نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 1):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 1- 9 – 2020
السنة الرابعة عشر
العدد: 4749
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 1):
يا عبد أنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من عملك وأنا أولى بك من رؤيتك،
فإذا علمت فصر وما علمت إلى فاستمع منى فيه واحمل إلى رؤيتك ووقفتك
وقف بين يدى وحدك لا بعلم فإن العلم لا يواريك عنى ولا بعمل فإن العمل لا يعصمك منى
ولا برؤية فإن الرؤية لا تغنى منى ولا بوقفة فإن الوقفة لا تملك بها مني.
يا عبد قف بين يدى فى الدنيا وحدك أسكنك فى قبرك وحدك وأخرجك منه إلى وحدك
وتقف بين يدى فى القيامة وحدك، وإذا كنت وحدك لم تر إلا وجهى وإذا لم تر إلا وجهى
فلا حساب ولا كتاب وإذا لا حساب ولا كتاب فلا روع وإذا لا روع فأنت من الشفعاء.
فقلت لمولانا:
ثم ماذا يا مولانا؟!!! ثم ماذا!!!
كادت الدنيا تنغلق علىّ وهو يدعوك أن تتنازل عن كل ذاك: علمك، وعملك، ورؤيتك، إلا أن تكون إليه، فإذا فعلت لأنه أولى بك من كل ذلك، فهو يوصيك أن تحمل إليه رؤيتك ووقفتك وعملك بين يديه وحدك، لا بعلمٍ ولا بعملٍ، ولا برؤيةٍ ولا بوقفةٍ لا شريك له، ولا وسيلة إليه إلا الاستماع منه.
إذن ماذا يا مولانا إذن ماذا؟
صحيح أن هذا نفى للشرك، كل الشرك، حتى لو بدا وسيلة إليه، ودعوة للتغرد به وحده ولا أتصور يا مولانا بلا أي وسيله، أو شبهه شرك، ومن ذا الذى يقدر على ذلك إلا أن يكون مطمئنا بكل خلية تنبض فيه إلى دعمه ورضاه،
وهو يؤنس وحدته في الدنيا ثم في قبره، فأتذكر قوله لك: “تدخل إلىّ في صلاتك، كما تدخل إلى في قبرك”،
وهنا تدخل إليه في قبرك إلى أن يخرجك وحدك لتقف بين يديه لا ترى إلا وجهه: فلا حساب، ولا كتاب، ولا روع
فأنت من الشفعاء.
يا مولانا هذا فضل أكبر من طاقة تصورى
وهو أمانة أثقل من أن آمل في حملها ولو بعض الوقت
ولا يقدر على القدرة إلا هو الله.
وهو المستعان.
2020-09-01