نشرت فى الوفد
8-6-2011
يا تفكّر زى ما بنقولّك، ياتروح النار !!
أشعر بصعوبة متزايدة فى توصيل رأيى هذه الأيام إلى الناس مقارنة بمحاولة سابقة مع الأطفال. عثرت بين أوراقى على أغانى كتبتها للأطفال ، مجموعة أراجيز، كتبتها من عدة سنوات، كمقدمة لكتاب جيد بعنوان: “العقل الواعى” كتبه الإبن د. أوسم وصفى ضمن إرشادات بمثابة دروس جميلة لأطفال الكنيسة التى يقوم بالترشيد فيها، أقول رجعت إلى هذه الأراجيز فإذا بى أصاب بالغرور وأتصور أن شباب 25 يناير قد قرأوها أطفالا، وأنها ظلت تختمر فى داخل وعيهم، حتى تفجرت هكذا، فعاودنى التفاؤل، وأننا قادرون معهم أن نواصل لتكون ثورة فعلا ونحن نحميها من القراصنة والكسل وقلت هيا نتذكر، ثم نكمل، بدءا أيضا من الأطفال، بما فى ذلك الأطفال داخل الكبار، ولو من قبيل الإعداد للثورة القادمة!!!،
نقرأ معا بعض مقتطفات من الأراجيز القديمة (منذ عشر سنوات تقريبا) :
-1-
……
جيت أشوفها فى الكبار قمت اترعبتْ
الحكاية بايظة خالصْ، قَومْ سِكتّ
كل حاجة غامضَةْ داخله فْ بعضها
واللى ماسك دفة المركب باينّـه
فى العسل نايم ولاهوش قدَّها
يعنى نيأسْ؟
يعنى نهرب؟
يعنى نتنيل بنيلة نسيبها تغرق ؟
قالوا: إنت ما لكشى دعوة، مش حاتفرق !
إنت “تتسلى” وبس، واحنا فوق نفّسَكْ، ولو حتى بنسرق
….
قلت لأه، دا العيال لسه جميلة زى خلقة ربنا
واحنا لو خدنا بإيدهم يبقوا أحسن مننا
داحنا لحم كتافنا من خيرها جميعا كلّنا
-2-
………
قلت أبدأ بالصُغيّر
لمّـا يـِتغيّر: يغـَـيـَّر
وى دعيت يا رب تنفعْ
للكبير برضُهْ، ما هى يِمْكِن تِسمَّعْ:
-3-
…..
نفسى احافظ عالأملْ
والكلام الحلو يبقى حلو، لمّا يتعَمَلْ
هيَّا ورطةْ للكبير زى الصُّغيَّرْ
ياللا يا ابنى قبل ما بَـلْوِتْنا تكبْر
(* ماهى كْبرتْ واللى كان دا بايِنّه كانْ!)
=لأَّهْ، داحنا قدّها، وانتمْ كمان.
……
* العيال واخدينها جّدْ
ماباينْشِى الحارهْ سدْ
= إحَنا ليه بِنْسدّها بَدْرى عليهُمْ؟!
– أصلنا خايفين نشوفها بى عِينيهمْ
قومْ نراجعْ نفسنا !
(* لأْ ياعمْ، راجع انتَا بالنيابةْ عننَّا)
(انا مش ناوى أخطىِّ مِنْ هنا)
– طب نِسيبْهُمْ هُمَّا يمكن يعملوها
(* لأَّه برضه، هيّا سايبه؟!
… ما احنا عارفين اللّى فيها.)
-4-
……..
= همّا يعنى لسه راحْ يستَنّوا إذْنَكْ
همّا طايحين بالسلامه غصب عنىّ، آه، وعنّكْ.
العيالْ لازم يعدُّوا
كل واحد على قدّو
كلهّ بِيْحُطّ اللى عندُه
البُنَا يطلع لوحْدُه
…..
العيال راح يعملوها واللى خلقك
العيال جّوانا برضَك،
زىْ عندى زى عندك
يعملوا بكره وبعده
مِالنَّهارده الحلو برضه
لو نحطُّه عَالَى بعضه
(* يعنى قصدك: يعنى إيه؟
كل ده بِتْرُصُّه ليه؟)
– قصدى يعنى إنه حتى لو الكبير قفّلْ وطنّشْ
العيال راح يعملوها،
( =…….. لأْ ما اظُنشْ.)
– لأ تُظُن ونُصْ،
بسّ حِسّ وبُصْ:
-5-
……….
الحياه هىّ الحياهْ،
أغلى حاجه فيها هيّا: إنى عايش، وِسْط ناسْنا الطيبين،
حتى ناسْـنا النُّصْ نُصْ: همّا برضهْ، أحلى ناسْ: طيبين
ما انا منهمْ، يبقى لازم زيُّـهمْ، حلو خالصْ،
بس انا برضه بَالاقينِى ساعات كدا: نُصْ نُـصْ،
قلت أتعلـِّم ، وابُصْ:
-6-
……….
الحياة الحلوة: حلوةْ،
حتى لو مُرّة وتْتأَمِّل شويه، راح تشوف مرارتها حلوةْ
الحياة مش هيصهْ سايبه منعكشهْ،
الحياة حركة جميلةْ مُدهـِشـَه،
بس بتخوّف ساعاتْ
لمّا بنعرِّى الحاجاتْ.
-7-
……….
باترعب من خطوتى الجايّة ، ولكنْ:
باترعب أكتر لو انّى فضلت سـاكنْ.
كل ما بالْقانِى ماشى: ما بَـنَاتـْـكُمْ،أنبِسطْ.
إيدى ماسكه فى إيديُكمْ،
بابقى خايف إن واحدْ ينفرطْ
…….
يا حلاوا لو تكون الدنيا ديَّهْ،
زى ما ربى خَلَقْهـاَ: هِيـَّـا هيهْ،
تيجى رايح نحوها، تلقاها جايَّه
-8-
……….
الحياة الحلوة تِحلى بْكُلّنا، إنتَ وانَا،
كل واحدْ فينا هوّا بعضنا،
بس مش داخلين فى بعض وهربانين،
زى كتلةْ قَشّ ضايعةْ فْ بحر طينْ.
كل واحد هوّا نفسُه،
بس نفسُه هِـيّا برضه كلنا،
مالى وعيه بربّنا
***
حين وصلت إلى هذا المقطع توقفت ، وعاودنى التفاؤل: فعلا، كل واحد هو نفسُهْ، بس نفسه ، هى برضو كلنا، مالى وعيه بربنا. تذكرت مقال الأسبوع قبل الماضى، وكيف اعترض أغلب الذين قرأوه على رفضى شعار “الدين لله والوطن للجميع”، وإحلال مكانه اقتراحى أنه “.. الدين لله والوطن لله والجميع لله”، ومهما قلت لهم إنه سبحانه هو الذى علمنا أنه أقرب إلينا من حبل الوريد ، صعب عليهم الأمر أكثر، وأشفقوا علىّ، فأحمد الله أنهم أشفقوا على عقلى، وليس على دينى.
المهم رحت أقول لهم كيف أننى حين وجهت مثل هذا الكلام للأطفال بدا سهلا ومنطقيا لا يحتاج إلى شرح، وأن حضور الله سبحانه فى الوعى البشرى كدحا إلى وجهه يقينا بالغيب إلى ما بعد المطلق، هو بديهة يعرفها الأطفال مع أنهم لا يستطيعون التعبر عنها عادة، لكنها تتجلى فى رفضهم كذب الأحضان التيفزيونية التسوياتية حلا للفتنة الطائفية حين يصلهم كيف أن كل واحد فى حضن الآخر مصمم أنه سوف يلقى بمن فى حضنه فى نار جهنم ، ولكن بعيدا عن “كاميرات” التصوير، وضد ما يصلهم ممن يبرمج أمخاخهم على أن دينهم ليس إلا ما جاء فى المقتطف التالى :
…….
المخ بَقَى: شبكة أزرارْ
مساميرْ أفكارْ
قتل وتخريب تعذيب ودمارْ
إسمعْ عوْلـِمْ، كفّرْ، والعنْ، واغسل مخَّكْ ويّا الشطار:
ياتـْفكّرْ زىّ ما بِنْقولّــكْ،
…..يا تروح النار ْ.
…. “طب نعملْ إيهْ؟
-9-
……….
إوعى تصدّق إن الفكرة كده وحْدَها صحْ.
إوعى تصدق إنها إما: كُخِّ أوْ دَحْ.
الفكرة تجيلَكْ ، إوْزنْها
مش بسّ تقولْها “تدوِّنها” !!
تعرف حقيقتها بتأثيرها
وذَا نـِفعْتْ، تِفرحْ: تِعْملْها
وانْ خابت، يبقى تشوف غيرْها
-10-
……….
فكْرَكْ مش دايْما هوّا الصحْ،
حتّى لوْ صَحْ.
ما هو فكر الناس التانيِين ْ صحْ!
يبقى الصَّـحّين راح يعملوا صحْ
…..أحلى من الصَّـحْ.
راجعْ فكركْ مع ناس تانيينْ،
حلوين وحشينْ،
حاتلاقى حاجات مِشْ على بالَكْ.
حاتلاقى الكون غير ما بدالكْ.
طب جرّب تُقعد فى مكانهم،
مش بس حاتشوف شَـوَفانهم:
دانتَا حاتتخضِّ من نفسكْ
وتراجع فكرك و ِوَسَاوْسكْ
فِكْرِالتانيين ثروة خْسارهْ
تفلتْ منَّك كده يا سَمَارهْ
…..
ماتقولشِى عليهْ دا كلامْ فارغْ،
مشْ يمكنْ إنتَ المِشْ سامِعْ
………..
الفكرة التانية المنبوذةْ،
يمكن تلاقيها لها عوزةْ
………….
الفكرة قيمتْها فْ تحريكْها
مش فى صلابة إِللِّى ماسِكْها
نتحركْ ناحية بعضينا،
ربنا موجود، … فوقْ..، يا أخينا
ربّنا أقرب منَّنا لينا.
…..
ثم توقفت مرة أخرى عند هذا المقطع “ربنا أقرب مننا لينا” ،
وبعد
إذا ظللت متمسكا برأيك هو هو، فليس عندى مانع،على شرط ألا تقول لى وأنت تقرأنى:
“يا تبغبغ زى ما بنعمل ، أو تبقى حمار” !!