نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 9-2-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5275
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه (1)
الكتاب الثانى الحالات: من (41) إلى (60)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (45) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!
****
الحالة: (45)
ماذا عن تداخل السياسية فى العلاج؟ (2)
د. عبد العال أحمد: …. المشكلة بتاعة البنت دى بدأت بالنسبه لها لما اكتشفتْ فى يوم عيد ميلادها إن عندها 35 سنة، هى مش متجوزه، هى آنسة يعنى، فبدأت تعيد حسابتها فى كل حاجه، فعلا فى كل حاجة، فى الفرص اللى ضاعت عليها، وفيه فرص كتير قوى هى اللى ضيعتها بإيديها،
المشكلة التانية إن هى شغاله فى السفارة الإسرائيلية وده من ضمن إعادة الحسابات لدرجة إنها فى الفترة ديه بتفكر تسيب الشغل، شايفه إن اللى هى بتعمله غلط هى مابتعرفش تقول للناس إن هى بتشتغل فين، يعنى طول الوقت بتخبى إن هى شغاله فى السفارة الإسرائيليه، وحاسه إن ده متناقض مع التوجهات العامة فى مصر، فهى مزنوقه فى الحته ديه جامد ، خصوصا إن فيه مقابل مادى كويس يعنى
د. يحيى: إنت قدمتها هنا قبل كده ، أنا يتهيألى لى كده
د. عبد العال أحمد: لأه ماقدمتهاش، …..،…..، لأه قدمتها بس مش علشان المشكله ديه
د. يحيى: يبقى قدمتها
د. عبد العال أحمد: آه قدمتها هنا
د. يحيى: مشكلة إيه الى قدمتها بيها قبل كده
د. عبد العال أحمد: المشكلة إن هى كان عندها موضوع القطط، كان عندها قطط مرتبطه بيها جداً، وكانت حالة صدام حسين ومشاعرها تجاهه موضوع المرة اللى فاتت
د. يحيى: قدمتها من حوالى أد إيه؟
د. عبد العال أحمد: قدمتها من حوالى يمكن أربع شهور
د. يحيى: أيوه كده، تفتكر نسيت ليه ؟
د. عبد العال أحمد: يمكن علشان المشكلة اختلفت، المشكله الأولانية كانت حوالين علاقتها بصدام حسين كمثل أو بطل، كانت علاقه غريبة، كانت فى الفترة ديه ليها علاقه بافكار وطنيه خاصه بيها، بس الصعوبة كانت على مستوى الفكر، مش الفعل، اللى مصعـّـب الدنيا دلوقتى إن هى عاوزه تسيب الشغل بشكل جامد؟ مش مستحمله خالص
د. يحيى: علشان المجتمع والكلام ده ؟
د. عبد العال أحمد: آه،.. وإن هى شغلتها تعتبر ضد افكارها، وعشان المجتمع برضه
د. يحيى: علشان أنهى مجتمع، البنت دى باين عليها جدعه بطريقتها الخاصة، بتفكر فى ناحية، وماعندهاش مانع تشتغل الناحية الثانية، وبرضه بتخبّى على نفسها حاجات مؤلمة، تفاجـَـأ بيها فى عيد ميلادها، تروح واقفة مقررة إنه مش كده … وتعمم الموقف على كلُّهُ.
د. عبد العال أحمد: هى عاوزه تغير كل حاجه بقى، الظاهر ساعة ما اكتشفت إنها وصلت للسن دى قررت، تغير كل حاجة ومن ضمنها حتى الشغل، وده خلى الشغل بقى دلوقتى أزمة بالنسبة لها
د. يحيى: ده نتيجه للعلاج ولا مالهوش دعوه بالعلاج؟
د. عبد العال أحمد: متهيأ لى مع العلاج، آه لأن هى كانت الأول الدنيا متظبطه تبع حساباتها هى الخاصة، وتبع ثقافتها هى الخاصة، مالهاش علاقه بالناس خالص ماكانش فيه حتى أى قصة حب فى حياتها، هو كان صدام حسين هوه اللى كانت بتحبه من بدرى، وهى طلعت من إعدادى بتحب الشخصيه ديه، وكل طموحاتها إن هى تكتب فى الصحافة
د. يحيى: إيه اللى فى شخصية صدام حسين خلاها تحبه يعنى؟
د. عبد العال أحمد: هى كانت مرتبطه بيه جدا، وعاملة له صورة رسمتها له بنفسها، دلوقتى ده بدأ يتهز، إحنا إشتغلنا فى ده كتير جداً برضه، وإن فيه فرق بين الخيال وبين الواقع الحقيقى اللى بنبتدى نعيشه معاها دلوقتى وكده، بس بشكل مختلف يعنى أنا فى الجلسات وريتها حاجات، واختلفنا، وهى بتقبل شوية شوية الرأى الآخر خصوصا فى السياسة
د. يحيى: إحنا فى جلسات العلاج ما بنتكلمش فى السياسه قوى إلا على قد ما العيان يفتحها فى حدود المهنة ومؤشرات ومحكات التقدم فى العلاج
د. عبد العال أحمد: آه، بس برضه بصراحة أنا شفت إنى متعاطف معاها، خصوصا بعد اللى حصل لصدام، هى زادت شفقة عليه وتعاطف معاه، وساعات بتقول إن ده: عزيز قومٍ ذل
د. يحيى: ذل؟ ما هو يا ما أذلّ، مش ده المهم
د. عبد العال أحمد: آه، بس المشاعر مشاعر، أنا نفسى لما شفته فى نهايته يعنى، وصورته، وحزنه بعد ما أولاده ماتوا، ما هو بنى أدم برضه، وما تجيش على إيدين ولاد الكلب دول.
د. يحيى: عندك حق، بس المهم إنت لازم تربط مشاعرها اللى شكلها سياسى كده، بسنها، يعنى تبدأ المشاعر دى فى إعدادى ماشى، إنما تفضل لحد سن 35، إنت ممكن تربط كل ده بفرص جوازها، بالمفاجأة اللى حصلت يوم عيد ميلادها وبرضه ماتنساش حكاية القطط اللى ناقشناها فى حالتها المرة اللى فاتت، مشاعرنا احنا مع صدام حسين أو ضده خليها على جنب
د. عبد العال أحمد: يعنى إيه؟
د. يحيى: يعنى زى مايكون البنية دى بتعمل علاقات من جانب واحد، مافيش “آخر” حقيقى تأخد وتدى معاه، علاقاتها إما مع حيوانات أليفة زى القطط مافيش معاها فرصة للحوار أو الاختلاف، وإما مع صورة لبطل أسطورى بغض النظر عن واقعه السياسى أو الأخلاقى
د. عبد العال أحمد: ……، يمكن،…. تقريبا كده ..
د. يحيى: هو صدام حسين ابن كلب وكل حاجة، إنما ما هو بوش أوسخ، يمكن بتحب صدام بالغيظة فى بوش، المهم هى عملت صورة فى خيالها لراجل مهم وله صفات معينة، وقوى، وهات يا حب ، المسألة لا هى سياسة ولا يحزنون، ربما يكون ده، جزء من سبب تعطيل جوازها
د. عبد العال أحمد: إزاى؟
د. يحيى: يعنى كل ما يتقدم لها بنى آدم راجل لحم ودم، أظن بتقيسه بالصورة التانيه اللى فى مخها سواء كان صدام أو غير صدام.
د. عبد العال أحمد: بس كده احنا قلبنا السياسة طب وعلاج
د. يحيى: مش أحسن ما نقلب العلاج سياسة خلينا فى الطب والعلاج
د. عبد العال أحمد: هى كانت بتعمل حاجه غريبه تانيه بعد ما اشتغلنا فى حكاية صدام حسين إن هى مثلاً عرفت تاريخ وفاة الملك فاروق بتروح تودى ورد وتحطه جنب قصر عابدين مثلا
د. يحيى: أهى ديه مالهاش دعوه بصدام حسين ظاهريا، مع أنها من عمق معين تلاقيها نفس الحكاية، ما هو ده برضه دليل إضافى على حاجتها إنها تتعلق برمز أو صورة، غير واقعية والسلام، ملك، دكتاتور، قطط، المهم تغنيها عن الناس اللى بحق وحقيق، ويمكن عن الرجالة بالذات.
د. عبد العال أحمد: يعنى هى بعد صدام حسين حاولت تاخذ رمز تانى، فبقت تروح للملك فاروق؟
د. يحيى: أنا حضرت الملك فاروق شخصيا، كنا بنحبه واحنا عيال، ونهتف بحياته فى طابور الصباح، يمكن اللى فكّرها بيه هو المسلسل الأخير
د. عبد العال أحمد: مش قوى، أنا كل اللى أنا عاوز أقوله إنها كانت بتأخذ ورد لقبر الملك فاروق كل سنة بعد ما بطلت تتكلم فى صدام حسين، فأنا ماوافقتش على ده، وهى بطـّـلت
د. يحيى: أنا شايف إن علاجك معاها عمل نقلة كويسة، بس باين إنها حاتطلع مجرد نقلة على الوش التانى، مش حركة حقيقيه.
د. عبد العال أحمد: المصيبة دلوقتى حكاية التفكير فى الاستقالة.
د. يحيى: هى بتاخذ كام
د. عبد العال أحمد: بتأخذ حوالى أربع ألاف جنيه
د. يحيى: حاتلاقيهم فين دول دلوقتى، وانت بتاخد كام؟
د. عبد العال أحمد: ما بلاش فضايح، أهى مستورة.
د. يحيى: أنا خايف لتكون مشاعرك الوطنية وصلتها وهى دى اللى خلتها تراجع نفسها إنها تكمل تشتغل فى السفارة دى، ويمكن ده هوّه اللى خلاها تقلق وتفكر تسيبها
د. عبد العال أحمد: يمكن، أنا شخصيا ما أقبلشى حد من أهلى يشتغل عندهم.
د. يحيى: قصدك مراتك أو أختك؟
د. عبد العال أحمد: مراتى أو أختى أو أى حد مش حاوافق إن هى تشتغل فى مكان زى ده.
د. يحيى: تخاف عليها؟ ولا تخاف من ربنا؟ ولا تخاف من المجتمع؟ ولأ تخاف من إيه؟
د. عبد العال أحمد: من اللى إحنا إتربينا عليه، يعنى جوانا من ناحية إسرائيل لأّه يعنى لأه، وهى لمحت لى إن الظاهر بياخدوا منها معلومات وهيه مش واخده بالها.
د.يحيى: كل شىء جايز، أنا شخصيا بيتهيأ لى إنى ما قدرشى استحمل اشوف خلقه واحد منهم، حتى لو كان بيحبنا ويدافع عن حقوقنا، ومع ذلك أنا مش مع نغمة التطبيع، وقلة التطبيع أنا باحس إننا بنتلهى بالحكاية دى عن أصل المصيبة، تطبيع إيه ونيلة إيه اللى بيلهونا بيه، المسألة احتلال واستغلال وإذلال، ثم معلومات إيه يا أخى اللى عندها اللى همّا ممكن ياخدوها منها.
د. عبد العال أحمد: أى معلومات؟
د. يحيى: يعنى إيه؟ معلومات زى إيه؟
د. عبد العال أحمد: بيسألوها مثلا هى المظاهرات ديه قامت ليه؟ يعنى بيأخذوا منها فى وسط الدردشة كلام من ده.
د. يحيى: يعنى ياخَىْ هى عارفة حاجة غير اللى فى الشارع، فهمنى أكثر ياشيخ إذا كنت فاهم.
د. عبد العال أحمد: هى بتبقى دردشة فى وسط الكلام، بيعرفوا الأسعار زادت ليه، طب مش عارف إيه، فبيعرفوا أخبار البلد يعنى ده طبعا هو مش منها بس، لأ منها ومن غيرها طبعاً بس هى بدأت تحس إن ده خيانه للبلد وإن هى كده مش وطنية وكلام من ده.
د. يحيى: وانت شخصيا إيه رأيك فى إسرائيل واللى جارى
د. عبد العال أحمد: رأيى..؟ رأيى زى رأى حضرتك بالظبط، ما حضرتك شاورت عليه
د. يحيى: زى حضرتى، دانا لسه ماقلتش حاجة
د. عبد العال أحمد: حاسس بيه
د. يحيى: حِسّ زى ما انت عاوز، المهم إن مافيش أجهزة بتسجل الأحاسيس على كل حال.
د. عبد العال أحمد: يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى؟ أوافق إنها تسيب الشغل؟
د. يحيى: إنت الأول تحط السياسة على جنب، إنت عندك بنت بدأت من سن 13 أو 14 لحد 35 جَسِّد لها خيالها صورة لحدّ له صفات معينة حقيقية أو مش حقيقية مش مهم، ده جواها ويمثل شىء مهم جداً بغض النظر عن مين الحدّ ده، يعنى ينفع من أول صدام حسين لعبد الحليم حافظ لأى حد يؤدى الوظيفة، المعالج هنا لازم يتعرف على الشخصية اللى رسمتها دى وأسقطتها على حد، وهى ليه اختارتها وبتمثل إيه عندها، “الطرح” اللى قال عليه فرويد كان بالنسبة لنقل المشاعر من والد حقيقى للمعالج، الوالد ده ممكن ما يبقاش حقيقى، يبقى الصورة اللى هى جسدتها لنفسها تحت اسم الوطنية، أو الحب أو أى حاجة ، ثم إنك تبقى أنت – كمعالج – حاتحل محل الصورة دى، أنت وشطارتك.
د. عبد العال أحمد: أنا ما صرّحتش لها بموقفى بوضوح
د. يحيى: أنت بتقول مستحيل أختى أو أمى أو مراتى تشتغل فى السفارة دى، ده حقك وده موقفك الشخصى، ويمكن موقفك السياسى وموقف المجتمع، وده مكن يوصل للعيانة بتاعتك لوحده من غير ما تفتح بقك، إنما لما تيجى للموقف العلاجى، إنت لازم تزيح ده على جنب، على قد ما تقدر ولو مؤقتا، البنت دى اشتغلت فى المكان ده قبل ما تجيلك، ولا لها علاقة بجهات حساسة ولا نيلة، هى يعنى لما تسيب الشغل وتقعد فى البيت حاتخف، وبعدين هى اتخضت يوم عيد ميلادها الـ 35 يبقى دخلنا فى حسابات خفية وحرجة عن الجواز وقلته، طيب هى فرص إنها تتزوج أكتر وهى بتشتغل ولا هى فى البيت؟ انت بتقول أنا ماارضاش، لبنتى أو أختى كذا كذا، …. ماتكمل بقى وتحسبها صح إنت عارف قلقى فى المنطقه ديه، قلق حقيقى، هو صحيح موقف فلاحى وقديم، ليكن، إنما هو قلق شخصى أى واحد مصرى مسلم أو قبطى عنده بنات يقلق زيى، فهى فرصها أحسن فين؟ وهى بتشتغل؟ ولا هى قاعدة فى البيت؟ وانت عارف قد إيه إحنا بنحط تقل على الشغل هنا فى مصر فى العلاج، فى المؤسسة بتاعتنا دى بالذات مافيش خفَفان من غير شغل، فنيجى للبنت ديه بتشتغل عند الجن الأزرق، نوافق لها انها تسيب شغلها بتاع إيه؟، أنا رأيى ده شىء صعب جدا، هى فى النهاية حرّة طبعا، بس احنا نهدّيها لحد ما تلاقى شغل تانى، تسيب ده النهارده، تروح ده بكره، أنا مش باتكلم عن مرتبها ولو إن ده مهم، أنا باشاور على الشغل كمجتمع علشان فرصها فى التعرف على الناس والاحتكاك بالواقع، والكبران، وبعدين إنت ماقلتناش حاجة عن موقفها من الدين.
د. عبد العال أحمد: ازاى يعنى
د. يحيى: زى الناس، هى بتصلى ولا لأ
د. عبد العال أحمد: آه بتصلى
د. يحيى: محجبة؟
د. عبد العال أحمد: أيوه محجبة
د. يحيى: أنا مش قصدى، الحجاب مالوش دعوة بالصلاة قوى، معظم المحجات اللى بيجولى العيادة ما بيصلوش والحمد لله!!، أنا بس باوريلك إنك لازم تتعرف على معالم العيانة بتاعتك كلها على بعضها: 35 سنة ، 4 آلاف جنيه ماهية – بتصلى – محجبة – بتنتقل من القطط لصدام حسين للملك فاروق للسفارة الزفت دى، حسك عينك تكون النقلة اللى جاية تستخبى تحت السرير فى بيتها، إياك تنسى إنك فى مصر جدا، ومش بس فى مصر، لأ دا انت لازم تتصور الحى اللى هى عايشة فيه، بيتها، وقرايبها والتقاليد اللى حواليها، وسنها.
د. عبد العال أحمد: يعنى أنا حاعمل إيه فى سنها
د. يحيى: إنت مش حاتشتغل خاطبة، إنما بتحسبها بمساحة الحركة، ومحكات الواقع، ومواقع الفرص المتاحة وربنا يسهل
د. عبد العال أحمد: كله على الله
****
التعقيب والحوار:
د. أسامة فيكتور
المسألة صعبة، والشغلانة صعبة، والناس للأسف فعلا عاوزين ضمانات، يعنى لو طالوا يمضّوا المعالج على شهادة ضمان حايعملوها
لذلك أنا لا استنكر إلحاح المعالج فى سؤاله: “عاوزين ضمانات؟”.
د. يحيى:
شركات التأمين فى المجتمع الغربى تقوم بالواجب، (يمكن أكثر من اللازم)، نحن – الغلابة المجتهدين– نحاول أن نؤدى الواجب فى تراحم ومسئولية،
ونثق فى رحمة ربنا
وفى العلم
وفى الغد،
ونمضى معا بالرغم من كل شىء.
د. محمد على
أول حاجة يا د. يحيى أنا مازلت مش فاهم أو مش واضح عندى ليه ما نتكلمش مع المريض فى السياسة (من غير ما أبين وجهتى أو رأيى) بمعنى أسيب مساحة له يتكلم فى السياسة اتعرف عليه وأنا كمان ممكن فى السكة أعرف حاجة جديدة ومختلفة، ويمكن أكبر.
د. يحيى:
أنا لم أقل أنه ممنوع الكلام فى السياسة أو فى الدين بشكل قاطع، كما لابد أن تتذكر أن كثرة المنع تفسد العلاقة، إنّ ما أُوصى به هو الانتباه إلى التأثير المباشر أو غير المباشر، الظاهر أو الخفى، على المريض من خلال تأثير موقف المعالج الأيديولوجى (الذى هو جزء من موقفه السياسى، الذى قد لا يعرفه تحديداً)
يا رب يعرف المعالج ماذا تعنى السياسة، وأين هو منها، علما بأن “كله سياسة” حسب تعريفى لكلمة “سياسة”
د. محمد على
الحاجة الثانية عايز أعرف هى نقلتها دى من حاجة للتانية، هى بسبب عدم ارتباطها بأشخاص حقيقيين وإلتزامها وارتباطها بصورة وأشخاص وهميين، لكن نقلتها الأخيرة من الملك فاروق للسفارة أنا مش فاهم إيه علاقته بالسيكوباثولوجى بتاعها.
د. يحيى:
أى نقلة من أى موقف أو علاقة أو حتى مكان إلى غيره، نتفهمها فى سياق مسيرة العلاج كلها
ثم من حقك ألا تفهم
وإياك أن تتعسف التفسير أو تستعجله لتتصورا أن هذه هى الإمراضية (السيكوباثولوجى)
إفهم ما تيسر لك، وضع ما لم تفهمه “الآن” بين اقواس، واستمر،وعينك على الإنجاز والاستمرار والعلاقات:
هذا هو كل المطلوب
أ. رامى عادل
الله الله الله، يعنى مافيش لا حس ولاخبر عن الدواء، يا رب يكون راح فى داهيه ولا انقرض (الدواء)، انتم مابتعرفوش تشتغلوا من غيره، أو انكم بتعالجم على اساسه وبيه، ومش بتعرفم تتعاملوا معانا غير بيه، ومش بتطيقونا لما ماناخدوش
د. يحيى:
نحن (فى مدرستنا العلاجية) نستعمل الدواء بصفة أساسية،
لكننا (أو أنا شخصيا ومن أعلّمهم) نستعمل عددا قليلا من العقاقير، رخيصة غالبا، وبطريقة تتغير باستمرار مع مسيرة العلاج، حتى فى العلاج الجمعى،
ويمكن الرجوع إلى الموقع خاصة إن كان عندك برنامج باور بوينت Power Point وشوية انجليزى، ويمكن تلاقى بعضه بالعربى مثل “التكامل بين استعمال العقاقير والعلاج النفسى” (3)
د. مصطفى السعدنى
أستاذى الجليل حوار علاجى أكثر من رائع، وأقول لحضرتكم: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا والمعلم هو أنت بالطبع، تقبل خالص محبتى وامتنانى وودي، ورزقك الله وإيانا طول العمر والصحة والستر والعمل الصالح.
د. يحيى:
مرة أخرى يا مصطفى، أنا أحترم تقديرك، ولا شك أننى أسعد به،
أفرح بدعواتك لى بالصحة، وأتردد أمام حكاية “طول العمر”!!
لماذا؟ إلى متى؟ إلى أين؟
ثم دعنى أكرر أن سعادتى بمشاركتك بالرأى هى الأهم، وهذا لا يقلل من احترامى لطيب كلماتك، التى لا أشك فى صدقها.
****
[1] – يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net
[2] – نشرة الإنسان والتطور: 7-10-2009 www.rakhawy.net
[3] – نشرة الإنسان والتطور: 6-3-2017، بعنوان: “التكامل العلاجى” www.rakhwy.net
عجينى جدا ربط الحاجات ببعضها اللى حضرتك عملته مابين السن والموقف، واستغناءها عن البنى ادمين من لحم والدم وأعتقد أن المعالج هنا ممكن يبقى ايديال أو مثال للعلاقه بالآخر لديها، موقف شغلها طبعا شائك بس اعتقد الحل اللى حضرتك قولته هو الأصح تشوف شغلانه تانيه علشان متعطلش ، ده الاهم
شكرا