نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 6-4-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4601
من كتاب:
الترحال الثانى: “الموت والحنين” (1)
الفصل الأول: (الفصل السابع: من الترحالات الثلاثة) (7 من ؟)
……………
……………
الخميس 6 سبتمبر 1984
كانت فرصة فى ما بقى لنا من أيام فى باريس أن نفترق أكثر لنلتقى أقرب، فاستطعنا من خلال ذلك أن نضبط جرعة “الصحبة” و “الاستقلال” معا، كنت وزوجتى فى فندق الجوبلان (نجمتان بالتمام) لكن الحمام النظيف والتلفزيون الملون يزينانها بما لا حصر له من نجوم، وكان الأولاد فى فندق “الإقامة السعيدة (!!) “Belle Sejour بنجمة واحدة وكلب كبير ورائحة خاصة ـ كما ذكرت ـ فجعلت دائرتانا تتحركان اقترابا وبعدا فى حرية نسبية، و حين استطعت أن أتحرك داخل دائرتى الخاصة رحت أوقظ باريس فى كيانى بهدوء متنام، لأعود أنبض بريحها كما عشتها، ثم كما حملتها معى منذ كان ما كان، حملتها معى إلى مصر، والطائف، واليونان أو البحرين، وحجرة نومى، ودهب، وأنطاكية، وحربيات، وبلودان،
أنا لا أتحدث عن باريس البلد بقدر ما أتحدث عن باريس الناس، ثم إنهم ليسوا ناس باريس بقدر ما هم “الناس فى باريس” بمعنى أنهم ليسوا فرنسيين من عاشرتهم آنذاك، لكنهم كل العالم، حتى أنى تصورت أن باريس هذه، لا بل “تلك” (68/69) هى “دوار الدنيا” بأسرها.
كنت أنتظر نزول زوجتى فى مدخل الفندق حين انتبهت أنه قدجلس بجوارى هندى وهندية (لم يكن هناك جوارٌ أصلا، فالمدخل شديد الضيق يكاد لا يسع أحدا)، ولم تكن السيدة جميلة جدا، كانت جميلة فقط أو أقل قليلا، ولم يكن جسدها رشيقا، لكن السارى الذى كانت تلبسه بدا لى أجمل ما فيها، ولم أكن أعلم أنه، مع شموله لكل القوام حتى جزء من الرأس، يمكن أن يكشف عن مساحة لابأس بها من لحم البطن حول الوسط، على الرغم من برودة الجو، ولم أنتبه، لأول وهله، أنه لحم بشرى!!، خلقة ربنا، كما لم يجذبنى إليه أية فتنه صغرت أم كبرت، بل لعل العكس قد حدث، فقد كان، بلا مؤاخذة، مترهلا إلا قليلا، ومع ذلك فقد تذكرت الثوب السودانى الشفاف الرائع الذى ترتديه نساء السودان، وقلت: فهو الرمز والوطن وليست الحشمة والطقوس، ولو كان الحجاب تطور عندنا حتى يعنى ذلك، أو مثل ذلك لكان له وضع آخر، أما بحالته الراهنة وتنوعاته (على “الموضة”) فهو ـ فى الأغلب ـ لإبداء الزينة وليس لإخفائها فى كثير من الأحوال، ثم إنى لاحظت فى ممارستى التى تطّلع على الأقئدة أنه (الحجاب) كثيرا ما يعمل لإعفاء من ترتديه من الغوص فى جوهر دينها بالاكتفاء بالرضا عن ظاهر شكلها،
حاولت أن أنظّر قليلا حول مسألة الحجاب هذه، حيث رحت أبحث له عن وظائف إيجابية مثل أن تستعملها الواحدة منهن للتصالح مع الجسد والجنس معا، وذلك بأن تعفى الواحدة منهن نفسها من استعمال جلدها وظاهر جسدها حجابا دفاعيا (باردامتبلدا من خلال حيل دفاعية كابتة)، وكأنها إذ تغطى جسدها بهذا الغطاء الحسّى الحقيقى، إنما تسمح بتلقائية حيويتها أن تنطلق داخل الغطاء، كما أنها قد تساعد نفسها على تذكر أن جسدها هذا هو جسدها، وليس “محل وجودها المختار” تسكن فيه بالصدفه، ويستعمله زوجها من الظاهر، أو لعلّه ـ كما ذكرت ـ ثورة نسائية تحدد الهوية فى مقابل هجمة التغريب، وكلام آخر كثير من هذا القبيل، تحققت من صحته أحيانا، وفشلت أحيانا أكثر، المهم أنى لم أستطع أن أقارن السارى الهندى إلا بالثوب السودانى ثم بالملاءة اللف عندنا، تلك الملاءة التى انقرضت والتى كتب فيها الدكتور صلاح مخيمرنظرية علمية هى بمثابة قصيدة جنس من أجمل ما يكون، كتبها وهو فاقد البصر يصف الملاءة وهى تمثل التحدى الأنثوى الرائع الذى يفرض على المرأة الرشاقة والليونة والنشاط فى آن، كما كتب عن اللغة التى تتحدث بها الملاءة وهى تلف، وتنزلق وتتحرك، وتُخفى لتـُظهر.
تصورت لو أن سيدات المجتمع عندنا بدأن بارتداء الملاءة رسميا (لا فى حفل جلابية “بارتى”) لتطـلـّـب ذلك منهن جهدا جميلا خليق أن يميزهن أنوثةً وجنساً وحضورا خاصّا، لكنهن يستسهلن التقليد والديكورات الزائفة والزائلة.
ننطلق إلى “باريس” الناس كما أعرفها بما تحوى من هنود وسنغاليين وبرتغاليين وإيطاليين ومن أمريكا الجنوبية، وأمريكا فقط، وأيضا بما تحوى من فرنسيين. العرب أغلبهم من شمال إفريقيا. تصوّرت دائما أن الموْطن الأصلى للباريسيين هو مقاهى وأرصفة باريس وحدائقها، وأركانها، وأن المنازل تزار أحيانا قبيـل النوم، مقاهى اعتبرتُها بمثابة مصاطب الدوار فى بلدنا، بل والمصاطب أمام الدور أيضا، فالمقهى فى باريس يدعوك وأنت سائر أن “تتفضل”، ويكررها مرارا(كأنك تمر أمام مصطبة كريم من بلدنا) حتى تتفضل، فأتفضل بعد أن تنصرف زوجتى إلى هوايتها حسب موعدها مع الأولاد.
أقبع فى ركنى المفضل فى مقهى “الجوبلان” حيث أمامى صفين من مقاعد الزبائن، دون زبائن، إلا قليلا، ثم الواجهة الزجاجية، التى لا تحجب عنى المارة فى الخارج، وحين استقر فى موقعى أبدا رحلة المقارنة بحثا عن الفروق، قافزا عبر الهوة الحضارية للأمام وللخلف على حد سواء، ويبدو أن مهنتى الطبية النفسية قد سهلت على لعبة التقمص بما يسمح لى أن أضع قدمىّ فى حذاء كائن من كان (كما يقول الإنجليز)، فأحاول أن أدخل إلى أبعد مسافة ممكنه فى عمق وجودهم ثم فى نوع وجودنا،علنى أخرج بما هو أكثر من الفرجة، وأعمق من الحكم، لكنى لا أنجح فى كثير من الأحوال، ويتجدد أمامى ـ مثلا ـ منظرا رأيته مئات المرات، وسمعت عنه قبل أن أراه عشرات المرات ـ وكتبت عنه أحيانا ـ وهو منظر الفتى والفتاة وهما يتلامسان ويتلاثمان ويتقابّـلان (من تبادل القبل، لذلك وضعت شدّة على الياء!) ويتحاضنان، إلى آخر ما هو كذلك، ونحن لم نألف مثل ذلك، ولا بعض ذلك، وقد تعودت ـ كما سبق أن أشرت ـ أنى حين لا أفهم شيئا لا أبادر برفضه، وانما أصبـر عليه لعلى آتينى بخبر ولو بغير يقين.
حين نزلت باريس أول مرة جعلت أنظر الى نفس هذا المنظر مندهشا ثم منتظرا، ثم متسائلا، أما الدهشة فهى لعدم الألفة، وأما الانتظار فهو ترقب لما سيوصل اليه “هذا الذى” .أما التساؤل فكان عما يحدث، وما لم يحدث، وكيف يبدأون هكذا، ويستغرقون هكذا، ثم يتوقفون رغم تصورى استحالة التوقف هكذا.
كان خط المترو الذى أركبه من ميدان الإتوال حتى مستشفى سانت آن اسمه “ناسيون ـ إتوال”، وفيه، وعلى رصيفه عـلِمتُ ما لم أكن أعلم، وهو ما زال يشغلنى. كنت أتصور أن لحظة انفصال الجسدين بقدوم المترو أو توقفه هى لحظة البتر إلى نصفين مثل تهديد سيدنا سليمان للمتنازعتين على الطفل، لكن الذى كان يحدث أنه لا بتر ولا يحزنون، بل انسلات مثل الشعرة من العجين.قلت فى ذلك:
قبّلها. عبثت بالشعر أناملُهُ،
رفعت عينيها فى لهفةْ،، شبّتْ تلتقط الرَّشفةْ،
أطراف أصابعها تبتهل الرِّىْ
….فصلَ السياف الجسدين الجذع.
ذهب الولد إلى “الناسيون” يغنى
والبنت الزهرة ركبت مترو الإتوال
وتكوّرت الغصّة
……..
ونزعتُ السكينَ بلا نزفٍ ظاهرْ.
رغم مرارة سم الحسرة
فى الأغلب كانت حسرتى أنا، لا حسرة أى منهما، أنا لم أتخذ موقف الرفض المتشنج من ذلك أبدا، لكننى لم أفهم. رحت أتذكر لعبة الحمام فوق أسطح بلدنا، وحركات الذكر أمام الأنثى، ودغدغته لرقبتها أو تحت جناحها، ودورانه حول نفسه ثم حولها، ثم طيرانها دون أن يطأها، أو طيرانها وعزوفه عن متابعتها حالا، أو عودته واختفائها، وقلت: إن الإنسان أصله حمامة أيضا، فلماذ ا ألحقنا داروين بالسمك دون الطيور، وإذا كنا ننعت “الجنس” القح “بالحيوانية”، فخليق بنا أن ننعت الـلثم، اللمس “بالحمامية” وإذا كان بنا شئ تلقائى يرفض الحيوانية (لست أدرى لماذا هكذا دون تمييز) فإنى لا أعتقد أن فينا ما يرفض الحمامية (أو اليمامية: أرق، أرق) هكذا دون تحفظ.
تحضرنى دروسى السرية فى الجنس من المدرسة الحيوانية فى القرية، وكان أول من نبهنى إلى معنى ودور معايشة هذه الطبيعة الحيوانية مباشرة فيمن يعايشونها من أطفال وشباب هناك هو استاذنا عباس العقاد فى ترجمته لحياة واحد لا أذكره، وحين راجعتُ مقولته فى نفسى وتاريخى تبينت فعلا كم كانت مدرسة القرية الجنسية الحيوانية شاسعة المعارف، متعددة الوسائل، ولولا إشارة العقاد تلك، ما تجرأت على تذكرها وذكرها، فضلا عن وصفها الآن، فماذا يـُخجل فى ذِكْر مصدر تعلمنا الجنس من خالقه مباشرة فى كل زوجين اثنين.
ما زلت أذكر نشاط ديكنا الزاهى وهو ينفض ريشه وقد نجح فى الإسهام فى الحفاظ على نوعه، وفحولة ذكر البط و “أمّا فاطمة” تُخضع له أنثاه حتى “يكسّرها” (لاحظ التعبير) وأنا ألاحظ اللقاء باستطلاع ومتعة، وألاحظ أكثر شعور هذه العجوز الطيبة وهى تقوم بالمهمة بكفاءة وطيبة أم حانية، ثم كبش القطيع المدلل من كل النعاج بلا استثناء، والمسيطـِرٌ على الذكر الأضعف الناشىء: استعدادا لتولى المهمة بعد إحالة الأكبر إلى المعاش، ثم حمارنا الأزرق العجوز الذى يمنع أى حمار آخر، مهما بلغ شبابه أو جماله أو تناهت فتوته، يمنعه أن يعتّب الحظيرة طوال فترة “طلب” الأتان الركوبة الغندورة الخاصة بوالدى، ثم نشاط ثورنا “الطلوقة” مصدر رزق العلاّف الخاص، (و أتصور أنه ما أعظم الذكر حين يؤجر على مهمته ليقبض صاحبه)، وفى المدينة لم تغب عن بصرى متابعات أقل، مثل تلك المظاهرات خلف كلبة أضاءت اللون الأخضر، ولكن الريف شئ آخر فيا خيبة (أو سوء حظ) الذين يتعلمون الجنس من كتاب “مبادئ الأحياء ” المقرر، أو من روايات الوالدين الكاذبة، والآن من الأطباق الفضائية المقززة، والشاذة.
الجنس الحيوانى الوحيد الذى أذكر أنى رفضته، حتى الجزع والخوف والقرف معا، كان ذلك المنظر الذى قلب بطنى وشاكَ وجدانى بين قط وقطة على سور نافذتنا فى مصر الجديدة، تيقظت من نومى تلك الليلة، على عواء باك كنحيب المتوجع الوحيد، فاكتشفتُ ما يجرى، ولم أجد فى ما أرى ما ألِفْتُ فى ريفنا النقى، فليس يبدو “على القط الذكر” أى زهو أو علو أو امتلاء، وليس يبدو “عليها” أى استمتاع أو استقبال أو استرخاء، بل قسوة وإغارة فى مقابل خنوع فى ضياع (هذا هو استقبالى آنذاك) فرفضتُ ولم أستطع أن أقرن ذلك بالحوار الجنسى الذى عايشتُه فى بلدنا.
أعود إلى موقعى فى الجوبلان، أتابع بلبلا ووليفته (بعد تحية اسمهان) ـ فأقول لنفسى: ليكن أصل الإنسان حمامة أو يمامة، ولكنه أصبح إنسانا، فلماذا العلانية؟ فيرد: ولماذا السرية، فأقول: اذا كان زوج الحمام يمارس نشاطه هكذا كجزء من طبيعة التمهيد والإعداد، فان ما أرى هنا لا يبدو أنه تمهيد أو إعداد لـشىء، بل هو ينتهى كما بدأ، ويا خيبة التقمص المجهَض، وأكاد لا أصدق: وأسكت، لكن الشعر لا يسكت حيث خيل الى أنى رأيت فيما جرى هذا الصباح فى قهوة الجوبلان شيئاً جديدا غير الذى أدهشنى من قبل:
هو جالس يحتسى قهوته مع “أهـلـّـة” الخبز الخاص “الكرواسون” فتدخل هى عليه.
“هى” سريعة الخطى حمراء الحضور،
التفتتْ. وتلاثما، جلستْ.. فتحسَّسَا، شاركتْ.. فتهامسا، ابتعدتْ. فتمايلا… الخ، وأنا أفرح بهما وأشفق “علينا”، و أفهم القليل، وأرفض القليل، وأؤجل الكثير، وتزداد وحدتى بمعنى خاص أعرفه.
هذه المنطقة أحوم حولها من قديم، لا أعرف تفاصيل لغتها، ولا دورة حياتها، ولا تداعيات مسارها، لذلك أظل ألف بلا انقطاع مع اللحن الصادح حول الكراسى. وحين يتوقف اللحن أو تحين الفرصة، لا أسرع بانتقاء كرسى مثل الآخرين، بل أقف مكانى بعيدا فى انتظار أن تدور الموسيقى، وكانت هذه الدرجة من الوعى لا تمنعنى من المشاركة والحوار والتساؤل دون أن أغامر بأكثر من ذلك، فلا أنا المتفرج المتعالى، ولا أنا المنسحب الذى يصدر أحكامه على الآخرين من فرط عجزه، ولا أنا الأعمى المتغافل، أو لعلى بعض من كل هذا، لكنى مع كل هذا مشارك متسامح.
ثم إنى رحت أكتشف من بعد آخر أنه ربما يكون هذا التلامس، والتلاثم…الخ. ربما يكون تباعدا أخطر، ذلك أنى أتعجب كيف أن الشائع عن هؤلاء البشر الأكثر تحضرا (!!!) أنهم أكثرحرية، فيبدو لى أن حرية الترك هى شرط حرية الإقدام، بل إننى أتصور أن مسئولية الحرية هى أكبر من تحمّلهم، تحملنا، اكتشفت ذلك وأنا أتساءل لم أنهيت قصيدة الجبلان بهذا البيت “أفرِج عن الضحايا تنتحر”. أضبط نفسى حاكما على ما يجرى من بُــعد آخر حين استقبل ما يجرى وكأنه “طقوس نظام”، وليس “مسئولية حوار”، وأن هؤلاء الناس هم ضحايا هذا النظام بشكل ما، وحين ضحكوا عليهم بهذا القدر من الحرية المشبوهة دار كل منهم حول نفسه لا أكثر، فما أضيق المساحة، يلتقى الواحد منهم بصاحب أو صاحبة، دون أن يلتقى ثم ينصرف دون أن يمتلئ وعيه بحضورٍ جديد، قلت وكأنى أكمل القصيدة الأولى . الإثارة واحدة ، والعجب يزداد، لكن الحكم أصبح أشد قسوة:
ـ 1 ـ
تميل فى دلال، أو غباءٍ، أو عبثْ
(كأنّهاً تصدّقً)
يلثمُها،
تقضم رأس الجُـمـلهْ
يبدو كمن فهِم:
يحتدمْ
يُخلخِلُ الهواءَ،
تضطرمْ
تنداح من بؤرتها الدوائرْ
يكثّف اللهبْ
ـ 2 ـ
يزقزق العصفورُ يحتضرْ
الوحدة العنيدةْ،
الجوع والحرمان والشَّبَقْ
تـُؤَجَّل القضيهْ
تُـوَزع الغنائم
اللعبةُ الكراسى
ـ 3 ـ
تفور رغوة الكؤوس والرؤوسِ والرُّؤىَ
تهدهدُ الكلابَ والشجرْ
ـ 4 ـ
تَحَدّدَ الميقاتُ والمحلَّفون والشهودْ
تَملْمَلَ القَفَصْ
ـ 5 ـ
أفرِجْ عن الضّحَاَياَ..،
تنتحر ْ.
****
أهكذا؟ بعد كل ادعاء التسامح والفهم، يعرّينى شِعرى الخائب ، فيضعنى فى موقف حكم فوقى، فأشك فى ادعائى القبول بالاختلاف،
الأرجح أننى مخطئ فى الحالين.
…………
…………
ونكمل الأسبوع القادم
[1] – المقتطف من الترحال الثانى: “الموت والحنين” (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الأول: الناس والطريق) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net