الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات (المخاطبة رقم: 16)

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات (المخاطبة رقم: 16)

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 11-3-2025

السنة الثامنة عشر

العدد: 6401

نقلة مع مولانا النفرى:

من: كتاب المخاطبات

(المخاطبة رقم: 16):

            وقال لى:

يا عبد

إن لم يخرجك العلم عن العلم

 ولم تدخل بالعلم إلا فى العلم

      فأنت فى حجاب من علم

فقلت لمولانا:         

نبهتنى هذه المخاطبة إلى حقيقة ما وصلنا إليه من تقديس أغلب ما يسمى حاليا العلم الحديث، أو العلم المعاصر الذى تنزّه عن أى شرك أو شريك! وأغلق كل ما عداه من مناهل المعرفة، كما تنكـّـر لكل إضاءات الوعى من أية قناة أخرى، حتى نفى كل إبداع وطمس كل كشف، فلم يعد هناك إلا هذا السجن المظلم المسمى “علماً” حديثاً.

يكون العلم علما بحق حين يسمح أن أخرج منه لأعود إليه، أحدّ رؤية وأقدر تشكيلا وأنشط تحريكاً،

أما إذا حال دون خروجى عنه لأظل سجينا في ظلمته، فهو لا يستحق أن يسمى علماً.

تنبهت يا مولانا إلى أننى إذا لم أنتبه إلى احتمال أن يحتكر هذا العلم كل مناهل المعرفة والكشف حتى لا يسمى علما إلا ما يـُـقرّه بلغته القاصرة، وعجزه الجبان،  وحدوده المصنوعة، حين لا يسمح لأى معارف أن تكون كذلك إلا إذا أقرها هو بشروطه الزائفة وطقوسه الخانقة،

تنبهت أننى إذا أقررته في ذلك فمعناه أننى سجنت نفسى في مغاراته المغلقة، واستسلمت لأصنامه المتجمّدة.

طبعا لن أفعل، وإلا أصبح العلم حجابا لا كشفا،

 حجابا لا يسمح لأى نور أن يصل إلى أصحاب البصيرة،

 فكيف يكون هذا علماً، بعد ما صار إليه: حجاباً كثيفا غبيا عامِـياً،

 والعياذ بالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *