نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 24-3-2014
السنة السابعة
العدد: 2396
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الثالث: ملف التفكير (16)
تكثيف الوظائف النفسية
وتداخل مستويات ومحيط الوعى البشرى
تكلمنا بإفاضة زائدة عن علاقة الاضطراب الجوهرى للتفكير بالإبداع، ولم أكن منتبها بدرجة كافية إلى خطورة هذه المقابلة، واحتمال أن يذهب الظن إلى أن هذا هو العامل الأهم فى هذه العلاقة المفيقة المهمة، إذ لو أن الأمر كذلك لكانت علاقة خطرة ملتبسة. حين اطلعت على مداخلة د. صادق السامرائى، ووجدت فيها كل هذا القدر من الإبداع والشجاعة، انتبهت فجأة إلى أنه يتكلم عن “ما بعد التفكير وما قبله” وأن الأفكار التى تجسدت له أحياء تنبض ليست إلا نتاج الوعى إذ يتجلى من خلاله ناتج نشاطات الإدراك والوجدان مما قد نسميه أفكارا.
ولكن دعونا نبدأ من الأول:
عدت من مهمتى النصف علمية فى فرنسا، وكنت فرحا ببعض تقسيماتهم للأمراض، (برغم ما أصابها لاحقا من إغارات التقسيم الامريكى الثالث فالرابع فالخامس !!)، وخاصة “الفوعة الضلالية” Bouffee Delirante، ثم الاضطرابات الضلالية المزمنة Delire Chronique كـُلـِّفـْتُ من قبل الجمعية المصرية للطب النفسى أن أعـِدّ – مع زميل وزميلة أصغر (1) – مسودة للدليل المصرى لتقسيم الأمراض النفسية، المسمى حاليا DMP I، وقد قبلا – كما قبلت لجنة المراجعة لاحقا- أن نستعير تعبيرا فرنسيا ونحن نشرح “ما هو الضلال”، وخاصة فى حالات البارانويا المزمنة، فقد جاء فى تعريف الضلالات (والهلاوس، حيث يساوى هنرى إى بينهما على مستوى الإمراضية: psychopathology على الأقل: جاء ما يلى استلهاما من التقسيم الفرنسى.
.. Delusions and hallucinations here do not signify a simple error of judgment or perception but they represent an ideo-affective phenomenon through which the delusional system acquires its fixity and tone of conviction.
وهذا ما قمنا بترجمته إلى العربية هكذا :
ولا تمثل الضلالات والهلاوس هنا مجرد خطأ فى الحكم على الأمور، أو خلل فى الإدراك، ولكنها تمثل ظاهرة فكرية انفعالية أساسية تستقر فى لبها المنظومة الضلالية مكتسبة بذلك ثباتها وقوتها الإقناعية”
ولم نكن أيامها قد اعتدنا استعمال الكلمة المركبة “فكروجدانية” بعد.
قبل ذلك، علىّ أن أقر أن فكر “هنرى إى”Henry Ey، دعّم فكرى التطورى، دون الإيقاع الحيوى، وكان قد أصدر جزأين (كتابين) عن الضلال لم ينشرهما، لكننى حصلت على نسختىّ منهما بالآلة الكاتبة (لم يكن الحاسوب قد انتشر هكذا بعد)، كما أصدر “إى” كتابا عن “الوعى” لم أفهمه لا بالفرنسية أصلا، ولا أنا استطعت أن أكمله حتى بعد أن ترجم إلى الإنجليزية(2) منذ ذلك الحين وأنا مشغول بما يسمى “الظاهرة الفكروجدانية”، وتشكيلات الوعى، وهى ما حركته فىّ ورقة الدكتور السامرائى (التى سأرجع إليها بعد قليل).
حين هممت الآن أن أعدد أنواع الضلالات ، تبين لى ما حدث طوال هذا الربع قرن الذى مضى ما بين كتابة مسودة هذا الكتاب فى صورته غير المنشورة، وبين ما أحاوله الآن، حتى أننى وجدت كثيرا من المصطلاحات والأعراض التى تم عرضها بالتفصيل فى المسودة الأولى مثل : الحدس الضلالى، والمزاج الضلالى، والجو الضلالى، والذاكرة الضلالية،والإدراك الضلالى، والذاكرة الضلالية والخبرة الضلالية، وجدت كل ذلك الآن وقد تداخل فى بعضه البعض، بحيث لم يعد يجوز ترك الأمر كما هو.
حاولت أن أكتشف المتغيرات التى طرأت حتى صار الأمر هكذا مما لا بد أن يستدعى منهجا وتصنيفا جديدين، فجاءنى بعض ما يلى:
- طوال هذه السنين لم أستطع أن أسجل أغلب هذه الظواهر الضلالية منفصلة ضمن أعراض مرضاى، وبالتالى لم تدرج فى أوراق المشاهدة العادية التى تقدم لى فى مروراتى وتدريسى، وقد يرجع ذلك إلى صعوبة تحديدها فى ذاتها، أى إلى صعوبة تمييزها الواحدة عن الأخرى.
- على الرغم من ذلك فإن الإشارة إليها، والكشف عنها أثناء المقابلات والشرح كانت حاضرة ونشطة وممكنة دائمة، (دون حاجة إلى تسمية غالبا)
- ترتب على ذلك أن الإفادة منها، ومن التفريق بينها، كان عاملا فاعلا فى الممارسة الإكلينيكية وفى خطط العلاج والتأهيل.
- ثم يبدو أننى حين بدأت بفصل الإدراك فى هذا الكتاب الحالى، واستغرقنى كل هذا الاستغراق بما فى ذلك الاستطرادات التى وصلت به إلى كل هذا الحجم (874 صفحة حتى الآن) تراجعت وظيفة التفكير إلى حجمها المتواضع الحالى وبالتالى كادت تنتقل ظاهرة الضلال إلى محيط الإدراك الذى لا ينفصل عن محيط الوجدان الذى لم نتناوله بعد، وإن لم يغب عن الحضور فى خلفية تناولنا للإدراك بهذا الاتساع المترامى
- أصبح الحديث فى هذه المنطقة، فيما عدا تحديد الفكرة كخطأ منطقى معقلن بعيد عن الواقع أقرب إلى اضطرابات الإدراك التى لا يمكن فصلها عن الوجدان وفى نفس الوقت هى ذات صلة وثيقة بما نسميه نشاط ضلالى فى معظم الأحوال، وكل ذلك يتحرك فى محيط من مستويات الوعى المتفاعلة طول الوقت.
الخروج من المأزق
لم أعرف حتى الآن كيف أخرج من هذا المأزق، ولكن لا مفر من المواجهة، ولا سبيل إلا بتحمل ما لا نستطيع أن نجد له لغة مناسبة، ولا تمييز جامع مانع، ولعل غموض معرفتنا بحقيقة وطبيعة الوعى البشرى هو السبب فى هذا التداخل والتكثيف، كما أن المخ البشرى نفسه، حتى بعد إدراكنا كم هو قادر على إعادة بناء نفسه، إيقاعا وإبداعا، لم يعد يرضى أن نحبسه داخل ما نعرفه عنه، فما بالك بحجزه داخل الجمجمة كما قال “شردوك”، (أنظر بعد) إنه يتجاوز الرأس والجمجمة ليشارك ويحتوى الجسد كله، ثم إنه يتجاوز الجسد الفرد ليشارك ويشكل المخ الجمعى فى تصعيد جدلى لم تتحدد معالمه بعد (وفى هذه المرحلة الأجدر به أن يسمى الوعى الجمعى لا “المخ” الممتد).
وبعد:
إن كل ذلك يجرنا إلى تعليق موجز على الورقة التى وصلتنى بشكل غير مباشر عن طريق الشبكة العربية النفسية “شعن” بعنوان “أفكار وتفكير قد حضر!!”، وكاتبها زميل صديق مبدع شاعر، وبالرغم من عنوانها، فإنها كانت كلها تقريبا فى محيط الإدراك بشكل مباشر، وبزخم الإبداع بشكل غير مباشر. وقد رأيت أن أبادر بالرد فى بريد الجمعة ببعض ملامح رأيى مع الإشارة الصريحة إلى كل ما جاء فى ملف الإدراك من نشرة 10-1-2012 إلى نشرة 10-3-2013 وبعض ما جاء حتى الآن عن التفكير من نشرة 2-2-2014 إلى نشرة 17-3-2014 ، لكننى ونحن فى ملف التفكير، واحتراما للعنوان الذى اختاره صاحب المداخلة، رأيت أن أعيد نشر المقتطفات التى اخترتها لبريد الجمعة، مع ردّى المختصر، بالإضافة إلى ما طرأ خلال هذين اليومين.
أولاً: المقتطفات:
- الأفكار قد تبدو كموجودات فيزيائية مثل الضوء والصوت، وربما موجبة الأصل أو كالفوتونات الضوئية.
- الأفكار انطلقت في لحظة ولادة الكون الشاسع المتسع من جوهر فكرة الكينونة المطلقة، المضغوطة بقدرات وحدانية فائقة قائمة في ذات “كن”.
- الكون بأسره وحدة متكاملة متفاعلة متوالدة متنامية، بأدق تفاصيل سلوكها وآليات تواصلها، وقدرات تعبيرها عن ذاتها ومكنونات جوهرها واتجاهات طاقاتها.
- الأفكار مفردات طاقوية تتفاعل وتتوالد، وفقا لقوانين فيزيائية نعرفها ولا نعرفها، فهي ذات طبيعة فيزيائية.
- الأفكار بذاتياتها اللامحدودة ، تتآلف كما تتآلف أطياف الضوء لتحقيق الرؤية ، فتبدو الألوان الكامنة في الضوء خفية، لكنها تتضح إذا مرت عبر حاجز منشوري أو هرمي الشكل!
……………
……………
- … الأفكار كالأطيار المحلقة في فضاءات وجودنا ، وما نحن إلا صيادون لها، ومهاراتنا في الصيد متباينة ، والكثير منا لا يعرف هذه الحرفة الإدراكية والإبداعية ، أو حرفة الإمساك بالفكرة حية.
- صيد الأفكار لا يعني قتلها بسلاح أو مدية ، وإنما أن تمسك بها بكامل حيويتها ونشاطها وعافيتها ، وهذا أمر صعب ، ويتطلب جدا واجتهادا ورياضة ، وترويضا للذات وإرتقاءً إلى مدارات وجود الفكرة ، للقائهاوالإندماج بها ، كما يحصل للإليكترون الدوار حول نواة الذرة ، فلكي يرتقي إلى مدار أعلى ، عليه أن يكتسب سرعة دورانية تتفوق على السرعة المطلوبة في المدار الذي يريد الخروج منه، وإذا إفترضنا الطاقةالإدراكية الكامنة في الإنسان كالإليكترون الدوار حول الذات المطلقة، فإن عليها أن تكتسب قدرات الدوران في مدار أرقى ، لكي تتفاعل مع الفكرة الفاعلة في ذلك المدار الإدراكى وفي هذا تتباين مستوياتالمدارك وتتنوع الأفكار ، فلكل فكرة مدار ، والذي في مدار أصغر لا يمكنه أن يعي الفكرة التي في مدار أكبر ، والعكس ليس صحيحا ، لأن الذي في المدار الأكبر قد تحرر من أسر المدار الأصغر ، بعد أن امتلكطاقات إدراكية تؤهله للوصول إلى ما يليه من المدارات الإدراكية المتسارعة ، الغنية بالأفكار الوهاجة الطامحة لصناعة ذاتها المادية والمعنوية في ميادين الوجود الحى،… وهذا يأخذنا إلى التساؤل عن هل أنالأفكار موجودات حية؟!
……………
……………
وقبل أن نتساءل عن كيفيات تفاعلنا مع الأفكار ، وكيف نتأهل لاستحضارها ، لا بد من التساؤل عن الآليات الفيزيائية التي تتصرف الأفكار بموجبها، فلا يمكننا أن نسمي الأشياء من غير وصف دقيق لذاتهاوشكلها وسلوكها وما يشير إليها ويميزها . ولنا في ذلك حديث آخر.
وأرجو المعذرة على هذا التعقيد الذي أحاول تجنبه ، إلا مع الأستاذ الرخاوي لأنه يأخذنا إلى عوالم فسيحة ، ويتصدى لموضوعات ذات إرتقاء إدراكي ووعي معرفي متفوق على عصره!!
وبعد
قمت بالرد الانتقائى على بعض ما اقتطفت، ثم قمت الآن بترتيبه والإضافة إليه إضافة محدودة على الوجه التالى:
عزيزى صادق:
أولاً: أود أن أشكر صبرك ومثابرتك على تتبع اجتهاداتى المتواضعة، ثم أشكرك على هذه الاختراقات الإبداعية الهامة.
ثانياً: بصفة مبدئية فانى أميل إلى أن أوافق على الخطوط العريضة التى جاء بعضها فى هذه المقتطفات المحدودة، مع الاعتذار عن ما تم تخطيه مؤقتا من مداخلتك لأننى شعرت أنه بحاجة منى إلى توثيق داعم، واستقراء تاريخى ضرورى لم أقم بهما بعد.
ثالثاً: كل ما ذكرته استقبلته على أنه يتبع “الإبداع” المركب من الفكر والإدراك والوجدان معا، وليس له علاقة بما ألف الناس فهمه من كلمة أفكار، ولعله أقرب إلى عملية التفكير من قربه إلى محتواها.
رابعاً: وعلى ذلك وعلى الرغم من العنوان فإن كل ما جاء فى الأطروحة ليس له علاقة بالتفكير كما يرد فى كتب علم النفس التقليدية، أو فى فصل اضطراب التفكير فى مراجع الطب النفسى، وإنما هو – كما ذكرت فى البداية – إبحار فى بحر الإدراك الفائق، بل دعنى أقول إنه إبداع ضام لحركية الإدراك والوجدان والتفكير معا(3)
خامساً: كان قد خطر لى أنه حتى بعض النظريات العلمية الأصلية يمكن أن تتشكل وتنضج فى الوعى البشرى عبر الكون وهى تتخلق فى الوعى الجمعى، ثم تتجلى فيمن هو أهل لها ممن اكتسب تملك أبجديتها واستعد لتلقى جُمّاع تشكيلها ، حين كنت أشرح هذه الفكرة لبعض طلبتى كانوا يظنون بى الظنون (غالبا) وإليك هذين المثالين وقد تجلى كل منهما فى مخين (دماغين/وعيين) لم يلتقيا، مع أنهما قد ظهرا فى نفس التوقيت برغم بعد المسافة واختلاف الإقامة.
الأول: نظرية جيمس لانج(4) فى الانفعالات وقد ظهرت حول سنة 1885 – 1884 فى انجلترا وأمريكا معا، واختلف العلماء حول من الأسبق إليها حتى سميت باسميهما معا.
الثانى: نظرية أصل الأنواع (تطور الأحياء) والتى اشتهرت ظلما وإزاحة بـ “نظرية داروين” وقد ظهرت فى كل من بريطانيا والهند من العالمين “داروين” و”ولاس”، ومهما قيل عن الرسائل المتبادلة بينهما فإن إغارة داروين وأتباعه كانت قاسية واستبعادية لدور والاس وإنجازاته سواء تمت بواسطة أو بفعل أتباعه(5).
سادساً: لن أخفى عليك أنه قد ملكنى خوف دعانى إلى التحذير من احتمال تلقى هذه الإبداعات “الوجدراكية” (كلمة جديدة أخفّ) بما يشبه السلبية فتضيف إلى ما آل إليه حالنا من خمول وكسل، وكأن كل ما علينا لنبدع هو أن ننتظر فرج إمطار “الأفكار الكونية الجاهزة”، بدلا من أن نكدح مجاهين نمارس الحوار مع الكون والمعلومات لشحذ أدوات ومحاولات الإبداع حتى يتجهز وعى المبدع لتلقى الأفكار معه وإليه، بما يليق بالإنسان كما كرمه خالقه ودعاه إلى مواصلة تكريم نفسه بالإبداع والكدح إليه.
سابعاً: اكتشفت وأنا أعيش مواقف مولانا النفرى كل سبت فى نشرة الإنسان والتطور، والأرجح عندى أنك تتابعها، أن مولانا إنما يتحرك فى هذه المنطقة تحديدا، منطقة الوعى بدرجاته وطبقاته المختلفة، وأنه يعلمنا مما قاله له سبحانه هذه المغامرات الإدراكية الوجدانية فى محيط الوعى الكلى المتعدد، يعلمنا بعض الملامح باستعمال المتاح من التركيبات الشعرية بالألفاظ الممكنة.
خاتمة
حفزتنى أطروحتك يا عمى صادق بعد ردى المختصر فى بريد الجمعة أن أبحث عن بعض المستحدث فى هذه المنطقة فتذكرت كتابا كنت قد نسيت اسم كاتبه لكننى لم أنس عنوانه، وهو “سبع تجارب قد تغيّر العالم” فرحت أبحث عنه وعن كاتبه فوجدته عالم بيولوجيا علامه اسمه “روبرت شيلدرك” Rupert Sheldrake وفرحت أن آخر كتاب صدر له كان باسم “ضلال العلم” ((Science Delusion 2012 وهذا هو اسمه الأصلى فى بريطانيا بلد المؤلف وقد ظهر فى الولايات المتحدة الأمريكية باسم “العلم يتحرر” (Sciencsets free 2012) وهو يعرى فيه العلم المؤسسى المعتقدى باهظ التكلفة الذى أصبح معتقدا مضللا أكثر منه بحثا عن الحقيقة.
اكتفيت مرحليا بمشاهدة محاضرته فى اليوتيوب، وقد بدا لى شديد التواضع بالغ الاختراق، وقد شدنى منها مفهوم الذاكرة خارج الدماغ وتجلياتها ورنينها الجمعى، وكذلك مفهوم الذاكرة المتبقية بعدنا، ومفهوم الرنين المورفىmorphic resonance وهو ما لم أجد له ترجمة مناسبة حتى الآن، كل هذا قد يحتاج عودة وعودة، ولكنى أستأذنك أن أستأنف عرض أنواع الضلال بدءًا من الأسبوع القادم ثم بقية أعراض اضطرابات التفكير حتى لا أفقد من نجحت فى إغرائهم بالمتابعة عن بعد،
وفقنا الله
[1] – أ.د. زينب سرحان & المرحوم د. لواء: صلاح الدين إبراهيم
[2] – الوعى مازال هو الصندوق المغلق عن كل من يريد أن يتعرف على عمل المخ بكل مستوياته وتاريخه
[3] – حاولت أن أجد لهذه المنظومات التى تحوى الوجدان والإدراك وهذه الأفكار معا مصطلحا أشمل، حتى وردت إلىّ كلمة بشعة، شعرت إزاءها أننى أول من يرفض هذا المولود المشوه المرسوم بين تنصيصين، وهو “الوجدَافِكرِدْراكية”، فأرجو أن ننساها فورا.
[4] – لانج : عالم الفسيولوجي الدنماركي ” كارل جورج لانج (1834 1950) عام 1885 نظريته في الإنفعالات تتمثل في أن الإنفعالات تحدث نتيجة لشعور الشخص بالتغير في جسده أولا
وكان وليم جيمس ( 1842-1900 ) الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي قد توصل مستقلا إلى نظرية متشابهة . ونشر عام 1890 في كتابه مبادىء علم النفس نظريته في الإنفعال واضعا في حسبانه إسهام لانج . وقد عرفت النظرية فيما بعد بإسم نظرية جيمس – لانج . في الإنفعال.
[5] – ولد تشارلز روبرت داروين :عالم تاريخ طبيعي بريطاني في إنجلترا في 12 /2/ 1809 لعائلة إنجليزية علمية وتوفي في 19 أبريل 1882.
أما ألفرد راسل: فقد ولد فى 8/1/1923 وتوفي فى7/11/1913 هو عالم طبيعة بريطاني، ومستكشف، وعالم جغرافيا، وعالم أحياء وعلم الإنسان وهو الذي طرح نظرية التطور بالانتقاء الطبيعي بصورة مستقلة عن داروين واشتهر بها. أرسل والاس مقالته إلى داروين فأبدى إعجابه بها وبتطابق أفكارهما، فاشتملها في كتابه أصل الأنواع واستعمل بعض مصطلحات والاس فيه.