الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / نقلة مع مولانا النفرى في: كتاب المخاطبات – مقتطف من: (مخاطبة 3):

نقلة مع مولانا النفرى في: كتاب المخاطبات – مقتطف من: (مخاطبة 3):

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 28-4-2020

السنة الثالثة عشرة

العدد: 4623

نقلة مع مولانا النفرى في:

كتاب المخاطبات

مقدمة

لم انته بعد من الوقوف في “المواقف“، بما يكفى،

 يكفى ماذا؟!

 ويبدو أنه لن ينتهى!

خشيت أن أواصل فأفتعل، خاصة وأن كثيرا مما تركتُ، أو أجـّلتُ، كان صعبا علىّ في هذه المرحلة،

قلت أجرّب اليوم زيارة هذا الاستلهام الآخر، “كتاب المخاطبات“، وأنا لم أقرأ فيه حرفا واحدا قبل ذلك، ولم أحاول أن أتساءل ولا بينى وبين نفسى عن حال مولانا، وهو يستلهم هذا الفتح أيضا، وهل يا ترى اختلف عنده وعى التلقى، والاستلهام، أعنى هل يوجد فرق نوعى بين إبداع العملين: “المواقف” و”المخاطبات“؟؟.

ولم أحاول حتى أن أحدس الإجابة قبل أن أخوض التجربة.

مقتطف من: (مخاطبة 3):

يا عبد انظر ما آتيتك من علم ومعرفة

وما آتيتك من ذكر وموعظة

وما آتيتك من حكمة وتبصرة

فاجعل ذلك حرساً على أبواب قلبك

 وحجاباً لسواى عنه.

فقلت لمولانا:  

هذا فضل يا مولانا يكفى طول الدهر أى كادح إليه ، علمٌ، ومعرفةٌ، وذكرٌ، وموعظةٌ، وحكمةٌ، وتبصرْة!!!، ماذا يريد العبد بعد ذلك، وقبل ذلك، وغير ذلك.

لكن لكى نحافظ على كل هذا الفضل لا يتسرب وحده أو بغفلة أو بكسل أو بتقصير، لابد من “حرس” يحول دون ذلك.

عطاؤه حتى لو استقر راسخا في قلبى فالحذر واجب والحرس وقاية، وهو لا يكون إلا بحضوره طول الوقت يملأ القلب والوعى والجسم والعقل.

السوى يتربص بى ويزحف وهو لا يهمد مهما انتبه الحرس.

لو أغفلته يا مولانا وهو يزحف كدبيب النملة قد يحول دون حمده بحقه على كل ما أتانى هكذا من: “علـمٍ”  و”معرفة” و”ذكر” و”موعظة” و”حكـَمـَة” و”تبصرْة”!! وإذا نجح ولو قليلا فأنا لا أستأهل فضله هذا كله.

الوعى بكل هذا يخجلنى حتى أكاد أعجز عن الحمد، إلا أن أجعل كل ما أتانى هو لإنارة طريق من يحاول مثلى، ومعى، وأفضل منى، نحاول حمل أمانة ما كلـَّفنا به: تسبيحا، وعرفانا.

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *