نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 9-4-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5333
مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى”([1])
الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (9)
استهلال:
نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب وآمل أن تُقْرأ نشرة الأسبوع الماضى قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثانى.
يحيى
الفصل الثانى
التاريخ العائلى (3)
(التفكك الأسرى – والانتحار)
…………………..
9- تاريخ التفكك العائلى:
(المتن)
لوحظ أن الأسر المتصدعة والفاشلة والمتباعدة والمنهارة والمهتزة يمكن أن تتواتر فى عائلات المرضى النفسيين أكثر من غيرهم، وثمة ظاهرة حديثة تشير إلى نوع خاص من التفكك فرضته ظروف معيشية واقتصادية، وهو النوع الناتج عن هجرة العائل (الأب عادة) المؤقتة أو الممتدة لكسب لقمة العيش بالعمل فى الخارج،
وكثيرا ما نرى ظاهرة مثل الطلاق متواترة فى عدد من أفراد الأسرة: مثلا: أغلب الإخوة وعدد من العمّات أو بعض الأخوال فى نفس الوقت، وبغض النظر عن إرجاع هذا إلى عوامل اجتماعية أو استعداد وراثى، فإن رصد مثل ذلك مفيد فى فهم المريض الماثل أمامنا، والتخطيط لعلاجه فنحن لا نرث الأمراض فقط، ولكن نرث الجينات والميمات memes([2]) وهو السلوك الأسرى المحيط عادة، الذى ينتقل بالمعاشرة وليس بالحمل والولادة.
هذا والطلاق فى مجتمعاتنا العربية – رغم إباحته دينيا عند الغالبية- ليس بنفس التواتر الشائع فى المجتمعات الغربية.
التحديث:
مضى على كتابة هذه الكلمات ما يقرب من أربعين عاما، تغيرت فيه الأمور، كما تغيرت نظرتى إلى الأمور من واقع ما بلغنى من تغيرات فى منظومة الأسرة التى هى مَسْمَع مهم جدا لما يتغير فى المجتمع، وأبدأ بالتعقيب على الجزء الأخير من المتن، فمن ناحية تصاعدت نسبة الطلاق بشكل واضح لأسباب مختلفة، والأصعب والأكثر حاجة للانتباه أن الأسرة التى لم تتفكك بالطلاق أصبحت تفتقر بشكل مزعج إلى معنى الأسرة ووظيفتها، وإذا كان المتن قد أشار إلى الغياب الجسدى للأب نتيجة العمل فى الخارج، فإن غياب دور الأب “الحاضر/الغائب” أصبح أكثر تواترا وأبلغ خطرا، ذلك لتعذر حضور الأب “فى المتناول” available (وهو الدور الأهم له) فى وعى الأطفال بدرجة تسمح ببناء ذات قادرة على الاستقلال والنمو، والسؤال عن كل ذلك فى التاريخ العائلى أمر شديد الصعوبة فهو يُتوصَّلُ إليه بشكل غير مباشر غالبا، بل إن ما يسمى الأسر النموذجية – فى مجتمعنا – هو أقرب إلى الأسر المنغلقة المتزمتة وهى التى قد تفرز أطفالا نموذجيين بالمعنى السلبى، أو على الناحية الأخرى قد تفرخ شبابا متعصبين نرجسيين جاهزين للجريمة والعنف والعدم والإعدام الذى ذكر بعضه فى البند السابق (الانحراف).
بكل حذر أستطيع أن أشير إلى ما آلت إليه أحوال مؤسسة الأسرة المصرية – كما بلغتنى مؤخرا (من موقع شخصى وليس من مصدر موضوعى معتمد)، وكيف انهارت، مدعومة بانهيار المؤسسة التعليمية – تربويا واجتماعيا وأخلاقيا حتى أصبح السؤال فى التاريخ العائلى عن هذه السلبيات يكاد يكون من باب تحصيل الحاصل، فقد غلبت السلبيات حتى كادت تصبح هى الأصل، وفى نفس الوقت تتزايد قلة قادرة تحاول أن تتمثل الثقافة الغربية تقليدا سطحيا بإلحاق أبنائها وبناتها بالمدارس الأجنبية باهظة التكاليف، أو بعض المدارس الداخلية النادرة، لكن النتيجة قد تكون عكس ما أرادوا إذ قد يفرز هذا الاتجاه جيلا من غير المنتمين لمجتمعهم برغم مظاهر التقدم والرقى.
وعلى الجانب الآخر، لاحظت أن أسرة المدمن لا تتسم بالضرورة بكل السلبيات التى يركز عليها الإعلام، أو التعليل السطحى، فثمة أسر فى غاية الانضباط والطيبة، ويخرج فيها مدمنون من أصعب الحالات، وقد نصحت زملائى وطلبتى أن يقوموا ببحث فى هذا الشأن، للغوص فى جوهر الظاهرة ودراسة ما وراء هذا الانضباط الظاهرى وهذه الطيبة البادية، وما ينقص الأولاد برغم ذلك.
وبالنسبة للطبنفسى الإيقاعحيوى، فإن رصد كل ذلك يمكن أن يكون مؤشرا أساسيا لمدى الجهد المطلوب لاستعادة تخليق الوعى الجمعى فالجماعى، إذْ لا مفر من مواجهة المسئولية والحقائق، ومع ذلك فكل هذه السلبيات لا ينبغى أن تكون مبررا للاختزال أو اليأس فى الوقاية أو العلاج.
10- الانتحار:
(المتن)
لايزال الانتحار أمرا نادرا نسبيا فى مجتمعاتنا لدرجة لا تسمح باعتباره من أوائل المظاهر التى يمكن أن تتواتر فى عائلة بذاتها. وينبغى رصد حوادث الانتحار ومحاولات الانتحار فى الأسرة دون التسرع بتصور أن كل انتحار هو دال – ببساطة- على الاكتئاب بشكل أو بآخر، ذلك لأن احتمال الانتحار، ومحاولات الانتحار، واردة فى معظم الأمراض النفسية دون استثناء، مع اختلاف الواقع والوسيلة، والجدّية!
التحديث:
ربما نسمع الآن، ونتبادل تعبير “العملية الانتحارية” (أو العمليات الانتحارية) أكثر مما نسمع أو نتحدث عن حوادث الانتحار الفردية هنا أو هناك،
على أن الإحصاءات عن الانتحار ليست نهائية، وهى إحصائيات من مصادر غير موضوعية تماما، حتى تلك التى أعلنتها المنظمات الصحية العالمية ينبغى قراءتها بحذر، والمضى بعدها إلى فروض فرعية تختلف باختلاف الثقافات.
إن افتقار المؤسسة الأسرية إلى معنى المجتمع من البداية، وكذلك الافتقار إلى التنشئة التى تتيح الانتماء للآخر ثم للآخرين ثم للحياة، يرجع بالضرورة إلى الافتقار إلى العلاقة بالحياة بما هى حياة، وبالتالى يصبح الشباب، أو من هم دون ذلك، أكثر عرضة للاندفاع إلى الانتماء لأى تجمُّع جماعى متماسك ولو ظاهريا، ولو إرهابيا قاتلاً، فضلا عن ما يعد به مثل هذا المجتمع من مكافئات الاستشهاد، وكأنه يُحِلّ الخلود فى الجنة، منحة من غير ذى صفة، محل حياة لم يجد فيها صاحبها ما يبرر الحفاظ عليها.
إن رصد هذه الظاهرة فى أسرة المريض قد يكون له نفس دلالة ما أشرنا إليه من أنه لو زاد عن حد معين يصبح خطرا “انقراضيا”، وليس فقط تهديدا حضاريا، أو مضاعفة صحية، فبرامج التطور هى برامج الحياة، وحتى الانتحار الجماعى لبعض الأحياء، له تبريرات تطورية مختلفة، لم تتضح تماما فى مختلف الأحياء التى قد تقدم على ذلك، وبرغم الزعم بزيادة ما تقوم به مجموعات من هذه الأحياء من عمليات انتحار جماعية، فإنها ما زالت تحافظ على بقاء نوعها، مما يحتاج لمزيد من البحث والدراسة.
وعلى الرغم من الجهود المنظمة والمستمرة لمنظمة الصحة العالمية إلا أن الأرقام التى تصدرها يستحسن أن تناقش بنقد مفيد بشكل أو بآخر.
ومع ذلك، فهذه هي بعض الأرقام التى صدرت من نفس المنظمة:
نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا عن ظاهرة الانتحار حول العالم. وجاء فى التقرير أن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية، أى أكثر من الذين قتلوا فى الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي. وتصدرت مصر قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين لعام 2016، حيث شهدت 3799 حالة انتحار.
وأظهر التقرير أن أكثر من نصف المنتحرين فى العالم أجمع هم دون سن الـ 45. وفى فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، يأتى الانتحار فى المرتبة الثانية بعد حوادث الطرق كسبب رئيسى للوفاة. وأكثر طرق الانتحار شيوعا هى الشنق وإطلاق النار وتناول المبيدات السامة خصوصا فى المناطق الريفية.
والمثير فى الأمر أن التقرير أوضح أن البلدان ذات الدخل المرتفع لديها معدل أعلى لحالات الانتحار أكثر من غيرها من البلدان ذات الدخل المتوسط. أو ما دون ذلك.
مصر.. الأولى عربيا فى عدد حالات الانتحار
وقسَّم التقرير بلدان العالم حسب القارات، ففى القارتين الأفريقية والآسيوية اللتين تحتضن كل البلدان العربية، تفوقت مصر على الدول العربية التى تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية حيث شهدت 3799 حالة انتحار فى عام 2016، وتجاوز عدد الرجال المنتحرين أعداد النساء المنتحرات (3095 مقابل 704).
وحل السودان الثانى عربيا بـ3205 حالة انتحار، ثم اليمن ثالثا بـ 2335 منتحرا.
أما الجزائر فقد جاءت فى المرتبة الرابعة بعدد حالات انتحار بلغت 1299 حالة، ثم العراق بعدد 1128 حالة والسعودية فى المرتبة الخامسة بنحو 1035 حالة.
ويعتبر المغرب البلد العربى الوحيد الذى شهد ارتفاعا ملحوظا فى معدلات الانتحار لدى الإناث فقد بلغ عدد الحالات 613 حالة مقابل 400 حالة من الذكور.
لن أعقب أكثر من ذلك لأننى أعتقد أن المسألة ليست فى هذه الأعداد المقولة بالتشكيك، ولكنها فى الدلالات المتغيرة مع تواتر الأحداث واختلاف الثقافات.
هامش عن الانتحار الجماعى!
على الرغم من أن الانتحار الجماعى قد رُصـِدَ أكثر فى أحياء مختلفة قبل الإنسان([3])، فهو ما زال يعتبر ظاهرة إنسانية حديثة أخبث وأخفى، فمن عمقٍ مَا: يمكن النظر فى أن الحروب ليست إلا انتحارا جماعيا منظما. مئات الألوف على جانب ومثلها على الجانب الآخر تحاول القضاء على بعضها البعض لأسباب سياسية أو اقتصادية أو دينية.. أيا كانت الأسباب فالموت جماعى وبأحدث الأسلحة وأعنف النظريات! وبالرغم من أن هذا القتل الجماعى المتبادل ليس انتحارا بالمعنى المباشر، إلا أنه يمكن ان يعتبر كذلك من منطلق تطورى على الأقل.
والطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى دائم الإشارة إلى أن ما حدث مؤخرا من انحراف عن قواعد برامج التطور الأصلية يُعتبر نذيرا للإنسان – ما دام أصبح يسىء استعمال نعمة الوعى والعقل بغباء العدم والإعدام – نذيرا بانقراض هذا النوع الفائق المتميز المسمى “الإنسان” (الهومو سابينز) ، ليلحق بمن لم يتعلم من برامج التطور وآليات البقاء للنوع قبل الأفراد.
نموذج لانتحار جماعى عند الإنسان، ودلالاته التطورية:
لعل المثل الأقرب والأبشع هو مأساة الانتحار الجماعى التى أقدمت عليه جماعة جيم جونز فى 18نوفمبر 1978، فقد جمّع جيم جونز أتباعه فى قرية صغيّره فى غيانا فى أمريكا الجنوبية وأقنعهم أن يشربوا مادة السيانيد السامه الممزوجة بعصير العنب مدعياً ان ذلك إنتحار ثورى وقامت القيادات الخاصة بالجماعة بحقن الأطفال الصغار بمادة السيانيد: عدد 913 شخصا من مجموع أعضاء المعبد ماتوا عدا اثنين نجوا من تسمم بالسيانيد، وذلك فيما أطلق عليه جونز واتباعه “الانتحار الثوري”ـ وقد كتبتُ فى ذلك بعد الحادث مباشرة مقالا بعنوان: “هذا الانتحار الجماعى فى أمريكا .. محطة إنذار مبكر.. لمحنة العصر”([4]) ولم يكن فكرى الإيقاعحيوى التطورى قد وصل إلى ما وصل إليه الآن، وفيما يلى مقتطفات ملائمة من ذلك المقال (لاحظ التاريخ 1978).
مقتطفات من المقال:
………….
“..لم يعد الجنون أو الإنتحار أو القتل مجرد ظواهر شاذة ينبغى علاجها بكذا أو كيت، أو يكتفى بالبحث عن أسبابها الفردية فى هذا الحادث أو تلك المحنة، ذلك أن النظرة العلمية الأعمق قد تخطت مجرد التصنيف والوصف والتعليل والنفى للمجانين والمجرمين، إلى محاولة ترجمة هذه الصيحات الشاذة إلى ما يفيدنا ويوقظنا معا،
”…على أننا ينبغى أن ننظر فى الدافع الذى دفع هذه العشرات بل المئات إلى الهجرة إلى العدم وراء هذا الساحر أو النبى أو المجنون، “جيم جونز” اذ لايكفى أن نعزو ذلك إلى مرضه أو عمق رؤيته أو حماسه وتعصبه فكل ذلك لا قيمة له إذا لم يجد حاجة ملحة يغذيها عند المتلقى والتابع، فلا شك أن هؤلاء المهاجرين إنما هاجروا هربا مما هو ألعن”.
“…إننا أحوج ما نكون الى دراسة الأبعاد الإنسانية التى أهملناها والتى كان يغذيها الإيمان الحق على مر العصور، حتى لا يكون الحل هو بالرجعة الى التعصب التحوصلى والتشنج الإغمائى، وإنما بالتصعيد بالوعى إلى ما خلق له بما خلق به؟” (انتهى المقتطف)
وبعد: أعتقد أن هذه المقتطفات فى هذا التاريخ الباكر يمكن الآن أن أرجعها إلى موقف ما وصلنى من مرضاى، (وكان ذلك منذ أكثر من نصف قرن) قبل غوصى فى تاريخ التطور حتى تبلور فكرى فيما هو الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى([5])
11- الزهرى والإيدز والأمراض الجنسية:
(المتن):
فى بداية دراستى وتدريبى (1957-1958): كان رصد مرض الزهرى (وغيره من الأمراض الجنسية) له أهمية خاصة فى التاريخ الشخصى والعائلى على حد سواء، وكان للزهرى خاصة مضاعفات نفسعصبية تحتاج رصدا وعلاجا خاصا، ومن أشهرها االمرض المسمى “الشلل الجنونى العام” General Paralysis of Insane وقد تناقص انتشار هذا المرض كثيرا جدا، ثم قيل أنه عاود الظهور جنبا إلى جنب مع مرض فقد المناعة المكتسبة “الإيدز” الذى يعتبر – غالبا- مرضا جنسيا أيضا، وله حشد من المضاعفات النفسية والعقلية كذلك، ورصْـد الإصابة بهذين المرضين فى العائلة يشير من ناحية إلى نوع القيم الأخلاقية الغالبة فى عائلة ما أو ثقافة فرعية ما، كما قد يفيد فى الإشارة إلى احتمال وجود علاقة بين ظهور هذه الأمراض فى أسرة المريض وبين الاستهداف للمرض النفسى مما يستدعى الرصد والتقصى.
التحديث:
السؤال عن هذه الامراض فى هذه المنطقة يعتبر فى مجتمعنا محرجا نوعا ما، لكنه لازم، وخاصة بعد أن ساد بين أغلب الناس نوع من الرُّهاب من الإصابة بالإيدز بالذات، خاصة بعد انتشار تعاطى المخدرات عن طريق الحقن، ووجود مثل هذه الأمراض فى الأسرة له دلالة أكثر من مجرد احتمال انتقال العدوى، ومن تأثيره المباشر على الوظائف النفسية والعصبية، فقد يكون دليلا على نوعية ثقافة خاصة لعائلات بذاتها، ثقافة تعتبر خلفية للإصابة بمثل هذه الأمراض.
*****
[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث أبواب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، وهو (تحت الطبع) ورقيا، إلكترونيا حاليا بالموقع: www.rakhawy.net
[2] – انظر هامش (19)
[3] – فى السويد والنرويج تهاجر مئات الفئران فى وقت محدد من كل سنة لتلقى بنفسها فى بحر الشمال.. وفى طريقها إلى البحر فإنها تقضى على النباتات والثمار.. أى أنها تهلك من يقف ويتفرج عليها.. فهى تختار أن تمشى فى موكب الموت حتى تموت فى بحر الشمال كل سنة!
(ومثل آخر:) …. تجيء العصافير فى مملكة نيبال مرة كل سنة من كل الجهات وتلقى بنفسها فى النار.. لتموت.. وأهل نيبال يعرفون هذه الظاهرة ويستعدون لها بالنار، كأنهم أرادوا أن يسهلوا مهمة هذه العصافير التى تقتل نفسها بالملايين كل سنة.. ،وهناك عصافير الشوك.. وهى عصافير خرافة الحياة والموت، فالعصفور ……، يظل يطير حول شجرة شائكة.. وينقى لنفسه أطول شوكة فيها.. ثم يعرى صدره بمنقاره.. ثم يرمى بجسمه كله على أطول شوكة فتنقره الشوكة فى قلبه.. وهنا يطلق أجمل صرخاته.. وأروع ألحانه وهو ينزف دما! وتفعل وعصافير الشوك تفعل ذلك بمئات الألوف كل سنة ـ ولا أحد يعرف تفسيرا لهذه الظاهرة!!!
هذا غير المعروف عن انتحار الحيتان ..إلخ
[4] – يحيى الرخاوى: مقال “هذا الإنتحار الجماعى فى أمريكا..محطة إنذار مبكر.. لمحنة العصر” جريدة الأخبار بتاريخ 5/12/1978 www.rakhawy.net
[5] – يحيى الرخاوى: “تزييف الوعى البشرى، وإنذارات الانقراض بعض فكر يحيى الرخاوى” (2019) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.