اليوم السابع
الخميس: 10-10-2013
ما الذى يريدونه: بالضبط جماعاتٍ وأفرادا؟
لكل منا هدف فى الحياة، غالبا، وهدف فى كل مرحلة وهدف فى كل يوم وهدف فى كل خطوة أو على الأقل هو يبحث عن هدف، فإن لم يجد فهو يبتدع له هدفا، ولو زائفاً، يخدع به نفسه أو يلهيها حتى يقضى أو يلقى ربه حسب موقفه سرا وعلانية، شعوريا أو غير ذلك، وأغلبنا والحمد لله، أعنى ولا حول ولا قوة إلا بالله يتصور – كما قلنا – أنه يعرف هدفه تمام المعرفة، وبعضنا يصر على الوصول إليه بأى ثمن فى حين يتوقف آخرون فى أول أو ثانى أو أقرب محطة، وغالبا ما يلعن الظروف والحظ والقدر والظلم إذا لم يصل إلى هدفه، وأحيانا يكون عادلا فيلعن تقاعسه وكسله بالمرة،
فهل يا ترى كم منا يحضر فى وعيه حضور ربنا فالناس وهو يحدد الهدف تلو الآخر؟
حين رحت أتابع ما حدث من قوى المعارضة أو المقاومة أو الاحتجاج أو حتى سمها تحالف الشرعية أو دعم الشريعة أو حتى قوى التيار الإسلامى أو ما تشاء حسب موقعك ممن خرج يقول لهذا اليوم “6 أكتوبر” “لا”، سألت نفسى ببساطة ما هو الهدف النهائى لهذه الـ “لا”، ما هو الهدف من هذه التحركات والتخريب والمصادمات والمعارك والقتلى والشهداء؟
وللإجابة تصورت وأنا أتقمص الجماعات، جماعة جماعة وأحاول أن أجيب أننى فى حضور ربى، واستبعدت من خيالى حضور ثوار التحرير ومجلس الشعب والسيدة أشتون والسيد كيرى، بل والجيش والحكومة، إلا أننى انتبهت فجأة أن الله سبحانه سيحاسبنا فردا فردا، وليس جماعات، ففشل تقمصى للجماعات وطردت الإجابات الجماعية الجاهزة التى حضرتنى مثل ما يلى.
أ- أن تزداد البلد خرابا فيزيد السخط فيعلن فشل الانقلاب!
ب- أن يعود الرئيس السابق فيصلح أحوال مصر فى مائة يوم أخرى!
جـ- أن يعود الإسلام نتيجة لذلك إلى مجده وريادته كيانا حضاريا مستقلا اقتصاديا مجددا إبداعيا هاديا إيمانيا!!
د- أن يُقدَّم السيسى ومن شارك فى اعلان خطة الطريق للمحاكم بتهمة الخيانة العظمى، ويعدموا بالسلامة
ثم ماذا؟.
ثم توقفت خجلا من ربى واستغفارا، ورحت أتقمص الحشد تلو الحشد فرادى، فردا فردا، ممن شاركوا فى هذه الهجمة التشويهية والتخريبية والانتقامية والتدميرية فحضرتنى إجابات متنوعة دالة، قلت أطرحها بالتالى وأنا واقف بين يدى ربى، فترددت وخجلت واستغفرت، لأن إجاباتى لم تسعفنى شخصيا، فيما بالك بحساب ربى، ذلك أن من بين الأهداف التى بررت لى موقفى جاءنى مايلى:
1- أن آخذ بثأرى ممن حرمنى من حلمى (حتى ألقى ربى إن آجلا أو عاجلا فيدخلنى الجنة!!)
2- أن أطيع أوامر قادتى ( من أولياء الأمر الرسميين فهم أدرى منى بمصلحة الإسلام والمسلمين. (حتى ألقى ربى إن آجلا أو عاجلا فيدخلنى الجنة!!)
3- أن أواصل يقينى أن ما انتمى إليه من فكر هو الصحيح الأوحد. (حتى ألقى ربى إن آجلا أو عاجلا فيدخلنى الجنة!!)
4- أن أنقذ مصر من نزع هويتها الإسلامية بواسطة هؤلاء المارقين الكفرة من العلمانيين والمسيحيين. (حتى ألقى ربى إن آجلا أو عاجلا فيدخلنى الجنة)
وغير ذلك كثير وكلها ينتهى بى إلى الجنة!!،
فخجلت من ربى أكثر، واستغفرت أكثر فأكثر، ما كل هذا الكذب؟!!
قد يكون ممكنا أن أخدع نفسى، أما ربى؟!!
ودعوته سبحانه أن يغفر للجميع ويحفظ مصر