نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 23-2-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 4924
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 8):
يا عبد إن أردت أن تنظر إلى قبح المعصية
فانظر إلى ما جرى به الطبع وحـَـالـَـفـَـهُ الهوى
فقلت لمولانا:
حين قرأت المتن يا مولانا دون الهوامش توقفت عند أن يكون ما جرى به الطبع “وحـَـالـَفـَهُ الهوى“ هو من شدة قبح المعصية، وحين لجأت إلى الهامش لاحتمال التصويب أو الإبدال شعرت أن الهامش أدق من المتن، فقد صحَّـحّ ما وصلنى من المتن، وأن صحـَّـته هي: “فانظر إلى ما جرى به الطبع “وخـَـالـَفـَهُ” الهوى، وليس “وحَـالـَفـَهُ“، فحمدت الله على توجسى.
فالطبع عندى يا مولانا أقرب إلى الطبيعة، وهو ما خلقنا الله به “فى أحسن تقويم”، قبل أن ينزلنا أسفل سافلين فلا يلحقنا إلا الإيمان والصبر، فما يجرى به الطبع هو هذا الكدح بين دوائر الذات ودوائر الكون فى نبض فائق إليه، وهذا لابد أن “يـُـخـَـالـِفـَهُ“ الهوى – لا “يـُـحـَـالِـفهُ“ –
هذه المواجهة تعرِّى قبح المعصية وبشاعتها حين يزين الهوَى اسْتسْهال الطبع.
الشكر يا مولانا لمن أتاح لنا الاختيار بين “المتن” و”الهامش”،
والعذر لمن كتب المتن كما وَصَـلَـه: أمانةً وحذراً.
والحمد لله في كل حال.