“يومياً” الإنسان والتطور
24-3-2008
العدد: 206
اعتذار مكرر: وعدت أمس أن أقدم ما قدمت – متعجلا آسفا – بالإنجليزية أن أقدمه بالعربية، وهذا هو ليس ترجمة مباشرة، أو صورة طبق الأصل، فهو فى شكل جداول لعلها تسهل المهمة (أوتصعّبها)، وقد تم تعديل وتصويب بعض التفاصيل والتقسيمات، وأكرر اعتذارى.
(من المتوقع أننى لن أضيف كلمة واحدة بالإنجليزية للتوضيح، وعلى من يريد مثل ذلك أن ينظر فى نشرة أمس).
مدارس ومدارس
مدارس ونظريات وافتراضات أساسية
مقدمة
ليس المطلوب من قارئ هذه النشرة أن يستوعب كل ما تورطنا فى نشره هكذا وفاء لوعد أمس، تبريرا لفتح ملفات فحص “ماهية الإنسان” اصلاً (الغرائز) ومصيرا (الإبداع المفتوح النهاية)
لكن المقصود (أو المأمول) هو أن تصله رسالة عن مدى تنوع الرؤى (ويا حبذا لو امتدت هذه الرسالة إلى اختلاف الأديان)، وأن يجعله هذا يتحمل الاختلاف، وقد يعود إلى ماشاء مما ورد فى هذه العجالة بين الحين والحين.
لماذا كل هذه النظريات عن النفس وفى النفس، ولماذا كل تلك المدارس؟
إن كل ذلك إنْ لم يكن الهدف منه – بالنسبة للطبيب النفسى، والأهم بالنسبة للمريض النفسى – هو العلاج، فلا داعى له فى هذا المجال، ولتقتصر المسألة على منظور فلسفى، أو مجادلة نظرية.
لا يوجد إنسان ليس لديه مفهوم خطأ أم صواب عن ماهيته ووجوده ومعناه وغايته، كل ما فى الأمر أن هناك من يُعنى بذلك واعيا، وهناك من يعيش كل ذلك دون حاجة لفحصه أصلا، وهناك من ينكره علانية لكنه لا يمكنه التخلص منه إلا إذا تخلص من حياته كلها.
فيما يلى نقدم عددا من المدارس النفسية، من حيث أن كل مدرسة تضع لها مفهوما عن الإنسان، وبالتالى مفهوما عن الصحة، ويكون المرض هو عدم تحقق هذا المفهوم عن الصحة، ويكون العلاج هو محاولة استعادة مفهوم الصحة بكل الوسائل المتاحة (كما أشرنا أمس).
هذا ولما كان من الصعب (أو المستحيل) الإحاطة بكل المدارس التي حاولتْْْ أن تفسر سلوك الإنسان وماهيته في الصحة والمرض، فقد اكتفيتُ (سنة 1980) بأن أجمع منها سبع مجموعات (قسمتها مرغما هكذا بشكل متعسف)، وبالتالى نتوقع قدرا من الأخطاء والتداخل لعلنا نكتشف بعضه عند المراجعة والمناقشة، وقد قدمت أمثلة محدودة تحت كل مجموعة في إيجاز شديد، كما وصلتنى وربما ليست كما هى!!،
وقد قصدت من كل ذلك أن أوضح مدى الاختلاف الذي يكمن داخلنا (كما يظهر بعضه أو ضده خارجنا) فيما يتعلق بما نتصوره عن أنفسنا ،
نحن البشر !!!
المجموعة الأولي
التحليل النفسي (والمدارس المرتبطة بها)
أعني بالمدارس المرتبطة بها تلك المدارس التي خرجت من عباءتها ومازالت تنهج نهجها العام برغم الاختلافات التفصيلية، مستبعدا بذلك المدارس التي انشقت عنها واتخذت مسرا مختلفا يؤهلها أن تجد مكانها تحت عنوان آخر.
المجموعة الثانية
مدارس المنظومات (التركيبية) المتعددة
وهي المجموعة الأهم بالنسبة للنظرية التى أحاول تقديمها، إذ هى تشترك معها في الفكرة الأساسية من حيث تعدد المنظومات بشكل هيراركى متصاعد.
المجموعة الثالثة
المجموعة ذات المنظور التربوي (التعلم)
وتشمل هذه المجموعة عددا كبيرا من المدارس بدءا من بافلوف (الذى نقل إلى مجموعة أخرى) حتى أدولف ماير ورؤيته السيكوبيولوجية، مارين بألفرد أدلر الذي انشق عن فرويد لأضعه هنا متعسفا لأن منظوره أوسع من حدود هذه المجموعة بشكل ما .
المجموعة الرابعة
الوجوديون والإنسانيون ومنظور تحقيق الذات
ويعني أصحاب هذا الاتجاه بالتأكيد علي تحقيق الذات من واقع تأكيد إنسانية الإنسان وحريته، وهي مجموعة غير متجانسة بالضرورة، إلا أنها تؤكد علي التفرد من ناحية، وعلى وضع الإنسان كغاية في ذاته من ناحية أخري، غاية تتحقق بما تعد طبيعتها الجيدة (الإنسانيون) أو بما تمارس من حرية مفتوحة (الوجوديون)
المجموعة الخامسة
امتداد الذات وعبــرها
وتشمل هذه المجموعة خليطا من التنويعات النمائية، والتطورية، والدينية، والإيمانية، والصوفية، واليوتوبية، وهي تؤكد علي أن الإنسان الفرد (وأحيانا النوع) هو مجرد حلقة متوسطة لها ما بعدها ، وأنه بتكوينه المتطور قادر علي الامتداد إلي ما بعده دون التوقف عند ما هو، أو ما يتصور أنه هو (أي عند مرحلة تحقيق الذات مثل سابقتها)
المجموعة السادسة
المنظور الكيميائى والبنيوي الساكن
وتتسمي هذه المجموعة باسماء مختلفة، ليست دقيقة ولا تمثل حقيقتها فى كثير من الأحيان، مثل : النموذج الطبي، أو النموذج الحيوي، وأحيانا النموذج البيولوجي فحسب.
وهي يمكن أن تشمل علي الجانب الآخر (من حيث فكرة التركيب المبرمج الجاهز أو المتشكل فى المحل) بعض غلاة السلوكيين ، والبنيويين التقليديين
المجموعة السابعة
المنظور الإنكاري الاجتماعي (السياسي)
هذا المنظور ينكر المرض النفسي أصلا ويعتبره نتيجة لقهر المجتمع المريض، وبالتالي فالمجتمع مسئول والمرض النفسي مجرد ثورة احتجاج علي مجتمع مريض
تعقيبات ومحاذير
مع هذه المحاولة الباكرة المتواضعة الشديدة الإيجاز، ينبغي أن نتذكر مرة أخرى، ما يلى:
(1) أن التقسيم تقريبى تماما
(2) أن ثمة تداخل يزيد أو ينقص بين مجموعة وأخري
(3) أن ثمة مدارس ونظريات أخرى يمكن أن تضاف (خاصة وأننى جمعت هذه المدارس سنة 1980، قبل أن تظهر موجات العلم المعرفى الحديثة، وتشكيلات العلاج المعرفى المتتالية، وهو ما سأرجع إليه فى هذه النشرة غالبا)
(4) أنه لم تذكر أية تفاصيل أو حتي إشارة عن ما تضمنه كل مجموعة من مؤسسين أو ما ترتبط به من تاريخ
وفيما يلى نفس ما نشرناه أمس بالإنجليزية (تقريبا) :
المجموعة الأولى: التحليل النفسى (وما يرتبط به)
(1) التحليل النفسى التقليدى (الفرويدى)
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان نتاج تاريخه محكوم بـ’لاشعوره’قد يعاق بتثبيتات طفولته مدفوع بغرائزه لا سيما الجنس (بالمعنى الأشمل) | أن يتجاوز (أى يفك وقفته) تثبيتاته, إذ يتمكن أن يضبط غرائزه ليحقق:“أن يعمل وأن يحب” (ويتكيف) | أن تحتد تثبيتاته، فتغلب عليه حتى ينكص أو يعاق بميكانزماته ويختل التوازن بين تركيباته، فتكبله أعراضه | أن يعيد معايشة تثبيتاته من خلال التداعى والطرحفيتمكن من إزالة الإعاقة فإطلاق الطاقة لإعادة التوازن ”فيعمل، ويحب” |
المجموعة الأولى: التحليل النفسى (وما يرتبط به)
(2) مدرسة العلاقة بالموضوع (الآخر)
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان جماع مستدخلاته وانشقاقاته الأولى التى نشأت حسب نوع علاقته بأمه, وتوالى التثبيتات فى مواقع النمو المتتالية | أن يحقق علاقة ناجحة بالآخر الموضوعى باعتباره ”حسنا بدرجة كافية” متعاونا للتكيف والأداء | خلل الجهاز النفسى المحتوى لموضوعات سيئة والمار بتثبيتات معطلة لعمل علاقة مفيدة بالآخر | هو تصحيح هذه التثبيتات من خلال إرساء علاقة تصحيحية تحسن الداخل, وتسمح بالتعامل الموضوعى مع الآخر |
المجموعة الأولى: التحليل النفسى (وما يرتبط به)
(3) إريك إيكسون
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كائن اجتماعى له قدرة أن ينمو فى حلقات (دورات) طول حياته. وهو ليس مصنوعا وإنما يشارك فى صنع نفسه | هى النجاح فى عبور أزمات النمو المتلاحقة فى اتجاه الإيجابة وبما يصلح أخطاء المراحل السابقة إن وجدت | هو تضخم أو استمرار مرحلة أكثر من دورهاوكذا الخروج من أزمة النمو فى الاتجاه السلبي | هو بناء الثقة الأساسية وإصلاح ما سبق تضخمه بإعادة الإعاشة مع تصحيح المعلومات وإعادة تشكيل الناتج وإطلاق مسيرة النمو |
المجموعة الأولى: التحليل النفسى (وما يرتبط به)
(4) هارى ستاك سوليفان
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كائن اجتماعى ينمو ويعيش فى عالم حقيقى الآن، عالم مصنوع من العلاقات البينشخصية | حالة من نجاح العلاقات التى تشمل قبول الذات، والآخر وإثراء بعضنا البعض، والتعاون فيما بيننا | هو ناتج إعاقة إرساء هذه العلاقات من خلال: ‘ديناميات الصعوبات’ التى هى مبالغات للعادى والناشئة من استعمال ذواتنا جزئيا | مشاركة متبادلة لتصحيح مسار العلاقات البينشخصية وإزالة ‘ديناميات الصعوبات’ وسلامة توظيف الشخصية |
المجموعة الثانية: المنظومات (التركيبية) المتعددة
(5) إريك بيرن
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان هو مجموعة منظومات نفسية لها ما يقابلها بيولوجيا، وهى منظومات متعاونة، تحت قيادة واحدة فقط، فى لحظة بذاتها | هو تناسب’حالة الذات القائدة’ مع الموقف الحالى, مع القدرة على التبادل مع الذوات الأخرى متى لزم الأمر | هو طغيان وجمود إحدى الذوات، والخلط بينها واحتمالات التلوث وفقد المرونة والعجز عن التبادل. | هو استرجاع مبادئ التناسب الموقفى والتبادل النشط بين الذوات حسب متطلباتالتكيف والفاعلية |
المجموعة الثانية: المنظومات (التركيبية) المتعددة
(6) ساندور رادو
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان جهاز بيولوجى يعمل بتنظيم اتساقى (هيدوني) بتركيب هيراركى يعيد مسيرة تطور النوع. | أن يتقبل الإنسان نفسه كمصدر للتناسق الهيدونى القادر | هو استمرارية نمط الطفولة المعتمد العاجزوهو نقص (ربما وراثي) فى القدرة على تكامل القدرات التناسقية | الإقلال من الانفعالية، وتدعيم الاعتمادية الذاتية من خلال إعادة تنظيم وتكامل التناسقية. من خلال التحليل التدخلى بدلا من التداعى الحر. |
المجموعة الثانية: المنظومات (التركيبية) المتعددة
(7) هنرى إى
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان هو منظومة الوعي(الشعور) التى تتحكم فى المنظومات التحتية الأقدم (للشخصية والدماغ على حد سواء | نجاح هذه المنظومة فى الضبط الفوقى الذى يحقق الهارمونية والتكيف والأداء | فشل هذا التحكم بما ينتج عنه من تحلل الضبط الفوقى, ومن ثم إطلاق البنى التحتيةبما يترتب عليه من اضطراب فى السلوك التكيفى | محاولة استعادة التحكم الفوقى لضبط البنى التحتية، ومنع نشاطه البدائى المطلق. |
المجموعة الثانية: المنظومات (التركيبية) المتعددة
(8) سيلفانو أريتى
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كيان معرفى إرادى أساسا. | القدرة على تغليب العمليات الثانوية أساسا مع استمرار امتداد الذات إلا ما بعدها من خلال التوليف بين العمليات الأولية والثانوية | العجز عن التحكم فى العمليات الأولية، والتوقف عن الامتداد إلى التوليف الأعلى | إعادة تنظيم العمليات الثلاثة وتنمية القدرات المعرفية الناضجةمن خلال الإصلاح المعرفى والتقبل وترجمة الأعراض والتنظيم |
المجموعة الثانية: المنظومات (التركيبية) المتعددة
(9) نظرية المنظومات العامة
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان مجموعة منظومات متعددة تحتية وفوقية مرتبة هيراركيا فى تراكم بين المادة والطاقة والمعولمات | هى كفاءة الهارموني بين هذه المنظومات، وبينها وبين المنظومات المحيطة أيضا | نقص أو خطأ فى هارمونية التناسق بين هذه المنظومات أو أى منها (الطاقة-المادة- المعلومات) | استعادة هذه الهارمونية بكل ما ينظمها معا من إزالة أسباب النشاز والتأهيل والإطلاق |
المجموعة الثانية: المنظومات (التركيبية) المتعددة
(10) لنظرية التطورية الإيقاعية (الرخاوى)
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كيان بيولوجى دائم النبض الحيوى بتركيباته الهيراركية بما يسمح بفعلنة المعلومات الداخلية والمُدخلة باستمرار النبض, ومن ثم النمو بلا نهاية | كفاءة النبض الحيوي مع نجاح فعلنة المعلومات باضطرادلتحقيق التوازن المرحليواستمرار النمو الولافي | هو مضاعفات النبض الحيوى إما بالنبض الجسيم أو بناتجه النشاز الذى إذا تمادى واستقر تليفت الشخصية بما يمنع كفاءة النبض واستمرار النمو | تصحيح مسار النبض الحيوى بإطلاق النبض المنتظم فى النمو والأحلام والإبداع مع تدريب المستويات التى ضعفت والتحكم فى المستوى البدائى الجامح لاستيعابه تدريحيا |
المجموعة الثالثة : المنظور التعلمى (التربوى)
(11) ألفرد أدلر
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان نظام عضوى هادف يريد أن يحقق ذاته، وبقاءه الاجتماعى فى واحدية متكاملة | تحقيق هذه الأهداف بما يشمل استمرارية الذاتواعتبارها والتقبـل من الآخرين. ويتم كل هذا بالإقرار من المجتمع | العجز عن تحقيق ذلك بما يترتب عليه من شعور بالدونية, والانعزال عن المجتمع.ويرجع ذلك إلى جذور فى الطفولة | موجه أساسا إلى التأهيل والإصلاح بالتعليم الآن للناضج وليس الغوص فى الماضى، مع دعم اجتماعى علاجى مناسب |
المجموعة الثالثة :المنظور التعلمى (التربوى)
(12) نظرية التعلم للشخصية
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كيان يمكن أن تقاس وظائفه التى تتوقف كفاءتها على طرق التدريب المناسب فى المراحل المختلفة | تحقيق المعيار المناسب من كفاءة الوظائف الازمة للأداء العادى, مع اختفاء الأعراض | سلوك عاجز تصدر عنه الأعراض المرضية نتيجة افتقاره إلى المعيار المناسب للكفاءة اللازمة | هو إعادة التعليم من منظور متعدد التوجه متكامل الأداء لاستعادة |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(13) كارين هورنى
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
للإنسان دفع كامن يسعى إلى تحقيق الذات من خلال بسط القوة التكاملية المركزية المسماة: الذات الحقيقية وبالتالى يتجاوز التقابلات المتناقضة | هى النجاح فى التطور الفردى، ومن ثم تحقيق الذات بإمكاناتهاالبناءة الحقيقية | هو الحيلولة دون تحقيق الذات نتيجة للعدوانية العائلية الأوليوالبرود الوجدانى المحيط بما يترتب عليه القلق الأساسى، ومضاعفاته ومكافآته |
يتوجه لاكتشاف هذه الإمكانات الكامنة وأسباب إعاقتها,. ويشمل العمل على إرساء علاقة مع فى هنا والآن فصاعدا للتغلب على الصعوبات معا |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(14) أوتو رانك
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان هو خبرة متصلة من رحلات الدخول والخروج لإعادة الولادة، حيث تمثل العلاقات المتصاعدة الرحم النفسي | هى استمرار هذه الرحلة فى الاتجاه الصحيح حتى الحصول على الهدف منها وهو استمرار النمو | هو فى حد ذاته خبرة متميزة تشمل إعاد ة الولادة، لكنها تتم بقفزة شاطحة للأمام بدلا من التدرج المناسب لاكتساب البصيرة | هو إعطاء فرصة من خلال المواجهة والميعة لسلاسة الترحال بين الداخل والخارج بما يضمن عدم الشطح مع استمرار التقدم |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(15) أبراهام ماسلو
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كيان نام فى اتجاه تحقيق إمكاناته الطبيعية التى تغلب عليها الإيجابية | هى تدعيم حاجات الكينونة بعد إشباع الحاجات الطبيعية بترتيب هيراركى يضمن فى النهاية تحقيق الذات | غلبة الحاجات الطبيعية (الأولية) على حاجات الكينونة، ومن ثم توقف مسار النمو | هو دعم استمرار النمو بشكل مرتب بطريقة هيراركية بهدف مساعدة المريض على تجاوز حاجاته الطبيعية (الأولية) |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(16) التحليل الوجودى (مثل رولو ماى)
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان مخلوق واع دار بنفسه وبالتالى دار بالزمن والمكان. وتتحقق ذاتيته نتيجة لهذه الدراية الوجودية والاختيار الحر | أن تعيش بدراية كلية فى عملية توتر جدلى يدعم حرية الذات فالآخرين، فينضبط موقع الذات فى العالم | هو أن تفقد هذه الدراية باغتراب تنويمى نتيجة للحتمية الاختزالية.وأيضا فرط الدراية الذى يحل محل الإنتاجية والتكيف هو نوع من المرض | يتحقق العلاج من خلال تواصل ‘أنا-أنت’ لتدعيم الدراية بالذات فى علاقتها بالعالم الأوسع.وبالتالى يمكن التغلب على الاغتراب ومن ثم استمرار المسيرة |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(17) جاردن مرفى (البيواجتماعية)
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان تركيب متداخل كيان-مجال- بيئةوهذا جزء من مجال أكبر يمكن استكشافه بقدرات ما بعد الإدراك مثل التليباثى وغير ذلك | الصحة هى تحقيق التوازن بن الكيان الفردى والمجال الأقرب ممتدا إلى المجال الأوسع | هو العجز عن تحقيق هذا التناغم مما يترتب عليه نوع من النشاز والاغتراب | هو استعادة هارمونية التوافق بين الذات ومكوناتها, وبينها وبين المجال, الأقرب فالأبعد من خلال العلاج النفسى أو أى وسيلة مساعدة |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(18) نظرية الجشتالت
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كيان كلى لا يمكن أن يتحلل إلى الأجزاء المكونة له, وهو ”شكل” له ”أرضيته”، وهما معا يمثلان وجوده المتكامل | هى منظور كلى يعكس التركيب الكلى المتوازن الذى يحافظ على تماسكه فى كلٍّ معا | هو تفكيك هذه الكلية إلى أجزائها بما يترتب عليه تنافسها وتصادمها وإعاقتها عن إطلاق فاعليتها ومرونة تبادل الشكل مع الأرضية | يعتمد على استعادة الكلية بتمييز الشكل عن الأرضية، والتركيز فى “الهنا والآن” لإعادة بناء الجشتالت المتوازن |
المجموعة الرابعة: (الوجوديون والإنسانيون وتحقيق الذات)
(19) كيرت جولدشتاين
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان كيان كلي وليس أبدا مجموع أجزائه وهو يعيش فى بيئة كلية | هو تحقيق هذه الكلية ومن ثم تحقيق الذات وإطلاق القدرات والتنقل من المجرد إلى العيانى وبالعكس | هو التوقف عن إطلاق القدرات والاكتفاء بموقف التخلص من التوتر على حساب التقدم ومن ثم التوقف فى المحل | يتحقق العلاج من خلال مجتمع مشترك تتحقق فيه ذات كل من المريض والمعالج معا |
المجموعة الخامسة (امتداد الذات)
هنا بالذات يمكن أن تندرج كثير من النظريات السابقة خصوصا: المجموعة الثانية والرابعة
(20) كارل يونج
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان هو كيان يحتوى الأضداد, وتمتد جذوره إلى اللاشعور الجمعى , وتتمثل الأضداد فى نماذج متقابلة | الصحة هى القدرة على قبول هذا التناقض وتحمل مسيرة الجدل المؤلف بينها لتحقيق التفرد | هو تباعد الأضداد لدرجة النشاز والبعد عن الواقع والعجز عن التفرد | هو استعادة التوازن والمساعدة على استمرار المسيرة لإعادة ولادة الذات الموضوعية من خلال العلاج النفسى وخاصة فى منتصف العمر |
المجموعة الخامسة (امتداد الذات وعبرها)
وهنا أيضا يمكن أن تندرج كثير نظريات المجموعة الثانية والرابعة، بل يمكن هى نفسها أن تدخل فى أى منهما
(21) أنتونى سوتيش (عبر الشخصية)
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان مرحلة متوسطة بين ما لا يعرف من امتداد لاحق وبين ما كانه, وهو يتجاوز ذاته الفردية خلال نموه | هو حسن توقيت النمو حسب كل مرحلة لتأخذ حقها دون إسراع أو تجاوز | هو التوقف عن مرحلة دونية، وأيضا تجاوز مرحلة سابقة بالقفز فوقها فيتحق نمو كاذب | هو دعم مسار النمو حتى تتحقق كل مرحلة فى وقتها إلى ما يليها دون تسرع أو توقف |
المجموعة السادسة (المنظور التشريطى الكيميائى والبنيوي الساكن)
(22) بافلوف -واتسون
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان مجموعة مركبة من المنعكسات الشرطية | الصحة هى كفاءة المنعكسات الصالحة للتكيف والأداء المناسب | هو تعلم منكسات صارة أو معيقة, وأيضا الافتقار إلى تعلم منعكسات شرطية نافعة | إعادة تعلم باستبعاد المنعكسات المعيقة وإعادة التدريب على منعكسات نافعة تكيفية |
المجموعة السادسة (المنظور الكيميائى و البنيوي الساكن)
(23) النموذج الكيميائى البيولوجى المختزل
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان تركيب كيميائى معقد, يسمح بأداء وظائف تميزه وتضعه فى حدود المعايير الدالة على السواء | هو كفاءة هذا التركيب البيوكيميائى باحتوائه النسب المعروفة من الموصلات والتراكيب العادية للشخص العادي | هو اضطراب تزيد فيه, أو ينقص بعض مكونات التركيب البيوكيميائى المعقد, أو تختل فيه التراكيب التشريحية | هو إصلاح هذا النقص, أو إنقاص تلك الزيادة, أو إزالة الخلل التشريحى الامراضى إن أمكن |
المجموعة السابعة المنظور الإنكارى (السياسى)
(24) ضد الطب النفسى
ماهية الإنسان | مفهوم الصحة | مفهوم المرض | العلاج |
الإنسان ضحية للمجتمع المحيط به | أن يكون المجتمع صحيحا وحاميا لأفراده حتى يصحوا | سحق للفرد لحساب |
مجتمع مريضحسن فهم احتجاج المريض والعمل على رفع القهر وعلاج (إصلاح) المجتمع
تعقيب عام
(1) إن مزيدا من المدارس يمكن أن تزداد في كل مجموعة أو في مجموعات منفصلة
(2) إنه يمكن إعادة تنظيم وجدولة النظريات بعدة طرق أخري
(3) إن ثمة اتفاق عام يشمل أغلب النظريات (لا كلها) يؤكد على قيم مشتركة مثل : التوازن (الداخلي) ، والتكيف (مع الآخر)، وتحقيق الذات، واستمرار النمو .
(4) إن كل ما قدمنا ليس إلا مجرد عينات، والمقصود هو التنبيه على المبدأ الذى ذكرناه أمس واليوم من حيث استحالة فهم المرض النفسي، ومن ثم ممارسة التطبيب النفسي، بدون نظرية (ولو لا شعورية) ، وأن ادعاء ذلك هو من أخطر ما يكون على الممارسة.
(5) إن تبنى نظرية ما لا يعنى الاعتقاد فى أيديولوجية ساكنة، وإنما هو اعتراف بالموجود – كبداية- وهو قابل للتحور والتعديل والتطوير من خلال الممارسة.
إن من يتنازل عن فكرة الاستهداء بنظرية ما بدرجة ما من الوعى، إنما يستسلم لنظرية خفية، يديرها هو دون أن يعلم، أو يدار من خلالها من وراء ظهره (عادة لغير صالح المريض، ربما لصالح شركات الدواء).
(6) إن بعض أبجدية بعض النظريات يمكن أن تترجم (بتحفظ) إلى أبجدية أخري
(7) إن الانتقائية تتسع وتنشط كلما زادت مساحة الإلمام بعدد أكبر فأكبر من النظريات
(8) إن الانتقائية ليست هى التلفيقية، بل هى تكاد تكون قيضها كما أشرنا، وهي تحدث تلقائيا من جانب الممارس صاحب الخبرة.
وبعد
ليكن ما يكون
لن أتأسف،
لأن هذا كان لابد أن يظهر بعد حجبه أكثر من ربع قرن
فعلا:
ليكن ما يكون
ومن لا يريد ،
له كل الشكر والاحترام