نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 13-8-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6191
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10):
قال لى:
يا عبد ما منعتك لضنّى عليك
وإنما منعتك لأعرض عليك الجزء المبتلى منك لتعرفه
فإذا عرفتَه: جعلته سببا من أسباب تعرّفى إليك
فسويت بين الاختلاف والائتلاف
فرأيتنى وحدى
وعلمت أننى لك أظهرت ما أظهرت
ولك أسررت ما أسررت.
فقلت لمولانا:
وددت يا مولانا أن تعفينى من أن أعيش معك هذه الفقرة، فقد وصلتنى أعمق وأصعب وأروع مما أحتمل.
فرجعت إلى حوارى معك في نفس المخاطبة حين وردت مقولة “العلم” في مخاطبة (10)، حوارى معك بتاريخ 16/2/2021 ثم بتاريخ 22/6/2021 فشجعنى ما وصلنى منهما، وأطمأننت إلى اجتهادى في التلقى والتناصّ!! وعرفت – اجتهادا– مبلغى من العلم الذى به أطمئن (16/2/2021)
في المخاطبة (10) بتاريخ 22/6/2021 وصلنى تحذير من الاستجابة للعلم الشخصى على حساب العلم الحقيقى أو العلم الموضوعى، إلا أن التوصية بالتحفظ على العلم الشخصى كان مقدمة لرفض كل أشكال الشرك بالرب وهو يتجلى واحدا أحد.
أما هنا فقد جاء المنع يا مولانا كنوع من التنبيه ليعرض عليك – علينا – الجزء المبتلى منـّا.
احترت في ما هو هذا الجزء المبتلى، هل هو الحقيقة الأصل التي لم أكن أمينا عليها بالقدر الكافى، أم هو مداخل الشك والتردد إليه،
وسواء كان هذا أو ذاك فقد وصلنى أنه حين عرَّفنى به، وجعله سببا في تعرفى إليه، هو الجزء الذى يتجاوز الاستقطاب: فيسوى بين الاختلاف والائتلاف، فلا يبقى سوى السعى والتوجيه إليه وحده لا شريك له.
هكذا يعم فضله ليـُـظهر ما يـُـظهر، ويـُسـِرّ ما يـُسـِرّ، فأفرحُ لثقته بى وبقدرتى على مواصلة السعي إليه: وأحد أحد
فردٌ صـَمـَدْ
ملحق (1)
نشرة “الإنسان والتطور” – الثلاثاء: 22-6-2021 – العدد: 5043
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10):
يا عبدُ: كيف تستجيب لعلمك وأنا الرب.
فقلت لمولانا:
أصبح العلم يا مولانا هذه الأيام صنما أكثر جمودا من كل الأصنام، حتى أنهم يتحدثون الآن عن ما يسمى “ضلال العلم” Science Delusion ويقصدون أن الاعتقاد الراسخ في مقولة بعض العلوم لمجرد أنها مسجلة في مجلة علميه أو كتاب مرجعى أو خارجة من معمل ميكنى: أصبح يمثل إعاقة لتلقائية التلقى، والأخطر إعاقة لنشاط الموقف النقدى، العلم السلطوى يا مولانا أصبح خادما لكثير من قيم السوق أكثر منه لشفاء للناس.
انتبهت بعد هذا الحماس أنه لم يقل لك “كيف تستجيب للعلم” وإنما قال “لعلمك” وهناك فرق، فلا يصح الهجوم على العلم هكذا دون تحفظ ودون تمييز، ونسبة العلم إلى الشخص يجعله أقرب إلى ما هو “علمه” هو شخصاً فهو أقرب إلى المعتقد الشخصى، حتى لو تدعم بزعم الاتفاق مع آخرين، إن الاتفاق في حد ذاته يا مولانا لم يعد يضمن أن يكون العلم علما لوجه الحق تعالى، ونحو الحقيقة الباقية.
ثم نظرت إلى هذا الإيجاز المعجّز: “وأنا الرب”، خفت يا مولانا أن يسرع المتعجل فيرى أن هناك تعارضاً بين العلم والايمان. وهذا غير وارد، تعبير “أنا الرب” هنا هو تذكرة بأولوية التوحيد المطلق، ورفض كل أشكال الشرك، فإذا كانت البداية هى بيقين الربوبية بلا شريك: حرفا أو تجريدا أو رمزا أو نظرية أو منظومة: فإن احتمال تنقية الفطرة والقياس بنفع الناس وموضوعية الرؤية ونبض القرب هى الضمانات التي تؤكد نفى الشرك نفياً كافيا لاشبهة حوله،
أما حين يكون “علمى” هو أصل كل المعارف حتى يكاد يخدعنى فأشرك به دون أن أدرى، فلا مانع أن أختبر هنا العلم تجريبا، فإن قرّبنى إليه، فهو علمه وليس علمى، وإن أبعدنى عنه فهو علمى أنا: أعمى به عنه دون أن أدرى، وهو الرب لا شريك له.
يا مولانا:
أنهل من كل العلوم وأنا في كامل وعيى، لكننى لا “أستجيب” إلا وهو معى إليه.
أستجيب لما يحيينى ويحييهم “معى” بنا “نَحوه”
فهو الرب!!
لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ .
ملحق (2)
نشرة “الإنسان والتطور” – الثلاثاء: 16-2-2021 – العدد: 4917
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10 ):
يا عبد مبلغك من العلم ما به تطمئن.
فقلت لمولانا:
هذه مخاطبة يا مولانا لا توجـّـه إلا للذى بلغ مرتبة من النقاء والصفاء والرؤية والحدْس تسمح له بأن يصبح مصدر اطمئنانه هو قلبه خالص التوحيد بلا ذرة شرك ظاهر أو خفى،
وأن تصير روحه ووعيه معاً معاً، فيكون هذا وذاك هما الحكم الأخير في ما يبلغه مهما كان مصدره وقوته ومنطقه ودليله،
هذا هو الذى بلغنى من شرط “الاطمئنان” الذى يحدد لى مبلغى من العلم مما هو علم بحق
اللهم أهدِ قلبى ليكون هو العقل الذى يعيننى، ولو على بعض ذلك
لا سبيل إليه إلا به، إليه.
2024-08-13
يا عبد ما منعتك لضنّى عليك
وإنما منعتك لأعرض عليك الجزء المبتلى منك لتعرفه
التعليق / سبحان الله العليم الحكيم ……
إنها خلاصة حكمة المنع و ليس المنع فقط بل و أراها حكمة المن و العطاء أيضا ففي كلاهما جزء منا مبتلى نسأل الله أن يعيننا و يهدينا لمعرفة اجزاءنا و يفتح بها لنا فتوح العارفين به
ف كما قيل فى الأثر من عرف نفسه عرف ربه
المقتطف :-
يا عبد ما منعتك لضنّى عليك
وإنما منعتك لأعرض عليك الجزء المبتلى منك لتعرفه
فإذا عرفتَه: جعلته سببا من أسباب تعرّفى إليك
فسويت بين الاختلاف والائتلاف
فرأيتنى وحدى
وعلمت أننى لك أظهرت ما أظهرت
ولك أسررت ما أسررت.
التعليق:-
هذا هو . هذا هو .
وهذه هي الرسائل الوميضة حين يرضي فارضي فيرضي