يحيى الرخاوى طبيب نفسى
“يوميا” الإنسان والتطور
6-5-2008
العدد: 249
تجربة جديدة :
لعبة الطيبة بين أصدقاء الموقع (1 – 2)
مقدمة:
كلمة “طيب” من الصفات حسنة السمعة، لكنها صفة ملتبسة لاتُفهم – بحقها- إلا فى سياقها، بل إنها أحيانا، فى نفس السياق، قد تفهم بأكثر من معنى عند أكثر من مستمع أو متلق فى نفس الوقت.
نبدأ بأمثلة لورُودها فى سياقات مختلفة بالعامية والعربية.
1) سيبه ما تدقش عليه أصله “طيب”.
2) لا .. لا .. دا ما يعملش كده، أنا عارفه، دا طيب جدا.
3) كل سنة وانت طيب (فى الأعياد)
4) كل سنة وأنت طيب، يا راجل يا طيب (أغنية صباح)
5) “الطيبون للطيبات” صدق الله العظيم
6) الشعب المصرى شعب طيب
7) أنا عمرى ما حابقى طيب تانى
8) “كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء” صدق الله العظيم
9) البنت دى: من أصل طيب
10) (ونختم بأغنية من أغانى) رحلات الشقاوة، زمان:
أتوبيس الرحلات يتمايل والطلبة والطالبات يصفقون مع أغنية مرحة، ثم يفسد المذياع ويتوقف، فيبدأون المداعبة، وتقع الفريسة تلو الأخرى فى “ملقف” الطيبة:
يقول الحادى : فلان ده طيب
يرد الجميع (تقريبا): دا لا هو طيب ولا حاجة دا اهبل وعبيط
فيؤكد الحادى: والله دا طيب
فيرد الكورس: دا لا هو طيب ولا حاجة دا اهبل وعبيط
وريالته نازله على صدره أربع قراريط
فيعود الحادى: والله العظيم باقولكم طيب
فيرد الكورس: …. الخ
هل رأيتم مدى ذكاء الوعى الشعبى وهو ينقد قيمة ملتبسة، برغم حدة السخرية التى لا يخففها إلا أن تستعمل نفس الأغنية لزعيم الرحلة أو حتى المشرف، وليس فقط لصديق يبدو عليه الهدوء فيسلخه الأشقياء بقدر ما يحبونه.
تجربة جديدة:
حين طرحنا هذه اللعبة على أصدقاء الموقع دون أن نطرح أو نناقش – حتى الآن- ما دار عنها “لعبة الطيبة” فى البرنامج (المسجل صوت وصورة أيضا فى الموقع)، لم أكن أتوقع أن تصلنى هذه المبادرات الصادقة والطيبة بهذا العدد، وقد نشرت نصها فى بريد الجمعة 25-4-2008 دون تعليق تقريبا، ووعدت آنذاك أن أرجع لمناقشة الاستجابات فى برنامج قناة النيل الثقافية.
لكننى عدت لاستجابات الأصدقاء زوار الموقع وأعدت ترتيبها كنظام البرنامج، فوجدت فيها ما يستأهل وقفة مستقلة، ذلك أننى كنت قد خشيت أن أعقب على استجابة كل صديق أو صديقة على حدة فأبدو وكأننى أقرأه شخصيا، وأفسره، (أحلله!!) وهذا مرفوض من جانبى تماما (حتى فى النقد الأدبى) لكننى وجدت أننى لو تناولت المسألة لعبة لعبة وقد بلغ العدد سبعة أصدقاء، وصديقات، فإننى سأتعامل مع القيمة التى نود تناولها وسبر أغوارها: هدف هذه النشرة، وهذا الموقع، و مثل هذه اللعبة .
وفى انتظار رأيكم فى هذه المحاولة أرجو أن يكون فى اجتهادى هكذا بعض ما يفيد ،
وسوف ننشر الاستجابات على حلقتين: حتى نستوعبها ببطء
هذا أفضل .
اللعبه الاولى
انا يتهيأ لي كل واحد بيفتكر نفسه طيب، دا انا شايفة اني …….
د. أميمة: انا يتهيأ لي كل واحد بيفتكر نفسه طيب، دا انا شايفة اني طيبة جدا .
أ. ريم: انا يتهيأ لي كل واحد بيفتكر نفسه طيب، دا انا شايفه اني مش طيبه خالص
د. مشيرة: انا يتهيأ لي كل واحد بيفتكر نفسه طيب، دا انا شايف ان الطيبة دي وش أنا لابساه على طول
د. ماجدة صالح: انا يتهيأ لي كل واحد بيفتكر نفسه طيب، دا انا شايفه اني لا طيبة ولا حاجة.
د. مدحت: أنا يتهيأ لى كل واحد بيفتكر نفسه طيب, دا انا شايف إنى طيب قوى قوى قوي
د. أسامة عرفة: انا يتهيألى كل واحد بيفتكر نفسه طيب، دا انا شايف انى برضه كده ممكن أكون طيب.
أ. رامى عادل: انا بيتهيالى كل واحد شايف نفسه طيب دنا بيتهيألى إنى مجرم
المناقشة:
لم تتردد د.أميمة ود.مدحت فى قبول ما يظنه كل واحد فى نفسه على أنه طيب، أكدا هذا بشكل مبالغ فيه الاحتمال “أنا شايفه إنى طيبة جدا”& “أنا شايف إنى طيب قوى قوى قوى“
ذهبت ريم ود. مشيرة ، د. ماجدة إلى الناحية الأخرى تماما “أنا شايفه إنى مش طيبة خالص”& “أنا شايفه إن الطيبة دى وش أنا لابساه على طول” & “أنا شايفه إنى لا طيبة ولا حاجة” على التوالى.
أما رامى فأعلنها صريحة هذه الناحية أيضا “أنا بيتهيألى انى مجرم”.
د.أسامة هو الذى لم يندفع – ربما كعادته الرزينة- فى هذا الاتجاه أو ذاك فترك الأمر محتملا: “برضه كده ممكن أكون طيب“.
بصفة عامة نلاحظ أن هذه الاستجابات
- تعلن بكل وضوح أن صفة طيب تحمل معان مختلفة حتى عكس بعضها أحيانا.
- وأن بصيرة كل منا تختلف عن الآخر حسب رنين الكلمة لحظة نطقها، أو فى سياق استعمالها.
- كما أن هذه الإستجابات المبدئية ونحن مازلنا فى اللعبة الأولى، ليست هى نهاية المطاف كما سيبدو فى اللعبات التالية.
- فيحتمل أن من مّالّ (أو نبه نفسه) إلى اثبات أو نفى الصفة قد يتضح له، أو لنا، أنه ليس بالضرورة كذلك، فقد يثبت كيف أنه طيب أكثر، وربما كان فى البداية يرفض ما شاع عن الكلمة، وأنه لم يرفض الطيبة، وإنما تنبه من بداية اللعبة أن ذلك “ كل واحد فاكر نفسه طيب“، بالتالى بدا أن هذا هو مالا يوافق عليه، وبالتالى جاء النفى (ربما حتى يزداد طيبة).
- كما أن الذى أقر أنه رأى نفسه طيب “جدا” و”قوى” – فباعتبار إجاباته التالية ربما يثبت أنه قد رجح أمله (تفكيرا آملا)، أن يكون طيبا كما يرى الطيبة الحقيقية وليس مجرد “بيفتكر نفسه طيب“.
- أما د. أسامة فحلال عليه حساباته الهادئة الرزينة.
- أما رامى فقد بدا لى أنه يحمى نفسه من الإجرام بإعلانه هكذا صراحة ليظهر لنفسه مشروع اجرامه فى الضوء، فيتحمل مسئوليتة، فيكون أطيب.
*****
اللعبة الثانية
انا حاسة إني لو بقيت طيبة اكتر من كده حلاقي نفسى…..
د. أميمة :انا حاسة إني لو بقيت طيبة اكتر من كده حلاقي نفسي عبيطة .
أ. ريم: انا حاسس إني لو أبقي طيب اكتر من كده حلاقي نفسي بانداس بالجزم اكتر من كده
د. مشيرة: انا حاسس إني لو أبقي طيب اكتر من كده حلاقي نفسي ضعت
د. ماجدة صالح: انا حاسس إني لو أبقي طيب اكتر من كده حلاقي نفسي حقى متِّاكل.
د. مدحت: أنا حاسس إنى لو أبقى طيب أكتر من كده حلاقى نفسى باتباع وبتْشِرى وأجيب لى بردعة
د. أسامة عرفة: انا حاسس إنى لو أبقى طيب اكتر من كده حلاقى نفسى إما ملاك أو مستباح…..
أ. رامى عادل: انا متهيالى انى لو بقيت طيب اكتر مكن كده هاخد بالجزمه
المناقشة:
(أتفق الجميع دون استثناء فى اتجاه إجاباتهم) سرقت هذه اللعبة كل الأصدقاء والصديقات:
- أقر الجميع أنه طيب (بدرجة كافية!) بْل بأقصى ما عنده، ربما أكثر مما ينبغى
- رفض الجميع أن تزداد جرعة طيبته عن ما هى عليه (أكثر من كده)
- تفاوتت مخاوف زيادة الجرعة (أكثر من كده) لكنها كلها جاءت ذات دلالة تكمل بعضها بعضا “حلاقى نفسى عبيطه& حلاقى نفسى بانداس بالجزم أكثر من كده& حلاقى نفسى ضِعْت& حلاقى نفسى حقى متاكل& حلاقى نفسى باتباع وبتْشِرى واجيب لى بردعة& حلاقى نفسى إما ملاك مستباح & حاخد بالجزمة”.
لاحظ أن د. أسامة قد وزن الأمر باحتمال آخر غير أنه سيجد نفسه “مستباحا” بأنه قد يجد نفسه إما.. أو … مستباحا أو ملاكا، فتأكد موقفه المتوازن مرة أخرى.
فإذا قارنا هذا الإقرار الضمنى بالاعتراف بالطيبة “المبالغ فيه عند البعض” (اللعبة الأولى) فكيف نفسر موقف الذين نفوا هذه الصفة نفيا قاطعا فى اللعبة الأولى أيضا؟ “مش طيبة خالص & دا وشّ وأنا لابساه & “ولا طيبة ولا حاجة”& “مجرم؟!”.
هناك احتمالان: الاحتمال الأول: أن الرفض فى اللعبة الأولى كان رفضا لادعاء الطيبة أو إعلانه كلاماً، أو الإصرار على تميزنا بها دون تحمل مسئوليتها،
فاللعبة تبدأ “أنا يتهيألى كل واحد بيفتكر نفسه طيب”، وليس مثلا: “أنا أعتقد إنى.. …”.
الاحتمال الثانى: هو أن صفة الطيبة فى اللعبة الأولى قد وقعت (فى هذا السياق) فى موقف مختلف تماما عن موقعها فى اللعبة الثانية، التى بدأت بتحريك الجانب الطيب إثباتا وتدعيما، وبدرجة كافية، فأقرها الجميع دون إدعاء.
ألا يمكن أن نفترض من ذلك أن الطيبة هى الأصل، وأن الخوف منها أو من إدعائها، هو خوف من تزايد جرعتها حتى يساء فهمها من الآخرين، أو حتى يظهر جانبها السلبى دون تحفظ؟
*****
اللعبه الثالثة
انا ما باحبش حد يقول علىّ طيبة وهو مش عارفني، ….
د. أميمة: انا ما باحبش حد يقول علىّ طيبة وهو مش عارفني، … مش يمكن يقصد إنى عبيطة .
أ. ريم: انا ما باحبش حد يقول علىّ طيب وهو مش عارفني، اصله مش ممكن يقولي كده لله في لله
د. مشيرة: انا ما باحبش حد يقول علىّ طيب وهو مش عارفني، … مش يمكن بامثل
د. ماجدة صالح: انا ما باحبش حد يقول علىّ طيب وهو مش عارفني، مش يمكن يكون بيشتمنى.
أ. مدحت: أنا محبش حد يقول على طيب و هو مش عارفنى ، مش يمكن مش شايفني
د. أسامة عرفة: انا ما باحبش حد يقول علىّ طيب وهو مش عارفنى، … مش يمكن ننخدع احنا الاثنين……..
أ. رامى عادل: انا ماباحبش حد يقول علىّ طيب وهو مش عارفنى مش يمكن انا أخبث من اللى خلِّفوه
المناقشة:
بدأ هنا أن شرط العلاقة الصادقة أو الحكم الموضوعى هو درجة كافية من رؤيتنا لبعضنا البعض، ربما لهذا كنت ومازلت أؤكد أن “حق الشوفان”، أن يرانى “آخر” بما هو “أنا“، هو بداية الاعتراف بوجودى، وبالتالى بداية السماح بقبول أن يحكم أحدنا على الآخر بما هو، وليس بما يتمناه أو يتخيله أو يتوقعه أو يحتاجه .
هذا الشوفان هو من أصعب ما يمكن، ولا يقدر على القدرة إلا الله،
لأنك كلما رأيت طبقة واقتربت أكثر من “الآخر” مهما كان قربه تعود ترى طبقة أخرى فتبتعد لتقترب،
أو تقترب لتتأكد ثم تبتعد لتقترب،
وهكذا
هذا فقط هو الذى يعطى معنى حركيا حيويا للعلاقة البشرية المتجددة،
لا أحد يمكن أن يرى الآخر “كله” بطبقاته وظاهره وباطنه طول الوقت،
والبديل ليس هو أن ترى ما تريد أو ما ترفض دون الباقى، وإلا سنستعمل بعضنا البعض كأدوية الجلد (تستعمل من الظاهر)، أو كتصبيرة الاحتياج (لا يتعاطى إلا عند اللزوم).
هذه اللعبة وضعت شرط “الشوفان” أساسا لقبول حكم آخر عليك بأنك طيب (بكل ما فيك من شر وعيوب ونقائص)، وإلا فقد يكون وصفه لك بهذه الصفة هو بغرض أن يستعملك كما ظهر هنا أحيانا (فيما بعد)، أو لعله يقولها ليهملك أو ربما ينفخ فيك..الخ
وبرغم صعوبة شرط الشوفان هذا الذى لا يظهر على السطح فى تعاملاتنا العادية، فقد قبله جميع الأصدقاء بترحيب على أنه شرط ضرورى وأساسى لقبول رأى الآخر فيه، بالنسبة لإمكان احترام وصفه لنا عشوائيا “بالطيبة” دون أن يرى الآخر حقيقة وفعلا أو دون أن يرى بقيته أو أن يراه كله .
ومع ذلك فلم يتفق الجميع على مَنْ يقع اللوم: على من أطلق صفة الطيبة “دون أن يرى” بدرجة كافية، سواء بغرض أخبث “مش ممكن يقولى كده لله فى الله” (أ. ريم) أو بجهل سطحى أو خبث عكسى: “مش يمكن يقصد إنى عبيطه”(د.أميمة) “مش يمكن يكون بيشتمنى” (د. ماجدة)،
على الناحية الأخرى لام بعضهم نفسه باعتبار أنه المسئول – ولو جزئيا- عن أن الآخر لم يره “مش يمكن بامثل”. (د.مشيرة) “مش يمكن أنا أخبث من اللى خلفوه (رامى)”.
د. مدحت جاء ردّه ليساوى بين “مش عارفنى” & “مش شايفنى“،
أما د. اسامة فقد وضع احتمال اللوم على الاثنين توازنا حكيما كالعادة “ممكن نتخدع احنا الاثنين”.
*****
اللعبه الرابعة
لأ بقي !!! كفايه طيبه وهبـَل، ده انا الود وِدِّي …..
د. أميمة: لأ بقي !!! كفايه طيبه وهبـَل، ده انا الود ودي أفهّمهم معنى الطيبة إيه
أ. ريم: لأ بقي !!! كفايه طيبه وهبـَل، ده انا الود ودي انزل ضرب في كل الناس اللي في الشارع
د.مشيرة: لأ بقي !!! كفايه طيبه وهبـَل، ده انا الود ودي أطيح فيكوا كلكم
د. ماجدة صالح: لأ بقي !!! كفايه طيبه وهبـَل، ده انا الود ودي أطيح فى اللى قدامى.
د. مدحت: لأ بقى !!! كفايه طيبه وهبل, دا انا الود ودى أطلّع أيمْان كل واحد أذاني
د. أسامة عرفة: لأ بقى !!! كفايه طيبه وهبـَل، ده انا الود ودى أدى ناس كتيرعلى دماغها……
أ.رامى عادل: لا بقى كفايه طيبه وهبل دنا الود ودى اقطع نفسى
المناقشة:
يبدو أن هذه اللعبة قد استدرجت المشاركين والمشاركات إلى الانتباه إلى ايقاف تدفق جرعة الطيبة التى اتفق –تقريبا- على احتمال وجودها تلقائيا عند الجميع فى اللعبة الثانية، أو حتى إلى محاولة إنقاصها، أو ربما نفى الطيبة المرادفة “للهبَلْ” بالذات وليس كل الطيبة.
ما إن سُمِح للارادة أن تتخذ موقفا لضبط الجرعة، أو تحدد نوع الطيبة، حتى انطلق الأغلب لأخذ حقهم رفضا للسلبية، أو استردادا لحق، أو أخذا بثأر.
بعضهم ترك العنان لنفسه ليهجم على الجميع، “انزل ضرب فى كل الناس اللى فى الشارع” (ريم) أطيح فيكو كلكم (مشيرة) أطيح فى اللى قدامى (ماجدة).
البعض حدد انطلاقة تلقائية ليأخذ حقه .. “أطلّع أيْمان” من أذاه فحسب (مدحت)
أما د.أميمة فيبدو أنها أخذت على عاقتها مهمهة فصل “الَهَبل” عن الطيبة “أفهّمهم معنى الطيبة إيه”،
فى حين بدا د.أسامة انتقائيا مشفقا وكأنه اكتفى بقرص آذان البعض مع أنه استعمل “ادى ناس كتير على دماغها ولكن هذا ما وصلنى الآن.
وأخيرا فأنا لا أعرف لماذا سوف يقطع، رامى نفسه، إذا كف عن الطيبة الهبل.
*****
اللعبه الخامسة
انا مش متصور حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، عشان كده أنا ……..
د. أميمة: انا مش متصورة حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، عشان كده أنا ما بحبش حد يقول علىّ طيبة .
أ. ريم: انا مش متصور حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، عشان كده أنا مبحبش حد يقول عليا طيبه
د. مشيرة: انا مش متصور حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، عشان كده أنا حاسه اني بخبي ضعفي بالطيبة دي
د. ماجدة صالح: انا مش متصور حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، عشان كده أنا طيبتى هى مصدر قوتى أحيانا.
د. مدحت: أنا مش متصور حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، أنا عشان كده أنا اتوصف بأنى قليل الحيلة
د. أسامة عرفة: انا مش متصور حد ضعيف ممكن يتوصف بأنه طيب، عشان كده أنا لازم أراجع نفسى فى التصور ده مش يمكن يكون برضه طيب…….
أ. رامى عادل: انا مش متصور حد ضعيف يقولوا عليه طيب انا كده ضعيف
المناقشة:
يبدو أن هذه اللعبة حاولت أن تفصل الطيبة الإيجابية عن صفة الضعف، (الذى قد يشير إليه الهبل بمعنى سهولة الاستعباط) الذى ورد فى اللعبة السابقة، لعلها تتيح لنا الفرصة لاسترداد حق الطيبة بمعنى آخر، بعيدا عن السلبية أو الضعف، بل سرعان ما سنرى كيف أن الضعف هو نقيض الطيبة الحقيقية .
وبعد
اللعبة – ربما مثل أغلب الألعاب- بها استدراج “حقيقى”، ولكن الاستجابات أظهرت أبعد مما بدا أن اللعبة تستدرج المشاركين إليه، مثلا:
- حين رفضت د. أميمة وريم أن توصف أى منهما بأنها طيبة أصلا، خشية أن تختلط الطيبة بالضعف، وربما استغنت كل منهما عن أن توصف بالطيبة، مفضلة أن تتصف هى بنفسها لنفسها بما تراه طيبة دون ضعف، فعلاً، لا إعلاناً.
- حين اعترف كل من د. مدحت ورامى بقلة الحيلة وبالضعف، ربما كمتلازمة أساسية مع الطيبة فربما أخذ كل منهما بالمخاطرة ورضيا بهاتين الصفتين حتى لا يتنازلا عما وراءهما.
- حين كشفت د. مشيرة عن تداخل من نوع آخر بين الطيبة والضعف، وكأنها إذ تبدو ضعيفة بإرادتها، يصبح الضعف غطاء للطيبة وليس مرادفا لها، ومن ثَمَّ تكون الطيبة شيئا آخر، ربما أقوى وربما أعمق،
- من هذا المنطلق ربما نفهم أكثر استجابتها فى اللعبة الثالثة “مش يمكن بامثل” فلعلها تمثل الضعف الذى قد يطلقون عليه طيبة، فى حين تحتفظ لنفسها بحق ممارسة الطيبة القوية .
- د. أسامة بدا متسامحا كعادته، أكثر من اللازم فى رأيى (ربما).
- أما د. ماجدة صالح فقد ألقت كره مضيئة، آهٍ لو أمكن الاستثارة بها فى الحياة الواقعية “أنا طيبتى هى مصدر قوتى” ياليت يا شيخه، ثم أشكرك على انتباهك وإضافة “أحيانا”.
وإلى الغد، نكمل اللعبات الخمس الأخرى.