نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 25-5-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4650
من كتاب:
الترحال الثانى: “الموت والحنين” (1)
الفصل الثانى: “ويا ليتنى أستطيب العمى!” (14 من ؟)
…………………..
…………………..
لعل إصرار دعاة “الشارع” من اليهود النيويوركيين خاصة، وغيرهم، على تهويد المسيح يتطلب بالضرورة اعتبار اسرائيل واجهة هذه الحضارة الواحدة، أى أن إسرائيل هى الفيلق المتقدم نيابة عن الحضارة المسيحية اليهودية للإغارة على أى احتمال آخر، حتى لو كان الأفضل، ومن هذا يصبح ترشيد وإبداع الحركة الإسلامية الأحدث هى الرد الطبيعى على مناورة شديدة التعقيد مترامية الحلقات، ولا يصح أن نعتبر عائد مثل هذا الإبداع الاسلامى، إنْ صدَقَ وأبدع، خاصا بالمسلمين، لأنه سوف يكون محاولة للاسهام فى إنقاذ البشر لا تمييز المسلمين يا خبر!! إذن فالصهيونية بكل تجلياتها المسحية والأمريكية ليست إلا ردّة لمسيرة الانسان إذ تغفل بقية أديان العالم و”لا أديانه” كذلك وهل يملك كل فريق ـ ولو مؤقتا- إلا الرد عليهم بالمثل؟
ما شأن ترك زوجتى إهمالا ونسيانا بكل هذا، هل تركتُها لأحل مشكلة اسرائيل أو الإغارة الصليبية المحتملة، أم أنه الاستغراق فى الشارع على حساب الآخر،
زوجتى ـ كالعادة ـ تعذرنى فى النهاية،، وهذا عبء جديد فى ذاته، وأنا لا أعرف لكل ذلك حلا.
قلت لنفسى: إن أفضل اعتذار لها هو أن أدعوها إلى ما تحب، وقد كان، فانفصلنا عن الأولاد واتجهنا الى الحى اللاتينى فى صمت، وتركنا أقدامنا تسوقنا هنا وهناك، فقابلنا فى أحد الشوارع الجانبية تلك الحلقة المتكررة من الموالدية الخوجات المتجولين، يقومون بالألعاب السحرية كالحواة ويرددون بعض الأغانى الغجرية وغير الغجرية، هذا غير بعض ألعاب الحظ، والتهريج. “قرّب، قرّب، قرّب قبل ما يلعب، شربة الخواجة سيمون أحسن من عصير الأفيون”أو كما قال، وهات يا موسيقى، ونفخ بالنار، وقفز بداخلها، ومفاجآت عجيبة وأخبار غريبة، كل ذلك “أحسن من السرقة والنصب وكافة شىءء يغضب العم سام”، هذه التجمعات بالذات هى المجال الأكبر للسرقة والنشل والذى منه، الأمور التى يتولى تحديثها العم سام شخصيا فى كل المحافل الدولية.
أنا لا أفهم بوضوح أين أضع هذا النشاط الشوارعى البدائى فى إطار الحضارة الباريسية (الغربية) وكيف أقيسه بمقاييس التقدم والتكنولوجيا،وأقول لنفسى راضيا موافقا: هذا تهريج طيب، واحتمال نصب وارد، وبالقياس أنظر فى التهريج الأكبر الذى يقوم به القادة المتقدمين وهم يعرضون ألعاب التكنولوجيا الحديثة على العالم الثالث بنفس الطريقة، وكأنها الحضارة التى لا قبلها ولا بعدها فأضبط نفسى متلبسا برفضٍ عميق لهذه الخدعة المتمحكة فى ادعاء التقدم. لا أرفض هذه الحضارة، لا أحد يستطيع أن يرفض الحضارة ، أنا أرفض سوء استعمال أدواتها فى غير ما وعدت به. أرفض سيركُ المال والسياسة والكذب والشطارة.
أحاول أن أذكّر نفسى أننى ضيف عليهم، وأننى منبهر بهم، وأننى دائم المقارنة بين إيجابياتهم وسلبياتنا، وأننى أتعلّم منهم الكثير. لا أريد أن ينطبق علىّ موّال يقول: “والله ان كسيت الخسيس حرير من الهندى، ياكل فى خيرك وعند الناس يِــدِم فيك”،
أكاد أقتنع أننى ما دمت أنهل من عطائهم فلا بد ألا أذم فيهم.
حين أقتنع بما لا يقنعنى، يثور علىّ داخلى إما بالتوقف والعرقلة، وإما بالحركة والمغامرة، وإما بالشعر الذى لا أنتمى إليه، أثار هذا كله عندى هيجة سياسية قفزت منى شعرا لدرجة السباب هذا “بعضه”:
” إفتح عينكْ، أقدِمْ تلعبْ.
فالحظ اليوم لأولاد الأفعى،
من وُلدو من لدْغة عقربٌ.
……
يا تجار الكلمات الخاوية المهجورة.
أفيونُ السعدِ دعارةْ.
……
فتدحرجتْ الكرة الأثقل فى غير الخانةْ.
خرج لسان السعد الوعدْ، يتدلّى،
من جوف العذراء المومس.
لم تطل وقفتنا ،انجذبنا- زوجتى وأنا – إلى موقع نحبه : تقاطع سان جرمان بسان ميشيل، وتهدينا أقدامنا إلى مطعم يابانى. زوجتى تحب كل ما هو شرق أقصى، (ويبدو أن ابننا مصطفى قد ورث هذا الميل دون مورث! انظر الترحّال الثالث إن شئت) وهذا المطعم اليابانى أدق وأرق وأغلى من المطعم الصينى المتواضع تحت الفندق. قلت: لعلها ـ بذلك ـ تغفر لى سهوى وغفلتى عنها فى الشانزلزييه، لكن مثل هذا “التَّرك” يحرك فى الداخل ما لا يزول.
حكت لى مريضة صديقة فى العقد الرابع من عمرها أنها حين كانت فى الثالثة دخل أفراد الأسرة المسكن وأغلقوا الباب دونها، فظنت أنهم استغنوا عنها إلى الأبد، ونفس المريضة تحركت عندها هذه الذكرى حين كانت فى الأربعين، دخل أهلها شركة بيع المصنوعات وتركوها وحدها فى العربة فظنت أنهم لن يعودوا أبدا،
حضرنى كل هذا بعد العَمْلة الخائبة التى اقترفتها فى حق هذه السيدة زوجتى ـ وكيف يمكن أن تمحو وجبة يابانية مثل ذلك.
وقلت أيضا: ليست الأمور كما أتصوّر.
الاثنين 10 سبتمبر 1984
لم نتمكن أمس من زيارة حديقة – اللوكسمبورج – فحاولنا اليوم أن نوفق بين زيارة المونمارتر وزيارتها، وكنت قد تحدثت مع السيدة كومباليزييه التى كنت أسكن عندها فى مهمتى العلمية، وحددت معها موعدا لزيارتها مع أسرتى لتحيتها، فاستقبلتنا أحر استقبال وأطيبه. كنت لم أرها منذ ذلك التاريخ البعيد. فوجئت بكهولة متعجلة لم أضعها فى حسابى، وسألتها عن “بيبر” إبنها المعاق (شلل أطفال قديم جسيم) فأخبرتنى أنه تخّرج، واستقل فى منزله فى “الفرساى” وكانت ابنتها قد تركت المنزل منذ حللتُ أنا محلها فى حجرتها فى تلك السنة (1969)، ولم أجرؤ أن أسأل عن زواج ابنها أو ابنتها كما اعتدنا عندنا، فالاستقلال عندهم حتم وحق وواجب، بزواج أو بدونه، هو حتم حتى لو كانت الأم فى هذه السن، وهو حتم حتى لو كان الإبن بهذا الشلل، فسألتُ عن حجرتى وهل يسكنها ـ إن كان قد حدث ـ أحد الآن، فأجابتنى بالنفى، ففرحت، واكتشفت أنى كنت حريصا على أن أطمئن أن حجرتى بعد كل هذه السنين لم يمتهنها أحد، وأن من سكنها أو يسكنها قد أحبّها مثلما أحببتها، وأكرمها مثلما فعلتُ ، مثلما أكرمتنى. فهمت لتوى قول الشاعر: “أهيم بدعد ما حييت فان أمت، فوا أسفى من ذا يهيم بها بعدى”، ورفضت ـ نسبيا ـ قول الآخر: “أهيم بدعد ما حييت فإن أمت، فلا صلحت دعد لذى خلة بعدى”. وإن كنت قد اقتربت من المعنى الآخير حين خطر ببالى أنى أفضّل أن تظل حجرتى (دعد) خرابة على أن يهينها أحد أو يسئ استعمالها، وأكتشف وأنا أحكى عن حجرتى تلك كأنى امتلكتها دون صاحبتها، وأجدد اكتشافى علاقتى بالأماكن ومعنى الوقوف على الأطلال.
طلبت أن ألقى على حجرتى نظرة، فضحكت السيدة، وفَهِمَتْ، وسَمَحَت، وما أن فتحت الباب حتى اعترتنى دهشة غير متوقعة، فقد بدت لى الحجرة أضيق مما كانت تحل بخيالى بعد أن تركتها. – عام1969 – كانت لى عالما بأسره، فكيف اختُزلت هكذا الى هذه المساحة المحدودة، وأين شرفتها؟. هى لم تكن لها شرفة أبدا، كان ثمة نافذة طويلة قليلا لها حافة أسفلها ممتدة للخارج أقل من نصف متر، لا تسع إلا زرعا جميلا محدودا، ولكن هكذا قفز إلىّ هذا التساؤل: أين الشرفة؟ هل يمكن أن يشكل الخيال ما يشاء إلى هذه الدرجة؟ قلت ياليتنى ما رأيتها ثانية لتظل صورتها كما صوّرتها، لم أكن إذ ذاك طفلا، كنت فى منتصف العقد الرابع، وما أمر به هكذا جائز لطفل اختلفت عنده المقاييس حين كبر. لكن هذا هو ما حصل.
أعود إلى مضيفتى فأسألها عن أحوالها، وتجيب.
هى تقضى وقتها مع صديقات كهول بعد أن تقاعدت، وهى تحافظ على صحتها بممارسة ألعاب خفيفة لمدد محدودة كل يوم، وتضبط زياراتها المنتظمة لطبيبها، كما تتبع نهجا غذائيا وقائيا محكما.
أتساءل: لم كل ذلك؟ لتحافظ على ماذا، لماذا، إلى متى؟ ولا أعلن تساؤلاتى جهرة طبعا وأخجل من عودة سخفى وقد كنت أحسب أنى تعلمت حتى التوبة العدول عن عبث مثل ذلك التساؤل عن معنى استمرارحياة الناس!! (انظر قبلا خبرتى المؤلمة مع خالتى فى هذا العبث الفكرى الغبى- الفصل السابق) . أشفق على مدام كومبالزييه، وأحترمها، وأسرع بالانصراف قبل أن تلتقط بقية مشاعرى العبثية، فتودعنا شاكرة الزيارة، كما تشكر نيابة عن ابنها بيير هدية الشطرنج الفرعونى الذى تركته له؟ ويتعجب أولادى من تعلقى الشديد بحجرتى تلك، وأتصور أنها (الحجرة) كانت لى بمثابة الرحم الحانى فى تلك الولادة المنتصف عمرية.
أهى “الركن” أيضا ؟
أصحب أولادى بنفس مسار أمس الأول إلى المونماتر، ولا أجدنى قد مللته أبداً، وما أن نصل إلى المقاهى والمراسم حتى نفترق حيث قررت هذا اليوم أن أطيل الجلوس وحدى لأطيل التأمل، فتفضل زوجتى البقاء معى، ولا أتأكد إن كان ذلك اختيارا لصحبتى، أم تجنبا لتكرار ممل، مع الأولاد فيذهب الأولاد ونجلس على مقهى فى موقع ممتاز.
يمر أمامى بائعو الفن يغرينى كل واحد منهم برسم “بورتريه” لوجهى البهى(!!). أرفض بداهة، فلا أنا من يهمه التصوير أصلا، ولا وجهى هو الوجه البهى، ويأتى واحد أكثر ذكاء ومخاطرة من عنادى، فيبدأ فى الرسم دون إستئذان منى، فأحاول أن أثنيه عن عزمه . أُفهمه بوضوح أنى لن أشترى ما يرسم مهما كان، فلا يهتم، ويجيب أنى غير ملزم بدفع سنتيم واحد إلا إذا وافقت، ويكمل رسمه، ولا يعجبنى طبعا، فإذا كان الأصل لا يعجبنى فكيف تعجبنى الصورة، ولكنى أخجل وأدفع، ويثبُت أن إصراره أذكى من عنادى- وأتصور أن هذه وسيلة ناجحة محسوبة لكننى أتابع نقاشا يجرى بجوارى مع “زبون” أحسب أنه أمريكى، فقد غامر أحد الفنانين معه بمثل ما فعل معى، لكنه رسم وجه جارى رسما كاريكاتيريا جميلا وناطقا، تصورتُ منه أنه لمَسَ داخله وأظهره جنبا إلى جنب مع دقة التقاط التقاطيع، وخاصة أنفه المتميزة، ويبدو أن الرجل قد أُعجب بالرسم مثلى، فهم أن يبتاعه، لكنه قبل أن يفعل خطف نظرة إلى زوجته (أو صاحبته) الحسناء فتحفزت، وجعلت تقلب النظر بين الرسم وبين الأصل، ذلك أن الكاريكاتير قد ضخّم الأنف حتى أصبح أكثر دلالة وتمييزا، وقد تصورتُ أن هذا أفضل، لكن يبدو أن ذلك لم يرُقْها، فتراخت يد جارى رويدا رويدا من على حافظته حتى خرجت بيضاء من غير سوء، وصح ما توقعه وتوقعته حيث “زامت” صاحبتنا أنْ “لا”، وهى “اللأّ”، وكأنها أرادت أن تظل محتفظة بصورة صاحبها (بل الأرجح: زوجها) بأبعادها الكاريكاتيرية الأخرى، إذ يبدو أن ما نرسمه فى خيالنا لبعضنا البعض هو كاريكاتير مفضل على الحقيقة من جهة وعلى كاريكاتير الآخرين لنا من جهة أخرى، بل إنى رجحت أن كل واحد منا له صورة للذات وصورة للجسد، كما أن له كاريكاتير للذات وكاريكاتير للجسد، وقد يحتاج هذا لبحث خاص!!!
مازلت أذكر – كما أشرت- كيف فوجئت بصورتى فى مرآة حجرتى فى باريس سنة 1968، وحتى الآن. أنا أصدم فى كثير من الأحيان حين أضطر لاكتشاف الفرق بين وجهى فى المرآة وبين صورتى الداخلية الكامنة، فقد أجد المرآة أفضل أو أسوأ، وقد يفاجئنى سنى، أو تفاجئنى كشرتى، أو جديتى، أو همى، يفاجئنى أى من ذلك فى وقت لم أستعد له، وأحيانا أتعجب كيف يحتمل من يعيشون معى هذا الوجه (وجهى) طول الوقت فى حين أننى لا أستطيع أنا أن أتحمله إلا مصادفة، وأحيانا أكتشف أن لوجهى حضور متميز يمكن أن يبرر قبوله لو صبر عليه أحدهم بعد النظرة الأولى،
تأكد لى هذا الاحتمال مؤخرا (أغسطس 2000) وأنا أقوم بتسجيل أعمالى التى قد لا تنشر فى حياتى بالصوت والصورة، حيث أعددت مكتبى لأقوم بنفسى بذلك دون مساعدة أحد، وكلما شاهدتُ نفسى فيما سجلته تساءلت: من هذا؟ لكننى أجده أقرب من كل تصوراتى السابقة.
المهم رفضتْ السيدة أن ترى زوجها كما رآه الرسام، أو ربما تصورت بذلك أنها تستطيع أن تحتفظ بصورته التى رسمتها له داخلها كما تشتهى، وألتفتُ إلى زوجتى فأجدها راضية بوجهى وصورتى معا، وأمرها إلى الله، وأقول فى سرى: الحمد لله، فلا هى “تزوم” ولا أنا أرضخ.
يمر بنا كهل مهلهل، شديد حمار الوجه، متوسط جحوظ العينين، يمسك عودا خاليا من الأوتار، وعلى الرغم من أنه لم يمد يده سائلا أحدا أى شىء، إلا أنه يتسول ما فى ذلك شك، ، يذكرنى منظره بشيخ درويش أعرفه فى الحسين يحمل مروحة ريش بلا ريش، لكن درويش المونمارتر أكثر احمرارا- بفعل الشرب فى الأغلب- وعينيه أكثر جحوظا، وعوده بلا أوتار فهو أكثر لفتا للنظر من المروحة الخاوية الريش بيد درويش الحسين، وتكاد تصطدم به السيدة صاحبة المقهى (فى الأغلب) فتعتذر وتفسح وتتراجع فى أدب جم واحترام حقيقى، فأتصور أنه كان أحد هؤلاء الفنانين المتجولين، وأنه قد تبين بحدس واع أن حكاية الحياة كلها لا تساوى- سواء خطها على الورق، أم رصها فى كلمات، أم عاشها فى خطوات، أم أصدرها فى نغمات، ومن ثم هو قد قصف فرشاته، وأخلى عوده من أوتاره، وأبقى عليه أجوف يردد أصداء ما تبقى من نغمات متفرقة كيفما اتفق.
يبدأ الرذاذ من جديد، وتحلو الجلسة، وتخرج المعاطف المضادة للمطر، وتُفرد بعض المظلات، وينصرف أقل الناس ويبقى الآخرون، وأشعر أن المطر قد هطل هنا بالذات: تحية لى، ورسالة، فأشكره، ويخف حتى يسمح لنا بالانصراف لمقابلة الأولاد لننطلق الى اللوكسمبورج، سُرة الحى اللاتينى وعلامته.
اللوكسمبورج حديقة مثل كل الحدائق، لكنها – دون أن يقول لى أحد – جذبتنى حتى صاحبتُها أيضا، صاحبت عددا من الأمكنة بكل التفاصيل أكثر مما صاحبت البشر، حتى البشر حين أرصدهم فى الأماكن أعاملهم كجزء من المكان لا ينفصلون عنه، أو لعلى أعامل الأماكن كبشر، ألم أكن أهيم بـــ “دعد” فى حجرتى منذ قليل؟
اللوكسمبورج تختلف عن غابة بولونيا فى أن أشجارها ناس، وناسها طبيعة، وهى تحيل وسط المدينة إلى طبيعة، ولا تكمّلها بطبيعة منفصلة. أهم ما فيها هو “مَن” فيها: السيدة العجوز، والطفل الذى يعدو، والشباب المستلقى، والمارة الطيبون، والفن الحى. لم أكن أعرف أن لها عند سارتر موضعا خاصا فى نشأته وخياله، وحين قرأت علاقته باللوكسمبورج اقتربت من خياله واحترمت نبضه مع استمرار اختلافى مع كثير مما فرضه على نفسه وهو يُحِل كّلماته محل جوهر الطين وقلب العرق، ونتصرف بسرعة هذه المرة لأننا كنا على موعد لزيارة صديقة لابنتى فى ضواحى باريس بعد الظهر.
…………..
…………..
ونستكمل الأسبوع القادم
[1] – المقتطف من الترحال الثانى: “الموت والحنين” (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الأول: الناس والطريق) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net