نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 14-4-2014
السنة السابعة
العدد: 2418
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الثالث: ملف التفكير (22)
اضطرابات التفكير
بقية تقسيم الضلالات (2)
ضلالات الإثم ( والشعور بالذنب): (3)
- قد يتذكر المريض ذنبا قديما صغيرا أو كبيرا يكون قد اقترفه فعلا، فيبالغ فيه، ويعيد حكايته بتضخيم مطلق، ثم يلحقه بشعور بالذنب أكبر من حجمه وأكثر إلحاحا، – يتذكره بلا مناسبة أو نتيجة لحادث بسيط-
- وقد يخترع المريض ذنبا جديدا،
- وقد يعلن مسئوليته - بشكل ما- عن شقاء آخرين (أو حتى عن الشقاء فى العالم أجمع)
- أو قد يتهم نفسه بالتسبب فى موت عزيز بإهماله أو بنسيانه أو ما شابه.
- وقد يحكى بـيقين أن ذنبه هذا - أو ذنوبه- لا تغتفر تحت أى ظرف كان.
- وقد يحل محل هذا الضلال إحساس أو موقف وجدانى يمكن أن نكتشف أنه أقرب إلى “المزاج الضلالى”، حين يعبر المريض عن شعوره بالذنب المطلق الذى لا يغتفر، دون تحديد أى موضوع أومحتوى أو مبرر لهذا الشعور من واقع الحال أو الذكريات الحقيقية أو المصطنعة.
ويتراوح طيف الشعور بالذنب من مجرد مشاعر عادية عابرة، عادة تتعلق بجرعة تزمت دينى، نتيجة للمبالغة فى الترهيب والعقاب بما فى ذلك ما يصل للأطفال (والكبار) عن عذاب القبر، وتفاصيل عقاب جهنم، دون ربطهما برحمة ربنا، ومبلغ غفرانه، لكن هذه المشاعر التى قد تصل إلى سمة ثقافية خاصة فى المناسبات الدالة على ذلك، مثل ذكرى مقتل الحسين رضى الله عنه، أو طقوس التكفير عن صلب سيدنا المسيح صلى الله عليه وسلم، وفى هذه المناسبات، ومع هذه الثقافات لا يصح اعتبار الشعور بالذنب ضلالا أصلا، فلا يكون الشعور بالذنب ضلالا إلا إذا كان :
- حادثا(بمعنى حدث مؤخرا ولم يكن سمة سابقة عند الشخص)،
- ومخالفا للثقافة العامة
- ومبالغا فيه،
- وثابتا حتى الإعاقة
* وهو غالبا يكون حاضرا فى شكوى المريض أو شكوى الأهل، أو كليهما،
* ويتم تأكيد درجة الضلالية فيه إذا ما احتل مساحة من التفكير عوقت دور التفكير اللازم لممارسة الحياة العادية، أو التكيف المناسب،
* وأيضا إذا ترتب عليه إعاقة بالغة فى وظائف المريض العادية، مثل حالات التفرغ للتكفير، أو فسخ عرى الأسرة لأنه (المريض) لا يستحق أن ينتمى إليها، أو لأن الأسرة قد تستعر منه،
* وأيضا إذا ترتب عليه إجراءات التكفير بعقاب النفس بالانتحار أو مكافئاته.
وبعد
فقد تناولت فى أطروحات سابقة مستقلة أساس الشعور بالذنب، وقدمت فروضي لتفسيره سواء على مستوى الحياة العادية بتاريخها المعروف منذ بدء الخليقة وخروج آدم عليه السلام من الجنة ، وحتى دور هذا الشعور فى نشأة الضمير واحتمال تأثيره الإيجابى، وقد تراءى لى – دون فائدة على ما يبدو، كالعادة- ألا أخرج عن موضوع “ضلال الشعور بالذنب” إلى أصل الظاهرة وتطورها، مكتفيا بالإشارة إلى سابق الاجتهادات، ولكننى ترددت –كالعادة أيضا- فقررت أن أعرض عليكم عينات من العناوين فى انتظار رأيكم.
التأثيم: Guiltifying
الخزى: Shame
المسارات: مفترق الطرق
ما رأيكم دام فضلكم؟
إلى الأحد القادم