نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 17-8-2020
السنة الثالثة عشر
العدد: 4734
مقتطف (2) من كتاب “حكمة المجانين”
(فتح أقفال القلوب) (1)
رجاء وتوصية:
(1)
إذا عدتَ إلى هذه الكلماتْ، فوصلتـْك عن طريق قناة إدراكٍ أخرى،
أو تحمـّلتها بصبر جديدْ، فاعلم أنك أصبحت أقرب إليك، وإلىّ، وإلينا، فإلينا، وإليه.
(2)
لا تتسرع فى الحكم على هذه الكلمات، ولـْتـَتـَذكـَّر أن القاضى
إذ يصدر أحكامهُ لا ينبغى أن ينسى أنه يحكم أيضـًا – بل قبْلا – على نفسهْ.
(3)
إذا لم ترَ هذه الكلمات فى نفسك، فقد تتعثــَّر فيها أثناء سَيْرك، وإذا لم تتعثر فيها أثناء سيرك فقد تراها فى أولادك،
وإذا لم تجدها لا هنا ولا هناك، فعُدْ إلى البحث عنها داخلك،…… لعلها تسربت إليك من ورائك.
(4)
يا وحدتي لو لم تفهم ماكتبتُ،
ويا خوفى ومسئوليتى لو فهمتَ،
وياويلنا معا: لو فهمتَ أنت غير ما أردتُ أنا.. أو عكسه….
ويا أسفى لو اكتشفتُ عجزى أن أوصّل ما وصلنى،
ويا شرفنا لو احترمنا كل ذلك فواصلنا المحاولة.
(5)
لا أعرف كيف تقرأ هذا الذى كتـَبـْـتـُهُ،
ولكن الذى أعرفه أنه قد يغريك بالرجوع إليه للكشف عن طبقاته الخفيــَّة،
.. وأيضا طبقاته الظاهرة الأخرى،
هو قد يختفـى منك فى زحمةِ ذاكرتك المتاحة،
لكن كيف تضمن أن تختبئ من آثاره المتسحـِّبة المُستعادة؟
(6)
ما دامت حقائق اللوح البيولوجى المحفوظ فى الـدَّنـَا DNA لكلٍّ منَّا تتحدى القراءة المباشرة،
فلنعذرْ المؤرخين وأساتذة التاريخ والعلماء حين:
يشوهون الحقائق،
أو يؤلفونها،
أو يصدّقونها،
ولكن لا داعى أن يفرضوها علينا فرضا.
المقطم 5 يناير 2015
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net .