نشرت فى الدستور
4 / 6 / 1997
لولوات جديدة
”لو” مدخل الشيطان، هذا إذا ما تعلقت بالماضى، كنا صغارا نداعب بعضنا البعض بعبارة سخيفة – رغم دلالتها – تقول أنه: لو زرعت “لو” فى أرض “لكن” لأنبتت “لا يمكن”، والمغزى أنه لا داعى للهرب فى “لو” بالنسبة لأحداث حدثت فى الماضى، لكننى تبينت – كما نشرت هنا – أن “لو” لا تستعمل فقط للهرب أو الندم، أو التبرير، وإنما هى قد تفيد فى التعلم وحسابات المستقبل، ومنذ استعملت “ماذا لو”، “ماذا لو لم” كأحد وسائل التعتعة، واللولوات (جمع “لو”) تراودنى .. تريد أن تحتل العامود فأتهرب منها خوفا من الشطح، أو أن تزيد التعتعة حتى الملخ.
لكننى لم أستطع أن أؤجل هذه الدفعة التى هاجمتنى فجأة من فرط الغيظ، فليتحملنى القارىء كل عدة تعتعات أن أتحفه وإياى ببعض اللولوات، وإذا زادت الجرعة فليعذرنى، فبعض ما أنقله إليه أسمعه من مرضاى، فإذا لم تعجبك عزيزى القارىء أى “لو” عليك أن تعتبرها من مصدر غير محايد، “من مرضاى !!”، خذ عندك:
- ماذا لو قبضوا على الضباط الأحرار ليلتها؟
- ماذا لو ألغوا الإمتحانات الشفهية فى كليات الطب؟
- ماذا لو صدر قرار لا رجعة فيه ولا استثناء يخير أساتذة الطب بين التفرغ 100% (بثلاثة أضعاف المرتب)، وبين العمل فى عياداتهم “100%”.
- ماذا لو منعوا سير السيارات فى وسط البلد، “مع السماح بالميكروباص الحكومى، وعربة بيجو 7 راكب للوزراء معا، مع السماح بالدراجات أيضا !!”.
- ماذا لو لبست سيدة مصر الأولى “ليست بالضرورة السيدة الفاضلة سوزان” الحجاب أو النقاب “هى حـرّة !!” وصرحت للصحف أنها – هكذا – أصبحت أقرب إلى الله “لا أكثر ولا أقل”.
- ماذا لو أجريت إختبارات ذكاء للمسئولين الكبار قبل وبعد تولى السلطة “ولا أقول بعد تركها، فهذا يحتاج إلى اختبارت آخرى”.
- ماذا لو سألك إبنك أو إبنتك نفس السؤال الذى رسمه صلاح جاهين فى أحد كاريكاتيراته، والذى أعلقه فى عيادتى ومكتبى وبيتى، السؤال يقول : “بابا … (أو: دادى) هـوه حضرتك إن شاء الله لما تموت، أنا حاورث قد إيه؟”.
- ماذا لو منـعو انتظار السيارات إلا على ناحية واحدة من الشارع تتبدل كل نصف شهر “مثل باريس”.
- ماذا لو ألغوا لجان ترقية الأساتذة، وأخذوا فى الاعتبار رأى الطلبة فى تقييم قدرات أساتذتهم للترقية.
- ماذا لو حاربنا إسرائيل الآن ودائما، وما يحدث يحدث، أحسن من هذه العيشة الذليلة؟
- ماذا لو أوقف العرب، كل العرب، شراء السلاح من الغرب، كل الغرب؟
- ماذا لو طبقت الحكومة القانون بحق وحقيق “بدءا من إغلاق المحل الذى يكتب إسمه باللغة الأخرى بحروف عربية”؟؟.