نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 19-3-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6044
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 3):
يا عبد، سبقتُ إليك بتعرفى اليك اجتباء[1] ولا أشياء بينى وبينك ،
ثم أظهرتُ لك الأشياء ابتلاء ،
فأقم في مقام اجتبائي لك: أقم بك في مقام ابتلائى لك
فقلت لمولانا:
الحمد له أولا وأخيرا، أن سبق فاصطفاني واختارني لنفسه
فلا أشياء بيني وبينه
فما حاجتي لأى شىء غيره أو بعده
وما للأشياء بى إن نسيتُ فضله هذا
مقام اجتبائه هذا هكذا: يغنينى عن كل شىءٍ، وكل آخر، وكل همسٍ، وكل نبضْ
أحمده بأن أركن إلى المقام الذى اجتبانى له، لا شريك له
فيغمرنى بفضله حين يقوم بى في مقام ابتلائى بالأشياء وبالسوى
لا شريك له، وبذلك أُمِرت،
وهو الأحد الصمد
____________________
[1] – اجتبى الشيءَ :اصطفاه واختياره لنفسه
هذا صعب يا مولانا وشديد الندرة . لن يقرأ هذا المقتطف الا من عاشه او يعيشه .
حين اقف في مقام اجتبائه لي فقد غمرني كل شيء . وتوحدت معه به اليه.
وهنا يحضر معي في كل المقامات وهو الابتلاء المستمر طول الوقت. لا اعرف الابتلاء الا بصمودي وتبتلي ويقظتي وحتمي وتحسس حضوره معي طول الوقت.
وكل هذا صعب ولا يدركه الا من ادركه . ومن ذاق عرف.