نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات عودة إلى: (المخاطبة رقم: 13):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 5-4-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5330
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
عودة إلى: (المخاطبة رقم: 13):
كنت قد نشرت حوارى مع مولانا عن المخاطبة رقم (13) بتاريخ 2/11/2022، وحين عدت إليها اليوم وأنا أبحث عن بعض ما يمكن أن يصل إلى من يتحمل متابعتى، أو يجرؤ عليها، وجدتنى أريد أن أضيف لها مايلى:
وقال لى:
إن نمتَ في الصراخ نمتَ في المجاورة
وإن نمتَ في المجاورة نمتَ في الإشهاد
وإن نمتَ في الإشهاد فمستيقظ غير نائم وحي غير ميت.
فقلت لمولانا:
مازلت يا مولانا بفضل صحبتك بما أستطيع، وهو أقل مما كنت أرجو: أقف في حرم النوم محتفلا هائما حائرا تائها انتظر منه وبه ما يكمل وجودى، وأرحل فيه بما تسمح به رحابته، وأغوص في بحوره الهائلة الحانية الزاخرة الغامضة الغائرة، وأرفض اختزاله بالتركيز على الأحلام وتفسيرها، وما هي إلا تأليف سطحى قبيل اليقظة، النوم يا مولانا هو عالـَمٌ آخر، وهو أبعد عن رتابة الاغتراب الجاثم المتحذلق وسلسلة المنطق الخانق الغبى، الذى نزحم به ساعات الصحو الخائب!!
حين انتهزت فرصة حوارى معك فتصالحت أكثر على النوم يا مولانا، انتبهت كيف أنه هو المحيط المتفاعل الحاوى، المكمـّل، والمعوّض عن خيبة الصحو وحذلقته.
انتهيت يا مولانا في حوارى السابق حول نفس “النص” أننى لم أعط “للصراخ” حقه وفضله، فلم أعترف له أنى آنس به فى النوم أكثر من رخاوة النعاس ونعومة الاسترخاء. حين أدخل إلى النوم واسلم روحى لبارئها (باسم رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهم إنْ قبضت روحى، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا….الخ) أشعر أننى رحلت إلى عالم أرحب وأطيب، بكل ما يحوى من تشكيلات وانقلابات وكوابيس تهدد باستمراره، توقفت اليوم عند فكرة أننى أنام “في الصراخ” مع أن المفروض أن الصراخ يوقظ النائم لا يهدهده، يقول مولانا هنا عنه: “إن نمت في الصراخ نمت في المجاورة”، كيف أنام في الصراخ مع أن المفروض أنه يوقظ النائم، وكيف تكون المجاورة التي تعنى “الأمان” هي المهد الذى يهدهدنى الصراخ فيه، فهى تهيىء لى النوم الحيوى الصاخب، ثم يأتي “الإشهاد” وهو ضرب آخر من الأمان والتأمين.
هكذا أصبح الصراخ مدخلاً إلى كل هذه الثقة والطمأنينة، لكنها ثقة الذى احتد وعيه، وشحذ وجوده، فمن نام فيه فهو “مستيقظ غير نائم وحى غير ميت”،
إلى هذه الدرجة يا مولانا أصبح النوم عندى وعيا أكثر حدّة من اليقظة، وأكثر ثراء، وأكثر إبداعا، وبالتالي فجدير بنا أن نكون أكثر احتفاءً به وتسليما له، ولحارسه وخالقه: “باسمك ربى وضعت جنبى”، ويصبح “الصراخ“ انتباها وتحفزاً، وتصبح المجاورة حركية في أمان سابغ.
صالحتنا يا مولانا أكثر على ثلث حياتنا التي نمضيها “معه” في ساعات النوم (8 من 24 ساعة) نصحح فيه ما أفسده الصحو اللاهث المغترب، ونفرح ونحن ضيوفا “عليه” إلى أن نبعث من جديد حين نصحو “الحمد لله الذى أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور”، ثم حين نلقاه
2022-04-05
ياااه استحضرت إزاي الأطفال خاصة كلما كانت أعمارهم حديثة عهد بالسماء ينامون في الصراخ بصورة تتجلى فيها المجاورة و الاشهاد
اللهم لا تحرمنا هذا يا رب العالمين
يكاد شعوري يلامس اليقين أن مولانا النفري يسعد بتناولك يا مولانا الحكيم لمخاطباته بما أنعم به عليك الله من بصيرة حية بنوره و زكاة وعي ،
رحابكما نور على نور و الحمد لله رب العالمين …..
أكثر الله خيرك يا سحر
وكل عام وأنت بخير ويقظة،
ونوم “زاخر به” وبفضله
يا استاذي كل عام وانت ابلغ ابدعا.. صالحتنا وقربتنا من ذلك الوعى الاخر ..لا اجد بعد هذا النبض كلمات ..ولا املك سوى الحضور صامتا في رحابكما
بارك الله فيك
وألهمك الاستمرار