الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: مقدمة في العلاج الجمعى “من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق: الفصل الخامس: “جدل العقول وحركية تخليق الوعى الجمعى”

كتاب: مقدمة في العلاج الجمعى “من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق: الفصل الخامس: “جدل العقول وحركية تخليق الوعى الجمعى”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 8-11-2020

السنة الرابعة عشر

العدد:   4817

   كتاب: مقدمة في العلاج الجمعى  

 “من ذكاء الجماد إلى  رحاب المطلق” (1) 

الفصل الخامس:

“جدل العقول وحركية تخليق الوعى الجمعى”

العلاج الجمعى لا علاقة له بالعقل الجماعى

النقلة من الاكتفاء الذاتى والترابطات الثنائية إلى الانتماء إلى “الوعى الجمعى” نقلة من أدق وأهم ما يُوَاجَه به الوعى البشرى على مسار تطوره حتى الآن، ويبدو أن العلاج الجمعى، ومثله، يمكن أن يكون السبيل لتصحيح كثير من مفاهيم ما يسمى علم النفس الاجتماعى، أو حتى علم النفس الجمعى، ذلك أننى حين رحت أبحث عن ما يسمى “ذات الجماعة ” Group Ego، فوجئت بأن ما يذكر فى هذا الصدد أغلبه دراسات ومواصفات عن ما يمكن أن يسمى سيكولوجية العامة، أو سيكولوجية التجمعات أو سيكولوجية القطيع، وأخص بالذكر كتاب سيجموند فرويد عن علم النفس الاجتماعى وتحليل “الذات” (2) مع إشارات قوية لماك دوجال، المهم فى كل هذا أن هذا التوجه كان مهما بالنسبة لى حيث وصلنى منه غير ما نمارسه نحن فى العلاج الجمعى تماما، ذلك أنه وصلنى أن التركيز فى مثل هذه التخصصات كان على وصف ما يحدث من إلغاء التميّز الفردى (أو العقل الفردى، أو الذكاء الفردى، أو التفرد الذاتى) لحساب تحريك جموعى انفعالى نكوصى ضعيف الكف قصير النظر.

حين رحت أتأمل هذه الصورة مع تقارب الاسم Group mind انتبهت إلى الفرق الشاسع حتى العكس تقريبا بين ما نطلق عليه الوعى الجمعى Collective Consciousness، وهو الأسم الذى شبهته (قبل أن اطلع على هذه الاستعمالات الباكرة) بـ “ذات الجماعة”، وإذا بالمسألة غير ذلك، ومن هنا وجدت لزاما على أن أبين ما وصلنى من طبيعة هذا الاختلاف بشكل مبدئى وأساسى وجوهرى:

هذا وقد اختلفت مع “يالوم” (3) فى اعتبار “التقليد” (الأسلوب المحاكاتى ص 109) من العوامل العلاجية إلا بدرجة طفيفة مؤقتة وعابرة، كنت متوجسا من تصور أن هذا التقليد قد يُفهم على أنه إسهام فى تخليق الوعى الجماعى الذى أشرت إليه: فرفضت التسليم غير ا%8