يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 13-2-2016
السنة التاسعة
العدد: 3088
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية الفصل السابع:
ملف الاضطرابات الجامعة (33)
الطبنفسى التطورى الإيقاعحيوى (2) (1)
مقدمة النشرة:
من الذى قال إننى لم أقدم معالم الطبنفسى الإيقاعحيوى حتى الآن؟
أنا الذى قلت ذلك، أو على الأقل صدّقت ذلك، فى حين أننى لم أسأل القائل، أو أسأل نفسى عن مبررات هذا الادعاء، أو هذا اللوم أو الاتهام .
- أليست أول جمعية أسست فى مصر فى الطب النفسى هى “جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى” (3) وأنا وزملائى القلائل الطيبين الكادحين هم الذين أسسوها وحافظوا على بقائها برغم تواضع عطائها – جدا تماما – على المستوى العربى والعالمى (4) لظروف موقفى الشخصى خوفا من الانزلاق إلى غير ما قصدنا إليه؟
- ألم تُصدر هذه الجمعية مجلة باسم التطور “الإنسان والتطور” وكانت مجلة فصلية ، ظلت تصدر بانتظام من أول يناير 1980 وحتى أبريل/يوليو 2000/2001، وقد بدأت أفتتاحية أول عدد فيها تؤكد موقفها النابع من ثقافة التطور، انطلاقا من ثقافتنا الخاصة؟ (أنظر بعد) (“افتتاحية” عدد يناير 1980- مجلة الإنسان والتطور).
- ألم تكن معظم أعمالى فى النقد الأدبى استلهاما من التطور ومن دورات الحياة، وبالذات بالنسبة لنقد أعمال نجيب محفوظ وأخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر “دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتخلق “فى الحَرافيش” (5) إلى مقال “الله: التطور: الإنسان: الموت: الله عبر نجيب محفوظ ” فى دوريته السنوية بتاريخ ديسمبر 2014(6).
- ألم يبلغ أحداً هذا التزاوج بين نشاطى فى النقد الأدبى، وممارستى تعرية إمراضية مرضاى (وخاصة الذهانيين) وأن هذا النشاط هو الذى الهمنى أن أسمى العلاج الذى أمارسه “نقد النص الأدبى”.
- ألم تحمل هذه النشرة اليومية باسم “نشرة الإنسان والتطور” منذ صدورها حتى الآن وقد بلغت أعدادها (3087)، ألم تحمل أغلب معالم النظرية دون تفاصيل التطبيق؟ ونحن الآن فى السنة التاسعة لصدورها يوميا؟
- ألم تظهر معالم النظرية والتطبيق فى باب “حالات وأحوال” بالذات وعلى سبيل المثال “عصام يعلمنا الفصام” من (21-4-2009) إلى (نشرة 3-6-2009) ثم سلسلة نشرات محمد طربقها (من التفكيك إلى التخليق) من (نشرة 19-10-2015)إلى (نشرة 2-2-2016)
- ألم يلتقط المتابع مما عرضناه فى العلاج الجمعى سواء الألعاب الأصعب، مثل “أعمل حلم” (نشرة 22-9-2010)أو “أقول كلام من غير كلام” (نشرة 21/8/2012) معالم استلهامنا أطوارا أسبق من التواصل البشرى اللفظى.
- خلاصة القول أننى بمراجعة كل النشرات اليومية للإنسان والتطور منذ صدورها فى أول سبتمبر 2007، حتى الآن اكتشفت أن كتاباتى كلها – تقريبا – هى دعم مباشر أو غير مباشر لهذه النظرية.
وبعد
أتوقف وأنا مندهش من نفسى لأن ما وصلنى من كل ذلك وغيره هو أننى لم أكتب إلا هذه النظرية وأن ما تبقى لى هو أن أكتب تطبيقاتها لتصبح الطب التطورى الإيقاعحيوى.
ثم يبدو أنه قد الأوان طبعا أن أكف عن هذا التشتت والإحالة، وخاصة أننى فجأة تيقنت أننى إنما أكتب ما أكتب لربى قبل أى أحد آخر، آملا أن ألقاءه وكتابى منشورا بين يديه، وذلك احتراما لعجزى عن تسويق ما وصلنى بطريقة تجذب من يهمهم الأمر فعلا، وبالتالى تدعوه للمشاركة (7)
سوف أبدأ اليوم بتحديد محدود جدا عن نقاط الاتفاق بين ما وصلنى عن الطب النفسى التطورى (بالذات ممثلا فى كتاب أنتونى ستيفن وجون برايس) وبين الطب النفسى التطورى الإيقاعحيوى لأعود غدًا إلى الأهم وهو بيان الفروق الجوهرية بينهما.
(1) كلاهما يحترم ويحاول استثمار العلاقة بين الأنتولوجينيا الانتوجينيا.
(2) كلاهما يرى الإنسان الفرد جُمّاع تاريخ الحياة
(3) كلاهما يرى المريض متعدد المستويات فى حدود ما احتوى وعيه (وخلاياه) من شخوص حياته ثم من كل الأحياء عبر تاريخ الحياة
(4) كلاهما يرى أن أعراض المرض – على الأقل فى بداياته – هى دفاع مشروع من حيث المبدأ، وهو لا يسمى المرض مرضا إلا بعد فشل هذا الدفاع وانحراف مساره عن الإبداع إلى الإعاقة والإضرار، والمعاناة.
(5) كلاهما يقر الأعراض باعتبارها لغة لها غاية وبها معنى هادف، أكثر من اعتبارها نتيجة لأسباب سابقة محددة (مع عدم إهماله لهذا الاحتمال).
(6) كلاهما يرى أن استيعاب ما جاء فى (4) ، (5) هو الأساس الجوهرى لمسيرة العلاج ليحتفظ المريض بحقه فى إعلان موقفه، وممارسة دفاعاته، ولكن بطريقة صحيحة وصحية.
………….
وغدًا نبين الفروق وهذا هو الأهم.
[1] – استطراد خطير: بدءًا من اليوم وسوف أخصص النشرات من السبت إلى الثلاثاء لتقديم هذا الملف على حساب كل ما عدا ذلك، والمعترض يبلغنى مع الشكر.
[2] – هذا بعض ما أشرت إليه فى بداية نشرة الثلاثاء الماضى، وقد اختصرته فى هذه البادئة وأضفت إليه، وسوف أكرره آسفا، حتى نهاية العمل، احتراما للاختلاف، وقفلا لأبواب مناقشات لا أجد للرد عليها وقتا، وقد أشير باختصار إلى موقفى من بعضها، شكرا واعتذارا.
[3] – “جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى” سجلت برقم 2546 بتاريخ 24/11/1979.
[4] – قارن نجاح الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية التى أنشئت بعد هذه الجمعية بأكثر من ربع قرن، ونجحت فى التواصل عالميا حتى عقدت مؤتمرين عالميين فى القاهرة فى غضون السنتين الأخيرتين: المؤتمر الدولى الأول من ٢٥ إلى 27 سبتمبر 2013 & والمؤتمر الثانى من 14 إلى 16 يناير 2016 وشغلت رئيستها منصب عضو مجلس إدارة الجمعية العالمية.
[5] – يحيى الرخاوى: “دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتخلق “فى الحَرافيش” – مجلة فصول – المجلد التاسع – العددان الأول والثانى – أكتوبر 1990. وفى كتاب “قراءات فى نجيب محفوظ” الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1992.
[6] – يحيى الرخاوى (“الله: التطور: الإنسان: الموت: الله عبر نجيب محفوظ) دورية محفوظ: العدد: السابع (ديسمبر 2014) مركز محفوظ: المجلس الأعلى للثقافة
[7] – لابد هنا من التنويه بالجهد العملاق الذى بذله ويبذله الابن والزميل الرائع المثابر أ.د. جمال التركى الذى أسس جماعة الإنسان والتطور عبر “شعن” لدعم نشرات الإنسان والتطور، ولم يلتحق بها أحد، ثم دعا مؤخرا للتعقيب على الجهد اليومى لمدة ثمان سنوات لنشرات التطور، وقد حذرته أن يفعل، ولعل الرسالة وصلته من انعدام الاستجابة، وأنا واثق أنه قد تأكد بذلك لمن أكتب، بعد أن أدى واجبه زيادة، جزاه الله عنى – عنا – خيرا.