نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 4-5-2014
السنة السابعة
العدد: 2438
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الثالث: ملف التفكير (27)
اضطرابات التفكير
الشعور بالذنب (أزمة “الفصل الوصل)؟؟
جدل: “الوصل<=> الفصل”
فجأة، وجدتنى محاطا بكل الفروض التى شغلتنى خلال نصف قرن، بعد هذه الاستطرادة الأخيرة انطلاقا من مواجهة البحث عن أصل ومسارات ما سمى الشعور بالذنب، برغم أننى عدلت عن التمسك بهذه التسمية، لتحل محلها ما أسميناه: “أزمة الفصل<=> الوصل”، والآن نتقدم نحو “جدل الوصل <=> الفصل”
حين هممت اليوم أن أكتب عن الأمراض مرضا مرضا كما وعدت الأسبوع الماضى بدءا بالاكتئاب وعلاقته بالشعور بالذنب أى بأزمة “الوصل<=>الفصل” ، وجدتنى سوف أُستدرج إلى تصنيف كل الأمراض النفسية (فيما عدا الأمراض العضوية التشريحية الضمورية والسمّية) من هذا المنطلق، ولم يكن لدى مانع، فقد اكتشفت أن عندي من الخبرة، المسطور كثير منها فى مسودات متاحة، ما يكفى لشرح وتبرير وجهة نظرى، بالنسبة لعلاقة كل مرض بلا استثناء بهذا الشعور بالذنب، أعنى بـ”أزمة الفصل<=>الوصل” ، وهنا خفت من أمرين، أن أقع فى محظور تضخم الاستطراد حتى يحل محل المهمة الاصلية كما حدث – تقريبا – مع ملف الإدراك، وأيضا ألا أجد اللغة المناسبة القادرة على استيعاب ما أريد توصيله فى المرحلة الحالية ، خاصة وأن الفرض الذى حضرنى هو مماس لجذور وأصول المعرفة الإيمانية بشكل او بآخر.
توقفت، وقررت أن أعود فورا إلى بقية أنواع الضلالات ، وما قـُدِّر يكون،
لكن الفرض الجامع الذى تولد من هذا الاستطراد أحاط بى من كل جانب، وشعرت بالتزام مطلق أن أشير إليه ولو فى بضعة سطور، احتراما للزمن، وإبراء للذمة، وإبلاغا للرسالة لعلها تجد صاحبها إذا لم أتمكن من إتمامها.
ملاحظات محدودة
أولا: بهذا الفرض، لا تُحل أزمة “الفصل<=>الوصل” (الشعور بالذنب) إلا بتنشيط جدلية “الوصل<=>الفصل” المستمرة
ثانيا: تعمدت ألا أستعمل لغة دينية أصلا خوفا من سوء التأويل، حتى لا يؤخذ هذا الفرض على أنه من باب التفسير العلمى للدين، أو للنصوص الإلهية
ثالثا: برغم أن هذا الفرض فى صورته الأشمل يبدو نابعا من تناولنا للشعور بالذنب الذى تطور إلى محاولة الإحاطة بأزمة “الوصل<=>الفصل” فإنه شديد الارتباط بالمنظور البيولوجى الذى أنطلق منه فى كل تنظيرى، بما فى ذلك فرض“الأسس البيولوجية للغريزة التناغمية الإيقاعية” (الإيمان)، وأيضا توسيع مجال القانون الحيوى Biogenic Law أى نظرية الاستعادة Recapitulation Theory لإرنست هيكل، كما جاء فى عملى الأساسى “دراسة فى علم السيكوباثولوجى”
رابعا: إن هذا الفرض نابع من ثقافتنا أساسا، لكنه ليس خاصا بها، ولا بزمننا الحاضر فحسب، ولا بالمرض النفسى فقط، مع أن تفاصيله مستقاة ومستلهمة من الخبرة الإكلينيكية تماما، وخاصة من خبرات وآلام الذهانيين، وأيضا فى مجال العلاج الجمعى بوجه خاص الذى يشمل التعرف على “الوعى الجمعى” وتفعيله واستعادة التناغم معه إلى ما بعده مع إعادة تخليقه.
ويظل الله سبحانه هو الشافى أولا وأخيرا