نشرت فى الدستور
21 / 5 / 1997
لو إنى لم أولد
منذ قالها مصطفى كامل، وهى ترن فى وعيى: إنى لو لم أولد مصريا لوددت أن أكون مصريا، ووقفة التعتعة اليوم ليست عند مسألة مصرى أو إسرائيلى (والعياذ بالله)، لأنه بقدر انبهارى بمصريتى وحماسى لها، بقدر ما راجعت نفسى بأننى لو كنت فرنسيا لقلتها: إنى لو لم أولد فرنسيا .. إلخ، ناهيك عما لو كنت ألمانيا ( فوق الجميع!!)
وقد فوجئت مؤخرا أن باب “ماذا لو لم” هذا إذا ما فتح، فهو يصعب إغلاقه، فإذا بك أمام فيض هائل من المراجعات ودعنى أعرى نفسى أمامك وأخبرك ببعض ما فعلته بى هذه اللعبة:
1 – ماذا لو لم أولد مصريا، وولدت كأحد أبناء قبائل ” الهوتو”؟
2 – ماذا لو لم أقض ذلك العام (1968 – 1969) فى باريس وحيدا عنيدا، مراجعا؟
3- ماذا لو لم أزعم الإلتزام بكل هذا الإلتزام – جبنا أو عقلا – فمارست حريتى، فأثريت خبراتى؟
4- ماذا لو لم أولد مسلما، وكانت أمى إسمها”حنينة” وأبى أسمه “بطرس”؟
ولن أخبرك بالاجابات التى حلت فى وعيى ردا على هذه الكتابة ومثلها هى بعض هذه النتائج.
والآن عزيزى القارئ هل تتحمل دعوتى لك بالتدريب على هذه اللعبة مهما كانت نتائجها؟
وخاصة حين يغلبك الحماس للحكم الفوقى على آخرين يختلفون معك كثيرا أو قليلا.
ودعنا الآن نقفز سويا لنلعب هذه اللعبة فى المجال العام تاركا لك أن تلعبها وحدك مع نفسك فى مجالك الخاص (وأنت وضميرك).
خد عندك:
– ماذا لو تستعمل أمريكا حق الفيتو لصالح اسرائيل عمال على بطال؟
– ماذا لو لم يضع أثرياء العرب أموالهم فى بنوك اليهود؟
– ماذا لو لم نسمح بمرور اسرائيل فى مضايق تيران سنة 1956؟
– ماذا لو لم نعلن بلا وجه حق أن حرب 119973 هى آخر الحروب؟
وأخيرا عينى فى عينك:
ماذا لو لم تتح لى فرصة هذا العمود، فلم تقرأ أنت هذا الكلام فأرحت وأسترحت؟