يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 10-1-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5245
مقتطف (74) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)
الفصل الثالث: (من 211 إلى 398)
مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”!!
(311)
أحيانا يكون ما تكتمه مما تعرفه عنى أكثر منى… لياقة أو ذوقا،…
هذا طيب، وما أحوجنى إلى بعض ذلك،
ولكن حذار أن تتمادى حتى لا أفقد الأمل فى عبور المسافة.
(312)
… أنا أخاف منك مادمتَ تكتم بعض ما تعرفه عنى،
لكنه ضرورى أيضا، مَنْ أدرانى ماذا تعرف؟
أنا نفسى أكتم عن نفسى ما لا أعرف،
وأحيانا ما أعرف!
(313)
حين يغلبنى الحذر: أشك فى احتمال احتقارك لى واستهانتك بى،
وهو شك يتسلل إلىّ من مسام ما تحجبه عنى خوفا علىّ، أو لطفا بى.
وحين تغلبنى الثقة: أطمئن لمسئوليتك عن ما صرَّحتَ، وما كتمتَ
وأشكرك لأنك كتمت عنى بعض نفسى، فأنا غالبا لا أقدر طول الوقت على ما ترجوه لى .
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف.
المقتطف / أنا نفسي أكتم عن نفسي ما لا أعرف و أحيانا ما أعرف
التعليق / كما دوما مولانا الحكيم و أنا اقرأ أو استمع لك أنتظر بفرحة ما قدر لي من نصيب الدهشة المقترنة بالمعرفة الممتعة و كم أدهشني هذا المقتطف
و سألتني كيف أكتم عن نفسي ما لا أعرف و أحيانا ما أعرف؟!!
وهل أنا فعلا لا أعرف هذا الذي أكتم أم لا أريد أن أعرف ؟!! فكما قيل أن الإنسان يعرف ولكنه لا يعرف أنه يعرف أو على الأصح تحتال عليه نفسه كيلا يعرف أنه يعرف
و كما قال الحق سبحانه ” بل الإنسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره ”
و استعين فى هذا بدعاء تعلمته عنك يا مولانا و لزمته ( ربي كما خلقتني ) آمين
هذا طيب
بارك الله فيك
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : ….مَنْ أدرانى ماذا تعرف؟
التعليق : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟…….؟؟؟؟
المقتطف : وأشكرك لأنك كتمت عنى بعض نفسى، فأنا غالبا لا أقدر طول الوقت على ما ترجوه لى .
التعليق
لعل ما نكتمه هو ما يُنقذ فيحفظ المسافة دون خدوش …
أشكر كل من كتم عني بعض نفسي فتحملني برغم ما يعرف … واشكره اذا صرح به برفق دون ان يخدشني..
لا شكر على هذا النوع من التواصل الخلاّق
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف :ولكن حذار أن تتمادى حتى لا أفقد الأمل فى عبور المسافة.
التعليق : شغلتنى مسألة ” عبور المسافة ” هذه ،ورأيت فيها مشقة التواصل الحقيقي مع الآخر ،وتساءلت : هل ما بيننا هو مجرد مسافة نعبرها بالتصريح والتلميح ؟ هل توجد بيننا مسافات حقيقية ،أم نحن الذين اخترعناها ؟أم أن الحكاية كلها : أمل ومسافة ،أمل ومسافة ,،يعنى إيقاع غير منتظم لا تنضبط عليه خطواتنا؟!
كل شيء جائز ومحتمل يا ماجدة يا ابنتى