نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 4)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 29-8-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5841
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 4)
وخـَاطـَبَ مولانا النفرى قائلا:
يا عبد
أنا الذى لا تحيط به العلوم فتحصره،
وأنا الذى لا يدركه تقلب القلوب فتشير إليه،
حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتى بما أبديت من غرائب صنعتى
وتعرفت من وراء التعرف بما لا ينقال للقول فيعبره
ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده.
فقلت لمولانا:
فلماذا يا مولانا لم يصل هذا الذى قاله لك هكذا لمن يزعم الإحاطة بماهيته.
أى علوم تلك التي يمارسونها وهو لا تحيط به العلوم
وأى قلوب تلك التي تزعم أنها تتقلب فى رحابه حتى تدركه الغرائب التي يزعمون أنها دليل وجوده وقدرته وهى من صنعه ليحتجب
إلا على من سلّم دون أن يدعى أكثر من ذلك:
أما التعرف من وراء التعرف بما لا ينقال بالقول: فهو لا يحتاج للقول ليعبره.
وهولا يتمثل للقلب مباشرة: فيقوم فيه ويشهده
ليس كمثله شيء
“لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ”
“وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”
“وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”.
2023-08-29
كيف حالك يامولانا:
المقتطف : فلماذا يا مولانا لم يصل هذا الذى قاله لك هكذا لمن يزعم الإحاطة بماهيته….
التعليق : تعجبت يا مولانا من تساؤلك هذا ،رغم إدراكى أنه استنكارى ،لكن بصراحة أنا أربأ بك عنه : ” ده سؤال من بتاع المخ الشمال بتاع أبله ماجده ” ،أظن أن وقفاتك مع مولانا النفرى ، أشمل وأعمق وأكثر كثافة من هذا الاستنكار المعروفه إجابته سلفا ،فأنت سيد العارفين أن صاحب زعم الإحاطة بماهيته ،لم يكن ليبحث عنه أصلا ،هو يبحث عن من يستطيع الإحاطة به( برضو بالمخ الشمال بتاع أبله ماجده ) ،أما تلقى مولانا النفرى ،فهو ” منه ،إليه ” على ما أظن يعنى ، لكن تصدق وتؤمن بالله مش قادره أقاوم رغبتى فى إنى أتطوع بالإجابة عليك ،من عندياتى كده واقول : لعله هو أراد أن لا يصل إليهم ! سبحانه أعلى وأعلم بما يقول ،ولمن يقول ،وما ومن يصل ،وما ومن يقطع ..