الرغبة فى فعل شئ ما..
د. محمد حسيب الدفراوى
هل يدرى أحدكم هذه الرغبة بداخله، تطل عليه برأسها بين الحين والآخر
هل يدرك أحد منكم أصل هذه النزعه الغريبة التى قد تنتابه ولايدرك لها سبباً ؟
هل يعى أى منكم وجودها داخل وجوده، تشاركه حياته وتطل عليه فى أوقات فراغه، وتختلى به فى سريره ليلا وتشاركه وسادته فى سباته، هل يحس أيكم كيف يتعامل معها وكيف يخمدها ومتى يطلق لها العنان وأين يروضها وكم من المرأت يتغاضى عنها و يكتمها.
أنا أعتقد فيها كما أدرى بوجودى، أومن بها وبضرورتها كما أومن بوجود الناس من حولى. كل ما فى الأمر أننى أبحث عن سر وجودها وفائدتها فلا أصل إلى رؤية محددة إلا أنها على علاقة وثيقة بالمرض النفسى و بسر الحياة والوجود.
إن مجرد رؤية هذه الرغبة والتعرف عليها قد يكون مفتاح الحياة و الطريق إلى الموت معاَ، دون أن تكون هناك أسباب، هناك أسباب، هناك دائما أبداَ هذه الرغبة الملحة، والسعيد من يصاحبها ويصحبها داخله فى تواجده، ويسخرها لمصلحته لا لمصلحة الشقاء و العدم .
أعتقد فى هذه الرغبة وفى قدرتها المدمرة والمثمرة معاً هى سلاح ذو نصلين، والسعيد من يجنب نفسه خطر ضراوتها، فهى الفرق بين الإبداع و الجنون، بين الكمون والانطلاق.
وهى ليست الرغبة فى التغير، وليست هى الرغبة فى التجديد أو اختلاف الطريق، بل هى وجه التحديد ودون تحديد….. الرغبة فى فعل شئ ما.