اليوم السابع
13-5-2014
وبحسن النيهْ … شوهتُ الفطرهْ
(من مقدمة ديوان سر اللعبة)
هل يعرف أحدكمو ما يحمل داخله من جـِنّة؟
هل يقدرُ أىٌّ منكم أن يمضى وحده…،
لا يذهب عقله؟
هل يعرف كيف يصارع قهر الناس …،
والحب الصادق يملأ قلبه؟
كيف يروِّض ذاك الوحش الرابض فى أحشائه،
دون تشوه،؟
كيف يوائم بين الطفل وبين الكهل وبين اليافع،
داخل ذاته؟ ،
كيف يحاول أن يصنع من أمسٍ قاهر …،
قوة حاضرةهِ المتوثب،
نحو الحق، العدل، الفعل، الناسْ ؟
-2-
هل يعرف أحدكمو كيف يضل الانسانْ؟
كيف يدافع عن نفسه، إذ يغلقُ عينيه وقلبهْ؟
إذ يقتل إحساسهْ؟
كيف يحاول بالحيلة تلو الأخرى أن يهرب من ذاته،
ومن المعرفة الأبقى؟
كيف يشوِّه وجه الفطرهْ، إذ يقتلُهُ الخوف؟
كيف يخادعُ أو يتراجحْ؟
وأخيرا يفشلُ أن يطمسَ وجه الحقْ،
إذ يظهر حتما خلف حطام الزيف؟.
-3-
ترتطم الأفلاك السبعة،
يأتى الصوتُ الآخرُ همسا من بين قبور عفنهْ،
…يتصاعدٌ … يعلو … يعلو… كنفير النجدهْ
وأمام بقايا التفكيك،
أشلاءِ النفس ورائحةِ صديدِ الكذبِ وآثار
العدوان،
تغمرنى الأسئلة الحيرى:
لِمَ ينشق الإنسان على نفسهْ؟
لِمَ يُحرم حق الخطأ وحق الضعف وحق الرحمه؟
لِمَ يربطُ عقلهْ،.. بخيوط القهر السحرية؟
يمضى يقفز يرقد يصحو ..
بأصابعهمْ خلف المسرح،
ويعيد الفصل الأول دون سواه ،
حسْب الدور المنقوش،
فى لوحٍ حجرٍ أملسْ،
رسمته هوامٌّ منقرضهْ،
فيضيع الجوهر،
ويلف الثور بلا غايهْ،
وصفيح الساقية الصدئهْ،
يتردد فيه فراغ العقل، وذل القلب
وعدم الشيء،
ونضيع.
- 4 -
لكن هواءً مثلوجا يصفع وجهى،
يوقظ عقلى الآخر،
ويشل العقل المتحذلق،
يلقى فى قلبى الوعي
بحقيقة أصل الأشياء ،
. . . .
يا ويحى من هول الرؤيهْ
-5-
مُذْ كنتُ وكان الناس …،
وأنا أحتال لكى أمضىَ مثل الناسٌ،
كان لزاماً أن أتشكل
أن أصبح رقماً ما،
ورقة شجرٍ صفراءْ،
لا تصلح إلا لتساهم فى أن تلقِىَ ظلاًّ أغبر
فى إهمال فوق أديم الأرض.
والورقة لا تـَتـَفتح مثل الزهرهْ،
تنمو بقدَرْ،
لا تـُثمرْ،
فقضاها أن تذبلْ،
تسقطْْ ،
تتحللْ،
تذروها الريح بلا ذكرى،
كان علىّ أن أضغط روحى حتى ينتظمَ الصفْ،
فالصف المعوج خطيئهْ،
حتى لو كانت قبلتنا هى جبل الذهب الأصفر،
أو صنم اللفظ الأجوفْ،
أو وهْج الكرسِىِّ الأفخمْ،
كان على أن أخمد روحى تحت تراب ‘الأمر الواقع’
أن أتعلم نفس الكلمات…. وبنفس المعنى،
أو حتى من غير معانْْ
-6-
…..
وتعلمنا فى السنة الأولي:
إن الماء بلا لون وبلا طعم وبلا نهكة،
لكن الحق يقول:
أن الماء العذب .. هو شهد الفطرة
فإذا صدّقت العلمَ اللفظىَّ
ضاعت منك حقيقة أصل الحكمهْ
أو قد تستمرئ تلك الخدعة
إذ تلقى فى الماء بِقمع السكر
يا أبله:
أنساك الحلو الماسخ طعم الصدق النابضْ
فى لبِّ الفطرة
بدلا من أن تعرفََ نفسكْ
تحنى هامتك لغيرك؟
بدلا من أن ترقص فى موسيقى الكون برحاب الله
تلعب شفتاك بلفظٍ مبهم؟
بدلا من أن تصبح ذاتك جزءا من ذات عليا
تنصب محكمة دنيا؟
بدلا من أن يملأ حبك فيض الأول والآخر
يملؤه الخوف أو الطمع وأرقام التاجر؟
بدلا من أن تعرف، تهرف
وبحسن النية … شوهتُ الفطرهْ
إذا ألهانى طعم السَّكر عن عذب الماء
وكأنى أرجو أن أطفئ بالحلو الماسخ
عطش الطفل المحروم
…………
………..