نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 2-9-2020
السنة الرابعة عشرة:
العدد: 4750
الأربعاء الحر:
مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى (1)
مقدمة:
أنتهت نشرة الأسبوع الماضى كالتالى:
المعلم: إذن هل أقول لك رأيى ورزقنا على الله؟
الطالب: لماذا تجمعنى وإياك.
المعلم: لأنى استرضيك، فإن ماسيلى ليس مألوفا فى الامتحان ولو كان الأمر بيدى لجعلته أولى الأمور بالمعرفة والامتحان.
الطالب: ماذا تريد أن تقول؟
الفصل الثامن: الدوافع (3)
المعلم: اسمع يا سيدى، إن ما يهمنى فى موضوع الدوافع هذا هو.
(1) أنها تنظيم معين فى المخ أساساً.
الطالب: هذا ما سبق أن قدمت به هذا الفصل.
المعلم:
(2) وأن هذا التنظيم موروث أو مكتسب، ولكنه غائر وجاهز للانطلاق حسب الحاجة والنقص فى إروائه وحسب الإثارة الخارجية والنشاط البيولوجى التلقائى.
الطالب: معقول، وهذا أيضاً سبقت الإشارة إليه.
المعلم:
(3) وأن الطاقة التى يتميز بها لها هذا الميل التلقائى للانطلاق فى ترتيب بذاته.
(4) وأن كل تنظيم إذْ يـُطلق يدفع إلى ترابط يناسب تحقيق احتياجاته.
(5) وأن أى تنظيم موروث يمكن أن يتعدل بالتعلم على الأقل من حيث وسيلة تحقيقه.
(6) وأن كل طرق التعلم مسئولة عن مثل هذا التنظيم والتعديل وخاصة الطرق ذات الطابع الغائر مثل التعلم بالبصم.
(7) وأن التنظيم الأدنى (الدافع الأدنى) يعمل مستقلا لتحقيق الحاجة الأدنى، ولكنه يمكن أن يندمج مع ما هو أعلى منه فى كلٍّ أشمل ليكون دافعا أعلى وهكذا.
الطالب: عندك عندك، ما كل هذا، كيف ألاحقك، ثم ما هذا الكلام عن “الأدنى” و” الأعلى” بصراحة إنك كلما قلت ذلك أربكتنى.
المعلم: لقد اتقفنا منذ البداية على هيراركية الوظائف النفسية.
الطالب: نعم؟ نعم؟ لكننى لم أستوعب جيدا معنى “هيراركية” أولا؟
المعلم: لقد أشرنا إلى ذلك من قبل – ألا تذكر- وهم يترجمونها أحيانا إلى “هرمية” وأنا لا احب هذه الترجمة ففضلت تعريبها، لأن الهرم أعلاه نقطة وهو يضيق كلما ارتفعنا، فى حين أن الهيراركى أعلاه توليف (ولاف) أكبر، وهو يتسع ويشمل الأجزاء فى الكل الأعلى كلما ارتفعنا.
الطالب: فكيف نطبق هذا المبدأ على موضوعنا هذا عن الدوافع ولو أنى لم أفهمه جيدا.
المعلم: إن هذا التفكير هو أصلح ما يكون لفهم تقسيم الدوافع، أما تقسيمها إلى وحدات جزئية، واستقطابها بين ما هو فطرى أو مكتسب، وما هو داخلى أو بيئى، فهو تقسيم مستعرض، ولو سرنا وراءه لاستطعنا أن نعدد ألف دافع ودافع بعدد التنظيمات الموروثة والمكتسبة، حتى يمكن أن تصل إلى درجة نتكلم عن الدافع إلى الكلام، والدافع إلى النظر، والدافع إلى المشى على قدمين … والدافع لمشاهدة التليفزيون والدافع لمشاهدة كرة قدم.. وهكذا.
الطالب: هكذا أفهم، وأظن أن اعتراضك هذا هو الذى كان وراء رفضى وعدم ارتياحى للتقسيمات السالفة الذكر.
المعلم: هو كذلك، فهل تريد أن تسمع التقسيم التصعيدى؟
الطالب: بكل صعود!!
المعلم: أنت تعرف موقفى من مثل استظرافك السمج هذا، على أن لى ميلا لرفضه فى هذا الموقف الجاد أكثر.
الطالب: آسف، لقد استسخفت نفسى عقب قولها مباشرة وهأنذا احسن الاستماع بكل سرور، تكفيرا عن هذا السخف.
المعلم: لقد قسم ماسلو Maslow الدوافع هيراركيا إلى طبقات سـِت بعضها فوق بعض، واسماها “حاجات” لا “دوافع” وقسمها من الأدنى للأعلى كالتالى:
الطالب: لا.. لا.. كفى
دعنا نؤجل ذلك حتى استوعب ما قلناه اليوم.
(ونكمل الأسبوع القادم).
[1] – يحيى الرخاوى: “دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب قديم مهم (الطبعة الأولى سنة 1982 ) ولم يتم تحديثه فى هذه الطبعة، موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net