نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 2-1-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 5967
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10):
يا عبد قم إلىّ أعطك ما تسأل،
لا تقم إلى ما تسأل أحتجب ولا أعطى.
فقلت لمولانا:
ثم ماذا يا مولانا، ثم ماذا بعد؟
نعم: هو أعلم بما أحتاجه وما أصلح له وما أصلح به
وهو أكرم من أن ينتظر أن أسأله
فإذا سألته فعلىّ أن أفوض أمرى لعطائه وليس لمخصوص سؤالى تحديداً
ألا أشركُ سؤالى في القيام إليه،
هو أدرى بى وبسؤالى
فإذا تعجل سؤالى فقفز بينى وبينه فلأدفع الثمن: احتجابه عنى وكـَـفّ عطائه
لا .. لا .. ليس لى إلا هو يعطى ما يشاء ويمنع ما يشاء دون سؤال!!
أفوض أمرى كله إليه
هو أعلم بسؤالى
وبحاجتى
وبنقصى
وبعجزى
ولا حول ولا قوة ولا قيام ولا سؤال إلا به، وله و “إليه”
2024-01-02
” اجب دعوة الداع إذا دعان ” كم استوقفتني كلمة ” إذا ” و أشعر أن بها سر لأنه كلنا ندعوه و لكن مش كلنا دعاؤه مستجاب
فلربما السر فى ” إذا ” بمعنى كيفية و دينامية الدعاء !!
و حسيت الفرق بين ما احتاجه فى الدعاء و بين ما اعوزه
و كثيرا ما يختلط الأمر علينا بين هذا و ذاك
فكل دعاء محدد يبلور ما اعوز فقط و ليس ما احتاج
طلب المال مثلا عوز وراءه مثلا احتياج للأمان و يعتبر المال مجرد إستراتيجية لاشباع الاحتياج للأمان و بالطبع ليس المال الاستراتيجية الوحيدة لهذا الاحتياج
يعنى ما اعوزه هو مجرد إستراتيجية ضمن استراتيجيات كثيرة لاشباع احتياجي
و أيا كان الاحتياج فهو إلى الله ، فالامان و المعرفة و السلام و ……
و كل ما احتاجه هو الله فإذا شغلني ما اعوزه عن ما احتاجه حجبت
و إذا شغلني ما احتاجه عما اعوزه أجبت و تحررت من أسر العوز و رضيت باختيار الله لأي إستراتيجية فالمهم إن أجد احتياجي
اعتذر عن اسهابي فى ترجمة تفاعلي مع مخاطبة مولانا النفري
و ختاما استعير إيجاز مولانا الحكيم
“ولا حول ولا قوة ولا قيام ولا سؤال إلا به، وله و “إليه” “
علاقتي بالدعاء تغيرت علي مدي السنين .
بادئا ذي بدء امرنا الله بالدعاء وقال “” ادعوني استجب لكم “”.
وولكنه قال ايضا في آية شديدة الدلالة “” ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق “”
والخلاق هو النصيب.
فعندي — ان كثير من الدعاء هو للدنيا اساسا —
ولذلك ذكرنا هنا مولانا ان الدعاء هو موقف وجودي يعرينا اكثر من مضمونه .
فالحضور او تلمس الحضور هو مفتاح بداية الولوج الي استجابة الدعاء وقد يكون منع الاجابة هو الاستجابة اذا صدق الوصل .
وقد قيل “” الدعاء هو مخ العبادة “””.
ويحضرني هنا للاسف كم الدعوات التي يتناقلها اغلب الناس للمستضعفين في غزة هذه الايام دون اي فعل حقيقي. فارفض هذه الدعوات من بعد معين . واعلم ان هؤلاء الشهداء يرفضونه ايضا.