نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 11-8-2014
السنة السابعة
العدد: 2537
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الخامس:
ملف الوجدان واضطرابات العواطف (12)
المتاهة
فى محاولة مواصلة العرض وطلب المشورة والمشاركة، وجدت نفسى قد ادخلت كل من يهمه الأمر، ومن لا يهمه الأمر فى متاهة بلا حدود، متاهة أكبر من متاهة الإدراك، ولكنها ليست أهم ولا أصعب من متاهة الوعى (كما سنرى).
ويبدو أن المسألة معى قديمة ومتواصلة
ظهر ذلك جليا فى ندوة لاحقة فى مارس 2012 وكان عنوانها الأصلى:
أما العنوان الفرعى فكان كالتالى:
بالله عليكم
وهل نبحث الآن إلا فى هذا؟
المهم: فى هذه الندوة الأحدث نسبيا، قمنا بالتجريب أيضا على مرحلتين
الأولى: بحث تلقائى لإبداع ذاتى أمام بعض مسميات العواطف، وكان على الوجه التالى:
وزعنا أوراقا على المنتدين ، وعرضنا أسماء عشرة عواطف، وطلبنا من كل منهم، بعد بيان عن نفسه كما ذكرنا الأسبوع الماضى أن يملأ النموذج المعروض على الوجه التالى:
وعرضنا نفس النموذج بالنسبة لكل من:
ثم إنى تبينت مؤخرا مدى جهلى، وفى نفس الوقت فخرت بعمق ممارستى،
فقد وصلت من خلال الممارسة إلى هذه الحيرة المطلقة التى تطل على من كل بحث جاد أو كتابة تسجل مشاهداتى فى هذا الموضوع، لكننى عدت أفأجأ – فرحا وخجلا فى نفس الوقت – أن هذا موضوع مثار بطول المهتمين الجادين فى كل المجالات العلمية.
كان آخر ما فوجئت به بحث بعنوان “تطور العواطف” Evolution of Emotions سوف أعود إليه غالبا حين الحديث عن التطور بالتفصيل، وأكتفى اليوم بعرض بداية البحث التى لم أكد أصدقها:
بدأ هذا البحث بحقيقة تبرر حيرتنا هذه، وتحترمها فى نفس الوقت، وبالرغم من أنه بحث فى التطور، وفى الوراثة ، إلا أننى التقطت منه فكرة تعدد تجليات العواطف نتيجة لتعدد احتمالات التباديل والتوافيق والاستجابات والتنوعات.
وهذا هو نص مقدمة البحث:
أسهل طريقة لشرح كيفية الخوارزميات الوراثية التى يمكن أن تُطور الاستجابات العاطفية، حتى يمكن التعرف على الأنماط الجاهزية المحتملة، أسهل طريقة هى استخدام نموذج مبسط للعملية.
دعنا نمثل عشر عواطف بعشر قطع من زهر الطاولة (النرد) وكل وحدة زهر تمثل ميزة عاطفية (سمة) خاصة. وليكن الوجه العلوى لزهرة النرد ممثلا للقيمة الخاصة لاستجابة انفعالية بذاتها، ويسمح هذا النموذج لكل عاطفة بالتجلى فى ستة نقاط قيمة محتملة (هى ما يقابل أوجه زهرة النرد) وبذلك تمثل كل زهرة سمة معينة، يترتب عليها احتمالات متعددة بحسب حركية أوجه الزهرة وتعدد التفاعل معها.
وقد أوصى الباحث أنه يمكن الإحاطة بطبيعة المشكلة بمساعدة برنامج كمبيوتر يحاكي فعل رمى زهر النرد، فعن طريق رمي الزهر المرقم من واحد إلى عشرة، يمكن إلقاء الزهر تباعا، ومن المستبعد جدا أن يكون هناك تتابع خاص محدد مسبقا، ذلك لأن هناك أربعين مليون طريقة مختلفة لتبادلات وتفاعلات الزهر التى يمكن أن تحققها.
هذا ويمكن تطبيق هذه الفكرة لفهم مشكلة تمازج بروفيلات مستنسخ عاطفى معين، فإذا افترضنا أننا نتعامل مع عشر مجموعات كما شرحنا سابقا وكان هناك ست نقاط (أوجه الزهر) تمثل قوة تجلّى لكل عاطفة من هذه الفئات لنتج عندنا أربعون مليون احتمال لكل نمط مستنسخ تفاعلا لتحقيق هدف ما.
وفى المقابل فإن كل هدف سوف يكون مستهدف من أربعين مليون متغير، ويكون حذق الأحجية فى ترتيب البروفيل اللائق الذى يناسب الاختيار الصائب من أربعين مليون متغير.
وبعد
صدق أو لا تصدق هذا العدد:
أربعون مليون احتمال لكل عاطفة
فإذا صدقت؟ فكيف نتعامل مع عواطفنا بلفظ واحد كما اعتدنا؟ ولماذا؟
أى اختزال تلحقُه اللغة بوجودنا،
وفى نفس الوقت أى روعة وإمكانيات يحققه الإبداع والحدس شعرا، وعلما وإيمانا لنتعرف على وجودنا أن أمكن ذلك؟
وإلى أى مدى يمكن أن تصبروا علىّ؟