نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 8-1-2013
السنة السادسة
العدد: 1957
يبدو أن الثلاثاء الحرّ: لم يعدّ حرَا
مقدمة:
تفضل الأستاذ الناقد الشاعر مجدى العفيفى بنشر قصيدتى التى رددت بها على قصيدته التى نشرت فى الأخبار من قبل وذلك فى افتتاحية مجلة “أخبار الأدب” بتاريخ 23-12-2012، وقد قدم لقصيدتين بتقديم رقيق، وكنت قد أبديت رأيى له فى خطاب خاص أن “الشعر لا ينقد إلا شعرا”.
واليوم أنشر قصيدته أولاً ثم قصيدتى
هذا علما بأنه دعانى منذ أسبوعين أن أكتب عموداً اسبوعياً فى نفس المجلة، وقد قبلت الدعوة شاكرا، ونشرت لى أولى مقالاتى القصيرة “نبض الناس” بتاريخ: 6-1-2013، وسوف يظهر العمود أسبوعيا، وربما يحتل أسبوعيا هذا اليوم “الحر” فلا يعود حرًّا!!.
* * * *
قبل .. الجلوس على عرش مصر العظيم
شعر: مجدى العفيفى
(1)
و.. سيخدعونَك مثلما خدعوا الكثير،
وســيحرقون لـك البخــــــور ،
ويقدمون لك القرابين السخية والنــذور !
(2)
يســعون نحــوك بالكــلام الحلــو،
والمـعســـول من لـــــغـــة الـعيونْ !
وســـيزحفون على البطـونْ ··!
وسيكشفون لك الذي لايكشف !
وسـيألفونك بالذي لا يؤلفُ !
وسيرقصــون على خطاك !
يتسـكعون على رؤاك ··!
وسيسـرقون النور من عيـنيك ،
حتى يـشــعلوا فيــك الحــنــين !!
(3)
سيخادعون، ويبدعون
ويناورون.. يراوغون،
يتكشفون .. يعاقرون،
يتأودون.. ويهرعون،
ويهرلون، ويلهثون،
ويعكفون في ناديهم الأعلى نكاية،
وسيعبثون بكل ألوان الوشاية،
وسيمكثون، ويكتبون، ويقرأون،
يرتلون ألواح الهداية والغواية..!
(4)
وسيرتدي الـ (هامان) أقنعته..
وسينفق الـ (قارون) أمتعته
ويفض كل خزائنه
ومفاتحه .. وعوالمه.. ومعالمه
وتنوء عصبتهُ… ويئز موكبهُ…
وسيركعــون، ويسـجدون ،
و يهللون .. يـــرددون :
“أنت الحبيب وأنت أنت السيدُ “
“أنت الأمير وأنت أنت الأوحـدُ”
“أنت الخليفة، أنت أنت المُنعمُ”
“أنت الولي وأنت أنت الملهـَمُ”
“أنت الذي.. أنت الــذي ..”!
(5)
“ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار”
(6)
وتطوفُ حولكَ “جارية”:
“مولايَ ·· تأمرني بشيء”
وتموء أخرى “لاغية”
” مولاي إني كل شيء أى شيء “
تمتص ما بك من رحيقْ !!
وتعــود للجحـر العتيقْ !!
(7)
وستخرج الأفعى الكبيرة ،
بالفحيح ·· فتطربكْ !
وتشــل روحك ·· تصـلبكْ !
وترقـِّص الناب العجوز وتشـربك !
وسـتحتويك وتمضغـكْ !
وإذا أفقــتَ.. سـتلفظـك !
ضحكاتها العمياء
تسلبك التحدي والإباء
وعيونها الخرساء
تطفىء فيك نورالكبرياءْ
وتعــاود الأفعــى الصغيــرة للتلوي،
ترســم الدور اللطيـف !!
وتظل تلدغ ” فيك “
باسم الحبِ، والحـب العفيف!!
(انتهى المتن الاصل)
***
بعد الجلوس على عرش مصر العظيم
(شعر على شعر)
يحيى الرخاوى
(1)
واعلمْ جديدًا سيـّدى ما أنتَ تعلم:
عمِيَتْ بصيرة كل من قَبِلَ الخداع
والله أعلم بالسرائر
وكفى بنفسك أن تكون حسيبها ورقيبها حتى النخاع
والدور بعد الدور، دائرْ
(2)
أفلستَ تعلم سيدى:
أن العليم يحاسب الناسَ جميعا، حين يأتُونَ فُرادى
والطائر المربوط طوعا فى الرقاب يغرِّد اللحن الشهيد:
لا تتمادى!
والله خير الشاهدين
(3)
ويحاسب المولى على زيف الكلام
ِ كما يحاسبُ عن قبولِكَ للمديحْ
وتلف أفعى النفخ حول رقاب من لا يستبين
أنين جوع الناس من صوت الفحيح
(4)
لا تعتذر مثل الذين استمرأوا تمرير قهرِ الاحتقارْ
ثم المبادرة الغبية باعتذارٍ فاعتذارْ
لا تعتذر وتقول : إن العيب فيهم،
فالعيب فينا، لا الزمان ولا العدوّ ولا الرفيق
العيب فينا نحن بعد أن وضح الطريق
(5)
إيّاكَ منكَ سيـّدى، إياك منكْ:
أنت الشريكْ
فى كل ما يجرى ولو أعلنتَ أنك ضدَّه،
وأن صدْرك منه ضاق، وأن قلبك لا يطيقْ
لا يستمر نفاقهم إلا بأن ترضى عليه :
مـِـن دَعـِىّ أو صديقْ
ما عاد يُـجدى أن تقول: العيبُ فيهمْ
حتى القتيل مشاركٌ فى مصرعـِـهْ
فانظر بداخل داخلك: تجد الحقيقة كالبريق
(6)
قد تخدع الناسَ، ونفســَكَ، بالنوايا
لكنّ ربك يعلم السرَّ وأخفى:
“إن الرئيسَ له رجالٌ لا يعيثون فسادَا
إلا بأمرٍ صادر من جُب وجدان الرئيسْ
(7)
ها !! جاءنى “الفتى مهران” يحكى:
قالها الشرقاوى يوما، بلسانهْ:
“فاعتراضٌ واحد ممن يحبك
لهو خيرٌ ألف مرة
مِنْ رضا كاظم غيظٍ يبغضك”
(8)
مصر أبقى – سيدى– من كل كيد الحاقدين
من جميع الغافلين
من جميع الذاهلين
من جميع المادحين
من جميع الأغبياء الطيبين
مصر أقوى من جميع الزاعمين بحبِّها
من جميع الناكرين لفضلها
من جميع الناهبين لخيرها
لا : ليس يبقى سيدى للفرد إلا ما سَعَى
والله يجزى الكادحين المبدعين
(9)
الخير خيرٌ الناس، خلق الله، نبض الكادحين
لا ليس حكرا للذى يُلقىِ برأى لامعٍ لم يُختبر:
“حالا” و”فعلا”
ويقول “هذا دينكم”
وأنا الوصى على عقول الناس والله المعين
وكمثل زبَد البحر يمضى الفاسدُ المضروب هشًّا وجُفاءً
لا يبقى إلا نفعُ كلِّ الناس طُرَّا أجمعين
(10)
الناس، كل الناس، ينتظرون خيرا غامضا
من جهد من ولوا عليهم
ليس لأنك ساحرٌ والجنّ والإنسُ رجالكْ
لكن لأن الناس ناسٌ يأملون الخير
من رب كريم عبر من هو مثلهم
هل أنت ذلك ؟
“فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب”
ولكلِّ مجتهد نصيب
(11)
واقبل دعائِىَ سيدى
حتى تكون القادرُ الفذُّ الأمين
الخير خيرٌ، لا يساءَلُ واحدٌ عن مصدره
ما دام خيرا مثلما الحق المبين
الخير للناس الكرام العاملين
الخير فى الفعل المدعم باليقين
الخير إبداعُ الحياة لكل خلق الله جمعا أجمعين
الخير ليس له وطن!!
الخير فرز الكدح نحو الله رب العالمين
من كلِّ حدبٍ، من كل صوبٍ، من كل دين
(12)
الخير يجرى عبرَ كلِّ وسائل الدنيا “إليه”
فابذل قصارى ما لديك، سيدى!
وسيعم خيرك، إن كان حقا “خيره” :
فى كل دربٍ يُحمدُ الله عليه
فإذا نسيتَ فأنتَ خير العارفينْ :
الشعب بالمرصاد، والله المعينْ .