الدستور
27-1-2010
تعتعة الدستور
هل ثبت أنه المسيخ الدجال؟؟ يا رب سترك…!!
فشل أوباما أو كاد، والذى كان قد كان، خذ عندك بعض عناوين هذا الأسبوع: “خيبة فلسطينية من تراجع أوباما عن وعوده”- “أول أعوام أوباما الأفغانية تنتهى بازدياد نفوذ القاعدة وطالبان” – “أوباما وأخطاؤه فى العام الأول” – “سنة 2010 سوف تكون سنة بائسة لأوباما مثل سابقتها” – أوباما يفقد أغلبيته فى الكونجرس”…” فشل أوباما فى تمرير قانون الرعاية الصحية كما وعد” .. “شخص واحد من بين 3 أشخاص فى ولاية نيوجرسى يعتبرون أن أوباما هو المسيخ الدجال.” وأخيراً اعترف هو نفسه ببعض ذلك فى تصريحاته فى أهرام اليوم (23/1/2010) الصحفة الأولى، “أوباما يعترف لعجزه عن حل مشكلة الشرق الأوسط” إلخ.
عدت إلى ما سبق أن نشرته عن هذا الشاب منذ نجاحه فى الانتخابات، وحتى قبل تنصيبه رسميا، لأقتطف ما سبق أن تنبأت به، لكننى لم أجد دافعا كافيا لأتباهى ببعد نظرى أو أتمنظر بنرجسيتى،
ماذا أستفيد أنا أو يستفيد الناس حين أكتب أنا أو غيرى رأيا أو رؤية ثاقبة قبل الحدث المعنى ثم تثبت صحتها؟ يا فرحتى! لمن أكتب؟ ولماذا؟ لا بعد النظر يفيد، ولا التحذير يجدى، وكله محصل بعضه، هذا بالنسبة لمواطن عادى مثل حالاتى، لا يفهم فى السياسة أصلا، فما بالك بمرجع فذ مثل الأستاذ القدير محمد حسنين هيكل؟ ما فائدة كل ما يقول، ويعيد، ويحلل، ما فائدة كل ذلك عند أصحاب القرار، بل عند المواطن المصرى العادى (باعتباره ناخبا، قال يعنى)؟ بل ماذا يفيد مثل ذلك عند الناخب الأمريكى والأمور تدار أعمق بكثير من كل ما يبدو على السطح؟
نشرت صحيفة الشروق، بتاريخ 22 الجارى، تحقيقا، يثبت أن توقعات الأستاذ حسنين هيكل تتحقق، وأوردت الصحيفة جانبا من أقوال هذا الرجل الذكى القدير، بعد خطاب أوباما فى جامعة القاهرة، وقد ثبت أن الأستاذ الكبير: كبير جدا، لأنه قال فأصاب الهدف، بحرفية وأناقة كالعادة، خذ مثلا قوله: “إننا أمام تغيير فى التعبير، وليس تغييرا فى السياسات”، وهذا صحيح، ثم أردف “إن تغييرالسياسات مكانه فى الكونجرس، وليس جامعة القاهرة”…
رحت أتساءل بكل جهلى السياسى، وتفكيرى التآمرى: ألا يعرف هذا الأستاذ الكبير، أن تغيير السياسات فى أمريكا، وفى أى أمريكا، ليس مكانه الكونجرس، ولا حتى البيت الأبيض، ولكن مكانه فى مجالس إدارات الشركات العملاقة عابرة القارات، وقرارات المافيا، وتجار المخدرات؟ ” ألا يتابع سيادته كيف أن إنفلونزا الخنازير – وهى عملية شبه عالمية – اشتركت فيها كل الهيئات المحركة للقرار السياسى عبر العالم، وأقامت الدنيا وأقعدتها وكأنها تتكلم عن الأمراض والصحة والعلاج والعلم، وكل هذا ليس إلا سياسة لخدمة القوى التحتية؟ ألم يبلغ سيادته أن إسرائيل بجلالة قدرها هى خدعة مالية استغلالية استعمارية احتكارية تستعمل الدين كما تستعمل أمريكا لتحقق أهداف وتضاعف أموال وسيطرة أصحاب القرار تحت الأرض؟
نبهت هذا الشاب – أوباما- من البداية، من باب العشم، وأنا جالس معه على قهوة البوسطة فى أسوان، ما أثبته فى تعتعة سابقة يوليو 2009 قلت “… أما أنت (يا أوباما) ، فإذا استعملوك، حتى من وراء ظهرك، فسوف تكون أخبث وأخطر” ثم مضى عام بالتمام والكمال، ورجح لنا أنهم لم يستعملوه من وراء ظهره أصلا، بل إنهم استعملوه وقد عقدوا معه صفقة فاحت رائحتها ولم يمض سوى عام واحد على رئاسته.
كل التقارير تشير إلى فشله فى الداخل والخارج، كل ما احتفظ به من مظاهر النجاح هو فصاحته ورشاقته، ورقصه، وهو ما عبرتُ عنه حتى قبل خطابه فى جامعة القاهرة بتعتعة بعنوان “لكن دس السم فى نبض الكلام، قتلٌ جبان”، (7/3/2009) ثم جاء خطابه فى جامعة القاهرة فأكد أنه بارع فى ترطيب قلوب العطاشى إلى رضا أمثاله، وزادت التبعية، كما ظهرت فى شعرى الحلمنتيشى:
إحْمِ الطفلَ من أبويه……..، صلّ الجمعة بينا إماما
وفّرْ أمْنَاً لنتانياهو……….، وارقص مع سيرك الإعلاما
ولْيقتلْ أطفالاً أكثر………، ليس يهُمكَ عندنا “يَامَا”
تْأمُرْ “تهدئة ً”؟! عَالـْبركهْ!……..، طيِّبْ حاضرْ “كلُّه تماما”
لأكمله الآن قائلا
عيّن ريسنا من فضـلكْ فيك البركةُ يالاّ قواما
إرضَ عن الإخوانْ بالمرّة فالمحظورةُ فيها كلاما
ما هذا؟ وقعتُ فيما نهيت عنه فى البداية !! أحسن !!
أكتفى بهذا، لأقول: إذن ماذا وقد أصبحت المسألة ليست رأيا نتنبأ به، ولكن واقعا نعيشه؟
ما دورنا نحن الآن ؟
هل نظل نتبع ونستجدى وننتظر رضا وموافقة هؤلاء الناس ومـَـن وراءهم؟
إلى أين نحن ذاهبون؟