نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 23-10-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5166
من كتاب “من حركية الجنون إلى رحاب الناس” (1)
(مرورا بالعلاج الجمعى) (13 من ؟)
الفصل الرابع
المقابلة: بتاريخ: 28/8/2008
(بعد مرور أسبوع من المقابلة الماضية!)
مقدمة:
أنهينا نشرة الأسبوع الماضى بما يلى:
“محمد”: هاوضح لك اكتر.. أنا بابقى على ظهرى، هى بتبقى فوق، ممكن تكون هى تحت وأنا فوق، باعيش مع الإثنين
د.يحيى: طيب يابنى، معلشى، معلشى بس الحاجات ديه هى جديدة عليك ولاّ إيه؟، يعنى بقالها أربعه خمس شهور بس، ولا من أول المرض؟ ولا طول الوقت؟
“محمد”: من زمان
د. يحيى: يعنى من امتى تقريبا
“محمد”: أكتر من ثلاث اربع اشهر، يمكن اكتر
د.يحيى: 7 شهور مثلا؟
ونواصل اليوم:
“محمد”: آه ممكن حاجه زى كده
د.يحيى: هو الجروب بتاعنا خلص إمتى
“محمد”: مش فاكر
د.يحيى: خلص إمتى يا ياسمين (2)
د.ياسمين: من سنة وتلات اشهر
د.يحيى: سنة وتلات شهور! طيب يا محمد تبقى، الحاجات دى ظهرت من بعد ماخلص الجروب بأد إيه
“محمد”: مش فاكر
د.يحيى: يعنى شوية كتار حسب كلامك
“محمد”: آه
د.يحيى: تفتكر بعد ماخلص الجروب وإنت كنت جدع أوى أثناء الجروب واشتغلت واخدت واديت، ولسه برضه جدع اوى لحد دلوقتى ، بأمارة إنك رغم كل شىء لسه بتشتغل
“محمد”: أهوه باحاول على قد الإمكان
د.يحيى: لأه، اسمع واحده واحده، أصل كله إلا الشغل
“محمد”: ماشى
د.يحيى: أصل فيه كلام أنا فاكره من أول جلسة، وأنا شكيت إنه حصل، فاكر؟ أنا قريته إنَّهَارده قبل ما آجى أقابلك، فاكر إنى شكِّكْت فى الحكاية اللى حصلت فى الجيش
“محمد”: آه، كان فى أول جلسه مع بعضينا
د.يحيى: بالظبط لأنى شكيت فى اللى حصل وقلت لك يمكن بيتهيالك، من كتر الخوف
“محمد”: لأه ده حقيقه
د.يحيى: بس ساعتها قلت لك إن فيه حاجات بتبقى قديمه بتتقلب من كتر مخاوف الواحد تروح نطّه فى مخه كإنها حصلت، وهات يا هرب وهات يا شكوى، وبتبقى فضائح أهو برضه اللى انت بتحكيه ده يمكن بيتهيأ لك، بس مش من كتر الخوف بقى ، لأ من كتر الرغبة والحرمان
“محمد”: بيتهيألى؟ يمكن! بس هوّا حقيقة
د. يحيى: طيب طيب بس هوّا ما ظهرشى إلا لما الجروب خلص وبعدها اشتغلنا فى محمد طربقها ومحمد فركشنى
“محمد”: ومحمد دلوقتى
د.يحيى: عليك نور أنا فرحت إنك انت اللى قلتها، بس إنت عرفت ليه أنا رفضت محمد نفسيه وقبلت محمد دلوقتى
“محمد”: لأ ماعرفتش
د.يحيى: لقيت محمد نفسيه حايقلبها لنا حكاوى وشكاوى، إنما “محمد دلوقتى” بيجرجرنا للأرض، للواقع، ويمكن يبعدنا عن الخيالات دى
“محمد”: انت عارف أنا قلت محمد نفسيه ليه
د.يحيى: لأ .. ليه؟
“محمد”: علشان تعبان نفسياً على طول
د.يحيى: أنا بقى ضد الكلام ده، أنا بأجى هنا كل يوم خميس علشان أنبه أولادى دول إنه ماينفعش نقلب المشاعر الحقيقية والآلام والوحده لألفاظ نفسيه، علشان كده رفضت كلمة نفسيه، إنت عاوز تلزقها فى أى إسم مرض بقى وتاخذ دوا وخلاص، أهو انا رفضت محمد نفسيه عشان نركز فى محمد بتاع ربنا، فى محمد دلوقتى، فى محمد محاولة، محمد جدعنة، أى حاجة إلا نفسية، ومافيش مانع نستعمل أى أدوات نفسية تساعدنا إننا نرجع “دلوقتى”.
“محمد”: طب وبعدين
* نلاحظ محاولة الربط بين الفراغ النسبى الذى حدث بعد انقطاع محمد عن العلاج الجمعى، وعن المتابعة، وبين انطلاق الخيال التعويضى الذى تجسد لدرجة “التعيين” فاحتمال الهلوسة الحسية فى خيالات.
* كما نلاحظ أنه بعد هذه المدة (أكثر من سنة ونصف) يمكن مراجعة ما حدث فى العلاج الجمعى كجرعة تنشيطية، ثم إن المريض هو الذى أضاف فى هذه المقابلة “محمد دلوقتى” وكأنه مازال مستمرا فى تخليقه من كل هذه المحمدات، ولم يُفرض عليه من خارجه.
* وكل هذا ليس مرتبطا بنظرية نفسية معينة تفرض نفسها بقدر ما هى معايشة لما يتبقى فى الوعى الشخصى والبينشخصى من رحم الوعى الجمعى، ومن انطباعات الإدراك من مثيرات مرتبطة بالحرمان والرغبة معاً.
د. يحيى : هوّا فيه حاجة انت كنت عايز تقولها وماقلتهاش
“محمد”: آه موضوع الست اللى كنت باحبها ديه والموقف اللى حصل ومش عارف إيه
د.يحيى: إيه موضوع الست اللى كنت بتحبها ده؟
“محمد”: ديه واحده قريبتى كده حبيتها وبتاع
د.يحيى: بنت عمك؟
“محمد”: آه، يعنى أبويا يبقى خال أمها
د.يحيى: المهم قريبتك، وبعدين
“محمد”: بس هى مش ست من الستات الجامده هى حاجه كده صغيرة يعنى
د.يحيى : حصل إيه يعنى
“محمد”: ماحصلش حاجة
د.يحيى : وقلت لها أنا باحبك
“محمد”: لا .. لا .. لا، ولا قلت لها ولا أى حاجة
د.يحيى : ولا اتقدمت لها
“محمد”: ولا اتقدمت لها ولا أى حاجة
د.يحيى : إمال حصل إيه بقى
“محمد”: بس موقف محرج شويتين
د.يحيى : هو إيه الموقف
“محمد”: (بعد فترة صمت طويلة نسبيا) عادى، كنت باروح عند ابوها كان فاتح محل حلاقه وكده
د.يحيى : وبعدين؟
“محمد”: فكنت على طول باروح هناك بقعد معاه شوية ومش عارف إيه وكده
د.يحيى : مع أبوها
“محمد”: آه فحبيت الناس ديه، حبيتها أوى يعنى، ولغاية دلوقتى
د.يحيى : حبيت الناس ولا البنت
“محمد”: الناس كلها، عيلتها كلها
د.يحيى : كلهم على بعضهم
“محمد”: ايوه العيله كلها، بس كنت باروح كده مثلاً أتردد عليهم نص ساعة، ساعة إلا ربع
د.يحيى : بس هى ماكنتش موجودة فى المحل
“محمد”: طبعا ماكنتش موجودة
د.يحيى : وبعدين
“محمد”: ماهو أنا جايلك فى الكلام أهه، ما هو أنا قولتلك على إسمها على فكرة فاكر إسمها
د.يحيى : لأ والله
“محمد”: اسمها هاله
د.يحيى: عاشت الأسامى، طب يالـّه كمل، إنت بقى روحت بقى عند أبو هالة، وبعدين
“محمد”: رحت المحل عادى وقعدت طبيعى عادى مفيش أى مشكله فقلت له، يعنى طلبت منه حاجه غريبه
د.يحيى : خير؟
“محمد”: طلبت منه إنى اطلع أسلم عليهم
د.يحيى : على مين؟ على البنت ولاّ على أمها؟
“محمد”: يعنى، بس هىَّ ماكنتش فوق، البنت ماكانتش فوق
د.يحيى : إيش عرفك
“محمد”: ماهو أنا دخلت وقعدت بقى
د.يحيى : آه وبعدين
“محمد”: طلعت، سلمت، دخلت، قعدت، حاطت لى أكل أكلت،
د.يحيى : مين اللى حطت لك الأكل؟ هيّا ولا أمها؟
“محمد”: أمها طبيعى مفيش أى حاجة، ما هيا مش موجودة، ودماغى ما فيهاش أى حاجة، وشربت الشاى وأنا قاعد قام طلع إيه جوزها
د.يحيى: جوز مين
“محمد”: جوز أمها يعنى أبو البنت
د.يحيى: ماشى
“محمد”: وأنا استأذنت
د.يحيى : ماشى
“محمد”: والمهم طلع هو قام واخدنى من إيدى وراح منزّلنى
د.يحيى : كنت قاعد إنت وأمها بس مفيش حد تالت
“محمد”: آه قاعد عادى طبيعى باكل، وعملت لى الشاى، قام هوّا واخدنى من إيدى قام منزلنى، المفروض أنا بقى امشى مارجعش ليه تانى، لأه قابلت هاله وأختها
د. يحيى: فين
“محمد”: فى السكة فى أول الطريق وأنا ماشى وهمّا راجعين
د. يحيى: همّا مين؟
“محمد”: هالة وبنته التانية المخطوبة، إنما هالة هى اللى فى دماغى اللى أنا باحبها، هى كانت متجوزة واتطلقت
د.يحيى : هى هالة اللى كانت متجوزة ومطلقة
“محمد”: أيوه هى
د.يحيى : يانهارك مش فايت!! إنت كنت بتحب واحده سكند هاند يالَهْ
“محمد”: غشيم بقى، المهم
د.يحيى : مين الكبيرة فيهم
“محمد”: الكبيره هى اللى أنا باحبها
د.يحيى : هى أكبر من أختها المخطوبه
“محمد”: أيوه أكبر من أختها المخطوبه
د.يحيى : روحت انت حابب المطلقه على طول
“محمد”: اللى حصل
د.يحيى : توكلنا على الله
“محمد”: ماعرفش بقى، يمكن صعبت عليا بقى، قلت أوصلهم
د.يحيى : وهما رضيوا إنك توصلهم
“محمد”: يعنى، بس إيه البنت اللى مطلقه ديه سبقت، الناس فى الشارع مش عارفانى إنى انا قريبهم وبتاع
د.يحيى : أنهى بنت اللى سبقت؟ المخطوبة ولا اللى مطلقة؟
“محمد”: اللى مطلقة
د.يحيى : اللى إنت بتحبها
“محمد”: اللى انا بحبها
د.يحيى : يعنى علقّتك وراحت سابقه وإنت مشيت مع المخطوبة
“محمد”: أيوه كده كملت أوصّل المخطوبة
د. يحيى: قام حصل إيه بقى
“محمد”: ماحصلش حاجه عادى، أبوها شافنى بصِّ لـِى أوى كده قمت أنا واخد بعضى وماشى
د.يحيى : فين الحادثة بقى؟، حادثة إيه اللى بتسميها حادثة
“محمد”: طيب ماهو أنا تعبت بعديها، ليه أنا تعبت، بعد ماعرفت إن ده مايصحش وغلط وكده فتعبت فبقيت افكر أنا عاوز أراضى الناس ديه، أنا غلطت وعاوز أصلّح غلطى
د.يحيى : غلط فى إيه يابنى؟ مايكنش إنت ساعتها حاسيت بالرفض يابنى إن هالة هيّا اللى سبقت وسابتك مع اختها المخطوبة؟
“محمد”: لأه ماكنش فيه إحساس من ده، مش فاكر حسيت بإيه
د.يحيى : هيّا هالة سبقت ليه؟
“محمد”: على أساس إن هى مطلقه والناس مش عارفانى إنى أنا قريبهم وكده
د.يحيى : طيب ماهى سابتك مع أختها
“محمد”: مش فاهم، أهو دا اللى حصل
د.يحيى : هى هالة متجوزه دلوقتى ولا لأه
“محمد”: ده بقى اللى أنا معرفهوش دلوقتى، دى حاجه ماتخصنيش
د.يحيى : دلوقتى حسب كلامك الحادثة دى بقالها كتير، من ثلاث اربع سنين، إيه اللى جاب سيرتها دلوقتى
“محمد”: ما هوّا ده أول التعب
د.يحيى : إزاى
“محمد”: قعدت مع نفسى فى البيت 10 ايام بعدها، عايش مع نفسى مع العادة السرية، ومش عارف إيه، وماباكلش، وكده، حسيت إنى أنا تعبت فجأة كده العشر ايام اللى قعدتهم فى البيت لوحدى دول تعبونى حسيت إنى أنا إنسان تانى خالص
د.يحيى : قعدت 10 ايام لوحدك
“محمد”: آه قعدت 10 أيام فى البيت وكده تعبان مابخرجش، ومش أنا، والناس بره بتتكلم على اللى حصل
د. يحيى: هوّا إيه اللى حصل؟
“محمد”: اللى انا قلتهولك
د.يحيى : التعب إبتدى بقى بعدها، يعنى ومن ساعتها الناس يتكلموا عليك والحاجات اللى حكيتها فى الأول دى كلها.
“محمد”: لأ مش من ساعتها قوى، أنا اتهيأ لى إنى نسيت اللى حصل لحد حكاية الجيش.
د. يحيى: آه الجيش والتحرش اللى أنا قلت لك يمكن بيتهيأ لك
“محمد”: آه، وبعدين لقيت الناس بيتكلموا واسمعهم ساعات وأنا لوحدى
د. يحيى: يا محمد يا ابنى، احنا مش هانقعد نحكى ونمصمص شفايفنا، احنا بنحل الحكايات دى بأننا نبدأ نواجه اللى حصل واحدة واحدة، الظاهر محمد فركشنى انتهز فرصة إنك حبست نفسك فى الأوضة بعيد عن الناس راح هاجم ولخبط الدنيا، فاحنا ردينا عليه بالناس اللى فى الجروب، اللى شفنا فيه إن الناس لبعضها برغم كل اللى حصل، مش انت لما كنت معانا فى الجروب كل ده راح قـُرْب الأخر
“محمد”: حصل، راح
د.يحيى: خد بالك إن كل دى والأصوات دى اختفت دى جت لك وانت لوحدك، واختفت وانت معانا
“محمد”: هوّا إيه لما كنت معاكوا وإيه اللى راح مش فاهم
د.يحيى : الأفكار الغريبة والحاجات اللى كانوا يحطوها لك فى الشاى، والسم، والكلام ده اللى هو خلانا نتعرف على “محمد فركشنى” و”محمد فركشها”
“محمد”: آه
* نلاحظ من هذا المقطع أن البداية لم تكن فى الجيش كما ذَكَرَ فى المقابلة الأولى (التى تمت 13/7/2006 ونشرناها فيما سبق، وأن هذا الذى حكاه محمد فى هذه المقابلة الحالية يمكن أن يكون بداية العملية الذهانية بعد جرح الرفض أو الترك الذى لحق به من فرط جوعه ووحدته، وليس بالضرورة لأن أحداً تركه أو رفضه، ثم لاحظنا كيف ترتب على ذلك انسحابه، ثم بداية التغير: “حسيت إنى إنسان تانى خالص” هذه البداية بالشعور بتغير الذات Depersonalization برغم أنها لم تتماد من البداية فى ذهان صريح يمكن أن تعتبر إعلانا عن مدى جوعه للاعتراف والقبول، الأمر الذى لم يطرق بابه أصلا، فلا هو صرح للبنت ولا لأبيها ولا لأمها بمشاعره، وربما أنه اختار المطلقة حتى يضمن أنها سوف تقبله، وإذا بها تتركه (ترفضه) قبل أن يبدأ أصلا.
* كما نلاحظ أنه لم يذكر هذا الحادث (وهذه الخبرة) إلا بعد مضى هذا الوقت الطويل من بداية الذهان الصريح الذى أدخل بسببه القسم، ثم ما حدث أثناء العلاج الجماعى .
* يمكن اعتبار أنه بعد تقليب مستويات وعيه فى المجموعة العلاجية وقبولها الواحد تلو الآخر “معا” وترويض ما يلزم منها، (كل المحمدين) ثم بعد الاطمئنان لاستمرار علاقته مع الطبيب المعالج كما رأينا، كل ذلك قد سمح لأصل من أصول النفسمراضية أن تطفو إلى السطح، بما يسمح لنا أن نفترض أن ما حكاه هكذا فى هذه المقابلة لم يكن مجرد تفريغ لخبرة مؤلمة بقدر ما كان إعلانا للتقريب بين مستويات الوعى بعد الاطمئنان إلى مشاركة وعى آخر ثنائى أولا ثم، امتدادا إلى وعى جماعى، كل ذلك يسمح له بأن يستعيد خبرة الترك أو الرفض (برغم أنه لم يدخلها أصلا)، فى رحاب هذا الوعى الممتد الذى يتخلق مع المعالج، والأرجح أن الوعى البينشخصى بينهما إنما يستمد دعما من وعى المجموعة الجماعية الذى لابد أنه احتل وعى كل منهما وبقى منه ما يدعم العلاقة وينميها.
د.يحيى : نرجع مرجوعنا للى انت جاى تحكيه النهارده بالذات، باين الجوع للناس رجع، ما هو كله حرّك كله، الجنس عندك يا محمد جاهز عالواسع
“محمد”: ….. وبتحصل معايا وأنا فى الشارع عادى، وأنا ماشى فى الشارع يعنى شفت واحده مثلاً ركزت معاها أوى، تخيلت الأعضاء مش عارف إيه فى ثوانى أتخيل نفسى إن أنا معاها، إيه ده أنا مش فاهم، أنا ذات نفسى أتخيل كده إنى أنا معاها وعلى السرير عادى، وبمارس معاها طبيعى، إيه ده مش فاهم انا!
د.يحيى: شوف كلمة تتخيل هنا فيها برضه فصال، يعنى التخيل غير التجسيد غير الحقيقة يعنى، انت لما تتخيلها تبقى شايفها زى ما أنا قاعد كده؟
“محمد”: لأه أنا متخيلها عريانه أمامى بس أنا شايفها بالهدوم أنا شايفها كده قدامى بالهدوم فى ثوانى تبقى قالعة الهدوم، لحد ما أجيبهم
د.يحيى : يا خبرك اسود، ازاى تبقى قالعة وبالهدوم؟! وده بقى حانسميه خيال ولا حانسميه حقيقة ولا إيه؟ بالنسبة ليّا ماتفرقش أنا مصدقك يابنى كده وكده، احنا بنبدأ باحترام الموجود، وباحترام خلقه ربنا ونبتدى من ده، وده.
* لست متأكدا من أن تحريك مستويات وعى محمد فى رحاب الوعى الجمعى هو الذى سمح بهذه المنطبعات الجنسية أن تطفوا إلى سطح وعيه لينسج منها هذه الفانتازيا المجسدة، أم أن ذلك كان نتيجة لتزايد ثقة المريض بالمعالج بعد السماح والتهوية عن المكبوت بهذه الدرجة التى سمحت باستعادة القبول الطبيعى لما خلقه الله،
* كذلك لست قادرا – فى حدود وصفه – أن أفصل بين الصور الخيالية والهلوسات الجنسية بعد أن وصلت إلى تجسيد الممارسة الكاملة حتى ذروة الشهوة والقذف هكذا، وهذا يسمح لنا أن نخفف من غلوائنا فى الاصرار على الفصل الحاسم بين الصور الخيالية والهلوسة خاصة بالنسبة لمجالى البصر واللمس، وإلى درجة أقل بقية الحواس.
* لكن محمد هنا يُشَغِّل خياله بطريقة إرادية جزئيا، فهى ليست فقط مدركات هلوسية أو فانتازيا خيالية لكنها فعل إرادى من مستوى وعى أعمق نسبيا، حتى فى إصداره أمر التخيل فى ثوان كما يقول.
“محمد”: هيا دى المواضيع ديه اللى تعبانى بس
د.يحيى : ماهو إحنا بنشوفها سوا أهه، مش يمكن معنى كده إن العلاقات اللى عملناها فى الجروب كانت مهمة، والدكاترة وانت وانا والعيانين عملوا شغل جامد، (يلتفت إلى طبيبة من الجالسين) مين اللى كان معايا يا ياسمين من الدكاترة
……………
(ثم نكمل غدًأ)
[1] – يحيى الرخاوى “من حركية الجنون إلى رحاب الناس .. (مرور بالعلاج الجمعى)” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)
[2] – طبيبة حاضرة المقابلة وكانت متدربة بنفس المجموعة العلاجية التى حضرها “محمد” “الجروب”