اليوم السابع
الجمعة 13-9-2013
مستوطنات ومستوطنات، و”الاستعمار الانتقالى”
قال الشاب لأخته: هل فهمت ما قاله الأستاذ هيكل أمس؟
قالت أخته: هو قال ماذا؟
قال: يا خبر!! لقد كنت بجوارى ونحن نسمعه، كلمة كلمة، ثم تسألين قال ماذا؟
قالت: أقصد : ما هو الجزء مما قاله الذى تسألنى عن فهمى له؟
قال: حكاية أن سينا رهينة، ألا تذكرين أنه قال إن “.. أعداد الوافدين إلى هذه المنطقة تقدر بنحو 18-24 ألف شخص، هناك المجاهدون والإرهابيون والمعفو عنهم، وأن سيناء رهينة ..؟”
قالت: ومن أدرانا أن هذا الرقم صحيح؟
قال: هذا رجل يعرف ما يقول، وكل كلامه موثـَّق غالبا. أربعة وعشرين ألف “وافد”!!! هذا جيش كامل، ماذا يا ترى تبقى للمصريين؟
قالت: ما هذا؟ أنا لم أعد أعرف من نحارب بالضبط، ما هى معالم المعركة
قال: هى معركة مع كل قوى الشر فى العالم
قالت: تعنى من؟
قال: بصراحة ، أنا لم أعد أستطيع أن أميز ما يسمى قوى الشر، كلٌّ يدعى أن خصمه يمثل الشر دون غيره، سواء كان هذا الخصم هو الأسد أم أوباما أم الشاطر والظواهرى ؟
قالت: وتريدنى أن أميز أنا لك !! اسم الله! دعنا نسأل سؤالا أبسط من كل ذلك: من المستفيد من تقويض جيش عربى له كل هذه الصلابة طوال هذه المدة ؟
قال: إسرائيل طبعا
قالت: والقاعدة التى ستتسلم الحكم من الأسد ؟؟
قال: آه صحيح، إسرائيل لا تستطيع أن تكشف عن نفسها وتتولى الحكم مباشرة، لا بد من مرحلة “الاستعمار الانتقالى”
قالت: ماذا؟ استعمار ماذا!!! أنا لم أفهم حتى الآن معنى “العدالة الانتقالية،” تقوم حضرتك تقول لى “الاستعمار الانتقالى”، يعنى ماذا؟
قال: هو شىء من هذا القبيل، ما عليك.
قالت: دعنا من ذلك، ألست معى أنه لا يكفى أن نعرف أطراف تحالف الشر، وأن الأوْلى بنا أن نعرف فورا وفعلا كيف نقاومه.
قال الشاب: لنفرض، أننا وعينا الفرق بين توقيع معاهدة مؤلمة تقر باستسلام لواقع مر، وفى نفس الوقت تحفز للبدء فورا بتنمية ثقافة الحرب المتواصلة بلا نهاية، بما فى ذلك احتمال قيام الحرب كلما اضطررنا لذلك.
قالت: يا خبرك اسود، تريدنا أن نعود للحروب بعد كل ما عانينا من 48، نحن ما صدّقنا
قال: ما صدقنا ماذا؟ دعينا نتصور لو كانت ثقافة الحرب قد أيقظتنا من غفلة التبعية وخبث صفقات الصداقة غير المتكافئة، حتى لو ورّطتنا بين الحين والحين أن نعود نواصل الحروب بكل تشكيلاتها: ننهزم، فننتصر، ونقتل، ونستشهد، ونكسب، ونخسر، ونقاوم، وننتج، ونبدع، ونستمر، قالت: ما كل هذا ؟
قال: هذه هى ثقافة الحرب، لا تخافى وقولى لى: ما هى أسوأ الاحتمالات لو كنا فعلنا ذلك؟
قالت: كنا سنصبح بلدا محتلا، وكان زماننا نصرخ فى أمريكا وربما مجلس الأمن أن يلحقونا لأن إسرائيل تبنى مستوطنات فى أرض مصر المحتلة.
قال: تقولين مستوطنات! أظن مثل المستوطنات فى سينا التى يقطنها الآن ويحصنها الوافدون من أفغانستان وتركيا وغزة وتركيا،
قالت: هل أنت متأكد مما تقول؟
قال: ليس تماما، أنت وما ترين .
قالت: دعنا نواصل ما تعلمته منك الآن
قال: تعلمتِ ماذا؟
قالت: تعلمت منك ما هى ثقافة الحرب: ننهزم، فننتصر، ونقتل، ونستشهد، ونكسب، ونخسر، ونقاوم، وننتج، ونبدع، ونستمر،
قال: على البركة، هذه هى الثورة
قالت: أخيرا عرفنا كيف نجعلها ثورة