نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 3 )
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 21-3-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5680
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 3 ):
يا عبد انتقل بقلبك عن القلوب التى لا تراني، إن لى قلوباً أبوابهم
إلى مفتوحة وأبصارهم إلى ناظرة تدخل إلى بلا حجاب هى بيوتى
التى فيها أتكلم بحكمتى وفيها أتعرف إلى خليقتي،
فانظر قلبك فإن كان من بيوتى فهو حرمى فلا تسكن فيه سواى لا علمى
فليس علمى من بيوتى ولا ذكرى فليس ذكرى من بيوتي،
إنك إن أسكنت فيه ساكناً حجبتنى فانظر ماذا تحجب.
فقلت لمولانا:
يا مولانا يا مولانا، كيف أنتقل بقلبى عن القلوب التي لا تراه لأحكم أنا إن كان قلبى من بيوته أم لا،
طبعا يا مولانا لو كان قلبى من بيوته فما أسعدنى برضاه وهو حرمى لا يقربه سواه.
ياه!! حتى علمه وذكره ليسوا من بيوته!!
وسكانهم حجب بينى وبينه
صعب يا مولانا صعب.
ومع ذلك فهو الغنى عن كل ما سواه، وعلىّ أن أصبر وأحاول
فلا صعب إلا خيبة من لا يصدق أو لا يتصور!!!
2023-03-21
قراءة مولانا النفري لا تتأتي بالعقل او بفعلنة كلماته .
اوافقك انها تخاطب الادراك او القلوب مباشرة .
ولما حاول عمنا ان يقرأها كان يقرأها من موقع العابد المتبتل الذي يزحف نحو التجرد والحضور في مقام هذه المخاطبات والمواقف التي هي شديدة الخصوصية كما ذكرت قبل ذلك.
وعندي ان عمنا كان يحاول من موقعه أن يري في هذه المخاطبات والمواقف ما يعينه في رحلة كدحه ( عمنا ) هو شخصيا. ولم يكن غرضه ابدا أن يفسر او يحلل من منظور عقلاني.
وهذه المواقف تُقْرأَ بالتجرد او بمحاولة التجرد اذا جاز التعبير .
وهي متحدية طول الوقت .
وعلي ذلك فما زلت اري في قرآءات عمنا ومضات قد تضيء ما وصل مولانا النفري . وقد يخطئ وقد يصيب.
نرجع الي هذه المخاطبة شديدة الاعجاز .
فقد قال الله لمولانا ان علمه وذكره لا يسكن قلب عبده لانهما ليس هو .
لان علمه لا يحيط بشيء منه الا بما شاء ( ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء ) ألم تلاحظ “” بشيء من علمه “” فاذا حضر فلايحتاج الي هذا العلم .
وذكره هو حضوره فاذا حضر فتخر القلوب صعقا دون حاجة الي ذكر.