نشرت فى الدستور
16/7/1997
هونج كونج
لا أعرف كيف يعيش المواطن المصرى العادى أفراح - ونواح- هونج كونج بعودتها إلى الصين ولا أعرف كيف يقرأ المواطن المصرى العادى - إن قرأ- معنى: دولة واحدة ونظامين.
ولا أعرف هل يتذكر المواطن المصرى العادى أن الصين، لم تتفكك بسبب اشتراكيتها ؟ وأنها تمثل ربع سكان العالم؟ وأنها مازالت الدولة المتميزة “الأولى بالرعاية” من جانب أمريكا (!!!!)
ولا أعرف كيف يقرأ المواطن المصرى العادى ما يكتبه د. أنور عبد الملك عن الصين، وهو يشير مباشرة وبطريق غير مباشر إلى المنطقة المشتركة بين الكونفوشيوسية والإسلام.
لكل هذا لا أعرف لمن أكتب هذا الكلام ؟
لكننى أكتبه وأنا واثق أن عددا كافيا من الناس سينظرون فيه بجدية كافية سواء قبلوه أم لعنونى، لابد من وقفة كبيرة أمام كل المعروض علينا من أفكار تسرى فينا دون أن نختبرها أو نتأملها، وهى ألفاظ نتلقاها مستسلمين منبهرين حتى يصبح إعادة النظر فيها أشبه بالكفر والعياذ بالله .
إن ما حدث فى هونج كونج هو أمر جاد جدير أن نتعلم منه الكثير، ومن ذلك:
(1) إن الديمقراطية الغربية الأمريكية ليست هى النموذج الأوحد للمشاركة فى اتخاذ القرار والمسئولية عنه (مع النظر باحترام إلى ديمقراطية إنجلترا وفرنسا ،”باحترام” وليس “فى تقديس”).
(2) إن القيم والعادات التى سادت وتسود اليابان، والقيم والعادات التى سادت وتسود الصين، هى صلب نجاح اقتصادهما، وهى قيم قريبة من بعضها، بالرغم من اختلاف النظامين سياسيا.
(3) إن الوقت هو دائما فى صالح الشعوب، والوقت الملئ بالفعل هو ضد كل الحكومات والمؤسسات الغبية مهما تطاولوا فى البنيان والديمقراطية!! (مائة وخمسون عاما فى هونج كونج).
(4) إن جدول “ضرب” من لا يحفظ محفوظات حقوق الإنسان قد وضعه مدرس إلزامى (الإلزام هو القهر!!) لصالح أبناء حضرة الناظر حتى لا يلقـى أولاد الشوارع ورق الخس المتطاير على زجاج نافذة قصر أولاد الباشا فى أى مكان، أما ما يحدث داخل القصر فهو من حقوق الشيطان.
(5) إنه لن ينقذنا هذا السلام الصورى ولا تلك الحرب النزيف، ولا شكل الإسلام – دون الإسلام- الذى هو الحل، ولا القومية العربية، ولا تقديس عبدالناصر ولا الهجوم عليه، ولا لعن السادات ولا الدفاع عنه، ولا كره نتانياهو ولا حوار كوبنهاجن ولا جرانيت الشوارع ولا عدد محطات التلفاز.
(6) إن الذى سينقذنا هو أن يعمل كل واحد منا ثمان ساعات إلى عشرة يوميا، عملا حقيقيا، له ناتج، وأن يغنى (يا حبذا فى جماعة) ساعة ونصف، ويرقص نصف ساعة، ويصلى طول الوقت، ويقرأ ويطرب ساعتين، ويبدع ويتألم أثناء العمل والرقص والغناء والطرب والصلاة، ثم ينتظر خروج الشياطين من كل هونج كونج فى أى بقعة فى العالم، ومن أى هونج كونج داخل نفسه !
وبهذا أراهن الجن الأزرق على كسب المعركة ضد كل إسرائيل فى كل مكان، مهما طال الزمن .