نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 6)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 6-6-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5757
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 6):
وخاطب مولانا النفرى قائلا :
يا عبد كأنك أعطيت سواى عهدا بطاعتك
إن دعاك لبّيْتَه والتلبية إسراع في الإجابة
وإن صمت عنك ابتدأته والابتداء طاعة المحب
فقلت لمولانا:
عذرا يا مولانا إن كنت قد خصصت لفظ “سواى” هنا لمن وصلنى من مواقفه منك ومخاطبته لك وهو يعيّن لك من هو “السوى” خاصة في مقام الشرك به!
ذلك السوى هنا هو الذى يغرى بأن يشغلنى عن علاقتى به وتوجهى إليه بديلا غبيًّا. موضوعاً للشرك الصريح أو حتى الخفى،
هذا السوى يا مولانا لا يستحق أن أعطيه عهدا بطاعته، اللهم إذا عمى النظر وطمس الوعى، وهذه هى الحال الوحيدة التي يمكن أن أسرع فيها لتلبيته إذا دعانى، كما يمكن أن أبتدئه إذا صمت عنى، ولتكن أدنى طاعة حتى لو سميت طاعة المحب.
ما أتعسنى إنْ أنا أطعت هذا السوى حتى لو كنت أعمى البصر والبصيرة، فهو الشرك يتسرب إلى وعيى أخفى من دبيب النملة.
لكن هناك “سوى” آخر، وهو الذى يسعى معى إليه، فهو الذى يجمعنا عليه ويفرقنا عليه، حتى لو لم أعرف هذا الآخر وجها لوجه، فإن طاعته “معا” تقربنا من طاعتنا لمن جمعنا بفضله، وفرّقنا ونحن تحت جناح رحمته،
فلا هي تلبيةٌ بإسراع، ولا هي ابتداء بمحبّة
إلا أن يجمعنا عليه فلا يكون السوى سوى بديلا عنه، بل صاحب الطريق الذى لا طريق غيره، ولا طاعه فيه لكلينا إلا له، لا شريك له.
2023-06-06
{ لكن هناك “سوى” آخر، وهو الذى يسعى معى إليه، فهو الذى يجمعنا عليه ويفرقنا عليه، حتى لو لم أعرف هذا الآخر وجها لوجه، فإن طاعته “معا” تقربنا من طاعتنا لمن جمعنا بفضله، وفرّقنا ونحن تحت جناح رحمته،}
خيط رفيع يفرق بين الوعي ب ذاك السوى الذي ذكر فى المخاطبة لمولانا النفري و بين هذا السوى بمعناه الأخر الذي ذكر فى قولك يا مولانا الحكيم
فإذا كان الوعي بالسوى بأنه يسعى معي إليه كانت التلبية من كلانا إليه وحده لا شريك له
أما إذا كان السوى بمفهوم ليقربنا لله زلفى ضلت التلبية مقصدها و انحرفت وجهتها و كانت شرك تسرب خفيا فصار جليا …….
و اقول ما قاله ابن عطاء الله فى حكمه العطائية
إلهي….كيف يستدل عليك بما هو فى وجوده مفتقر إليك !!؟
المقتطف :-
يا عبد كأنك أعطيت سواى عهدا بطاعتك
إن دعاك لبّيْتَه والتلبية إسراع في الإجابة
وإن صمت عنك ابتدأته والابتداء طاعة المحب
التعليق :-
لم استوعبها تماما يا مولانا .
لماذا اعطي سواك عهدا بطاعتك . ؟؟ لا اعرف لماذا ولا حتي كيف .
ان دعاني لبيته ؟؟ دعاني لماذا ؟؟ وهل انا احتاج دعوة من احد لالبيه كي اطيعك يا الله يا اقرب من حبل الوريد .
وان صمت عني ابتدأته ؟؟ ابتدأته بماذا ؟؟ مرة اخري بماذا ؟؟
وصلتني هذه المخاطبة وكأنها تهليل للمحبين في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه .
واذا كانت كذلك فهي كذلك .
كيف حالك يامولانا:
عذرا يا مولانا لم أقتطف منك مقطعا محددا لأعلق عليه ،فقد وصلنى من نقلتك هذه مع مولانا النفرى ما يشبه أن يكون تحاملا على المخاطبة نفسها وتحميلها أكثر مما تحتمل ،فقد أعدت قراءتها مرات ومرات ،فلم يصلنى منها إلا عتاب المحبين وغيرته على عبده الذى” اصطنعه لنفسه “،فأحببت عتابه ورأيت ما يعاتبنى فيه ،فأجبته : ما ابتعدت إلا لأقترب ،وماعرفت سواك إلا لأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له……