نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 22-10-2024
السنة الثامنة عشر
العدد: 6261
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5):
قال لى:
يا عبد، إن لم تؤثرنى على كل مجهول ومعلوم:
فكيف تنتسب إلى عبوديتى
فقلت لمولانا:
طبعا طبعا، ولكن!!
وهل هناك احتمال آخر؟
أؤثره عن كل معلوم، هذا وارد، بل هذا واجب: فلا أحد ولا شئ يتطاول لقدره
أما أن أؤثره على كل مجهول فهذا ليس في مقدورى غالبا لأننى لا أعرف ما أجهل، لكنه أمر جائز بالقياس،
أما بهذا الحسم والجزم فإنى أخشى التقريب،
المجهول يا مولانا محيط لا أعرف أبعاده، لا أصله ولا منتهاه، فوجب دوام السعي إليه.
المجهول عندى يا مولانا أكبر كثيرا من المعلوم، لكننى أعترف به وأحترمه.
وارد طبعا أن أؤثره عن كل شئ،
هذا غاية التكريم وهو هو نبض التوحيد،
أؤثره عن كل آخر، وكل حى نابض، وكل جماد جامد
لا إله إلا هو، ولم يكن له كفوا أحد
لكننى خفت أن أضيع في التعميم الغامض
أؤمن به، وبالغيب، وبالمطلق، واللامحدود
أنا يا مولانا حين أعيش عمق توحيده أوثره عن كل موجود ومعلوم،
ثم عن كل مجهول وحاضر غائب
هكذا أنتسب بالتوحيد المطلق إلى عبوديته
” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”
2024-10-22
كل معلوم هو مجهول بالضرورة لانه غير مكتمل وغير محيط
وكل مجهول هو غيب يومض ليغيب وهو وقود الكدح
فكيف اؤثر ما هو غير مكتمل ولن يكتمل الا ان انسلخ عن نفسي وعنك سبحانك
وكيف اؤثر مجهول بالضرورة علي حضورك المحيط سبحانك .
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيء قدير.