نشرة الإنسان والتطور
بقلم : يحيى الرخاوى
2001-1980
نشرة يومية من مقالات وآراء ومواقف
تعتبر امتداداً محدوداً لمجلة الإنسان والتطور
5-7-2009
السنة الثانية
العدد: 674
[بالرغم من أن اليوم هو للتدريب عن بعد، وأن المفروض أننكمل مناقشة لعبة “ياه !! دى طلعت صعبة بشكل…”
إلا أننا لظروف خاصة قاهرة أجلناها للأسبوع القادم ليحل محلها الجزء (9) من شرح على المتن: ديوان أغوار النفس، بالإضافة للثلاثاء والأربعاء كالعاده،
على أن نواصل نشر مناقشة اللعبة الأحد القادم].
الحلقة (9)
الفصل الأول
لعبة الكلام: سبع جنازات الجزء الأول (1 من 2) الكلام:
مرّ الهوَا، صفّر كإن النعش بيطلّع كلام !!
الجزء الأول من المقدمة
اللغة ليست هى الكلام، لكن الكلام يبدو أقدر الأدوات على احتوائها فى مرحلة تطور الإنسان المعاصر.
يشاع أن العلاج النفسى هو علاج بالكلام، وهذا يحتاج إلى مراجعة، وخاصة بعد أن اسْتُعمل هذا الاسم “العلاج النفسى” لما يقرب من قرن الآن، مرادفا – غالبا عند العامة -لما يسمى التحليل النفسى. المتتبع لما نشر فى النشرات هنا حتى الآن فى كل من بابىْ “التدريب عن بعد”، و“حالات وأحوال“، لا بد أن يكون قد وصله من الإشراف والعرض والمناقشات قدر غير قليل من نقد هذه المسلمات الشائعة، فلا العلاج النفسى هو التحليل النفسى، ولا العلاج النفسى هو علاج بالكلام.
وبرغم كل ذلك فإنه لا توجد وسيلة للتواصل بين البشر الحاليين أكثر اقتصادا، وأسرع احتواء للمعنى، وأقدر توصيلا إلى هدف التواصل، من الكلام،
خذ مثلا ما أفعله الأن: هذه الحروف التى أرصها بجوار بعضها لأهاجم بها “الكلام” الآخر، أليست هى نفسها كلاما مكتوبا؟، أليست حروفا مرصوصة بانتقاء تلقائى من لوحة الحسوب، حروفا تقفز فتتجاوز مع بعضها البعض دون وعى بتفاصيل ما أفعل – بعد طول مران- فتتكون الكلمات تشكل مع بعضها جملا مفيدة أحاول أن أوصل بها شجبى لمثل هذا الرص الكلامى متى كان فارغا أو معطلا؟ هل عندى وسيلة أخرى أوصل بها ما أريد توصيله؟
القضية، مثل معظم قضايا الإنسان المعاصر: تتحدى، ولا يمكن اختزالها إلا على حساب التخلى عن محاولة استيعابها،
هذه القضية بوجه خاص تواجهنا فى موقعنا هذا ونحن نحاول أن نشرح ماهية العلاج النفسى، أو بصراحة العلاج عامة، فكما أكرر دائما، كل علاج حقيقى هو علاج نفسى حتى علاجالمغص الكلوى.
نبدأ من البداية:
هل الإنسان:
حيوان ناطق؟
أم أنه حيوان عاقل؟
أم أنه حيوان يتكامل إلى ما يحتوى به تاريخه مستعملا الأحدث فالأقدم بالتبادل الإيقاعى فالجدل المتصاعد إلى ما لا نعرف (الغيب)؟ يتكامل بكل مستويات الكلام واللغة (واللغات) والمفاهيم والفكر والعقل (والعقول) ، والجسد، والوعى؟
هذه الفكرة الأخيرة هى مفتاح ما أريد أن أقدمه فى كلأعمالى خاصة ما يتصل بمهنتى عمليا
لمحة عن نمو الكلام وعلاقته بالمعنى واللغة
الكلام هو من أحدث الأدوات التى تساعد البشر على التواصل فيما بينهم لكنه ليس بالضرورة الأداة الأقدر وحدها، وما يهمنا هنا هو تحديد متى ينفصل الكلام عن تاريخ تطوره، ومتى ينفصل عن المعنى، وعن الغاية، وعن سائر وظائفه، بل وعن اللغة، ومتى يؤدى عكس وظيفته؟
(أنا أكتب هذا الشرح دون الرجوع إلى مراجع أهل الاختصاص الدقيق، إن هدفى هنا هو عملىّ تدريبّى)
- حين ينشأ الكلام عند الطفل يرتبط عادة بما تشير إليه الكلمة، حتى أنه كثيرا ما يستعمل نفس الكلمة، لتعنى معان كثيرة، وكل الفرق يكون فى التنغييم وما يصاحبه من إشارات نتيجة لحضور الموضوع (الشىء) عادة أمام حواسه، أو نتيجة لاختلاف السياق أو الموقف الذى يوجه فيه نفس الكلمة المنطوقة إلى المعنى المختلف، المثال الذى استشهد به كان طفلا – أصبح الآن جراحا كبيرا فى إنجلترا- نطق كلمة “كُرَهْ” مبكرا، ولم تكن بهذا الوضوح بل أظن أنها كانت “كوووية” ، وبدأ يطلق نفس اللفظ على عدد هائل من الأشياء، بل والأشخاص، مع تغير التنغيم والإيقاع المصاحب أحيانا بالإشارة إلى ما يريد، فهذا “كويه”، وذاك “كوووويااااه”، وتلك “كوة”، وهذه “كره” (بعد أن استطاع نطق الراء إلا قليلا)، وأعتقد أن هذه المرحلة هى نوع من الربط بين الصوت والاشارة والموضوع، فهى مرحلة التجربة والخطأ، حتى تتميز الأشياء مع اكتساب أبجدية أكثر فأكثر Denotation.
- ينفصل اللفظ عن ما يشير إليه “حالا”، ويصبح هو ذاته كيانا مستقلا، يحتوى– يتضمن- المعنى المراد، سواء حضر الشىء المراد أمامه (أمام حواسه) أم حضر فى ذاكرته أم فى وعيه، هنا يتضمن اللفظ محتواه بما يعنيه، ولعل هذه هى مرحلة التضمين،Connotation
- إن استقلال اللفظ عن موضوعه بشكل مباشر وبعد أن يصبح موضوعا فى ذاته، لا يعنى أنه ينفصل عن المعنى أو عن الغاية التى تنشأ ليؤديها، وإنما يكتسب اللفظ قدرة ذاتية، يستعملها فى وظيفته للاقتصاد، وهما المفروض أنها تتيح له تشكيل المفهوم تلو المفهوم، فى تصعيد متكامل
فإذا رجعنا إلى ذلك الطفل بعد أن أصبح جرّاحا “إنجليزيا”، ذلك الطفل الذى كان يستعمل لفظ الكرة لكل شىء تقريبا، وطلبنا منه تعريف لفظ الكرة، فقد يرجع إلى القاموس، وسوف يجد أن : “الكره: هى كل جسم مستدير، ومنه الكرة الأرضية، والكرة أداة مستديرة من الجلد ونحوه يلعب بها..(الوسيط) إلخ”، وهكذا أصبح للفظ مضمون متعارف عليه بالتحديد لإفادة الحضور العيانى لشىء بذاته حتى لو لم يوجد هذا الشىء حالاً.
فإذا انتقلنا إلى المجاز وقلنا بالعامية “الكورة اجوان” (حتىلو ترجمناها إلى الفصحى “الكرة ليست إلا أهدافا”)، فإننا لا نعنى هذا الجسم المستدير … إلخ ، كما ورد فى المعجم، وإنما نحن نتكلم عن مفهوم أكثر تعقيدا يشير إلى أنه “من لم يحرز أهدافا فى ملعب الكرة، فكأنه لم يمارس اللعب أصلا.” حتى لو تكلمنا عن “اتحاد الكرة”، فإننا نعنى معنى غير التضمين المغلق، وغير المفهوم المجازى الذى أشرنا إليه حالا، فبمجرد ان يصبح لفظ الكرة “مضافا إليه”، يختلف معناه، وهكذا.
اغتراب الكلام
مع تطور القدرة الكلامية، لابد أن تخف جرعة التركيز على ان يحمل كل لفظ كل المعنى المتضمن فيه، الذى نشأ اللفظ لاحتوائه، وهذا جيد اقتصاديا للتخفيف من عبء حضور كل المعنى فى كل اللفظ ليحتل بؤرة الوعى باستمرار، إذا أن هنا الحضور الكلى المستحيل لابد وأن يبطىء سرعة الإفادة والتواصل حتى تتعطل، ومن هنا فنحن فى حاجة مناسبة لقدر من التخفيف يحول دون تضمين كل لفظ كل معناه، وهكذا يصبح هذا التخفيف حيلة دفاعية تساعدنا على تجنب المواجهة المعطلة بالسرعة البطيئة، وأيضا يساعدنا على التخلى المشروع عن مسئولية تفعيل ما تضمنه كل كلمة من معنى يتطلب فعلا وموقفا وقرارا…. إلخ.
مثل أية آلية دفاعية، إذا ما زادت وظيفتها الدفاعية عن حاجتنا إليها تنحرف بمسار النمو أو توقفه تماما،
دعونا نتناول الآن ما يحدث للكلام إذا انحرف بالنمو عن مساره إلى ما هو زائف مغترب،
إن ما يحدث حين ينفصل الكلام أكثر فأكثر فأكثر عن مضمونه وحفزه أن يستقل عن معناه بدرجات متزايدة حتى يفقد أصول وظائفه، فبدلا من أن يصبح تبادله سعيا إلى الفهم والتفاهم، يصبح تبادله أقرب إلى الدفاعات ضد الفهم، متجاوزا المعنى المشترك المراد، فلا يعود يؤدى وظيفته المعرفية، بل يصبح عبئا على اللغة الكائن الحى، ومن ثم على الوجود البشرى المتكامل، وينقلب عائقا للنمو، ومضيعة للوقت، ومظهرا للاغتراب. الأرجح أن هذا هو ما يسمى أحيانا “طق هنك”، أو “أى كلام” أو “كلام فى الهجايص”،
(وقد عبرت اللغة الشبابية عن هذا الاغتراب بقاموس كامل لمن شاء أن يرجع إليه، حتى أننى فسرت ظهور هذه اللغة الشبابية بأنها احتجاج ضمنى على ما آل إليه حال الكلام اغترابا هكذا، واعتبرت أن هذه اللغة الجديدة المرفوضة من المؤسسات والسلطة على حد سواء، هى نوع من تنشيط حركية اللغة، تماما مثلما يقوم الشعر بتجديد اللغة، حين يعيد تشكيل الصورة بنفس الأبجدية اللفظية ليبدع لحنا مختلفا فى تشكيل جديد، وتفصيل ذلك فى مبحثى “حركية اللغة بين الشعر والشارع”.
من خلال هذا الاغتراب المتمادى تتحول الكلمات إلى أصوات ، مهما كانت هى نفس الكلمات ذات التاريخ والمعنى
كما تتحول الجمل إلى مقاطع مفككة بلا تشكيل ضام أو هادف،
ويتحول هدف الكلام إلى “تزجية للوقت”، كوسيلةدفاعية ضد الوعى الأعمق بالمعنى، فالإلزام بالفعل.
ويتحول التواصل المحتمل بالكلام الحى، إلى صفقات تسكينية قصيرة العمر.
يصدق كل ذلك فى الحياة العامة مثلما يصدق فى بعض ما يسمى العلاج النفسى، (التفريغى، التسكينى، الخدعة) وهو ما نحاول نقده هنا هكذا:
أول المتن:
مرّّ الهَوَا صفَّرْ، سِمْعِنَا الّصُوْت كإن النَّعْش بِيْطلّع كَلاَمْ:
”لأْْ..، لسّهْ..، إسْكُتْ،.. لَمْ حَصَلْ.
،سيِمَا ..، ياتَاكْسِى، .. لسَّه كام ؟”
أىّ كلام.
ألفاظْْ زينَهْ، مَسْكيَنهْْ،
بتزقْزَقْ، وتْصَوْصَوْ،
.. وِخَلاَصْ!!
من الواضح أن هذه البداية تشير إلى أمرين مما سبق شرحهما حالا فى المقدمة، فمن ناحية تعلن أن الكلام لم يعد إلا أصواتا، وأن الجسد البشرى اصبح نعشا، وأن الوجود الإنسانى اصبح موتا، فراحت الأصوات تخرج كأنها الكلام، وراح الكلام يخرج ليس إلا أصواتا.
ثم يتواصل المتن فى محاولة تفسير لماذا حدث ذلك قائلا:
المتن:
اللفظ ماتْ مِنْ ركنِتُهْ.
من لعبة العسكر وطول تخبــيـّته،
ظرف رصاص فاضى مصدى فْ علبتــه.
لما القلم سنه اتقصف؛ عملــته تلبيسه تــمــكّن ماسِكتهُْ،
واهى شخبطه.
شرح على المتن
الكلام عضو حى من أعضاء الوجود الحيوى البشرى، ومثلما يضمُرُ أى عضو نتيجة “عدم الاستعمال”، مثلما ضمرت فقرات ذيلنا وعضلاته لما توقتّف أجدادنا عن التعلق بها فى الشجر، فإن أى عضو لا يُستعمل يضمر حتى يختفى أو يكاد، كذلك الكلام إن لم يستعمل فى وظيفته الأصلية نتيجة للقهر والقمع، يضمر أو يصبح غير ما هو، لأنه يخدم غير ما نشأ من أجله.
حين يحال بين الإنسان وبين توظيف كلامه فى تأكيد ذاته، وتوصيل فكره، والإسهام فى دعم إرادته، لاتخاذ قراره وتشكيل إبداعه، ثم يطول هذا القهر والقمع، فإن كل ما يصدر من أصوات تشبه الكلام لا تكون كلاما، ويبقى الكلام الأصل كامنا بداخلنا دون تنشيط أو تدعيم، لأنه لم يعد له فائدة فى تحقيق الوجود أو دفع المسيرة على طريق النمو، هكذا يموت اللفظ فى ظلام القهر، يموت بالمنع، ثم يموت بالاستغناء، ، “اللفظ مات من ركنته، من لعبة العسكر وطول تخبيته“،
هكذا يصبح الرمز رمزا ليس إلى ما يشير إليه، وإنما إلى نفسه، وتتكاثف الرموز وتتكاثر وتزاحم بعضها بعضا، حتى تصبح عبئا على الوجود، مما يهييء للمرض النفسى وللاغتراب العقلى هربا من الاغتراب النمطى المفرغ من الوجود الحى.
هكذا يصبح الوجود البشرى هيكلا خاويا (نعشا) تتردد فيه أصوات لا تؤدى وظيفتها سواء فى إثراء الوجود، أو فى التواصل بين البشر، أو فى تشكيل الإبداع تصعيدا أو تجديدا.
المتأمل فى الألفاظ اليومية المتبادلة بين الناس قد ينزعج من عدم ترابطها الأعمق، أو من خلوها من المعنى الأصلى لها، أو من خروجها من معناها الأصلى إلى معنى آخر قد يكون نقيض الأول، خذ مثلا من يستعمل الفاظ: السلام (السلام عليكم)، والخير (صباح الخير) ولا يعنى بهما شيئا.. لا من السلام ولا من الخير.
هكذا تختفى المعانى التى كانت تحتويها الألفاظ، فيصبح اللفظ غطاء لإناء بلا محتوى، وبلا نبض يحافظ على جدته وحيويته، “ظرف رصاص فاضى مصدى ف علبته”
ومع ذلك، فلا يوجد بديل، هو هو نفس اللفظ الخاوى، هو الوسيلة الوحيدة – تقريبا- التى يمكن أن أكتب بها هذا الكلام، هو هو الأبجدية التى استعملها لأصفه هو نفسه أنه: “ظرف رصاص فاضى مصدى ف علبته”
ليكن…
لكن مازال اللفظ موجودا مهما أفزغ أو صدأ،
ومازلنا فى أمس الحاجة إليه،
وعلينا أن نواصل بما تبقى منه، لعل وعسى..
أليس هو (اللفظ، بجواره لفظ، ثم لفظ مضاف إليه لفظ …إلخ) الذى يمكننى الآن من مخاطبتك عزيزى القارئ، أليس هو الذى يعرى ما جرى له، أى ما جرى لى، أى ما جرى لك؟
أليس هو الذى جعل الشباب يرفضون ما آل إليه حال الكلام فاللغة، فاخترعوا لغتهم بنفس الحروف، ولكن بتجديد مغامر ، جعلت كل السلطات تخاف منهم، وتدمغهم وترفضهم، وهم لم يفعلوا شيئا إلا إعلان أن كلامنا قد أصبح ظرف رصاص فاضى مصدى ف علبته.
أختم يومية اليوم عند هذا الحد مقتطفا من ديوانى “سر اللعبة” (والذى كان شرحه هو الجزء الأول من هذا العمل) أقتطف نفس معنى الاغتراب الكلامى الذى بدا لى أنه كان بالفصحى أسهل، أو على الأقل أخف لسعا من نار العاميّة الملتهبة، مع أنه تكلم أيضا عن “الأحياء الموتى” قلت:
والأحياء الموتى فى صخبٍ دائمْ
ويخيل للواحد منهم أن الآخر يسمعُهُ
والأخر لا تشغله إلا نفسهْ
أو موضوعٌ آخرْ
لكن الرد الجاهز، دوما جاهز:
– ما حال الدنيا؟
= الدفع تأخر
– هل نمتَ الليلةْ؟
= الأسهم زادتْ
– كم سعر الذهب اليوم؟
= المأتم بعد العصر؟!
“والكل يدافع عن شىء لا يعرفه
بحماسٍ لا يهدأ أبدا،
وبعد
أتوقف هنا مع أننى لم أكمل المقدمة، إلى أن نلتقى الأسبوع القادم، لنقدم الجزء الثانى والأخير، ثم ندخل إلى الحالات.
وفيما يلى المتن المتبقى للشرح، وفيه نقد العلاج النفسى الكلامى (المشاع عنه أنه التحليل النفسى كما ذكرنا) ثم بعد ذلك نرى كيف تدب الحياة فى الكلمات،
متن الجزء الثانى من المقدمة:
واحدْ نايم مـِتْـصَلـْطَحْ، وعْنيه تتفرجْ:
على رسم السقفِِ وْعَلَى أفكارُو اللى بتلفْْ،
تْلِفْ،. تْلِفْ،
وكلامْْ فى كلامْْ .. هاتَكْ يا كَلاْم. يا حرامْْ!!
والتانىِ قاعِدْلِى وَرَاه، على كرسى مـدَهَّبْ.
قلبه الأبيض طيّب. وسَماعُهْ لَمْ يِتْـعيــِّبْ،
عمال بيفسَّرْ أحْلاَمْ
وصاحبنا يرص فْ أوهام،
وعُقـدْ، ومركَّب، و”المكتوب”
وقدَرْ”،وحكاوِى، وْصَفّ ذْنوب.
وأخينا شَفَايفُهْ قِفْل رْصاص،
وِوْدانُهْ يا خويا شريطْ حسَّاسْ.
يِسَمعْ حكاياتْ .. حكاياتْْ،
وتمرّ ساعاتْ وساعاتْْ،
(ما أَظنّشْْ أَيوبْْ ماتْ).
”إٍشى عدّى البحر ولا اتْبَلِّش”؟؟
”قالَّك: إٍلعجل فْ بطن امه”!!
أرْزَاقْ ..!
وخلايق لابْسَه الوِشّ زْوَاقْ.
ثم يصحو الكلام
وسياق آخر وعلاج آخر:
اللفظ قام من رَقْدِتُـه.
ربك كريم يِنْفُخْ فى صُورْتُه ومَعْنِتُه.
يرجع يغنى الطِّير عَلَى فْروعِ الشَّجَرْ.
ويقول “يارب”،
وتجيله ردَ الدعْوَهْ مِنْ قَلْبُه الرِّطِبّ.
……
ألفاظ بتهِزّ الكُونْ،
وبتضربْْ فى المَلْيَانْ،
وتغّير طَعْمِ الضِّحْكَةْ،
وتشع النُّورْ مِا الضَّلمَهْ،
وبتفضَحْ كِدْب السَّاكِتْ،
وبْتِفْقِسْ كل جَبَانْ.
شرح على المتن:
(الجزء الثانى من المقدمة)
الأسبوع القادم