كتابة
ومضتان
سهير صبرى
الومضة الأولى: أنا باحب الكمسارى
أضع تذكرة المترو فى الماكينة..تفتح ذراعها وتعدينى، بس أنا باحب الكمسارى، إذا كانت التذكرة تالفة..تصفر الماكينة ولا تفتح ذراعها، ولا تعديني..بس انا باحب الكمساري
الكمسارى ساعات يكون رايق ويغازل الراكبات غزلا عفيفا جميلا، وساعات يكون غلس وينكد على الركاب، وساعات ياكل الشلنات الباقية ويخلى الواحد يتغاظ (مش عشان الشلن..عشان المبدأ) وساعات ياخذ دور الأخ الغيور ويوقفنى بعيدا عن الركاب الذين هم ذئاب، وساعات يحذرنى بنظرة فى عينيه ثم إلى الشنطة بأن ثمة من ينوى أن ينشلنى، وساعات يصعب عليه العيال وما يقطعلهمشى تذاكر، وساعات يكون رايق قوى ويحول الأتوبيس لقهوة فيها الكل هايص
كل الثراء ده يروح، وتيجى ماكينة أحط فيها التذكرة،تفتح ذراعها وتعديني..لأ، أنا باحب الكمسارى
(منتصف 1993)
الومضة الثانية: لا كده عاجب ولا كده عاجب
مات زوجها ..، أو هجرها وراح اتجوز..، أو زهقت من قرفه وسابته هى، لا لاصت ، ولا اتحوجت ..، إشتغلت وقعدت بيهم على الناصية ..، إشترت تاكسى وأجرت له سائق أمين ..، فتحت عيادة ..، إنكبت على أعمال البحث والترجمة قالو دى قادرة
فى جميع المستويات والطبقات تثير الست الجدعة حفيظة المجتمع كله..، لو مكسورة الجناح تبقى عبء والواحد مش ناقص..لو جدعه وشالت روحها تبقى قادرة، طيب الست تعمل إيه بالضبط فى المجتمع الزفت ده.
(منتصف1993)