نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 2):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 28- 7 – 2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4714
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 2):
يا عبد أخلصتك لنفسى فإن أردت أن يعلم بك سواى فقد أشركت بى
وإذا سمعت من سواى فقد أشركت بي، أنا ربك الذى سواك لنفسه
واصطفاك لمحادثته وأشهدك مقام كل شيء منه لتعلم أن لا مقام لك
فى شيء من دونه، إنما مقامك رؤيته وإنما إفرادك حضرته.
فقلت لمولانا:
هذه وصايا وأوامر يا مولانا لمن اصطفاهم وأشهدهم مقام كل شيء منه فعلموا أنه لا مقام لهم في شيء من دونه، إنما مقامهم رؤيته وإفرادهم حضرته
وما أعظم هذه المنزلة، وما أكرمه سبحانه حين أخلصهم لنفسه ولابد أنهم أحق بذلك، وأنهم جاهدوا ويجاهدون حق جهاده ليواصلوا الاحتفاظ بهذه المنزلة ما دام قد سواهم هكذا لنفسه وأشهدهم مقام كل شيء منه.
شغلنى يا مولانا ربط هذا بذاك، فلا يقدر على القدرة إلا هو، كيف يطمئن الواحد من هؤلاء المصطفين، ربما إلا أنت يا مولانا، أنه نال هذه المنزلة فيستغنى عن أن يعلم به سواه، وكيف لا يسمع من سواه حتى لو كان هذا السوى هو شريك الطريق إليه، وما دام قد أصبح أهلا لأن يصطفيه لمحادثته ويشهده مقام كل شىء، ولكن ما حاجته بعد ذلك لمقام أى شىء من دونه، وقد اطمأن أن مقامه هو رؤيته، وإفراده هو حضرته؟
لا اعتراض على فضله على من يشاء
ولا استغناء عن دعم بعضنا بعضا إليه
حمداً له وعرفانا معا
فننعم بمقامنا في اصطفائه دون حاجة إلى علم سواه، أو أن نسمع من سواه فهو الكافى المغنى، الواحد، الصمد.
2020-07-28