نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 22-8-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5104
من كتاب “تبادل الأقنعة” (1)
(دراسة فى سيكولوجية النقد)
التفسير الأدبى للنفس
قراءات فى ديستويفسكى (2)
الفصل لثالث
ديستويفسكى يعلمنا:
حركية العلاقات البشرية جدلا وامتدادا
فى الإخوة كارامازوف (2 من ؟)
مقدمة:
نواصل اليوم عرض نقد الأخوة كارامازوف
وأعتذر مكرراً لصدور هذا النقد مجزّأ هكذا، لكننى اقتنعت أثناء مراجعتى أنه يستحق أن يقرأ ببطء، بل إنى أوصى أن نقرأ ما ينشر لاحقا مع ما ينشر تباعاً.
أنا أسف
…………
سابعا: ليس مدحاً أن يكون عالما نفسيا:
لا أعتقد أن وصف ديستويفسكى بأنه عالم نفسى أو طبيب نفسى هو مدح بأى صورة من الصور، بل لعل العكس هو الصحيح أى أنه ربما يكون ذمّا. ديستويفسكى يرى النفس – واقعا – قبل وبدون وبالرغم من كل ما هو علم نفس، (علم نفس صحيح أم غير ذلك).
ثامنا: دوائر العائلات
استطاع ديستويفسكى فى هذا العمل الضخم أن يحرك ثلاث دوائر متماسة متقاطعة معا، تمثل ثلاث عائلات: عائلات كارامازوف، وإيليوشا، وكوليا، ثم وضع - فى وضع التماس الهامشى- ثلاث عائلات أخرى بدقة حاذقة، هى: عائلات كاتيا، وجريجورى، وهوخلاكوفا. هذه الدوائر الست كانت تلتقى وتتماس وتتداخل وتتباعد بشكل مثير متشابك معا.
تاسعا: وجه الشبه مع حالنا فى مصر الآن
استشعرت – بشكل ما – وهو يتكلم عن روسيا، الأرثوكسية، والكنيسة الدولة، والدولة الكنيسة كأنه أحيانا ينشر مقالات تصلح أن تنشر اليوم فى صحيفة الأخبار، أو مجلة أكتوبر، أو حتى الأهالى – وقد خلصت من ذلك إلى أننا أقرب إلى ما هو روسيا (وليس الاتحاد السوفيتى) منا إلى أوربا، وأن إسلامنا “فى مصر (الإسلام التلقائى الممارس يوميا) يمكن أن يكون ذا نكهة قبطية روسية بشكل ما (إن صح التعبير). وعلى ذلك: فإما أن المشاكل أزلية تتكرر، وإما أننا متخلفون عما ينبغى أن نكونه قرنا أو بضعة قرون.
عاشرا: دقة التعبير وعمق الرؤية:
دعونى أرص أمامكم بعض الفسيسفاء التى تناثرت فى الرواية هنا وهناك لترينا أى عمق وصل إليه ديستويفسكى فى وصفه الذات البشرية ظاهرا وباطنا. دقة التعبير-كما استعملتها هنا، لا تعنى جمالا فى الأسلوب، لكنها تعنى أكثر: تمكّنا من الأعماق، وهو تمكن يحذقه ديستويفسكى من أول لمسة إدراك، فيرصد أعماقنا بمجهر شديد الحساسية، ثم يتمادى فى العزف على أوتار الداخل والخارج حتى يتمم هذه الجزئية من اللحن باستطراد يكشف ويتكشف فيفاجئ ويحرك – هذا فى أغلب الأحيان وليس فى كل الأحيان، وقد يخرج من الوصف بتعميم لقضية الإختلاف عن المجموع تصعيدا، أو بتفصيل أنوثة التثنى فى إصبع القدم الصغيرة، ثم نفاجأ بأنه يصف الشخصية برمتها.
والآن: لنبدأ بمقتطف دال من الرواية:
“لأن الإنسان الشاذ ليس حتما – ليس دائما – ذلك الذى يبتعد عن القاعدة… حتى لقد يتفق أن يحمل فى ذاته حقيقة عصره بينما يكون الناس، جميع الناس من معاصرية، قد ابتعدوا عن القاعدة إلى حين كأنما دفعتهم عنها ريح هبت عليهم على حين فجأة” (2).
ها هو إذْ يبدأ بالتأكيد على رفض السواء الإحصائى لا يساير مقولة أن العبقرى (أو الشاذ) هو الذى يبتعد عن القاعدة بمعنى أنه سابق لعصره، أو أنه الناضورجى كما أسماه لى يوسف إدريس ذات مرة، وإنما هو يؤكد أنه هو الممثل الحقيقى لعصره، وبالتالى يكون المجموع هو الذى ابتعد لظروف ربما تتعلق بتعثر مسيرة تطوره – (تطور المجموع – فيكون الفرد، هذا الفرد، هو الأكثر تمثيلا لعصره).
ثَمَّ مقتطف آخر بعيدا عن التجريد يرينا كيف يدخل ديستويفسكى إلى وصف الشخصية من مدخل التأكيد على حيوية جزئية بدنية كما ذكرنا حالا.
”إن فى جسمها (جروشنكا) نوعا من تثن تراه فى الساق أيضا، وتراه حتى فى الأصبع الصغير من قدمها اليسرى” (3)
ثم انظر قوله:
“فيه استعداد للإصابة بمرض السل” (4)
وكأن هذا الاستعداد فى ذاته يصلح وصفا لتقاطيع وجه إنسان!! ثم يُلحق
“متزوج امرأة عاقرا..”
وكأن هذا وذاك يظهر فى السلوك مباشرة حتى يميزه.
ثم انظر وصفه لنظرة عين آخرين مثل
”يثبتان عليه أعينهما، بل يغرسانهما فى لحمه غرسا مثل الحشرات تمص دمه” (5).
ثم قوله:
” شاحبة الوجه قليلا، لها عينان توشكان أن تكونا سوداوين على سطوع شديد وحركة قوية” (6).
ثم أنظر دقة التعبير عن عجزه ثم تصوير الثراء الداخلى بالعجز عن تصويره:
”… لقد فهم الأب بائيسى- فيما يبدو- “لا فهما كاملا والحق يقال، لكنه فهم فيه كثير من نفاذ البصيرة للحالة النفسية التـى كان عليها أليوشا” (7).
“ولكن يجب علـىّ أن أعترف مع ذلك بأننى لو أردت أن أشرح على وجه الدقة معنى تلك الدقيقة الغريبة المبهمة فى الحياة الداخلية التى عاشها بطلى الذى أحبه كثيرا، والذى مازال فى ريعان الشباب لكان صعبا على كل الصعوبة” (8)
ثم فى تجسيده لصور الذاكرة:
“إن طفولتى تنبثق أمامى، حتى يخيل إلى أننى اتنفس كما كنت أتنفس فى طفولتى بذلك الصدر الصغير صدر الطفل الذى لم يتجاوز الثامنة من عمره” (9).
وعن سمردياكوف
”ولكنه سيظل محتفظا فى قرارة نفسه بالمشاعر التى تجمعت له أثناء استرساله ذاك فى أحلامه، وهى مشاعر عزيزة عليه أثيره عنده، يجمعها فى نفسه طوال حياته على نحو لا يدركه بل ولا يشعربه، وهو لا يدرى طبعا لماذا يفعل ذلك” (10)
ونلاحظ هنا كيف أنها مشاعر- وليست أفكارا.
الرواية:
لم أستقر أبدً على كيف يمكن أن أقدم هذا السفر الضخم، قارئا بحروف مكتوبة، أى ناقدا بشكل ما. سوف أحاول الدخول على ثلاث محاور الأول: تساؤلات، والثانى: موضوعات، والثالث أشخاص.
برغم استحالة الفصل – طبعا – ورغم احتمال التكرار – بداهة – إلا أن هذا هو الممكن حاليا.
أولا: تساؤلات
الرواية تثير تساؤلات بلا حصر، وهى لا تثيرها لكى تجيب عليها، ولكن لكى ننظر فيها نحن دون إلزام بالإجابة أيضا، من هذه التساؤلات الأساسية مثلا :
-
هل تمثل هذه الرواية مرحلة نضج لديستويفسكى، (خاصة وأنه كتبها قبل وفاته بعام واحد)؟.
-
وهل هى تتميز بوضع خاص بين رواياته؟.
-
وهل الحل الذى عرضه (فناء الذات الفرد فى المجموع بالحب الفعـال، ثم الأمل فى المستقبل) هو المخرج الذى توصـل إليه بعد رحلة حياته، أم أنه مازال يواجه التحدى فى الوجود الأزلى رغم كل ما يلوح فى الرواية؟
-
وما هى الكارامازوفية، ومن هو الراوى ؟
نبدأ من الآخر
ماهى الكارامازوفية؟
من خلال هذه الأسرة: أسرة كارامازوف يقدم لنا ديستويفسكى النفس الإنسانية / الحياة / الآن، أساسا وكأنه يفعل مثلما فعل أفلاطون حين أخرج الذات البشرية ووضعها فى جمهورية، ومازال الناس يناقشون جهوريته على أنها جمهورية وليس على أنها النفس البشرية. ذلك أننى استقبلت كل أفراد عائلة كارامازوف ليس باعتبارهم مراحل متلاحقة فى حياة ديستويفسكى، وإنما باعتبارهم صورا لحياة آنية حية داخلة وخارجه (داخلنا وخارجنا) بزخمها وجدلها وتناقضاتها وولافها.
إن ديستويفسكى هنا يعرض – من خلال أسرة كارامازوف - بانوراما الحياة بما يشمل العلاقة بالحياة، لعله يجسد ما هو حياة فيه أساسا، وهذا لايعنى أن أفراد الرواية مصنوعون لأداء دور، وإنما هم حاضرون لتحقيق أوجه الحياة كما تتبدى فى حركة مكوناتها: ”أفرادا- فى واحد/ الكل”. لعله من المفيد أن أشير إلى ضرورة النظر فى كيف تكرر لفظ الحياة، بل وبالذات، “حب الحياة”، على لسان أفراد الرواية عامة، وأسرة كارامازوف خاصة، اللَّـِّذى منهم، والمعقلِـن، والمتدين، والصرعى. وإذا قلنا الحياة: فإن ثمَّ طولا، وثمِّ عْرضا. هذه الرواية بعكس روايات الأجيال تقدم لنا الحياة بالعرض أكثر مما تقدمها بالطول، فالأحداث كلها – كما قلت – لم تستغرق سوى أياما (لم أتمكن من عدها بعد، بل إنى لم أرغب فى ذلك.) ومع ذلك فهى ليست رواية آنية تدور فى اللحظة، وإنما هى تدوِّر اللحظة، وتحدد أغلب توجهاتها، وتترحل فى أعماقها، ثم تنطلق منها إلى ما بعدها حتى أبعْد البعد (سوف يتذكر هذا التعبير، سوف يتذكرون لون الوجه…. الخ)
ما هى الكارامازوفية بعد هذا؟
هذا بعض ما وصلنى على أية حال:
1/ هى “حب الحياة”: وأرى أن تصنيف الكارامازوفيين إلى حسى، ومفكر، وملاك.. حتى بواسطة الكاتب نفسه، هو تصنيف سطحى، (سأرجع إلى نقده فى حينه) وبالتالى: فإن القاسم المشترك الأعظم بينهم بغض النظر عن ظاهر موقفهم ومحتوى فكرهم هو “حب الحياة”
” إننى أحب الحياة، إننى أسرف فى حب الحياة حتى لأخجل من ذلك” (11).
(قالها ديمترى فى موقف قبيل الإنتحار)
2/ وهى اندفاعة الجموح
”مندفعا ذلك الإندفاع الجامح الذى يتميز به آل كارامازوف” (12)
3/ وهى ” الشهوة – البساطة”:
لأليوشا: “… أنت واحد من هذه الأسرة تاما كاملا.. ولابد أن تؤمن بأن للعرق وللوراثة أثرا رغم كل شئ، أنت شهوانى من جهة أبيك بسيط من جهة أمك” (13).
هذا الإنشقاق من أسخف ما وقع فيه ديستويفسكى، سواء بأن يجعل الشهوة فى مقابل البساطة، أو بأن يلصق هذا بأبيه وذاك بأمه – لكنه يبدو أنه قد تدارك ذلك حين جمع هذه الصفات معا دون تميز: نقرأ ما قاله راكيتين لأليوشا:
“هم أناس شهوانيون، أناس طماعون، أناس بسطاء” (14).
4/ وهى الطفولة الجامحة: ولكن أين تقع الطفولة فى هذه القضية: هل هى فى شهوة الإندفاع، أم فى سذاجة البساطة؟ يقول ديستويفسكى فى موقع آخر:
“إن القساة الضوارى أصحاب الأهواء الجامحة، من أمثال آل كارامازوف- كثيرا ما يحبون الأطفال” (15)
ولنا أن نتساءل لماذا يحبون الأطفال: أهو بديل؟ أهو إسقاط؟ أهو تفعيل؟ (16)
ربما يكون الكارامازوفى هو الطفل مضروبا فى أبعاد مستعرضة بالعرض بدلا من أن ينضج بالطول.
5/ وهى القوة الخام، التى تنحط – أو تتفجر:
” مندفعا ذلك الإندفاع الجامح الذى يتميز به آل كارامازوف” (17)
” قوة آل كارامازوف، قوة الحطة والخسة فى آل كارامازوف” (18)
يصاحب هذا الجموح والاندفاع أحيانا حب التدنى والقدرة على تحمل ذلك
” فحين أسقط فى الهوة أتدهور تدهورا تاما”.
“.. فإذا بلغت القرار من هوة الدناءة والخسة طفقت أترنم بنشيد: ألا فلأكن منحطا سافلا” (19)
لكنها ليست دائما قوة الحطة والتدنى، هى قوة أساسية جوهرية، أقرب الطرق لظهورها هو طريق التدنى، لكنها قد تظهر خاما غير مميزة:
”فما إن فتح عينيه حتى أحس فى نفسه بسيل خارق من القوة، فأدهشه ذلك كثيرا، وماهى إلا لحظة حتى نهض عن سريره بوثبة واحدة” (20)
إذن هى ليست قوة الحطة والخسة فحسب، لكنها قوة (فطرية بيولوجية) خام تظهر فجأة بلا اتجاه وبلا تفسير، وعند الاستيقاظ بالذات، وهذا ما أسميته أحيانا: عنف ضخ الوعى. 0تذكر الوجه الإيجابى للصرع!!!)
6/ وهى “الصلابة الذاتية”:
الكرامازوفيين يعترفون أنهم غير قابلين للإصلاح.
“فهل أصلحنى ذلك؟ كلا ثم كلا، لأنى كارامازوفى”
7/ ثم هم “المحتفظون بالبدائية المستقلة الجافة” (الحشرة المتوحشة).
الأمر قد يحتاج إلى عودة للنظر فى العلاقة بين الطفل، والقوة الخام، وتلك الحشرة الموصوفة بدقة متحدية؟ خاصة وقد لعبت الحشرة دورا خاصا فى هذه الرواية فكانت ترمز عادة إلى اللذة الحسية المجردة، والصلبة فى آن، مع تأكيد ضمنى على تفرد بلا آخر.
” فيك أيضا تحيا هذه الحشرة” (21) “… هى الحشرة المفترسة الكاسرة”.
ونلاحظ هنا أن الحشرة لا تعنى مجرد الفطرة الحيوانية (22)، لكنها قد تأتى من الخارج/الداخل
”فاعلم أن حشرة أخرى قد لدغتنى فى تلك اللحظة فى القلب من جسدى.. هى الحشرة المفترسة الكاسرة” (23).
ووقفة هنا تستأهل أن نتذكر أن الحشرة فى الواقع العيانى ليست عادة جامحة ولا مندفعة، ولاهى متوحشة مفترسة عامة، فحشرة ديستويفسكى ليست داخلنا العدوانى الذى يصور عادة فى شكل حيوان كاسر كما اعتاد الناس أن يعبروا عنه، أو كما اعتاد أن يظهر فى الأحلام. (وسأرجع إلى ذلك فيما بعد).
إذن فالكارامازوفية هى زخم الحياة فى نبضها الفطرى بقوة الإندفاع والوعى، بما يصاحب ذلك من محاولات التعويض والإنكار والإزاحة والتسامى، وإلى درجة أقل: السمو.
من هو الراوى؟
عجيب أمر الراوى فى هذه الرواية: من هو؟ من أى منطقة يحكى؟ كيف يصل إلى هذه الأعماق وبأى عين يرصد هذه الخلجات عن جزء من الثانية هنا أوهناك؟ وكيف سمح لنفسه أن يتخطى الرصد إلى التحليل، بل إلى الحكم على أعمق المشاعر وأدق التناقضات؟
- هل هو مواطن مشاهد قاص من هذه البلدة؟
- هل هو أليوشا متفرجا (ذات مفارقة متأملة)؟
- هل هو الكاتب المبدع حالة كونه خالقا أو متألها يعلم السر وأخفى؟
- وأين موقعه (كرسيه) الذى يسمح له بكل هذه المرونة والرصد؟.
- هل هو وعى فائق فرضِىّ أو هو وعى فائق فِعِلْىّ، ( ذات تكاملية هى ديستويفسكى نفسه حالة كونه يرصد ذواته) من الواقع المرصد/ المصهر/ المصدر؟
الأرجح عندى أن الفرض الأخير هو الأقرب للصواب، ولكن لابد من إثبات ذلك، بتفصيل لاحق (ليس فى هذه الدراسة).
من هو بطل الرواية؟
لماذا سبق ديستويفسكى بتقرير أن أليوشا هو بطل الرواية؟ هل هو تورط مبدئى لم يستطع أن يفى بحقه؟ أم أنه حلم شخصى وتقمص باطنى.. لم تسعف تلقائية الإبداع فى تحقيقه؟ أعتقد أن الأولى أن يكون البطل هو إما فيدور، وإما إيفان، بل إننى انتهيت إلى أن الأرجح أنه سمردياكوف ولكنه ليس أليوشا على أية حال.
وبعد (مرة أخرى)
أرجو أن تسمحوا لى بالتوقف عند هذه النقطة ونكمل الأسبوع القادم بدءًا بالتركيز على الكاتب وهو يشرح لنا النفس الإنسانية من خلال إبداعه الفائق.
وأنا أستمحكم أن تقرأوا الرواية قبل المضي فى قراءة النقد والرواية موجود تحت أمركم في الموقع بهذا الرابط Link
الاخوة كارامازوف1 .. دوستويفسكى
الاخوة كارامازوف2 .. دوستويفسكى
الاخوة كارامازوف3 .. دوستويفسكى
[1] – يحيى الرخاوى “تبادل الأقنعة” (دراسة في سيكولوجية النقد) الهيئة العامة لقصور الثقافة (2006)
[2] – ص 14 جـ1
[3] – ص 26. جـ1
[4] – ص 5.3 جـ 2
[5] – ص 555 جـ 2
[6] – ص 1.2 جـ 2
[7] – ص 261 جـ 2
[8] – ص 261 جـ 2
[9] – ص 169 جـ1
[10]- ص 278 جـ1
[11] – ص399 جـ2
[12] – ص 613 جـ2
[13] – ص 178 جـ1
[14] – ص 178 جـ1
[15] – ص 68 جـ2
[16]- سأكرر استعمال هذا اللفظ “تفعيل”Acting out وهو تعبير من التحليل النفسى يعنى إخراج محتوى اللاشعور /الداخل بشكل مباشر إلى ظاهر السلوك.
[17]- ص 613 جـ2
[18]- ص 115 جـ2
[19] – ص 234 جـ1
[20] – ص 14. جـ1
[21] – ص 235 جـ1
[22] – حضر لى تشبيه باتريك زوسكند لجرينوى بطل “العطر” منذ ولادته “بالقراضة” بما يحتاج إلى مقارنة تفصيلية، خاصة حين نشير إلى الالحاد النشاز باعتباره نيزكا منفصلاً
[23] – ص 248 جـ1
وأين موقعه (كرسيه) الذى يسمح له بكل هذه المرونة والرصد؟.
- هل هو وعى فائق فرضِىّ أو هو وعى فائق فِعِلْىّ، ( ذات تكاملية هى ديستويفسكى نفسه حالة كونه يرصد ذواته) من الواقع المرصد/ المصهر/ المصدر؟
الأرجح عندى أن الفرض الأخير هو الأقرب للصواب، ولكن لابد من إثبات ذلك، بتفصيل لاحق (ليس فى هذه الدراسة).
من التعليق :. دكتور يحيي ما المقصود بوعي فائق فرضِيّ. ووعي فائق فعلي !!
فهى ليست رواية آنية تدور فى اللحظة، وإنما هى تدوِّر اللحظة، وتحدد أغلب توجهاتها، وتترحل فى أعماقها، ثم تنطلق منها إلى ما بعدها حتى أبعْد البعد (سوف يتذكر هذا التعبير، سوف يتذكرون لون الوجه…. الخ
التعليق :. أجدني دائما مذهولا أمام لحظات ديستوفسكي.. كيف لهذا المبدع أن ينطلق من نبض اللحظه حتي يمزقها لوحدات متناهية الصغر فيذوب فيها ليخرج لنا منها فاردا المها وشرها وبؤسهل ونبضها وعمقها هكذا .