟
ما الفرق بين راكب وسائر؟
ونظرة الخوف…
التى تكسو العيون….
واحدة!
ما الفائدة؟!
أسير فى شوراع المدينة
فتلتوى…
وعندما يأتى المساء
يلدغنى ثعبان يأس قاتل
أهرب من نفسي
فلا يفتك بي
مقهى… على الميدان
وشـاي
وثلة من تعساء الأبرياء
أهتف فيهم:
( لمن يكون الانتماء؟
للأرض…. أم يكون للسماء؟
للجذر… أم للزهرة… العطاء؟
لمن يكون الانتماء؟
لمن؟)!
( الحركة الثانية)
ألقاك فى قتامة المساء…
يا حبيبتى….
نجما.. يضئ وحشتي
وبلسما.. يشفى جراح غربتي
وقصة.. أنسى بها كل المآسي
الحب رقة…
فما لحبنا المولود…. قاس؟!
يود أن يكون رغم كل شئ
لا الخوف… لا الرياء.. لا الشتاء… يوقفه
يود أن يكون صادقا…
ولو بدا….
بوجهه الذى لا نعرفه
تنسين فى يدى….
ذراعك التى…..
كأنها شراع
أقودها/ تقودني
فنعبر الضياع
نسخر من شوراع المدينة الطويلة
نعبرها… فى قبلتين
نجتازها بطولها.. خلال ترنيمة
بلبلين حائرين حالمين
من قال أنها طويلة…
لم يضطرم بالشوق قلبه
ولم الحب!
( الحركة الثالثة)
مازال وجهك المدور الصغير..
ياحبيبتى…. يزورني
فى جرأة البراءة المقتحمة
يدخل غرفتى…
يلومني
وقد سقطت .. فى الفراش..
مثخنا بالحمى…
يسألني:
( الى متى نظل هكذا؟
وكيف نعبر السيول….
دون أن تغرقنا؟
وهل يقاوم الصقيع دفء قلب..
نابض بالحب…
دون معجزة؟)!
- حبيبتى..
طريقنا محدد
مكاننا: بالخندق المرصود
شعارنا: لن يسقط الجديد…
فى الأكمنة القديمة
وحبنا: اليد التى تلوى عنان…
المستحيل
فات أوان المعجزات
وهو فى انتظار معجزة
عصر الشوراع الطويلة/ الطويلة التى…
لا تلتقى…
الا لكى تفرق الخطى…
عن الخطي
فلتحذرى….
حبيبتى….
شوراع المدينة!
( الحركة الأخيرة)
هأنت قلتها…
بمنتهى البساطة:
( لن نلتقى….
لأننا….. لن نلتقي)!
كارثة مروعة
لأننى… بمنتهى البساطة…
قبلت ألا نلتقى…..
لأننا.. لن نلتقي!
لكننا..
برغم أسوار الخداع…
تلتقى عيوننا
عيناك… يا حبيبتى….
مزيج لون البحر والشفق
وتسألاننى.. عن الحب الذى..
لم يشتعل
لكنه احترق
مازالتا… فى سقف غرفتى..
أمام شرفتى…
وفى جيوب سترتي
لحوحتين تتبعاننى….
اذا خرجت…
كى أتوه بالشوراع الطويلة
وتسرعان…..
تفتحان لى اشارات المرور للضياع
وتسبقاننى……
الى المقهى العتيق….
تدخلان….
تستقران أمام مقعدى الأثير
فتسخران…
حين تطلبان…
فى شماتة… لقلبى..
أقداح شاي
تتبعها
أقداح شاي
أرشفها… ترشفنى… يرشفنا
يظل كوب الشاى…
فى مدينتى……
أدفز من نبضات ألف حب
هو الذى رأيته…
وسط دروبها….
يقاوم الصقيع فى شراسه
للشاى… وحده…
حبيبتى / مدينتي
وألف معذرة ….
يكون الانتماء!
****
أول شتاء 1987