نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 23-8-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5105
مقتطف (54) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)
الفصل الثالث: (من 211 إلى 398)
مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”
(235)
ما دام مطلب الخلود هو قمة الأنانية، فاحذره حتى لا تضيع وحدك،
ولتكن تجلياته الأبقى من خلال الاستمرار ”فى الناس”،
ربما غفروا لك ما خطر لك على حسابهم ضد الطبيعة.
(236)
تواجدَ مع الناس بصدق، دون ضرورة أن تقصد نية العطاء،
فتتيح أن يأخذ منك كل منهم ما يستطيع..ويحتاج،
وحتى إذا لم يفعل.. فقد يرى فى صدقك ما ينقصه،
وقد يكون فى ذلك يقظته، ويقظتك أيضا.
(237)
حاجة الناس إليك هى مبرر وجودك،
وحاجتك للناس هى شرف إنسانيتك.
(238)
من الناس وبالناس إلى الناس: تكتمل المسيرة،
ولا صلاح (ولا خلاص ولاعلاج) للناس إلا بالناس وللناس.
إياك أن تكتفى بترديد هذا الكلام،
بادر بتفعيله وإلا خَسِرْتَهم، وخسرت نفسك.
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف.
المقطع : (( تواجدَ مع الناس بصدق))..
التعليق : وكيف يتحقق هذا الصدق؟
المقطع : (( ولتكن تجلياته الأبقى من خلال الاستمرار ”فى الناس”،))
التعليق : مش عارف ليه لما قرأت الجملة دى نط فى دماغى الحديث الشريف اللى بيقول (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)) وحسيت إن الخلود (( لو افترضنا ان فيه مطمح للخلود لا يحمل صفة الأنانية)) قد يكون في الأفعال الغير مباشرة وتحمل صفة الاستمرارية. (( قد يكون مافيش علاقة باللي أنا قولته واللي حضرتك تقصده بس هو ده اللى دار فى ذهنى فأحببت أن أشارك به لتبين الخطأ من الصواب))
المقطع : (( ولتكن تجلياته الأبقى من خلال الاستمرار ”فى الناس”،))
التعليق : استوقفتني جملة فى الناس، وفي القراءة الأولى للحكمة كلها معرفش ليه كنت هقرأها (( مع الناس))، بس بعد التركيز حسيت إن (( فى الناس)) أعمق وأشمل، وقعدت أردد (( فى الناس)) بدون ما اقدر أحدد بالضبط أو أوصف صداها اللى بيتردد جوايا….