نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 30-3-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5324
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه
الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (52) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!
****
الحالة: (52)
…. احتياجٌ بعد إنهاك!! فكيف نُسَاندها؟؟ (1)
د.نوال: هى عيانه يا دكتور يحيى عندها 23 سنة، باشوفها بقالى 5 شهور، هى الأولى من 3 أخوات، متخرجة من كلية قمة، وهى بتشتغل وماشية تمام، بالنسبة لها هى مافيش مشكلة حادة يعنى، قصدى مافيش سؤال معين فى الوقت الحاضر، المشكلة عندى أنا فى الموقف الشخصى بتاعى نحو قراراتها فى المرحلة دى، أنا مش عارفه هو حضرتك كنت حولتها لى ليه، إنت كتبت إنها تجيلى من غير ما تقول لى عنها حاجة، حتى أنا سألتها ما رضيتش تقول حاجة محددة
د.يحيى: يعنى إيه؟ يعنى هى جاية دافعة كشف، وبعدين عندها “مافيش”، ما عندهاش حتى زهق، إيه اللى خلاها تدفع كشف يعنى؟ وإيه اللى خلانى أحوّلها لك؟ بدل ما احنا قاعدين يعنى؟!!
د.نوال: هى مارضيتش تقول بصراحة حاجة محددة، زى ما تكون عايزة مساعدة، مش محدداها، فعلا البنت محتاجة مساعدة، أنا عرفت كده بعد ما قعدت معاها، الظاهر مش لازم الواحد يكون عيان قوى عشان يحتاج مساعدتنا، مش كده ولا إيه؟
د.يحيى: طبعا كده، بس خلى بالك، أنا قلت لكم ميت مرة إن احنا لازم نحذر إن شغلتنا تتقلب “مكلمة”، أو حل مشاكل اجتماعية، إحنا دكاترة ومعالجين بنعالج ناس تعبانة، والظاهر إنتى تعاطفتى معاها لدرجة إن التعب المحدد فى صورة مرض أو أعراض، ما بقاش فى بؤرة وعيك، وده جايز، مش وحش، بتشيلى وصمة المرض من غير ما تقصدى
د.نوال: يمكن!، المهم هى قعدت تتكلم، وانا أعرف عنها تاريخ حياتها وكده، ولقيت إنها بنت كانت ملتزمه جداً، أمها توفت وهى فى ابتدائى، وهى شالت مسئولية الأسره كلها، يعنى شالت البيت من صغرها، وبقى مالهاش حاجة غير إنها تذاكر، وتدير البيت، وبس
د.يحيى: ياه!! من صغرها كده ؟ لحد ما اتخرجت؟
د.نوال: أيوه، لحد ما اتخرجت، وحتى بعد ما اتخرجت، زاد عليها شغلها، ما هى دلوقتى بتشغل
د.يحيى: بتشتغل إيه ؟
د.نوال: بتشتغل فى تخصصها (…..)، وبتقبض مرتب كويس
د.يحيى: وبعدين؟
د. نوال: أنا عرفت منها إنها لحد ما اتخرجت، ما كانشى لها أى علاقات عاطفية خالص، بس أول ما سابت الكلية واشتغلت، عرفتْ واحد أكبر منها بحوالى 15 سنه، والغريب إنها هى اللى راحت قالت له إنها بتحبه وعايزه تتجوزه
د.يحيى: كده خبط لزق ؟ برافو عليها والله !
د نوال: بصراحة أنا استغربت من شجاعتها وبساطتها فى نفس الوقت.
د.يحيى: بساطتها ولا عباطتها
د.نوال: لأه هى مش عبيطة، أنا إحساسى كده، هى بنت جدعة جدا.
د.يحيى: وبعدين؟
د.نوال: وبعدين هى مرتبطه بيه جداً قعدت معاه حوالى 7 أشهر لحد دلوقتى، وباين إنه هو راجل يعنى بيهزر، قاعد يلعب بيها جامد جداً، مع إن ماحصلش بينهم أى حاجه غير أحضان وبوس وكده.
د.يحيى: كده إيه بقى !؟!
د.نوال: لأه ، ما فيش حاجة تانية فعلا
د.يحيى: وهو متجوز؟
د.نوال: أيوه، وهى كانت عارفه إنه متجوز
د.يحيى: ومخلـّف؟
د.نوال: آه، مخلف، عنده بنتين.
د.يحيى: قولتى لى هو عنده كام سنه؟
د. نوال: هو أكبر منها بـ 17 سنه
د.يحيى: يعنى بتاع 40 سنه؟ مش كده؟
د. نوال: آه
د.يحيى: وهى عرفته ازاى؟
د. نوال:..كان زميلها فى الشغل، وهى البنت سابت الشغل الأولانى، وراحت شغل تانى، وتعبانة من إنها سابته، وتقريباً بعد العلاقة دى هى جت لحضرتك، وبعدين حضرتك حولتها لى
د.يحيى: شفتى ازاى، يبقى هوه ده، وتقولى ماعندهاش حاجة!، وبعدين؟
د. نوال: قعدنا نتكلم فى العلاقه وكده، وهى مصممه من جواها إنها بتحبه، ومش قادره تنساه، وإن هو كل حاجه فى حياتها، وفى نفس الوقت هو مش عايزها، يعنى هى قاعده تجرى وراه رغم إنها ملتزمه جداً
د.يحيى: يعنى إيه ملتزمة جدا ؟
د. نوال: يعنى فى شغلها تمام، ولسه شايلة البيت وكده
د.يحيى: وهى قالت لك إنها بتحب فيه إيه؟
د. نوال: بتقول إنه هو اللى غيرلها أسلوب لبسها، وغيرلها حاجات كتير فى حياتها، حاولت اشتغل معاها فى الجزء ده، وأوريها إنها عملت حاجات عظيمة كتير قبل ما تعرفه، وإنها ممكن تعمل أنشطه جديدة تثبت بيها نفسها أكتر واكتر، وكده،
د.يحيى: بذمتك ماحسيتيش إن ده عبء جديد عليها، حتى لو كان لنفسها، البنت تعبت من الشيل، تعبت من التعليمات، شايلة من وهى فى الابتدائى، إنتى مش برضه بنصايحك المباشرة دى بتشيـّليها أكتر، حتى لو كنتى بتشيليها نفسها، مش آن الأوان إن حد يشيلها بقى ولا إيه؟ ولو بالدور
د. نوال: آه، ما هو يمكن عشان كده ماحستش إن أى حاجة من دى جابت معاها نتيجة، رغم إنها مستمره فى الجلسات بشكل منتظم جداً، إنما أنا حاسة إنها واقفة مكانها
د.يحيى: طيب هى مش فى سن نفكر فيه عن ارتباط ما هو جوهرى فى حياة أى بنت؟ مش كده ولا إيه؟
د. نوال: آه، ما هى بيتقدم لها ناس برضه، كانت شويه بترفض وشويه بتشوف، وكده
د.يحيى: إنتى اللى فتحتى معاها الموضوع ده ولا هى؟
د. نوال: إحنا الاتنين
د.يحيى: آخر واحد اتقدم كان إمتى ؟
د. نوال: آخر واحد أتقدم لها كان زميلها فى الكلية، تعرفه من أيام الكلية، هو مش اتقدم لها صالونات يعنى، لأه هوه كلّمها، ولمّح وكده، وهى دلوقتى بتطلب منى إنى أنا أوافق إنها تخرج معاه؟
د.يحيى: وهى لسه بتخرج مع الراجل التانى، إللى متجوز؟
د. نوال: آه، بس مش قوى زى الأول، فين وفين
د.يحيى: والعلاقة ما تطورتشى لشىء أخطر؟
د. نوال: ما أظنش
د.يحيى: يعنى لسه الحاجات خفيف خفيف كده زى ما بدأت
د. نوال: آه
د.يحيى: بيتقابلوا فين ؟
د. نوال: فى العربية
د.يحيى: بس؟
د. نوال: أه
د.يحيى: مش فى بيت يعنى
د. نوال: لأه، خالص وحاجات بسيطه جداً يعنى
د.يحيى: وهى كانت عاوزه تعمل كده مع زميلها ولا إيه؟
د. نوال: لأه هى كانت عاوزه تخرج معاه، بس خايفة، ورفضت، وبعدين جاية زى ما تقول حضرتك تاخد منى الإذن
د.يحيى: طيب، مش انتى بتقولى إنه هو جاى يتقدم لها
د. نوال: أيوه، بس هو عايز يخرج معاها الأول، يعزمها على الغدا، يروحوا النادى كده
د.يحيى: يعنى تمهيدً للخطبه، مش كده ؟
د. نوال: أيوه، بس هى مش موافقه برضه، بتقول لى حرام .
د.يحيى: إمال التانى اللى متجوز، وهى اللى راحت خطبته، هوه اللى حلال؟
د. نوال: حاولت أتكلم معاها فى النقطه ديه قالت لى ما هى غلطة وخلاص
د.يحيى: خلاص إيه، ما انت بتقولى إنها لسه بتحبه
د. نوال: بتحبه آه، بس بطلت تخرج معاه زى زمان
د.يحيى: هى معاكى بقالها خمس شهور، هى موقفه خروج مع الراجل ده بقالها قد أيه ؟
د. نوال: هو اللى سابها من حوالى 5 شهور برضه، يعنى قرر يسبها، ما هو أظن هى جت لحضرتك عشان كده
د.يحيى: هى قالت لـِك بوضوح إنه هو اللى سابها ؟
د. نوال: آه، يعنى هى جت العيادة بعد العلاقه معاه ما بقت مهددة
د.يحيى: ودلوقتى انتهت نهائى؟
د. نوال: هى بتقول، وانا عارفة إنها مش بتكدب على
د.يحيى: وموقف زميلها إيه دلوقتى؟
د. نوال: هوه كان عازمها بمناسبة عيد ميلادها، وهى بتقول إنها حست إن ده عشان يقول لها إنه عاوز يخطبها وكده، قعدت تتصل بيّا فى اليوم ده تقريباَ أكتر من 5 مرات عشان أنا أوافق أنها تروح تنزل تقابله، طب أنزل أقابله، طب ما هو حايخطبى، وانا أقول لها إعملى اللى انتى عايزاه، ترفض
د.يحيى: ترفض ليه؟ يمكن هى حاسة إنـِّـك من جواكى مش موافقة
د. نوال: يمكن، هى لما جت الجلسة بعد حكاية عيد الميلاد دى ورفضها الخروج، قالت لى لأه، إنتى لازم إنتى اللى تقولى لى، فاحسيت إنى فعلا من جوايا مش موافقه انها تنزل تقابله
د.يحيى: ليه بقى؟؟؟!!!
د. نوال: ما هو غلط
د.يحيى: يعنى يا بنتى ده هوه اللى غلط، ودكهه كان صح، يعنى إيه ما تقابلهوش يعرفوا بعض أكتر، إمال حتتجوز ازاى، كنت حاقول لك حتتجوزى انتى إزاى ؟
د. نوال: ما هو عشان كده أنا حسيت إنى باتدخل كده بجزء منى أنا، أكنى أنا اللى حاقابله، ومش موافقة، حسيت إنى ماشية معاها فى سكة مش صح، فبقيت مش عارفه أعمل معاها إيه، وهى مصممه تاخد كل موافقه منى، ولما باقول لها إعملى اللى انتى عايزاه، زى ما تكون بتبص جوايا وتعرف إن الكلام ده من بره بره.
د.يحيى: بصراحة إنت شاطره إنك فقست نفسك بالوضوح ده، والبنت ربنا يخليها شاطره هى كمان إنها شافتك، مش شافت إنك بتحطى نفسك مطرحها، لأه قصدى شافت رفضك الجوانى، أنا طبعا مش حا تتدخل فى موقفك وقيمك ورؤيتك الشخصية للحاجات دى، بس ما دام دكتورة وبتعالجى، يبقى لازم تعرفى الثقافة السايدة فى المرحلة الراهنة، وهى مش ثقافة واحدة، دى ييجى عشرين ثقافة، أصل المجتمع بتاعنا ده بقى مجتمع غريب شويتين، لسه مارسيش على بر عشان نقول عنه حاجة واحدة، مارسيش على منظومه من القيم نقيس بيها، يعنى إحنا ما عدناش عارفين إيه اللى مفروض، وإيه الى مش مفروض، سيبك من حكاية التليفزيون والدش والحاجات دى على ناحية والوعظ والإرشاد على الناحية التانية، لا ده هوه اللى جارى، ولا ده بينفع، اللى ماشى يبدو إنه حاجة تانية خالص، إحنا ماعندناش حاجة نقيس بيها يعنى إيه علاقة؟ ويعنى إيه العلاقه تبقى دائمه أو مؤقتة؟ وازاى؟ ولا عندنا مقياس نقيس بيه كمية الحرية المسوح بيها فى أمان قد إيه؟ ولا كمية المسؤلية قد أيه؟ ولا موافقه المجتمع لحد فين؟ ولا حتى الدين الحقيقى بيقول إيه؟ وأديكى شايفه الفتاوى الجديدة اللى عماله ترف عمال على بطال بشكل يلخبط أكتر ما يرسّى على بر، وانا زى ما اكون أنا كمان مش واخد بالى، وعمال أكتب كل يوم فى النشرة عن “فقه العلاقات البشرية”، وكل ما اكتب، أكتشف إن المسألة أصعب فى أصعب، مع إنى مغروس فى مهنتى بقالى أكتر من خمسين سنة باشوف مصارين المجتمع، إنما المشكلة عندى لسه شغالة ومحتاس، وده يخلينا ناخد كل حالة منفصلة، وما نعمّمشى، وزى ما بناخد بالنا من ظروف العيان أو العيانة، كل واحد منا يعرف هو واقف فين من ثقافته، ومن ثقافة العيان فى نفس الوقت، والاتنين بيصبوا فى صعوبة العلاقة البشرية اللى بتسود العالم بينى وبينك، زى ما باكتشف وانا عمال اكتب عن حكاية العلاقة مع الآخر، وبيتهيألى إن البشر يقدروا يعملوها، قال إيه ويتواصلوا على مستوى حقيقى، بين كل الناس وبعضها، مش بس بين الراجل والست، ساعات وانا باكتب أقول يا واد إيه اللى عمال تكرره ده، وتقول حب حقيقى، حب بجد، هوه فين؟ أصْـلكْ أول ما تيجى تقيسيه تلاقيه شديد الصعوبة، ويصعب أكتر لما نكون فى موقف له عواقب طويلة المدى، زى بناء أسرة فى حالتك دى، وبعدين لما تبصى فى الثقافات الفرعية اللى جى منها الحالة الفردية تلاقى بتوع الزمالك غير بتوع منيل الروضة غير بتوع عزبه القصيـّـرين غير بتوع الدرب الأحمر غير بتوع حارة السكر والليمون غير بتوع بنى سويف ده بالعرض، تيجى بالطول تلاقى القيم والعلاقات بتتغير من غير ما يدونا خبر إيه اللى اختفى وإيه اللى ظهر، زى ما تكون بتتغير فى السر أو فى الضلمة، سيبك من الجرايد والتليفزيون والكلام ده، حتى البحث العلمى الإحصائى ما يقدرشى يكشف إيه اللى جارى فعلا برانا، فما بالك باللى جوانا.
د. نوال: بس كده المسألة حضرتك صعبتها علىّ خالص
د.يحيى: أنا آسف، أنا الظاهر اتسحبت ورا اللى باعمله وباكتبه، ونسيت حالتك، ما هو أصل كمية عدم المعرفة وعدم الإحاطة باللى جارى فى مجتمعنا عماله تزيد، أما نيجى فى الحالة اللى قدامنا دى: تلاقينا عايزين نحط لكل حالة على حدة منظومة قيم خاصة بيها، يعنى البنت دى من وهى فى ابتدائى شالت الحمل كله، بقت منظومة القيم هى أداء الواجب، وإن ده المفروض لحد يا عينى ما نسيت نفسها، جت لقت الراجل اللى متجوز ده بيطبطب عليها ويحسسها إنها بنت لازم تلبس كذا، وتبقى حلوة لما تعمل كيت، راحت رايحة خاطباه، راح مفرقعها بعد ما أرضى غروره غالبا، وأنا متصور إنها ذلّت نفسها معاه أكتر من اللازم حتى لو كانت العلاقة مش جامدة زى ما بتقول، وبعدين سـَـيـَـبـَانـُه بعد إقبالها كده واعتمادها عليه، جارح جارح بشكل لا تتصوريه، تقوم ييجى زميلها ده يتقدم، بطيبه ووضوح وحسن نية، تتردد هى وانتى كمان تترددى، وهى عايزاكى تضمنى لها، عشان يمكن ضمان إنه مايسيبهاش ما دام (انتى يعنى) موافقة، حاجة كده، أنا مش متأكد، إنما فيه حاجة فى البنت دى تتحب، وتُحترم، بس المصيبة بعد الحرمان من الطفولة، ومن الغلط البدرى، ومن التعلم بالتجربة، البنت اعتمدت عليكى وعلى قراراتك زيادة عن اللزوم، وده مش وحش قوى، بس انتى بقى راحت منظومتك القيمية الخاصة بيكى راحت داخلة فى الموضوع، بس برافوا عليكى إنك فقستى نفسك بأمانة كده.
د. نوال: طيب والوضع دلوقتى؟
د.يحيى: أنا شايف إن تعاطفك معاها جيد ومسئول، ثم كونك تاخدى بالك إنك حطيتى نفسك مطرحها برضه كويس، بس مش تتمادى بقى فى الحكاية دى، لأه، لازم تفتكرى باستمرار إن هى غيرك، يعنى حا يجرى إيه لما تقابله البنية، مش دى فرصة واقعية، ومعلنة، وشريفة، ومناسبة، تترددى ليه فى الموافقة؟ وهى ما بتكذبشى عليكى، إحنا نخش، ونجرب بحذر، دى فرص حقيقية وواقعية إزاى انا أقول لأه واقلل من فرصها وهى باين احتياجها، وعماله تذل نفسها مع راجل اتخلى عنها برغم إنه مايستاهلشى مهما كانت العواطف، على فكرة إحنا لازم نحترم تعلقها بيه، وما نشوهشى شكله، ده مش مفيد ومش حا ينفع، هى لما تكبر، تنضج يعنى، حا تراجع نفسها، ويمكن تشوف الموقف على حقيقته، ما يمكن الواد زميلها دا طيب ويديها احتياجها بشكل تانى طيب ومسئول، شكل أرقى شوية، وبموافقتك و تحت إشرافك كأم وأب كمان للبنيّة دى، حا يحصل إيه يعنى؟ أظن إحنا علينا أن نغامر فى حدود المسئولية والحسابات، بس معنى كده اننا حانقرب أكتر من اختيار الصالونات، خطوبة وعرض، وكشف هيئة للمتقدمين، أنا معاكى إن ما فيش استعجال – البنت لسه صغيرة – إنما لابد إن احنا نبدأ من موقف عملى موضوعى، ما دام البنت بالسذاجة دى، وبالجدعنة دى فى نفس الوقت، وعندها الشعور بالواجب للدرجة التقيلة دى، فيبقى فاتتها فرص التدريب على القرب والبعد من بدرى، مش حا يتفضل قدامنا غير فرص المخاطره والتعلّم، وده ممكن ما دام فى النور والبنت ما بتكذبشى عليكى، المجتمعات اللى أخدت شكل محدد المعالم، الأمور فيها أسهل شوية، يعنى مثلاً فى باريس فى السويد فى أى حتة من دول، الحسبة بتبقى واضحة شويتين، البنت مسئوله يعنى مسئولة، تخرج تيجى، تحبل تسقط، تجيب طفل غير شرعى الحكومه حا تتولاه وتعترف بيه ويبقى اسمه الطفل الطبيعى مش غير الشرعى، الطفل ماله؟ شرعى ولا غير شرعى عشان نسميه كده، هوا حد كان استأذنه؟ المجتمعات هناك لها شكل واضح، وحقوق وواجبات واضحة، إحنا عندنا الحكاية سايحة ونايحة على كل المستويات، أنا مش عايز أقول إن الشكل اللى عندهم ده صح ولا غلط، دى مش مهمتى، المهم إن احنا ما عندناش شكل من أصله رغم المظاهر المتنوعة اللى بنشوفها حوالينا، مجتمعنا بقى غير متجانس فعلا، خصوصا فى العلاقات الخاصة، المعلنة والخفية، العاطفية والمصلحية، مش بس غير متجانس، ده يمكن متنافر برضه، ودى درجة ألعن من عدم التجانس، فلما تضيفى عليها الضلمة يبقى ربنا يستر.
د. نوال: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟
د.يحيى: ما انتى عرفتى لوحدك اهه حاتعملى إيه: إنت متعاطفة مع البنت، والبنت ملتزمة ومعتمدة عليكى، والتحويدة بتاعة الراجل اللى متجوز دى ما فاضلشى منها غير المشاعر اللى جوا البنت اللى لازم نحترمها لحد ما تكبر، والجدع زميلها ده باين عليه واخد الحكاية جد، ومش حايجرَى حاجة لما تقابله مرة وأكتر، ما دام حاتقول لك أول بأول، وانت حا تخادى بالك من نفسك، وتفتكرى باستمرار إنك مش هى، وكله تمام.
د.نوال: مش قوى
د.يحيى: لأ قوى
****
التعقيب والحوار:
د. عماد شكرى
أعتقد أن قضية رؤية المعالج النفسى لذاته أثناء العلاج وموقفه من العميل (المريض) تحتاج لكثير من البحث والفحص والإيضاح.
د. يحيى:
فعلا، وهذا بعض ما يمكن أن يكشفه بالتدريج “الإشراف المنتظم”
أ. عبد المجيد محمد
وصلنى أن تعاطف المعالج مع المريض يمكن أن يصل لدرجة إن المرض ما يبقاش فى بؤرة وعى المعالج، وإن ده جايز يشيل الوصمة من غير قصد.
د. يحيى:
صحيح هو يرفع الوصمة أحيانا، لكن له مخاطره لو انقلبت العلاقة رخوة بلا حدود مهنية تضبط الخطوات وتحدد التوجه وتلملم المسار.
د. ناجى جميل
دفعنى ما أبدته المريض من إندفاع فى العلاقة الأولى (المعلوم مسبقا صعوبتها)، وترددها فى العلاقة الثانية (المحتمل تطورها واقعيا)، إلى الافتراض بأن المريضة تهرب من مسئولية العلاقة بالموضوع متذرعة بموقف المعالجة .
د. يحيى:
أعتقد أن هذا محتمل، لكنه لا يغير من الأمر شيئاً، وعلينا أن نشاركها محاولة اختراق هذه الصعوبة
“أليس هذا هو بعض وظيفة العلاج النفسى”؟!
د. ماجدة صالح
أعتقد أن العودة إلى نشرات الإشراف على العلاج النفسى فكرة رائعة لما لها من جاذبية للتلقى سواء من المختصين أو المهتمين.
د. يحيى:
ياه !! العود أحمد
شكراً يا ماجدة
د. جون
شكراً لعودة باب الإشراف فقد كنت ومازلت مشغوفاً لتعلم العلاج النفسى بصورة أكثر تركيزا وأطلب من حضرتك أن أتدرب معك فى الجروب المزمع إقامته فى سقارة فقد حضرت معك فى القصر العينى 3 شهور قبل عملى هنا فى المؤسسة، وشكراً.
د. يحيى:
أهلا بك ومرحبا
كنت أحسب أن حضور جلسات الإشراف أهم وأكثر فائدة من كتابتها، لكن يبدو أن تسجيلها على الورق له طعم آخر، أو لعله يكملها.
د. محمد بكر
وحشتنا نشرات التدريب عن بعد
وصلنى من هذه الحالة أن دورى كمعالج إنى أكون مع مريضى (جنبه) مش دورى أنى أمشيه فى سكتى، وأنى أسمح له بالحركة وهو مطمئن بوجودى بجواره.
د. يحيى:
هذا صحيح
يا رب تقدر
يا رب نقدر.
أ. آية محمد حسين
صباح الخير/ د. يحيى
شكراً على تقديم هذه النشرة المثمرة فى انتظار المزيد.
د. يحيى:
بهذا الشكل يمكن أن استمر أسهل.
أ. أحمد رأفت
هل الخبرات الشخصية التى يمر بها المعالج النفسى ممكن أن تؤثر على علاج المريض؟
د. يحيى:
طبعا طبعا
لكن ليس معنى ذلك أن يصبح المعالج رقيبا على نفسه طول الوقت، وإلا تعثر فى استبطانه
فى خبرتى أثناء محاضراتى فى المركز القومى للدراسات القضائية حكى لى مستشار فاضل عن قاضٍ كان ذاهبا إلى المحكمة فنشله نشال وكان فى جيبه حلية ثمينة هى شبْكة ابنته، وحين ذهب إلى المحكمة اعتذر عن نظر قضية كان المتهم فيها متهم بنشل شبكة عروس، فأعتذر هذا القاضى الفاضل عن مواصلة النظر فى هذه القضية وتركها لزميل خوفا من تحيزه ضده.
الطبيب النفسى والمعالج هم قضاة فى مهمة أشق لأن حكمهم يصدر على أنفسهم وعلى مرضاهم، وعلى أهل مرضاهم من مستويات وعى ليست كلها فى متناولهم.
أ. أحمد يوسف
أعجبنى وتعلمت من النشرة كيفية الفصل بين مقاييسى ومشاعرى الشخصية ومقاييس ومشاعر وضوابط المريض أثناء الجلسات العلاجية.
د. يحيى:
هذه هى البداية، والممارسة السليمة تحت إشراف (كل أنواع الإشراف) (2) (تتعهدها وتنميها)
أ. أمير منير
كيف يمكن ان أفصل بين ثقافتى ومسئوليتى الموضوعية فى مساعدة المريض على اتخاذ القرار؟
د. يحيى:
هى مسألة صعبة، وأذكرك يا أمير برأى (ت . س. اليوت) فى ماهية الثقافة وعلاقتها بالدين، فالدين – أى دين وكل دين- هو محور ثقافتنا الأساسية، وهى ثقافة غائرة غائرة، بغض النظر عن وعينا بذلك من عدمه، وهنا يصبح لسؤالك أهمية أخرى.
أ. أمير حمزة
أشكرك يا دكتور عودة نشرات الإشراف عن بعد لما سيحقق الافادة لنا جميعا نحن الصغار.
د. يحيى:
ربنا ينفع بكل ما نحاوله فى كل اتجاه.
أ. أمير حمزة
سؤالى أين تقف حدود مسئولية المعالج مع المريض؟
د. يحيى:
هى مسئولية ممتدة، تصل إلى مسئوليته عن أسرته (أسرة المريض وخاصة أبنائه وبناته) وعن صحته، وعن فرص استمرار نموه، وعن علاقته بربه، لكن يستحيل أن يضع الطبيب المعالج كل ذلك فى بؤرة الوعى طول الوقت، وعلينا أن نبدأ بأصغر وأقرب المسئوليات ثم نتدرج واحدة واحدة، مثلا: عودته لعمله ثم امتثاله للعلاج …الخ
أ. أمير حمزة
وكيف ومتى يتدخل المعالج فى قرارات خاصة بالمريض (كالخطبة أو العلاقات الخاصة بالمريض) كما فى هذه الحالة؟
د. يحيى:
يتدخل بالقدر الذى يسمح به المريض،
وتتجه ثقافتنا التى لا تقدس الحرية المطلقة، إلى أن دفع الضرر أوْلى من تقديم النفع،
وأن يحسبها المعالج “مع” المريض وليس بديلا عنه،
وأن يتحملا معا النتائج،
ويكون الله دائما وهو العدل الحق العليم، هو المرجع الحاضر المعين طول الوقت،
ولابد من عمل حساب لخير “كل من يهمه الأمر” وخاصة الأضعف فالأضعف.
أ. أمير حمزة
وهل يتوقف الدور عند النصيحة؟ وهل مشاركة القرار بين المعالج والمريض يلزم المريض برأى المعالج؟
د. يحيى:
النصيحة المباشرة لا تفيد كثيرا فى العلاج، بل إننى وجدت أنها لم تعد تفيد حتى فى الحياة العادية.
أنا – فعلا – لا أعطى المريض نصائح وإنما أعطيه “تعليمات” هى من صلب التأهيل الضرورى للعودة للحياة الطبيعية، وأعتبر ذلك جزءا من التعاقد العلاجى، على أن تكون فى مقدوره بحسبةٍ علمية، فإذا لم ينفذها المرة تلو الأخرى فهو بذلك يعلن فسخ العقد العلاجى، وقد يجد فرصته عندى زميل أفضل، وأسهل منى.
أ. أمير حمزة
هل يفرض المعالج ما يراه فى مصلحة المريض؟ أم يتنازل ويتفاوض فيما يراه المريض صحيحاً من وجهة نظره؟
د. يحيى:
كثيرا ما يرى المعالج مصلحة المريض من وجهة نظره هو أكثر مما يراها من وجهة نظر المريض، وفى نفس الوقت عليه ألا يستسلم لوجهة نظر المريض على طول الخط، والمسألة ليست مسألة مفاوضات ووجهات نظر بقدر ما هى حسابات علمية مسئولة يعرفها المريض بالتدريج مع التطبيق ووضع أهداف متوسطة تقيسها، ومن أهم مواصفاتها علامات التعافى البسيطة: مثل العمل والنوم والعودة إلى الحياة العلاقاتية العادية.
أ. محمود جمال الدين محمود
أنا موافق جدا من أن يكون التقييم أو المقياس من خلال الثقافة ومجموعة القيم والتقاليد التى ينتمى لها المريض، واعقتد أيضا وجوب الحيادية من المعالج – المعلنة وغير المعلنة- أثناء العلاقة العلاجية فى كل الحالات أو الانسحاب إذا لم يتحقق ذلك.
د. يحيى:
الحيادية المطلقة مثل التى يشترطها التحليل النفسى غير ممكنة عمليا، وإنسانياً، كل المطلوب هو أن يجرى الشغل مع المريض بقدر ما يجرى مع المعالج فى نفس الوقت دون مبالغة فى الاستبطان ولوم النفس، على أن تكون معايير التقدم فى العلاج بسيطة، وممكنة، وواقعية، ما أمكن ذلك.
د. كيرلس فوزى
المقتطف: وارجع فى الآخر أفكرك بأنها حِـسْـبِتـْها هى، وانت بتسنديها وواقفة جنبها، مش حِـسْـبِـتك إنتى، وانتى خايفة، وحاجات تانية.
التعليق: حلوة دى.
د. يحيى:
تعيش.
أ. أيمن عبد العزيز
حضور المريض للمعالج وجعله المرجعية له يجعل هناك صعوبة فى موقف المعالج الشخصى والقدرة على الفصل بين ثقافته وثقافة مريضه حتى لو أدعى المعالج غير ذلك.
د. يحيى:
معك حق، لذلك على المعالج ألا يدعى غير ذلك، وبالتالى تقل المضاعفات والأخطار ما أمكن ذلك، والإشراف على مستوياته المتصاعدة: مرجع مفيد دائما.
أ. منى أحمد فؤاد
أنا موافقة حضرتك جدا فى السماح للبنت أنها تخرج تقابله فى حدود وبمعرفة المعالج، بس بصراحة مش عارفة لو كنت مكان المعالج كنت هاوافق ولا هاقابل نفس الصعوبة.
شايفه أن العلاقة العلاجية فى الحالة دى ناجحة جدا فى تلك المدة القصيرة.
د. يحيى:
النقاش حول قرار بذاته، بما فى ذلك أثناء الإشراف المباشر يطرح وجهات نظر متعددة، والمعالج عليه أن يستنير بهذه الآراء المتنوعة ويختار منها الأكثر تلاؤما للموقف، والثقافة، والوقت، والتوقيت، والخلافات الفردية، وتتبع النتائج خطوة خطوة جدير أن يصحح خطانا!
دعينى أحترم يا منى موقفك الأمين، والمشجع، وفقك الله.
أ. عماد فتحى
كتير مرضى بيزنقوا المعالج فى فكرة أنه لازم يأخد قرار، وكأن المريض بيزنق المعالج فى أنه هو يتحمل مسئولية هذا القرار فى حياته، و يمكن خوف من تحمل المسئولية، فأنا مش عارف هو فى وقت يمكن أن تأخذ قرار فعلاً نيابة عن المريض ويكون ذلك متوقف على إيه.
د. يحيى:
هذا وارد فى حالات معينة، وهو يتوف على عوامل كثيرة وثقافتنا تسمح بدرجة من مشاركة المريض فى قراراته ما دمنا سنتحمل المسئولية معه، هذا بالمقارنة بثقافات أخرى تبالغ فى مسألة الحرية الشخصية والتفرد
ثم إن مسألة اتخاذ القرار تعتمد على عوامل آخرى كثيرة منها خبرة المعالج ليس فقط بأصول مهنته وإنما بأمور حياتية فى ثقافته وثقافة المريض، خبرة تجعله يستطيع أن يتقمص مريضه بنجاح، وعليه طول الوقت أن يقيس قراراته بما يرضاه لنفسه أو للأقربين منه، ثم يضع فى الاعتبار الفروق الفردية بكل دقة وأمانة، وأن ما قد يرضاه لنفسه ليس هو الأصح لغيره بدءًا بالمريض، لكنها بداية لتحرى العدل وتعميق المسئولية.
أ. علاء عبد الهادى
من العوامل العلاجية فى هذه الحالة هى ضبط الجرعة بالنظر لاحتياجات المريض، مع الوضع فى الاعتبار معها ثقافة المريض التى ينتمى لها فى ظل نمو المعالج المهنى والشخصى، مع وجود علاقة علاجية.
د. يحيى:
هذا صحيح، وأضيف إلى مبدأ “ضبط الجرعة” مبدأ “حسن التوقيت” لو سمحت.
د. سعدية فرحات
مبدئيا شكرا لحضرتك على محاولات التواصل العديدة بالنسبة للأصغر سنا فى رحلة الشوفان.
لمستنى الدكتورة مقدمة الحالة وخصوصا لما حاولت تشوف حركتها مع العيانة وتشتغل بيها والسؤال هنا:
إزاى الزنقة مع العيان والشوفان ميعطلناش عن النمو الشخصى فى الرحلة الصعبة دى؟ الموضوع فعلا محتاج صبر واستحمال كبير.
د. يحيى:
أعتقد أن فى الزنقة عامل جيد يحفز لاجتيازها، فهى ليست عاملا معطلا عن النمو الشخصى، وما نسميه المأزق العلاجى – وهو أكثر تواترا فى العلاج الجمعى- يحدث ما يقابله عند المعالج الذى يواصل التدريب فى مهنته لينمو بها ومن خلالها، ومهما كانت آلام النمو، وأزمات خبرات مفترق الطرق، فإن الاستمرار مع الحوار والإشراف على كل مستوياته: يسهلان المهمة، على ألا نستعجل النتائج.
أ. محمد الويشى
وصلنى حجم المسئولية بداية من العنوان، أنا كمان معنديش سؤال معين بس المواقف الشخصية اللى بيكون المعالج فيها فى حيرة من أخذ قرار ناتج عن اعتمادية بعض المرضى على رأى المعالج بابقى مش عارف أتكلم بأى معايير وخاصة مع تصميم المريض على معرفة رأى المعالج، بصراحة فى أوقات بابقى مش عارف أتصرف، بس رد حضرتك على الحالة:
“وارجع فى الآخر أفكرك بأنها حِـسْـبـِتـْها هى، وانت بتسنديها وواقفة جنبها، مش حِـسْـبِـتك إنتى، وانتى خايفة، وحاجات تانية”.
فتح لى باب ونـَـسْ ! باشكر حضرتك على فتح باب الإشراف على العلاج النفسى، وربنا ينفعنا جميعا.
د. يحيى:
ربنا يستر، ولا يسد نِفْسٍكُمْ بعد قليل.
د. هالة الحلوانى
أنا عندى حالة مشابهة للحالة دى، وقفشت نفسى بعمل زى د. نجوى، وبحسبها بمقياسى ومعاييرى أنا، فرق معايا.
د. يحيى:
هذا يطمئننى أن عودة فتح هذا الباب فيه فائدة عملية نحن فى حاجة إليها.
د. رضوى العطار
المقتطف: د.يحيى:…..شايلة من وهى فى الابتدائى، إنتى مش برضه بنصايحك المباشرة دى بتشيـّليها أكتر، حتى لو كنتى بتشيليها نفسها، مش آن الأوان إن حد يشيلها معاها بقى ولا إيه؟
التعليق: حلو جدا فهم العيانة والتعاطف والمسئولية تجاهها بالشكل ده
د. يحيى:
شكرا
د. رضوى العطار
المقتطف: والاتنين بيصبوا فى صعوبة العلاقة البشرية اللى بتسود العالم بينى وبينك زى ما باكتشف وانا عمال اكتب عن حكاية العلاقة مع الآخر، وبيتهيألى إن البشر يقدروا يعملوها، قال إيه ويتواصلوا على مستوى حقيقى، بين كل الناس وبعضها، مش بس بين الراجل والست، ساعات وانا باكتب أقول يا واد إيه اللى عمال تكرره ده، وتقول حب حقيقى، حب بجد، هوه فين؟ أصْـلكْ أول ما تيجى تقيسيه تلاقيه شديد الصعوبة، ويصعب أكتر لما نكون فى موقف له عواقب طويلة المدى
التعليق: الموضوع ده شاغل بالى جدا وشديد الصعوبة زى ما وصفت جدا جدا
د. يحيى:
الأرجح عندى أن الصعوبة هى حافز لقبول التحدى واستمرار المحاولات بغير نهاية ما دام لا يوجد حلّ سهل، ولا يعيب أى مسألة أو معادلة أن تكون صعبة، وإنما يعيبنا نحن أن ننسحب أو نزيّف ونحن ننكر صعوبتها أو نهرب منها.
د. رضوى العطار
المقتطف: إحنا عندنا الحكاية سايحة ونايحة على كل المستويات
التعليق: حلوة سايحة ونايحة دى أوى
د. يحيى:
ماشى.
أ. نادية حامد
المقتطف: بصراحة إنت شاطرة إنك فقست نفسك بالوضوح ده، والبنت ربنا يخليها شاطرة هى كما إنها شافتك، مش شافت إنك بتحطى نفسك مطرحها، لأه قصدى شافت رفضك الجوانى، أنا طبعا مش حاتتدخل فى موقفك وقيمك ورؤيتك الشخصية للحاجات دى،
التعليق: تعلمت من حضرتك كثيرا إنى فى علاجنا لمرضانا نتقمص مرضانا وأحط نفسى مكان مرضاى وأتذكر أنه لو مريض أو مريضة هما إبنى أو بنتى أو اى حد من أقاربى، أعمل إيه!
د. يحيى:
هذا صحيح
ولثقتى فى قدراتك العلاجية والاكلينيكية أنا مطمئن أن هذا يحدث تلقائيا، أعنى بغير قصد إرادى، وبغير تعميم تخفت معه الفروق الفردية.
أ. نادية حامد
المقتطف: تيجى بالطول تلاقى القيم والعلاقات بتتغير من غير ما يدونا خبر إيه اللى اختفى وايه اللى ظهر، زى ما تكون بتتغير فى السر أو فى الضلمة، سيبك من الجرايد والتليفزيون والكلام ده، حتى البحث العلمى الإحصائى ما يقدرشى يكشف إيه اللى جارى فعلا برانا، فما بالك باللى جوانا.
التعليق: منظومة القيم ونوع العلاقات فى تغير شديد لدرجة أن أنا بقيت أتخض منها وبقيت فى حيرة شديده من ده.
د. يحيى:
فما بالك بواحد فى سنِّى الآن؟؟!!
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 19-1-2010 www.rakhawy.net
[2] – نشرة الإنسان والتطور: بتاريخ 19-3-2013 “أنواع الإشراف” www.rakhawy.net
لم انزعج من اعتمادية المريضة هذة المرة .. لانها لم يتح لها ان تتكأ علي أحد منذ طفولتها .. السماح بالاعتمادية اعتبره احيانا من أ هداف العلاج – حسب ظروف الحاله- وهو ما يرفضه بعض زملائي بمجرد سماع كلمة اعتمادية .
وهل يمكن يا فؤاد أن نعيش بدونها مهما أعمانا الغرور؟
ولكن يا ليتها تكون اعتمادية صريحة بلا ادعاء الاستغناء وهى موجودة على أشدها، وياليتها تكون اعتمادية مؤقته إلى عطاء مناسب لتكتمل الدورات،
فاستقلال دون انفصال
المقتطف : على فكرة إحنا لازم نحترم تعلقها بيه، وما نشوهشى شكله، ده مش مفيد ومش حا ينفع، هى لما تكبر، تنضج يعنى، حا تراجع نفسها، ويمكن تشوف الموقف على حقيقته،
التعليق : احيانا بحس ان وانا بشاور للمريضه علي مدي الايذاء الواقع عليها من علاقتها بشخص لدرجة قد تشوهه فعلا في وعيها … او اجني غضب منها معلن او خفي من تعرية العلاقة بهذا الوضوح
انتبهت دلوقتي ان ده مش مفيد معظم الوقت ..
عندك حق
وعندك حق في هذه الملاحظة
أهم عمودين ينبنى عليهما العلاج النفسى هما “احسٌن التوقيت”
“وضبط الجرعة” “متى؟”
“ثم كم” (أو إلى “أي” “مدى”؟
استمر
حفظ الله عليك يقظتك