نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 5-12-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5209
مقتطفات كتاب
“الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” (1)
الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (4)
مقدمة:
نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب، لعله الأهم، ولعل ذلك يعطى فرصة للقراءة البطيئة (والمراجعة والنقد). وآمل أن تُقْرأ نشرة أمس (وما قبلها: ياليت) قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثانى.
يحيى
الفصل الثانى
مراحل تشكيل النظرية
……………..
……………..
الطب الإيقاعحيوى التطورى: (2)
أعرف تماما ما يمكن أن يقال عن ما سيأتى بعدُ لدرجة احتمال توصيف (أو تشخيص!!) قائله، لذلك أرى من المناسب الإشارة إلى بعض المراحل التى عايشتُها قبل الإقدام على إثباته كتابةً هكذا:
بدأت المسألة تنظيرا متواضعا لما وصلنى من واقع الممارسة مدعما بالخبرات الذاتية واجتهاداتى فى النقد والإبداع، وقد سبق أن أشرت بإيجاز شديد لمثل ذلك وأفضل أن أوضح بعض ما أريد التأكيد عليه الآن كما يلى:
أولاً: برغم أنها نظرية نابعة من الممارسة الكلينيكية أساسا إلا أنها تدعمت، ومنذ البداية، بأصول من الطب عامة (وخاصة الجهاز الدورى بدءًا بإيقاع نبض القلب ثم الجهاز الهضمى الأيضْى)، أى شاملا التثميل الغذائى): حتى استعارة محدودة من علم جراحة العظام، كل ذلك تحت قيادة المخ (والجسد الشامل باعتباره وعيا متـَعَـيِّـناً) (3)، وقد نشرت بعض ذلك فى المجلة المصرية للطب النفسى (4).
ثانيا: من حيث المصادر النفسية التى دعمتنى فقد كانت جـُـماعا من مدارس متعددة من مدارس علم النفس المعاصر، وأكتفى بأسماء بعضها، وأخص بالذكر:
(1) علم النفس التحليلى (كارل جوستاف يونج، وليس التحليل النفسى الفرويدى)، ثم المدرسة الإنجليزية فى التحليل النفسى، وبالذات: (مدرسة العلاقة بالموضوع: ميلانى كلاين Melanie Klien– فيربيرنFairbairn- جانتربGuntrip) (5)
(2) التحليل النفسى التفاعلاتى Transactional Analysis (إريك بيرن) – Eric Berne (6).
(3) “علم نفس الوعى” (انتقاءات محدودة من هنرى إى Henry Ey (7)الذى ابتدع هذا الاسم ليميز مدرسته العضوية الديناميةOrgano-dynamisme عن التحليل النفسى الذى كان يلقـَبُه “إى” Ey “بعلم نفس اللاوعى”، بما فى ذلك بعض استلهاماته من هوجلج جاكسون Huglig Jackson (دون حتم الرجوع إلى الأخير تفصيلا أو مباشرة). (8)
(5) قراءاتى مؤخرا فى النيوروبيولوجيا والعلم المعرفى العصبى ونبذات من العلوم الكوانتية (9)
(6) كتاب “أنواع العقول” لدانيال دينيت (10)، نحو محاولة فهم “الوعى”.
(7) كتاب:”النفس ودماغها” لكارل بوبر، وجون إكلس (11)
(8) كتاب: “ضلال العلم” The Science Delusion لـ روبرت ﺸﻴلدﺭﺍﻙ (12)
مراجعة وتطوّر الفروض:
-
تأسست أول جمعية فى مصر تمثل بعض هذا الطب النفسى وهى “جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى” (13)، وأنا وزملائى القلائل الطيبين الكادحين هم الذين أسسوها وحافظوا على بقائها برغم تواضع عطائها – جدا- على المستوى العربى والعالمى لظروف موقفى الشخصى – خوفا من الانزلاق إلى غير ما قصدنا إليه- ولعلها تمثل البذرة التى أنبتت جمعية أكثر شهرة وامتدادا، وهى أعلى صوتا وانتشارا وهى “الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية” (14).
-
أصدرت تلك الجمعية الأُولى مجلة بعنوان “الإنسان والتطور” وكانت مجلة فصلية، ظلت تصدر بانتظام من أول (يناير 1980) وحتى (أبريل/يوليو 2000/2001)، وقد بدأت أفتتاحية أول عدد فيها (15) تؤكد موقفها النابع من ثقافة التطور، انطلاقا من ثقافتنا الخاصة؟ (أنظر بعد)، كما كانت ومازالت أعمالى فى النقد الأدبى استلهاما من التطور ومن دورات الحياة، وبالذات بالنسبة لنقد أعمال نجيب محفوظ وأخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر “دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتخلق “فى الحَرافيش” (16) إلى مقال “الله: التطور: الإنسان: الموت: الله عبر نجيب محفوظ” فى مجلة دوريته السنوية بتاريخ ديسمبر 2014، وكذلك النقد المقارن مع “ساحر الصحراء” لـ “باولو كويلهو” (17)
-
تمادى هذا التزاوج بين نشاطى فى النقد الأدبى، وممارستى تعرية نفسإمراضية psychopathology مرضاى (وخاصة الذهانيين) وكان هذا النشاط التكاملى هو الذى ألهمنى أن أسمى العلاج الذى أمارسه “نقد النص البشرى” (18).
-
أصدرتُ النشرة اليومية فى موقعى rakhawy.net باسم “نشرة الإنسان والتطور” وانتظمتْ منذ صدورها (1/9/2007) حتى الآن (20/11/2021)، وقد بلغت أعدادها (5194)، وهى تحمل الكثير من معالم النظرية تنظيراً، بأقل قدر من تفاصيل التطبيق؟ ونحن الآن فى السنة الخامسة عشر (19) لصدورها يوميا؟
-
ظهرت معالم النظرية والتطبيق فى باب “حالات وأحوال” فى مجلة الإنسان والتطور ثم جًمِع كثير منها فى كتب مستقلة منشورة: وعلى سبيل المثال كتابى “من حركية الجنون إلى رحاب الناس مرورا بالعلاج الجمعى” (20)
-
عرضنا عينات متلاحقة من جلسات العلاج الجمعى فى اللقاءات الشهرية لجمعية الطبنفسى التطورى والعمل الجماعى، وقد شملت ألعابا جماعية حديثة نابعة من ثقافتنا الخاصة كما سجلت تجليات ولقطات من مِينِى دراما Drama وغير ذلك ونشر المؤلف فى موقعه عينات من التواصل اللفظى وغير اللفظى، وغير الصوتى non-vocal، كما تناولت تنويعات وتشكيلات المينى دراما نابعة من ثقافتنا الخاصة (21).
خلاصة القول: إننى بمراجعة كل النشرات اليومية للإنسان والتطور منذ صدورها فى أول سبتمبر 2007، حتى الآن اكتشفت أن كتاباتى كلها – تقريبا – هى دعم مباشر أو غير مباشر لهذه النظرية.
…………
………..