اليوم السابع
الأحد: 15-12-2013
.. وما دام العـودْ موجودْ، يبقى اللحم يجودْ!
الذى يريد أن يعرف عمق وعى من هو مصرى، يفتش فى أمثاله العامّية التى تصلنى معمارا تاريخيا أصدق من كل كتب التاريخ، إذا أصابت مصرى مصيبة فى خسارة مادية مثل نشل محفظة، أو فشل صفقة، واساه أخوه المصرى قائلا: يا عم ولا يهمك، “خيرْهَا فْ غيرها”، أو “إن جت فى الريش بقشيش”، أما إذا كان الامتحان أصعب، مما يهدد الحياة أو كل الأصول، فإن المثل يصّاعد إلى ما يليق لوصف أن المصاب يصبح كمن فقد كل لحمه، ولم يبق منه إلا هيكل عظمىٌّ من فرط هزاله،فيقول له أخوه المصرى الجميل، (دون وصاية طبيب نفسى يتحدث عن “ماذا حدث للمصريين”)، يقول له : إنت قدَّها وقدود، ثم يردف المثل المناسب “ما دام العود موجود، يبقى اللحم يجود”، وهو يقصد أن هذا الذى بدا هيكلا من فرط الهزال نتيجة لفداحة الكارثة، قادر على أن يكسوا العظام لحما جديدا، ويعوِّض ما فقد.
الغوص إلى عمق وعى ناسى جعلنى أعيد النظر فى الثلاث سنوات الماضية، وأنا أنظر إلى الهيكل العظمى الذى بدأ يبنى لحما جديدا، “بالسلامة”، “عالبركة”، “إحنا وشطارتنا”، فجاءتنى الحكاية من أولها رجزا هكذا :
الحكاية عايزة نظرة تكون محايدة
ياللا بينا نشوفها لكنْ: واحده واحده
(1)
…
“فكـْفـِكْ فكـْفـِكْ ، همِّشْ هوِّشْ
فركِشْها قبل ما تتفركشْ
ولا عادْ يصلحْ للى فْ بالنا
إلا شـُـبُّانكو، إنتو رجالنا
إنتو الأبطالْ إنتوا الثوارْ
إنتوا أصحاب أهل الجنة
(2)
راح “دكهه” واقع من طوله
ياللاّ !! ما خلاص خلّص دوره
(3)
انا ست الكل مدام “بيلى بَاهْ”
مندوبة “بنك: “الأُو لاَلاّهْ”
أنا جاهزة وجايبه معايا فلوس
أََضرَبْ واركبْ وادْفَعْ، وأبوسْ
غَـلِّبْت الصينْ، غَلَبت الروسْ
إوعى تعصلجْ، أنا برضو بادوسْ
(4)
وعيالنا أغلبهم قواريب
خلوها تقلـّب فى الدباديب
وسابوها تلعب فى الدواليب
وبناتنا قالوا : شوفوا الهبـْلة
دى الخواجايا: ماسكة طبلة
جايّة توزع تركة ابوها؟؟؟؟!!
يا خِى ملعونْ جدّ اللى جابُوها
إعملْ نفسك شغـّال ليها
ثورة بثورة حانسوق فيها
حـَمْرا بمبى برتقانية
وبنفسجى مُوفْ مِيّة الميّة
حا ناخدها ليِنَا انتَ وهـِيّا
نديها زُنْبا مْغرِّية
(5)
أتاريها عارْفة السيمْ برضُه
ما هو كله بيَبْهَتْ على بعضُه
وعيالنا ياخويا استحلـُوها
ما خدوش بالهم قاموا سابوها
خدْها الموعود وجِرِي بيها
مالحقشى يفسَّر معانيها
لهفوا يا حرام كل ما فيها
(6)
“الشعب يريدْ” “الثورة حديدْ”
“الشعب يريدْ” و”يعيدْ ويزيدْ”
الشعب دار حوالين نفسه
خلّى اصحابك جـُمْ واندسّوا
وعيال ناشِطِينْ مش على بالـْهم
قال إيه حايصدوا الغول عنهم :
(7)
“لما نـقرّب … راح تتـّاخـِرْ
والشاطر حا يقـُشّ الآخر
طب مين حايفرّق دور تانى؟
مالفـُورَا راحتْ! تيجى مكانى؟
(8)
سقـّفوا يا “عيال” مش مسبوكة”
أبلهْ أمِيرْكا : لا بسة باروكة
وعليها توكةْ الحرية
وحقوق إنسانْ ميه الميّه
جايبالنا كلام وخطب ووعود
ألوان، وربا، دولارات، وقروض
(9)
والمرسى ما عادشى شيخ المنسر
دا شيوخ تانيين ركبوا المنبر
فِضْلُوا الإخوان ماسكين شماريخ
إقتـِلْ، خرَّبْ، فرقعْ صواريخْ
طب لمّا نفلـِّس تاكلوا منين ؟!!
قالوا مش شغلك ربك حايعين
“يسقطْ يسقطْ حـُكم العسكر”
“لله الحمد الله أكبرْ”
على أىّ بوليس عامل عنتر
وكمان الجيش مالهوش لازمة
كل اللواءات دول عالجزمة
(10)
وأوباما حسين يلعب: “إسلام”!
ولقاه لايق وِمقاسه تمام
أسهل ميت مرّة من “فيتنام”
ولقونا ناس حلوين خالص
أحْلى كبده واحْلى قوانص
تـِسْمعْ، تتبعْ ، نديك حتّـة
ديمقراطيهْ الساعة ستّهْ
وعليها شوية حـُريّة
مسلوقة فى ميّةْ شرعية
عوْلمة بالشفا ميّه الميه
…..
(11)
كدهه برضه !!!!؟
دا احنا فْ عرضه
ربنا بيحب المصريين
واحنا عبيدُه، حلوين جامدين
والشغـَّالة رايحين جاييين
وعقول طازة كدا بالملايين
تبدع وتـْفـِنّ،
طبْ قولوا آمين
وما دام عودْنا لسّه موجودْ
يبقى لمْ بـُدْ اللحم يجودْ