نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 9-10-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5517
مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)”([1])
الباب الثانى: “غريزة العدوان”(من التفكيك إلى الإبداع) ([2])
العدوان وحركية الإبداع (6)
……………..
……………..
الخلاصة:
المأزق – المواجهة – المخرج – المأزق
المراجعة:
مع إعادة تحديث هذه الرؤية الباكرة (1980) وجبت مراجعة ما جاء فيها من خلال النظر فى المراحل اللاحقة.
المأزق:
التساؤل الذى راح يطرح نفسه بداهة يقول:
إذا كان الإبداع فعلا يوميا، يحدث تلقائيا مع الإيقاع الحيوى فى النوم الحالم (الحلم)، وبالتالى يصبح الشخص العادى مبدعا بالضرورة، وإذا كانت جدلية الجنون والإبداع – على مختلف مراحل العملية الإبداعية- هى الفصل الختامى فى أية عملية إبداعية، فما هى الحاجة إلى طاقة غريزية بكل هذا الدفق والدفع؟
المواجهة:
1- نعترف ابتداء بصعوبة – أو استحالة وضع العملية الإبداعية ذاتها تحت مجهر البحث العلمى – إذ كل ما هو متاح لنا هو: إما ناتجها، وإما مبدعها، هذا فضلا عن تناهى صغر الوحدة الزمنية التى تستغرقها المرحلة اللازمة لانبثاق الإبداع، إذ هى لحظة شديدة التكثيف شديدة القصر، وقد تكون هذه الحقيقة فى ذاتها هى التى تسمح وتبرر بتنوع المداخل إلى دراسة العملية الإبداعية، مع اختلاف الرؤى، الأمر الذى يؤدى إلى بعض ظاهر التباين.
2- لابد من التدقيق فى الأبجدية المستعملة فى تناول هذه القضية المكثفة المعقدة، فلا يجوز الخلط بين نبض الإبداع، الذى ينتمى إلى جذور العملية الإبداعية، وبين ناتج الإبداع علما أو أدبا أو تشكيلا، أو بين أى من ذلك وبين سمات المبدع ومواهبه وقدراته.
3- لابد أيضا من التمييز بين تناول طبيعة أصل الإبداع باعتباره أحد محاور الحياة لكل الناس (بل لكل الأحياء، بلا استثناء)، وبين تناولها فى حدود العمل المبدع ناتجا مـُـتـَـاحاً فى أى مجال من مجالات المعرفة علما أو أدبا أو تشكيلا.
4- لا مفر من تصنيف الإبداع المنتج ( رمزا أو عيانا) فى أشكال متعددة، متوازية أحيانا ، متبادلة أحيانا، مكثفة أحيانا، ومتصاعدة (هيراركية) كثيرا، فمنذ البدايات (فى دراسة العدوان والإبداع) فـَـرّقتُ بين الإبداع الخالقي، والإبداع التواصلى، وفى آخر ما نشر لى فى هذا الصدد ميزت بين الإبداع الفائق والإبداع البديل([3])، فضلا عن الإشارة للإبداع المجهض، ومحاولة تعرية الإبداع الزائف، وأهمية هذا التصنيف هى التأكيد على ضرورة التعامل مع كل نوع بجرعات مختلفة من التناول.
المَخرج:
وفى محاولة لتقديم موقف قد يستطيع الإلمام بأطراف القضية بدرجة تخفف قليلا أو كثيرا من التناقض الظاهر، اجتهدت فى محاولات للتأليف بين هذه المراحل على الوجه التالى:
استطعت أن أحدد أن دراسة الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع([4]) كانت تركز- كمنطلق- على أحقية الشخص العادى أن يكون مبدعا بالضرورة البيولوجية، سواء ظهر ذلك فى صورة الإبداع اليومى (الحلم: غير المحكى أكثر) أوالإبداع الحياتى (تطور الحياة وارتقاء النوع)، ثم ليكن الإبداع المنتج رمزا أو عيانا حاضراً فى شكل أحد صور الإبداع لا أكثر.
لكن دراسة العدوان الباكرة قد ركزت على دور طاقة العدوان فى تحطيم القديم واختراق الوعى والتقدم للآخر، ولا يظهر هذا أصرح ما يكون إلا فى نوع خاص من الإبداع المُنْتَج فعلا، وهو ما أسميته الإبداع الخالقي، وإن كان فى نفس الوقت هو دفع جوهرى فى سائر الأنواع.
ثم جاءت دراستى عن ”جدلية الجنون والإبداع”([5]) لتربط ما بين مرحلة التنشيط التلقائى، وكيفية المحافظة على ناتج هذا التنشيط بمحاولة توظيف السماح بحركية التنشيط أن تبقى فى الوعى أو قريبا منه، ثم التأليف من ذلك اقتحاما للوعى ثم إقداما نحو الآخر.
وعلى ذلك، نعود فنؤكد أن ثم فرقا ضروريا بين التنشيط البيولوجى العادى اللازم لحركية المعلومات التى لم تُتَمثل فى الكيان الكلى تمثلا كافيا، وهى العملية اليومية التى تحدث فى اعتمال المعلومات باستمرار، وخاصة أثناء النوم وخاصة مع نوم حركة العين السريعة REM النوم الحالم، بين كل ذلك، وبين التفكيك شبه الإرادى الغائى اللاحق والمُوَاكب، وخاصة تفكيك التركيب الجامد فى عملية إنتاج إبداع غائى أو إرادى بالتفكيك لإعادة التوليف.
وإذا كانت عملية التنشيط الأولى تنتمى إلى الإيقاعية البيولوجية أساسا، فإن عملية التحطيم والاقتحام تنتمى إلى إيجابية العدوان بدرجة مناسبة من الإرادة الغائية والوعى الفاعل النشط.
وبتعبير آخر:
إن الانتقال من مرحلة الإمكانية البيولوجية المتاحة (فى فعلى التعتعة والبسط/إيقاع)، لا تصبح ناتجا إبداعيا متميزا ومرصودا إلا إذا انتقلت إلى مرحلة الصياغة فى جرعة مكثفة مخترقة وكاشفة، وبإرادة حاسمة ووعى مسئول، وهذه المرحلة الأخيرة -مرة ثانية- هى التى تحتاج قدرا هائلا من الطاقة الملتحمة بالوعى والإرادة (وخاصة فيما أسميتـُـه الإبداع الخالقى أو الفائق) طاقة تكون قادرة على الحفاظ على جرعة التنشيط إلى غاية الإبداع المنتج.
وهكذا نرى أن طاقة العدوان إنما تسهم أساسا فى المساعدة على استيعاب التناثر (البيولوجى التلقائي)، ومن ثم الحيلولة دون العودة الساكنة التى تمحو تلقائيا كل ما يتيحه النبض الحيوى من حركية وتنشيط قادر على التمادى للخلق والإبداع .
وعلى ذلك يكون إسهام العدوان الإيجابى (فى الإبداع الخالقى بوجه خاص)، كما جاء فى هذا الفرض هو:
(1) العمل على تكثيف جرعة التنشيط
(أ) لاختراق طبقات الوعى الذاتى،
(ب) وتأكيد الوحدة والتميز عن الآخر،
(جـ) وتحمـّل التهديد بالفناء كأحد مخاطر عمق التغيير.
(2) ثم يرتبط دوره أيضا بالحفز لاختراق وعى المتلقى (وليس الاكتفاء بدغدغته).
(3) ثم إن الأمر يحتاج إلى مزيد من الطاقة للحيلولة دون التناثر (كإبداع بديل مجهض أو سلبي، فى بعض صور الجنون والانسحاب والتجمد).
(4) وأخيرا فإنها (طاقة العدوان) تساعد على المثابرة لإكمال وصقل حركية الإبداع وتصعيدها إلى أن يتم تشكيل النايج الإبداعي، خاصة من النوع الفائق.
إن الدعوة إلى استيعاب العدوان فى حركية الإبداع لا يمكن أن تقتصر على تنمية المواهب، أو الحفز على الإنتاج الإبداعي، بقدر ما تشير، وتوصى بضرورة خلق محيط من الحرية والحركة والمحاولة فى كل مجالات الحياة تسمح باستيعاب هذه الطاقة فى مختلف أشكال، ومراحل، ومستويات الإبداع.
الخلاصة
من هذه المقدمة، فالمراجعة، نستطيع أن نخلص إلى ما يلى:
1- إن نظرية الغرائز – كما عرضت من خلال هذه الغريزة كمثال – بصورتها الجديدة من منطلق علم الإثولوجيا قد عادت لتأخذ حقها فى فهم سلوك الإنسان وتطوره.
2- إن التسليم بنظرية للغرائز يرتبط ارتباطا مباشرا بالتأكيد على إمكان وراثة العادات المكتسبة الغائرة ذات الدلالة التطورية (التعلم بالبصم) وبذلك لايصبح الأمر تسليما للغريزة وإنما انطلاقا منها.
3- إن غريزة العدوان أعمق وربما أقدم وأكثر خطورة من غريزة الجنس، ومع ذلك فهى لم تأخذ حقها فى الدراسة والبحث بالقدر المناسب.
4- إن الفرص المتاحة للتعبير عن العدوان فى حياتنا المعاصرة نادرة وخطيرة فى آن، بحيث تجعل إهمال دراسة هذه الغريزة خطرا أكثر تهديدا.
5- إن الصور المحورة للتعبير عن هذه الغريزة وتراكماتها شديدة الخطورة أيضا لافتقار الإنسان إلى الجهاز المناسب الصالح للتحكم فيها مباشرة.
6-إن إنكارها-أو إهمالها- هو استسهال خطر لا يتفق مع مسئوليات العلم والعلماء مهما كان التبرير مقنعا تحت وهم أى تحفظ أخلاقى أو حلم مثالي.
7- إن محاولة ترويض غريزة العدوان بالتعليم الشرطي، أو إبدالها بالإعلاء والتعويض السطحى بالنجاح والسيطرة هى وسائل مرحلية، إن نجحت فينبغى أن نؤكد على طبيعتها المرحلية وإلا أعاقت النمو فى النهاية.
8- إن التغافل عن حسابات غريزة العدوان وتأثيرها قد يكون مسئولا عن الحروب والتمييز الطبقى المعلن والخفى بين الأجناس والطبقات الاقتصادية والاجتماعية والأديان، الأمر الذى زادت مضاعفاته وتضخمت مخاطره وخاصة بعد انتشار أدوات الدمار الشامل، مما يهدد السلام البشرى، بل وبقاء النوع الإنسانى أصلا.
9- إن الحل المسئول يتطلب إعادة فهمنا لمراحل تطور الغرائز، غير الإبدال والتسامى دون إغفالهما، وذلك نتيجة لتآلفها مع وظائف أخرى، ومع بعضها البعض فى تصعيد مستمر.
10- إن الإبداع الخالقى بمواصفاته الفائقة وخطواته المميزة من تحطيم وإعادة صياغة، ثم ما يترتب على ذلك من نبذ واضطهاد وإصرار وتحد، هو أقرب الصور التى يمكن أن يتجلى فيها العدوان فى إبداع حضارى فائق.
11- إن إتاحة الفرصة لمثل هذا الإبداع الخالقى بجرعات متصاعدة ولأعداد متزايدة هى الوقاية الأولى من مخاطر الدمار الشامل أو الانقراض، تلك المخاطر التى تهدد وجود الإنسان فى مرحلته الحالية.
12- إن توظيف طاقة العدوان فى الإبداع – بكل أشكاله ومستوياته- لا يتناقض مع نظرية التنشيط الدورى لأبجدية الإبداع، ولا مع الجدلية الضرورية فى مواجهة نقيض الإبداع (الجنون السلبى التناثري).
13- إن ثم تعديلا قد أضيف فى هذه المرحلة من تطوّر فكر المؤلف، فقد عدل عن التركيز على دور طاقة العدوان فى تحطيم القديم وتفكيكيه – ما دام التنشيط الدورى يقوم بالتعتعة تلقائيا، وراح يركز على قدرة هذه الطاقة على الاقتحام، اقتحام طبقات الوعى للمبدع ذاته، واقتحام استاتيكية السكون، ثم اقتحام وعى المتلقى فضلا عن اقتحام جمود الواقع.
14- إن دراسة أنواع الإبداع من منظور بيولوجىّ الجذور، وظيفى المحتوى، غائى الدافع.. يمكن أن تفتح آفاقا جديدة لبحوث تبنى على تفرقة جديدة تساهم فى مسار الإنسان وتكامله، ولاتركز على سماته وإتقاناته الطرفية.
جدول للمقارنة بين الجنس والعدوان: طبيعة ومسارا
|
الجنس |
العدوان |
الشكل البدائي |
الالتحام الجسدى المتداخل |
القتل (أو الالتهام) |
الوظيفة الأصل |
التناسل |
حفظ حياة الفرد |
الوظيفة الأرقى |
التواصل (العلاقة) |
تأكيد الذات (فى مواجهة الآخرين) النجاح |
التعبير المعاصر (الاحدث) |
الغرام |
التفوق |
الميكانزم الإبدالى |
التسامى |
(السيطرة) |
آثار الكبت المفرط |
توقف النمو (اضطرابات الشخصية وخاصة اضطرابات سمات الشخصية) والمرض النفسى (وخاصة العصاب) |
توقف النمو (اضطرابات الشخصية وخاصة اضطرابات نمط الشخصية) والمرض النفسى (وخاصة الذهان وبالذات الفصام) |
التطور الخالقى الأرقى |
الإبداع التواصلى والولاف بين النقائض |
الإبداع الخالقى (أساسا)الولاف الأعمق بين النقائض الأصعب: |
جدول مقارنة بين الإبداع الخالقي
والإبداع التواصلى (دون فصل حاسم)
الابداع الخالقى (النابع x من العدوان أساسا) |
الإبداع التواصلي(النابع x من الجنس أساسا) |
1 – تحطيم القديم فى مغامرة جذرية صعبة |
1- لا يلزم تحطيم القديم، وقد يكتفى بتحسينه حتى القبول |
2- إعادة خلق الجديد من جزئيات القديم المـحـطـم بما يشمل المخاطرة بالوحدة والرفض. |
2- العملية الأساسية تهدف إلى تناسق الجزئيات القادرة على التناغم مع المستوى المقابل عند المتلقي. |
3- يتم هذا التحطيم وإعادة البناء عادة على حساب الآخرين- فى البداية وظاهر الأمر. |
3- تتم هذه العملية لحساب، وسعيا إلي، ”الآخر” أساسا. |
4- يلاقى المبدع عادة من جراء إبداعه الخلاّق قدرا من الرفض والنبذ والقسوة والاضطهاد مما يجعله فى معركة حقيقية. |
4- عادة ما يجد المبدع تقبلا واستحسانا من البداية |
5- يقاوم المبدع كل هذا بالوحدة والإصرار والاستمرار، مما يحتاج إلى كل طاقة عدوانه الإيجابية تجاه الآخر، وهى وحدة تعبّر فى النهاية عن موقفه من السائد، ومن الآخرين |
5- المبدع هنا لا يؤكد وحدته بنفس الحدة المطلقة-كخطوة أيضا- وإنما هو يأتنس بمن يتلقي أعماله على نفس موجته بشكل نسبى على الأقل، ومنذ البداية أيضا. |
6- لا يقتصر هذا النوع على الإنتاج الفنى أو الأدبي، وإنما يشمل ، التغيير الذاتى الإبداعى فى النمو الفردي، والإنشاء العلمى والثورة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المبدعة المسئولة إلخ .. |
6- يمكن أن يكون هذا النوع مرادفا للإبداع “الموهبة” المرتبط بتنمية القدرات الفنية الخاصة، وبالتالى فهو يشمل أغلب الإنتاج الفنى والأدبى بصوره المتميزة والمألوفة، دون القفزات الطفرية التى تغير مسار صوره وأشكاله، ومسار الحياة برمتها . |
قراءات ومراجع
– لا تستند هذه الدراسة إلى نصوص بذاتها بقدر ما تستعين، تآنسا فى السياق، بمقتطفات من قراءات مواكبة، لذلك فضلت أن أحتفظ بالمراجع الأولية كما أثبتت فى العمل فى صورته الأولى، ليس باعتبارها مراجع محددة، وإنما باعتبارها إطارا عاما متداخلا مع الأرضية التى نشأ فيها هذا الفكر، فهى قراءات مواكبة، ولكنها ليست جوهرا لابد أن يُراجع اليه، بحيث تظل الأطروحة فى نفس موقعها حتى لو رفعنا منهما هذا الدعم، ولا أود أن أسن بذلك سنة لا أوافق على تعميمها، لكنى متمسك بحقى -حالا- فى ذلك، وبالإضافة إلى ذلك فإن ثمة قراءات لا غنى عن الالمام بها مكتملة غير مكتفين منها بما أقتطفت، بحيث أحسب أنه لا يجدر بمن يرجو الحوار مع ما جاء بهذا العمل ألا يتعرف عليها.
ومن أهم تلك القراءات الموصى بها استثناء لما أثبتناه فى سائر هذه الأعمال:
* Alliso, C .C. (1972) Guilt, Anger and Cod”. New york: The Seabury Press
* Arieti, S. (1976) “Creativity: The Magic Synthesis” New york: Basic Books.
* Corning,W.C. (1975) “Violence Depends on your Point of View .
* Dyal, J., Cornin, W. & Willows, D. (1975) “Readings in Psychology: The Search for Alternatives” New york: Mc Graw-Hill Book Company.
* Fromm, E. (1973) “The Anatomy of Human Destructiveness”. New York: Fawcett Crest
* Storr, A. (1970) “Human Aggression” New York: Atheneum Publisher
– سيجموند فرويد: “ما فوق مبدأ اللذة”: ترجمة محمد عثمان نجاتى، دار المعارف 1966.
– يحيى الرخاوى (1975) “تحرير المرأة وتطور الإنسان، نظرة بيولوجية” المجلة الإجتماعية القومية، العددان (2-3).
– يحيى الرخاوى “حركية الوجود وتجليات الإبداع” [جدلية الحلم والشعر والجنون] “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع” المجلس الأعلى للثقافة (2007)
يحيى الرخاوى “جدلية الجنون والإبداع” (1986) مجلة فصول – المجلد السادس – العدد الرابع (ص 30 –58)
– يحيى الرخاوى “مقدمة فى العلاج الجمعى: من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق” (2019) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.
………………..
………………….
(ونواصل الأسبوع القادم)
بعرض الملحق (2) .. (عبر النقد الأدبى):
“ليالى ألف ليلة” لــ “نجيب محفوظ”
____________________
[1] – يحيى الرخاوى، كتاب “الطب النفسى والغرائز (1) “غريزة الجنس” (من التكاثر إلى التواصل) و”غريزة العدوان” (من التفكيك إلى الإبداع) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2022)
[2] – تحديث محدود لمحاضرة “الغريزة الجنسية” ألقيتها فى منتدى أبو شادى الروبى (15/12/1998) ضمن نشاط محاضرات لجنة الثقافة العلمية: المجلس الأعلى للثقافة.
[3] – يحيى الرخاوى: “عن الإبداع والعدوان والجنس” (1992) مجلة فصول – المجلد العاشر العددان (3-4).
[4] – يحيى الرخاوى “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع” (1985) مجلة فصول – المجلد الخامس – العدد الثانى.
– “حركية الوجود وتجليات الإبداع” [جدلية الحلم والشعر والجنون] (2007) المجلس الأعلى للثقافة
[5] – يحيى الرخاوى “جدلية الجنون والإبداع” (1986) مجلة فصول المجلد السادس العدد الرابع (ص 30 –58)
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: …التفكيك شبه الإرادى الغائى اللاحق والمُوَاكب، وخاصة تفكيك التركيب الجامد فى عملية إنتاج إبداع غائى أو إرادى بالتفكيك لإعادة التوليف.
التعليق : لم أفهم المقصود هنا ،الا عندما حدثتنا اليوم عن ما يقوم به العلاج الجمعى من تفكيك لمريض اضطراب الشخصية ثم إعادة تركيبه لبنائه وهو ما أطلقت عليه mini psychosis،لكن تساؤلى الآن هو عن كيفية القيام بهذه العملية خارج العلاج ،اى فى الحياة اليومية ،هل نكتفى بما تحدثه فينا حركية الحلم ؟ ام أن هناك شيئا آخر ؟
ولدى طلب يا مولانا ،تناول غريزة العدوان جديد وصعب ،ليتك تقدمه فى عدد من الندوات الشهرية
أولا: أعتقد أن التفكيك فالتركيب والتشكيل هو قاعدة نشطة جارية طول الوقت مدى الحياة، ومن أهم تجلياتها إيقاع الحلم المنتظم، لكنها غير مقتصرة على هذا الإيقاع فهى تحدث طول الوقت ليل نهار ما دمنا أحياء دون أن نرصدها.
ثانيا: أدعو الله أن يسمح لى ما تبقى من العمر أن أستجيب لطلبك يا ابنتى بإذن الله تعالى.
أولا: فرحت لربطك بين حركية الحلم، وآلية التفكيك مهما كان الفرق كمًّا وكَيْفاً
ثانيا: ربنا يقدرنى وأستطيع الاستجابة لطلبك وهو مطلب كثيرين من طلبتى
شكرا