نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 7)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 15-8-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5827
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 7):
وخـَاطـَبَ مولانا النفرى قائلا:
يا عبد
جزاء المحتمل فىّ أن لا أغيب عنه أين حل.
فقلت لمولانا:
هذا كرم ورحمة وإحاطة منه لا يحلم بها:
إلا من يستأهل: “ألا يغيب عنه أين حلّ”
أي نعمة وأى سماح وأى قبول، أين حلّ!!؟ هكذا يا مولانا: أين حل؟!
هذا يشمل كل مكان، وكل وقت
وكل سرّ وكل علن، أين حلّ يا مولانا؟!
هذا لا يقتصر على المكان، بل أيضا على الزمن الذى لا ينفصل عن المكان.
الحمد له، والرحمة منه والفضل والغفران
لكن كيف أتحمـّـل “فيه”
هل هذا يعنى أن أتحمل المشقة إليه؟
أو أن أتحمل هول الخوف من قصورى نحوه؟
أو أن أتحمل فى سبيله كل ما علىّ أن أتحمله؟
حتى لو فاق طاقتى أو تجاوز بصيرتى ؟
أعلم يا مولانا أنه لا يُكلِّف نفسا إلا وسعها
لكننى أخاف من تقديرى لما هو فى وسعى
وأن أبالغ حتى أتجاوز ما لا أطيق
كل ما أستطيعه هو أن أتقبل الرسالة
وأحمده حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه،
وأن أدعوه أن أكون عند حسن ظنه،
كما وعدنا أن يكون عند حسن ظن عبده به
إنه “نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ”
2023-08-15
اتحمل فيه اي اتحمل معيته طول الوقت بعد ان شرفني بها. فهو الاول والآخر والظاهر والباطن وليس كمثله شيء . فاذا وصلت الي هذه الدرجة برحمته فاصل الي ان اطمئن انه معي اينما وكيفما حللت . بمواصلة الكدح .
فاحمده علي هذا الشرف ولا اشرك به شيئا .
هل هذه هى البشرى التى بشر الله بها الصابرين ؟
التعليق / رغم أن باب ذلك الجزاء العظيم قد تعين فى نص المخاطبة إلا أن للباب مفتاح لم يتعين بالمخاطبة ربما لأن فى البحث عنه علامات هادية له و ربما لأن لكل منا مفتاحه الذي يهتدي به إليه
الباب هو ” المحتمل فيه ” إذن المفتاح هو كيف أتحمل فيه ؟
و اذا بقول العبد الصالح لنبي الله موسى يخطر ببالي ” و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ”
و كأن المعرفة هى المفتاح الذى رأيته
المعرفة التى تعرفنا عليه ، و على قدر ما نتحمل من تلك المعرفة على قدر جزاءنا من المعية المنشودة ب ألا يغيب عنه أين حل
و كما قلت يا مولانا الحكيم فى إشارة بالغة الحكمة : –
أين حل هذا يشمل كل مكان و كل وقت حيث لا تقتصر على المكان بل تشمل الزمن الذي لا ينفصل عن المكان .
اللهم نسألك هذا الفضل و زيادة و الحمد و الشكر لك دائما أبدا