نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 6-9-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5119
مقتطف (56) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)
الفصل الثالث: (من 211 إلى 398)
مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”
(244)
تباعدت المسافات بين وحدات البشر خوفا وحذرا،
حتى تعاملت تلك الوحدات فيما بينها كأنها لا تنتمى إلى نفس النوع من الأحياء،
فانقلب صراع البقاء إلى التصادم بين أشلاء الحياة المتناثرة،
على حساب نقلات التطور وبقاء النوع.
من ينقذنا مـنِــَّا؟
(245)
هناك من يهرب من نفسه فى الناس،
وهناك من يهرب من الناس فى نفسه،
مع ذلك فلا سبيل إليهم- إليه،
إلا بهذه الرحلة المتصلة بين الصفا والمروة،
(كل صفا ومروة)
(246)
الثائر الذى يبالغ فى اهتمامه بصورته أمام الناس: قد يتنازل عن ثورته ليؤكد ذاته..،
وحين يراجع صورته معهم، قد يتعرف على نفسه رسما، بلا ثورة ولا ناس!
(247)
العمر الافتراضى للمُصلح الذى يتخذ له أتباعا،
أقل بكثير من عمر المصلح الذى ينتمى إلى أعوانه، وينتمى أعوانه إليه.
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف.
المقطع : (( العمر الافتراضى للمُصلح الذى يتخذ له أتباعا،
أقل بكثير من عمر المصلح الذى ينتمى إلى أعوانه، وينتمى أعوانه إليه.))
التعليق : تذكرت وأنا أقرأ هذه الحكمة سير العظماء _ ولاسيما العلماء بحق _ التى ظلت ولا زالت على مدار السنين نبراساً يُضئ الطريق وكُتِبَ لها الخلود، وتذكرت مقولة كنت قرأتها تقول (( ليس العظيم من يشعر الناس فى حضرته أنهم صغار، ولكن العظيم بحق من يشعر الجميع فى حضرته أنهم عظماء))
المقطع : (( هناك من يهرب من نفسه فى الناس،
وهناك من يهرب من الناس فى نفسه،
مع ذلك فلا سبيل إليهم- إليه،
إلا بهذه الرحلة المتصلة بين الصفا والمروة))…
التعليق : وذلك إذا كانت بيقين هاجر….
المقطع : (( تباعدت المسافات بين وحدات البشر خوفا وحذرا،
حتى تعاملت تلك الوحدات فيما بينها كأنها لا تنتمى إلى نفس النوع من الأحياء،
فانقلب صراع البقاء إلى التصادم بين أشلاء الحياة المتناثرة،
على حساب نقلات التطور وبقاء النوع.
من ينقذنا مـنِــَّا؟))….
التعليق : لم أجد وصف أبدع ولا أروع من مثل هذه الحكمة…. ولذا سأررد معك يا دكتور (( من يُنقذنا منَّا))
حكمة ٢٤٧
اري فيك مولانا الحكيم ذلك المصلح الذي ينتمي إلى اعوانه و ينتمي أعوانه إليه و مثلك لا ريب خالد فى كل فكرة و مشاعر و وعي متصل جدلت بهم جديلة الانتماء هذا بما يساهم فى تطور الإنسانية عبر الإنسان …..
ربنا يزيدك علما و يزيد الإنسانية نفعا بسعة علمك و روائع حكمتك …..